يتم التحميل...

العدد 57 - السنة الخامسة - شهر جمادي الأولى 1424 ه

دوحة 57

تحميل pdf

عدد الزوار: 29

 ورثة الأنبياء

السيد عبد الحسين شرف الدين‏

البطاقة الشخصية:

عبد الحسين بن يوسف بن جواد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الملقب بشرف الدين الموسوي العاملي، ولد في الكاظمية سنة (1290هـ)، وتوفي في بيروت، وقيل في صور سنة (1377هـ)، ونقل جثمانه إلى العراق، ودفن في النجف الأشرف في الصحن العلوي المطهر.

من ذاكرة التاريخ أبرز جوانب حياته:

نشأ تحت رعاية أبيه، فتعلم القراءة والكتابة ومبادى‏ء العلوم، ثم قرأ سطوح الفقه والأصول على لفيف من رجال الفضل في الكاظمية، وسامراء، والنجف الأشرف.

استقر في النجف الأشرف، فحضر على كبار علمائها انذاك، ولازم حلقات دروسهم في الفقه والأصول والحكمة والكلام والتفسير والحديث، حتى سطع نجمه في الأوساط العلمية.

عاد إلى جبل عامل سنة (1322هـ) وقد بلغ الثانية والثلاثين من عمره مزوداً بإجازات الاجتهاد، فاستقبله أهل بلاده، والتفّوا حوله.

لم يقتصر جهده على العمل في نشر الأحكام، بل كان قائداً موجهاً، ومصلحاً اجتماعياً، وزعيماً وطنياً، حيث خاض ميدان النضال ضد الحكام الأجانب في عهدي الأتراك والاحتلال الفرنسي وأفتى بالجهاد ضد حكم الانتداب، حتى صدر بحقه حكم الإعدام، وهوجمت داره وأحرقت مع مكتبته، فتلف فيها نيف وعشرون من مؤلفاته المخطوطة، ثم تلا هذا الحادث أحداث أدت إلى تشريده مع أهله إلى دمشق. كان من أكبر دعاة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب، وكان أول تأليف له في هذا الموضوع كتاب الفصول المهمة في تأليف الأمة.

سافر إلى مصر واجتمع مع علمائها وعلى رأسهم شيخ الأزهر يومئذ الشيخ سليم البشري.

عاد إلى جبل عامل واستقر فيها، وقام بتأسيس المدارس الجعفرية، كما قام بتأسيس مسجد جامع في صور من أفخم المساجد وأحسنها اتقاناً وجمالاً.

من مؤلفاته:

المراجعات، الفصول المهمة في تأليف الأمة، الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء، المجالس الفاخرة في ماتم العترة الطاهرة، فلسفة الميثاق والولاية، مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام، والنص والاجتهاد.
 

 بيوت الله

التعريف:

هي فاطمة بنت رسول اللَّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين أمها خديجة بنت خويلد ولدت في 20 جمادى الاخرة سنة 5 بعد المبعث النبوي وتوفت سنة 3 جمادى الاخرة سنة 11هـ. وعلى رواية 13 جمادى الأولى.

الموقع: المدينة المنورة

يتفق الكثير من فقهاء الإمامية أن قبر فاطمة في بيتها وهناك قول اخر أنها دفنت في البقيع، ويقع قبرها في الأسطوانة التي يدخل إليها من باب جبرائيل عليه السلام إلى مؤخرة الحظيرة التي فيها قبر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم شرقي المسجد النبوي الشريف.

التأسيس‏:

لما استشهدت فاطمة الزهراء تولى غسلها وتكفينها زوجها الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وحملها ومعه الحسن والحسين وصلوا عليها، ودفنوها في جوف الليل وعفي قبرها ولم يحضر دفنها والصلاة عليها إلا الإمام علي عليه السلام والحسنان ونفر من بني هاشم وخواص الإمام علي عليه السلام وكان نعشها أول نعش أحدث في الإسلام، فلما أنزلها الإمام علي عليه السلام في القبر وسوى التراب عليها جلس عند رأسها قبالة وجهها وأخذ يكثر من تلاوة القران والدعاء حسب وصيتها له.

من ذاكرة التاريخ‏:

يُروى أن الإمام علياً عليه السلام سوى في البقيع أربعين قبراً ولما علم المسلمون وفاتها جاؤوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً جدداً فأشكل عليهم قبرها، فضج الناس ولام بعضهم بعضاً.

في الصلاة عندها وزيارتها عليه السلام:

عن جميل بن دراج أنه قال لأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام: "الصلاة في بيت فاطمة عليه السلام مثل الصلاة في الروضة؟ فقال الإمام عليه السلام وأفضل".

