يتم التحميل...

العدد 57 - شهر محرم 1429 هـ

العدد 57

تحميل pdf

عدد الزوار: 48

خطاب القائد

البعد العرفاني في شخصية الامام الحسين

يقول الإمام الخامنئي دام ظله متحدثاً عن شخصيّة الإمام الحسين عليه السلام: "إنَّ لهذه الشخصية الألمعيّة الباهرة بُعدين: بُعد الجهاد والشهادة، الذي أحدث إعصاراً ممتداً عبر التاريخ وسيبقى على ما يتسم به من بركات مدوياً على مدى الدهر، والبُعد المعنويّ والعرفانيّ، هذا البعد الآخر يتجلّى بوضوح في دعاء عرفة وبشكل عجيب،فقلّما يوجد لدينا دعاء يحمل هذه اللوعة والحرقة والانسياق المنتظم في التوسّل إلى الله والابتهال إليه بالفناء فيه، إنّه حقاً دعاء عظيم. وكذلك يتجلى هذا البعد في خطابه الذي ألقاه على مسامع أكابر شخصيّات عصره وأكابر المسلمين التابعين في منى، حيث تشاهدون ذلك النَفَس الحسينيّ الموجود في دعاء عرفة".

وعن هذا البُعد العرفانيّ لشخصية الامام الحسين والذي تجلى في عاشوراء يقول سماحته دام ظله: "إذا نظرتم إلى واقعة عاشوراء وأحداث كربلاء، فبالرغم من أنّها ساحة قتال وسيف وقتل، إلا أنَّكم ترون الحسين عليه السلام فيها، يتكلّم ويتعامل بلسان الحبّ والرضا والعرفان مع الله تعالى. ففي آخر المعركة وضع خدّه المبارك على تراب كربلاء اللاهبة، وقال: "إلهي رضاً بقضائك وتسليماً لأمرك". وكذا حين خروجه من مكّة قال: "من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا"، بل إنّ كلّ قضيّة كربلاء ترون فيها وجه العرفان والتضرّع والابتهال. لقد اقترن خروجه ذاك بالتوسّل والمناجاة وأمنية لقاء الله، وبدأ بذلك الاندفاع المعنويّ المشهود في دعاء عرفة إلى أن انتهى به المطاف في اللحظة الأخيرة إلى حفرة المنحر حيث قال: "ورضاً بقضائك".

ويتابع سماحته دام ظله في نفس المضمار قائلاً: "القضيّة التي أريد الإشارة إليها هنا هي أنّ هذا الاندفاع المعنويّ، والعرفان، والابتهال إلى الله والفناء فيه، وعدم رؤية الذات أمام إرادته المقدّسة، هو الذي أضفى على واقعة كربلاء هذا الجلال والعظمة والخلود، أو بعبارة أخرى إنّ البُعد الأول أي بُعد الجهاد والشهادة، جاء كحصيلة ونتاج للبُعد الثاني، أي أنَّ نفس تلك الروح العرفانيّة والمعنويّة تجدها في شهادة نابعة من روح الإيمان، ومنبثقة من قلب يتحرّق شوقاً، وصادرة عن روح متلهّفة للقاء الله، ومستغرقة في ذات الله، هذا اللون الآخر من المجاهدة له طعم ونكهة أخرى، ويضفي أثراً آخر على التكوين".
 

عبر من حياة القائد

كان المرحوم آية الله ميرزا جواد آقا الطهراني من العلماء المحترمين المتدينين النجباء والوجهاء في مدينة مشهد وكان طاعناً في السن فعمره يتجاوز السبعين أو الثمانين عاماً.

هذا العالم الكبير الذي أنحنى ظهره لكبر سنه وكان يمشي بما يُشبه الركوع متّكئاً على العصا ذهب إلى الجبهة ولبس الزي العسكري الخاص بقوات التعبئة ثم طلب من الأخوة أن يعطوه عملاً خاص، فأوقفوه وراء مدفع الهاون وطلبوا منه أن يضع قذيفة الهاون في أنبوب المدفع.

عندما رجع من الجبهة، زرته في مدينة طهران ،كان قد ازداد نوراً وسروراً في هذه الأشهر القلائل التي قضاها هناك. قال لي: كان لي شعور خاص عندما كنت بين الأخوة هناك. فكان متأثراً كثيراً بخلوص الأخوة وصفائهم. ثم قال: لقد طلبوا مني أن أضع القذيفة في أنبوب الهاون وقالوا لي عليك أن ترجع إلى الوراء وتضع أصابعك في أذنيك فور وضع القذيفة، فكنت أضع أصابعي في أذنيّ وأصيح: الله أكبر!.

أنظروا فما أروع حضور شيخ طاعن بالسن يبلغ الثمانين من العمر وراء الهاون!.
 

