شعبان شهر تشعب الخيرات |
ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ولا تعرضوا عنها".
شرّف الله أزمنة جعلها أبواباً لكرامته وفرصة للدخول إلى ساحة فيضه ورضوانه، منها شهر شعبان الذي عظمه رسول الله صلى الله عليه وآله فكان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: "يا أهل يثرب إني رسولُ رسول ِالله إليكم، ألا إن شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري".
كيف نعين النبي صلى الله عليه وآله على شهره؟.ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أن علة تسمية الشهر بشعبان هي لتشعب الخيرات فيه وأن الله قد فتح فيه "أبواب جنانه وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان وأسهل الأمور فاشتروها".
ومن معين الأمير عليه السلام نفهم كيف نعين النبي صلى الله عليه وآله في شهره بتلقي خيراته المباركة، ونعرض من هذه الخيرات:
الصوم: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله ينادي في شعبان".
الدعاء: ولعل أفضله المناجاة الشعبانية، والتي كان إمام الأمة الراحل قدس سره يشدد على تكرارها لما فيها من معان جليلة، ومن الادعية المستحبة في شهر شعبان، الصلوات عند زوال كل يوم "اللهم صل على محمد وآل محمد شجرة النبوة..".
الصلاة: وردت فيه صلوات عديدة مستحبة ورد في بعضها أن ثوابها قضاء كل حاجة للمصلي من أمر دينه ودنياه.
الاستغفار: فعن الإمام الرضا عليه السلام: "من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم".
الصدقة: عن النبي صلى الله عليه وآله: "من تصدق بصدقة في شعبان ربّاها الله تعالى كما يربّي أحدكم فصيله، حتى يوافي يوم القيامة وقد صارت له مثل أحد".
إحياء ليلة النصف منه: وهي ليلة شريفة ورد أنها أفضل الليالي بعد ليلة القدر، وقد زاد شرفها بولادة الإمام الحجة بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه في صبيحتها.
إحياء المناسبات الجليلة فيه وأبرزها: ولادة الإمام الحسين عليه السلام وأبي الفضل العباس عليه السلام والإمام زين العابدين عليه السلام والإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى شرفه.
المسجد في حياة الفرد والمجتمع |
اختار الله تعالى بقاعاً من أرضه فضلها على غيرها من البقاع ألا وهي المساجد، التي سميت بيوت الله في الأرض، وقد ورد في بعض الأحاديث أن من زارها زار الله "ألا إن على المَزُور كرامة الزائر".
وقد كان للمسجد في صدر الإسلام دور بارز في حياة الفرد والمجتمع، التفت إليها أعداء الإسلام الذين حاولوا تفريغ المسجد من دوره الإلهي ليصبح مجرد مكان للطقوس الخاوية من المضمون، وهذا ما أشار إليه الإمام الخميني قدس سره بقوله: "اسعَوا في إعادة المساجد إلى ما كانت عليه في صدر الإسلام ولتنتبهوا إلى أنه ليس في الإسلام عزلة أو اعتزال".
والدور الذي أشار اليه الإمام قدس سره يتمثل بعناوين عديدة منها:
الدور الروحي
المسجد بيت للصلاة والدعاء وقراءة القرآن، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "عليكم إتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض . . فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".
الدور التعليمي
المسجد بيت للتعلم والتعليم، وهذا ما دعا إليه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله: "من راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو ليعلّمه، فله أجر حاج تام الحجة".
الدور الاجتماعي
المسجد بيت الأخوة في الله تعالى، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا يرجع صاحب المسجد بأقل من أحد ثلاث: منها أخ يستفيده في الله".
الدور السياسي
من المسجد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبثُّ الوعي السياسي في نفوس المسلمين، وهذا ما أكد عليه الإمام الخميني قدس سره بقوله: "المسجد هو مركز التجمعات السياسية".
الدور الجهادي
لقد كان المسجد في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مركزاً للإنطلاق في الجهاد وبيتاً للدفاع عن الإسلام والمسلمين، لذا قال الإمام الخميني قدس سره: "المسجد أحد خنادق الدفاع عن الإسلام، والمحراب محل الحرب".
من شذا الولاية |
"إن الأهمية القصوى للقيم والمعايير الإسلامية هو أمر يجب أن يبقى موضع اهتمام المجتمع الإسلامي والنظام الإسلامي حتى ظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه".
نداء روح الله |
"كم هو جميل أن تقدم الطبقات المتمكنة مالياً وبصورة تطوعيّة على توفير المسكن والرفاه لبعض الفقراء، وليطمئنوا بأنّ في ذلك خير الدنيا والآخرة، كما أنّه ليس من الإنصاف أن يبقى إنسان بلا مسكن في حين يمتلك الآخر العمارات".
من ذاكرة الجهاد |
أم الشهيد هي...
