قصة وعبرة |
عطايا السماء
خرج "بلال" من باب المكمن متثائباً وهو ينظر إلى السماء فوق "برعشيت" وقد اختفت نجومها وبدأ يتسلَّل في ظلمتها ضوء خافت. بدأ يهمهم بطريقته اللطيفة التي كان يمازح بها الأخوة: "شو يا ربي إليّ عندك هدية لأني صليت الصبح ولم أنم بعدها أو لا؟".
قالها ويمم قلبه شطر الشجيرات التي تخفي المنظار الذي يراقب العبوة التي سهر الليل مع الأخوة وهم يزرعونها. ينبغي اخفاؤها جيداً لأن المكان نتناوب عليه مع الإسرائيلي مرة يسبقنا ومرة نسبقه.
"بلال حدَّاثا" كان يعرف أن كثافة الضباب لن تسمح له برؤية مكان العبوة، إلاَّ أنَّه وضع عينيه على عدستي المنظار، إنتفض إلى الخلف وطار منه ما تبقى من نعاس ومن تعب الليلة السابقة عندما وجد عنصرين إسرائيليين يحبوان إلى العبوة يريدان تفكيكها، ودون تباطؤ ضغط على المفجِّر وأطلق تكبيرةً وصل صداها إلى برعشيت قبل صوت الانفجار.
لم يصدِّق الأخوة أنَّ "الشهيد بلال" يومها استطاع رؤية الجنود في هذا الضوء المغلف بضباب الصباح، إلاَّ أن الإذاعة الإسرائيلية بددت شكوكهم وأضافت إلى رصيد خسائر الجيش الذي لا يقهر رقمين
وإلى رصيد العطايا الإلهية للمقاومة رقماً لا يُقدَّر بثمن من أثمان هذه الدنيا.
أسئلة كبرى في حياة الإنسان |
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسْأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت".
كلنا مسؤولون عن هذه الأربع وينبغي أن نجيب عنها بما يجعلنا من زمرة الفائزين. فلكلٍّ منها ميزان وحساب:
أما العمر: فميزانه أن يغنيه الإنسان بطاعة الله، عن أبي عبد الله عليه السلام: "ثلاثة يدخلهم الله الجنة بغير حساب: إمام عادل وتاجر صدوق وشيخ أفنى عمره في طاعة الله" بالعبادة والعمل الصالح.
أما الشباب: فميزانه أن يعمل فيه الإنسان قبل هرمه: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشيبة قبل الكبر".
أما المال: فميزانه أن يأتي من حلال وينفق في حلال، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصية وأنفقه في غير معصية، وعاد به على أهل المسكنة...".
وأما حب أهل البيت عليهم السلام: فميزانه أن يقترن ببغض عدوِّهم قال علي عليه السلام: "لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان، إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".
يصادف في شهرنا هذا ولادة الإمام الرضا عليه السلام وشهادة الإمام الجواد عليه السلام، وكذلك ولادة السيدة فاطمة المعصومة، وهؤلاء الأطهار تستحب زيارتهم وهي من علائم حب أهل البيت عليهم السلام.
ألا بذكر الله تطمئن القلوب |
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً".
لا بد للمؤمن من خلوةٍ مع ربِّه يذكره، فإنّ للذكر أنساً لا يدركه إلاّ أهله، وللذكر مواطن ومراتب:
أ- مواطن الذكر:
عند البلاء: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾(البقرة:156).
عند الشدة وملاقاة العدو: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا﴾(الأنفال:45)
عند التجارة والبيع: قال تعالى: ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ...﴾(النور:37)
ب- مراتب الذكر:
الذكر اللساني: وهو ذكر الله باللسان، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُم﴾(الحج:35) أي أن ذكر الله باللسان يؤدي إلى خوف قلوبهم من عقابه.
الذكر العملي: وهو الإلتزام بالطاعة واجتناب المعصية، عن الإمام الصادق عليه السلام: "من أشد ما فرض الله على خلقه ذكراً كثيراً... ثم قال: لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن كان منه، ولكن ذكر الله عند ما حَلّ وحَرُمَ، فإن كان طاعةً عمل بها، وإن كان معصية تركها".
الذكر القلبي: وهو حضور الله عزَّ وجلَّ في قلب المؤمن دائماً، وعدم الغفلة عنه قال تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ﴾(الأعراف:205).
من شذى الولاية |
مسألة الشهداء ليست مسألة أشخاص حتى نقول إننا نريد تخليد أشخاص، بل الهدف من وراء تخليدهم، تخليد نهج حصيلته استعداد هذه الثلة للبذل في سبيل الله.
مناسبات شهر "ذو القعدة" |
*1 ذو القعدة: ولادة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
*8 ذو القعدة: فرض الحج عام 8هـ.
*11 ذو القعدة: ولادة الإمام علي الرضا عليه السلام.
*25 ذو القعدة: يوم دحو الأرض.
*29 ذو القعدة: شهادة الإمام محمد الجواد عليه السلام.
*11 تشرين الثاني: عملية الاستشهادي أحمد قصير يوم الشهيد.
*22 تشرين الثاني: يوم استقلال لبنان عام 3491 م.
فقه القائد |
أكل الحيوانات
1- البحرية:
حلال: إذا كان سمكاً له فلس، ويحل أكل بيضه.
حرام: ما لم يكن له فلس من الأصل.
2- الطيور:
حلال: -كالحمام والبط والدجاج على أنواعه.
- كالعصافير على اختلافها.
- ما كان رفيفه أكثر من صفيفه.
- ما كان فيه حوصلة أو قانصة، أو صيصة.
مكروه: كالهدهد والخطاف و...
حرام: كالخفاش والطاووس والغراب وكل ذي مخلب.
3- البرية:
حلال: كالغنم والماعز والبقر والجمال والظبي والغزال.
مكروه: كالحصان والبغل والحمار.
حرام: كالحيوانات المفترسة وغيره كالأرانب والقردة والحشرات.