فقه الولى

أحكام بعض مراسم عاشوراء

تترافق إقامة مجالس العزاء مع بعض الشعائر المستجدّة، حكمها على رأي سماحة الإمام القائد دام ظله كالتالي:

1- خدش الوجه وإسالة الدماء

لا وجاهة شرعاً للتصرفات البعيدة عن إظهار الحزن والعزاء التقليدي والولاء للأئمة عليهم السلام، بل لا يجوز بعضها كضرب الوجوه والصدور بالأرض إلى أن تسيل الدماء فيما لو أدت إلى ضرر بدني معتنى به، أو إلى وهن المذهب في نظر الناس.

2- ضرب السلاسل

إن كان استخدام السلاسل موجباً لوهن المذهب في نظر الناس، أو كان مؤدياً لضرر بدني معتنى به، فلا يجوز، وأما إذا كان على النحو المتعارف، وبشكل يعدّ عرفاً من مظاهر الحزن والأسى في العزاء، ولا يوجب وهن المذهب الحق، فلا بأس به.

3- تشكيل مواكب العزاء

إنطلاق مواكب العزاء على سيد الشهداء وأصحابه رضوان الله عليهم، والمشاركة في أمثال هذه المراسم الدينية أمر حسن جداً ومطلوب، ولكن يجب الحذر من أي عمل يسبّب إيذاء الآخرين.
 

نشاطات القائد

الامام الخامنئي: إنَّ الرسالة التي استلهمها شعبنا من واقعة الغدير هي ايجاد مجتمع إسلامي (29/12/2007)

لدى استقباله يوم السبت (18 من ذي الحجة) حشداً غفيراً من أبناء الشعب هنَّأ الامام الخامنئي دام ظله جميع المسلمين والمؤمنين وأحرار العالم بمناسبة عيد الغدير الأغرّ معتبراً أنَّ البعد العقائدي للغدير يتمثل في تعيين خط الإمامة باعتباره منحى وتوجّه الحكومة الإسلامية،وأنَّ معنى ومفهوم الإمامة يتمثل في إدارة الشؤون الدنيوية والأخروية للشعوب، وترشيد البشرية نحو الكمال،وليس إدارة شؤون الحياة اليومية للناس فقط.

وأشار سماحته الى أنَّ البعد الآخر لواقعة الغدير يتمثل في الاهتمام الجادّ بالقيم المعنوية والشخصية الفريدة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام،موضحا أنَّ الحسابات الالهية التي تفوق إدراك البشرية كشفت بأن هذه الفضائل اللامتناهية قد جمعت في شخص أمير المؤمنين عليه السلام، ولهذا السبب فإنه هو شمس سماء الإمامة. وسائر أئمة الهدى عليهم السلام، هم نجوم هذه السماء المشرقة.

واعتبر سماحته أنَّ العدالة، الإخلاص، التوحيد، العمل في سبيل الله، الاشفاق، المحبة حيال أبناء المجتمع والبشرية، الجدية والحزم أمام الانحراف عن الصراط المستقيم هي من مؤشرات حكومة أمير المؤمنين عليه السلام العلوية.

ورأى سماحته أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام بالرغم من أنَّه منصوب للولاية من قبل النبي الخاتم صلى الله عليه وآله، ولكنه حين رأى بأنَّ المطالبة بهذا الحق قد يؤدِّي إلى الاضرار بالإسلام والتفرقة، ليس فقط لم يطالب به بل إنَّه تعاون مع الذين لم يكن لهم أي حق فيه وكانوا يحكمون المجتمع الإسلامي. لأن الإسلام كان بحاجة إلى الوحدة، ولهذا السبب قدَّم هذه التضحية.

وأشار سماحته مختتماً الى أنَّ الدرس العظيم للغدير هو التصدي للخلافات والتفرقة، ومن أجل تحقيق هذا الأمر المهم على أتباع المذاهب الإسلامية تجنُّب التعرض إلى مقدسات الآخرين والإساءة اليها وتأجيج المسائل الحساسة.

الامام الخامنئي‎‎‎ يعزي‎‎ بوفاه حجة الاسلام طاهري جرجاني (30/12/2007)

وجَّه‎‎‎‎ الامام‎‎ الخامنئي دام ظله يوم الأحد (19 ذي الحجة) رسالة تعزية بمناسبة وفاة‎‎‎ حجة الاسلام‎ حبيب‎ الله طاهري‎ جرجاني‎‎ النائب‎ عن‎ اهالي محافظة‎ غلستان‎ في‎ مجلس‎ خبراء القيادة.. وعزَّى سماحته‎‎‎ في‎‎ هذه الرسالة اهالي جرجان‎ واسرة الفقيد وذويه بهذا المصاب‎ الذي‎ الم‎‎َّ بهم. وأوضح‎ سماحته‎ انَّ‎ هذا العالم‎ الديني‎ الكبير كان‎ في‎ خدمة‎‎‎ الثورة الاسلامية واهدافها السامية منذ مراحل‎ الجهاد الاسلامي‎ وحتي‎ نهاية‎‎ عمره الشريف‎.
 