لقد سنحت الفرصة في يوم الهدنة المعلنة بعد مضي ثلث حرب تموز للمجموعة المرابطة في الغندورية بترك نقاط التمركز والتجول بين الإخوة في مواقع تواجدهم ليتفقد بعضهم بعضاً ليتم تأمين ما يلزم من سلاح وعتاد وطعام تقدم "جواد" من قائد مجموعته الحاج "عباس" وقال:
ـ أريد الذهاب لتفقد والدتي.
ـ لا بأس.
ـ ليس قبل أن ترافقني، إن القلق يتآكلني، أخشى أن يرق قلبها لرؤيتي ولا تدعني ارجع لموقعي. سارا معاً لغاية باب الدار، طرق "جواد الباب بقوة.
فتحت الباب حدّقت في عينيه وصاحت: جواد ـ جواد...غرقا في عناق طويل وأخذت ترسم على وجنتيه قبلات الشوق...
وقف الحاج "عباس" راقب هذا المشهد بصمت:
هي لم تطلب منه البقاء... لقد طلبت أمراً آخر...
ـ بني اخلع الجعبة قليلاً. وقامت وألبسته إياها وأخذت تصحح له وضعها حتى أصبحت على الشكل الذي يريحه.
ـ لطالما امتلكت أمنية أن ألبسك بيدي لامة الحرب.
عجز لسانه عن أي كلام فالتزم الصمت منصتاً لعذوبة صوتها:
ـ اعددتك ذخراً لمثل هذا اليوم... لتبيض وجهي عند مولاتي الزهراء عليها السلام.
قالتها أمنية فرشفها قطرة... قطرة... أثلجت صدره وبابتسامة وديعة أردف يقول لها: بأمان الله، أنتِ أجمل أمٍ..
عادا أدراجهما، مدَّ يده إلى يد الحاج “عباس” متنفساً الصعداء قائلاً:
ـ"لن تفوتني الشهادة".
رد الحاج "عباس": لكل شيء في هذا العالم مسار انتاج، بارك الله بأمهاتنا فإنهن كربلائيات... والإعداد طريق الشهادة.
ـ أمي لقد عجزت الكلمات أن ترقى لأدبياتك دعيني أكسر قلمي.
قبس من نور المهدي عجل الله تعالى فرجه |
إن المتتبع لسيرة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه يدرك بشكل جلي اليد الغيبية الحافظة والصانعة لهذا الوجود المبارك، قبل ولادته وبعدها، وفي غيبته وعند ظهوره الشريف.
وصية الإمام العسكري عليه السلام
لكي لا يقع الشيعة في حيرة من أمرهم بحق إمامهم، فقد كان الإمام العسكري عليه السلام بين الحين والآخر يدخل بعض أصحابه على الإمام لرؤيته كي يحدثوا الشيعة بوجوده الشريف، ولهذا ورد في الأحاديث الشريفة أنه: "ولد لأبي محمد الحسن مولود فسماه محمداً فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: ذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد عليه الأعناق بالانتظار فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً".
وصية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه لشيعته
قبل غيبته الكبرى التي ينتفع فيها شيعته كانتفاعهم بالشمس إذا ما غيّبها السحاب، كتب الإمام عجل الله تعالى فرجه إلى ابن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق وصيته له ولشيعته يقول فيها:
"... وأوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ، وصلة الرحم ومؤاساة الإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر والحلم عند الجهل والتفقه في الدين والتثبت في الأمور والتعاهد للقرآن وحسن الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وعليك بصلاة الليل فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى علياً عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا عليه وعليك بالصبر وانتظار الفرج.. فإن النبي صلى الله عليه قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج"
فاصبر يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن وأمر جميع شيعتي بالصبر فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير".
منـاسـبات |
منـاسـبات شهر شعبان
2 شعبان: فرض صيام شهر رمضان 2 هـ
3 شعبان: ولادة الإمام الحسين عليه السلام 4هـ
4 شعبان: ولادة أبي الفضل العباس عليه السلام 26 هـ يوم الجريح
5 شعبان: ولادة الإمام علي بن الحسين عليه السلام 38هـ
11 شعبان: ولادة علي الأكبرعليه السلام 33 هـ
14 شعبان: إحياء ليلة 15 شعبان
15 شعبان: ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه 255 هـ يوم المستضعفين
22 شعبان: بداية أسبوع المسجد
ميلادي
25 تموز: عدوان تموز 1993م
28 تموز: اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914م
29 تموز: حرب الأيام السبعة 1993م
1 آب: عيد الجيش اللبناني
6 آب: إلقاء قنبلة ذرية أمريكية على هيروشيما 1945م
14 أب: انتهاء عدوان تموز بهزيمة الصهاينة 2006م
21 أب: إحراق المسجد الأقصى 1969م