وصايا المرشد

س: إذا أردنا أن نبين هدف الامام الحسين عليه السلام من الثورة والقيام فماذا نقول، ولماذا لم يقم بذلك أحد سواه؟
ج: لو أردنا بيان هدف الإمام الحسين عليه السلام، ينبغي أن نقول هكذا: إن هدفه عليه السلام كان أداء واجب عظيم من واجبات الدين لم يؤدُّه أحد قبله، واجب يحتل مكاناً مهماً في البناء العام للنظام الفكري والقيمي والعملي للإسلام، ورغم أن هذا الواجب مهم وأساسي، لكنه كان ينبغي على الإمام الحسين عليه السلام القيام به ليكون درساً على مرّ التاريخ، مثلما أن تأسيس النبي صلى الله عليه وآله للحكومة الإسلامية أصبح درساً على مرّ تاريخ الإسلام، ومثلما أصبح جهاد النبي صلى الله عليه وآله في سبيل الله درساً على مرّ تاريخ المسلمين وتاريخ البشرية إلى الأبد، فكان ينبغي أن يؤدي الإمام الحسين عليه السلام هذا الواجب ليصبح درساً عملياً للمسلمين على مر التاريخ. وهو عليه السلام شخصياً قام به لأن أرضية هذا العمل قد مهّدت في زمنه عليه السلام، فلو لم تمهّد هذه الأرضية في زمنه عليه السلام كأن مهّدت على سبيل المثال في زمن الإمام الهادي عليه السلام لقام الإمام علي الهادي عليه السلام بهذا الواجب ولصار هو ذبيح الإسلام العظيم، ولو اتفق ذلك في زمن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام لقام به، أو اتفق في عصر الإمام الصادق عليه السلام لقام به الإمام الصادق عليه السلام، لكن لم يتفق ذلك في زمن الأئمة عليهم السلام حتى عصر الغيبة إلا في عصر الإمام الحسين عليه السلام.
 

القائد في أقوال العلماء

في المؤتمر العالمي لدعم الإنتفاضة، افتتحت الجلسة الأولى بخطاب مهم لقائد الثورة المعظم آية الله الخامنئي دام ظله. بعد الخطاب وبينما كان ماراً وسط قاعة المؤتمر، قام السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله (لبنان) وقبَّل يد قائد الثورة.

في اليوم التالي ذهبت لزيارة السيد حسن نصر الله، وتحادثنا. فقال لي: أنا قمت بهذا العمل عمداً وبكامل الإخلاص، السبب هو أنه في هذه السنة سمتني وسائل الإعلام العالمية "رجل السنة"، وفي البلدان العربية أيضاً اعتبروني "أفضل القادة العرب". أنا لم أفرح بهذه الألقاب والعناوين، ولكن في هذه الجلسة الهامة التي كان يحضرها جمع من قادة الحركات الإسلامية والشخصيات السياسية في البلدان الإسلامية، وكانت الصور تبث إلى العالم مباشرة بواسطة التلفزيون أحببت أن أقوم بهذا العمل.

عمل السيد حسن نصر الله هذا علامة على عظمة القائد دام ظله، تلك العظمة التي كانت سبباً في أن يقبل يده قائد حزب الله بإخلاص كامل وأمام أعين رؤساء وفود البلدان العربية.
 

تعريف بكتاب

عطر الشهادة

كتاب عبارة عن مجموعة من المحاضرات والكلمات التي ألقاها سماحة الامام الخامنئي دام ظله في مناسبات وأماكن مختلفة، لاسيما في جموع المجاهدين وعوائل الشهداء، تحدث فيها عن آثار الشهادة في المجتمع وعلاقتها الوثيقة بالدين وعن دور الشهيد في ترسيخ قيم التضحية والعزة وكذلك عن تكليف الأمة تجاه نهج الشهداء وعوائلهم.

هذه المحاضرات قام مركز بقية الله الاعظم بترجمتها وطبعها في 120 صفحة تضمنت خلاصة وافية عن الفهم الاصيل لفكر الشهادة وإشارات الى ما تقوم به مؤسسة الشهيد تجاه إرث الشهداء وتوجيهات لكيفية المحافظة على خط ونهج الشهادة في أمة الشهداء الذين هم هداة دربها الاحياء.

2009-09-24