في ثواب زيارتها:

عن فاطمة الزهراء أنها قالت: "أخبرني أبي وهو ذا أنه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيام أوجب اللَّه له الجنة، قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم، وبعد موتنا".

في أدب زيارتها عليه السلام:

عن أبي جعفر عليه السلام: إذا صرت إلى قبرها فقل: "السلامُ عليكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكَ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وزعمْنَا أنَّا لكِ أوّلياءٌ، ومصدّقونَ وصابرونَ لكَلّ‏ِ ما أتانا بهِ أبوكِ صلّى اللَّهُ عليهِ والِهِ وأتى بهِ وصيُّهُ، فإنّا نسألُكِ إنْ كُنّا صدّقناكِ إلاّ ألحقْتِنَا بتصديقِنَا لهُمَا، لنبشّرَ أنفُسَنَا بأنَّا قد طهُرْنَا بولايتِكِ".
 

 من خصائص الصديقة الكبرى سلام اللّه عليها

فطمت من النار:
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "سميت فاطمة لأن اللَّه فطمها وذريتها من النار، من لقى اللَّه منهم بالتوحيد والإيمان بما جئت به".

الطاهرة من كل دنس:
عن أبي جعفر عليه السلام: "إنما سميت فاطمة بنت محمد الطاهرة لطهارتها من كل دنس وطهارتها من كل رفث...".

حوراء أنسية:
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أسماء إنّ‏َ فاطمة خلقت حورية في صورة أنسية".

صاحبة النور الأزهر:
عن أبي عبد اللَّه عليه السلام عندما سُئل لما سميت فاطمة "الزهراء"؟

فقال لأن اللَّه عزَّ وجلّ‏َ خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السموات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة للَّه ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى اللَّه إليهم: هذا نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي واجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.
 

 من ذاكرة الجهاد

الموفقية من اللَّه تعالى!

قالها مبتسماً، واستوى في جلسته فتحولت حواسي إلى اذان وأردف مطمئناً:

كنا في المراحل الأولى من مراحل المقاومة نستعمل مدفع الهاون بلا بوصلة ولا أجهزة توجيه...

وكان الشباب يقفون على التلال بيننا وبين الهدف ويساعدوننا في التصويب.

في إحدى المعارك كنت أوجه الرمي فلاحظت تقدماً للعدو من جهة فحددت موقعها للرامي الذي أرسل قذيفته فوقعت في خربةٍ بعيدة عن العدو مقدار مئة متر، فطلبت منه رميةً أخرى إلى يمين الخربة بمئة متر فأرسلها فعادت تقع في نفس الخربة فرفعت صوتي مكرراً ملاحظتي: مئة متر على اليمين، فأرسل قذيفةً ثالثة فوقعت في نفس الخربة فصرخت به ثائراً: ألا تفهم عليّ‏َ، عدّل مدفعك يا أخي، مئة متر إلى اليمين. فأجابني بهدوء: لقد نفذت أوامرك بدقةٍ منذ البداية. فأدهشني جوابه فقلت له حسناً أرسل قذيفة أخرى إلى اليمين بمئة متر، فأرسلها فوقعت في نفس الخربة. وهنا قلت له أوقف الرمي فلا فائدة من هذا المدفع.

في الأيام التالية وبعد انتهاء المعركة سحب العدو من الخربة جثثاً لعناصره التي كانت كامنة داخل الخربة خلال المعركة وسط دهشتنا واعتزازنا بمدفعنا المظلوم الذي بتوفيق اللَّه تعالى أصاب الهدف.
 

 صدى الرحمان

ثمار التوبة

للتوبة ثمار جليلة في الدنيا وفي الاخرة أهمها:

1-  تكفير السيئات ودخول الجنة:

إن التوبة تؤدي إلى إزالة سيئات الإنسان من صحيفة أعماله، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار(التحريم: 18)

2-  محبة اللَّه:

إن التائب الحقيقي سوف يحصل على محبة اللَّه تعالى وينال رضاه، يقول تعالى: ﴿ِإنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(البقرة: 222)

3-  الستر:

إن توبة العبد تؤدي إلى الستر عليه فيأتي يوم القيامة لا يُدرى بذنبه، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا تاب العبد توبة نصوحاً أحبه اللَّه فستر عليه، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي اللَّه إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى اللَّه عزَّ وجلّ‏َ حين يلقاه وليس شي‏ء يشهد عليه بشي‏ء من الذنوب".
 

 قصة بشر الحافي‏

في عصر الإمام الكاظم عليه السلام كان يعيش في بغداد رجل معروف يقال له بشر. وكان ممن يشار إليه بالبنان، وحدث يوماً أن كان الإمام الكاظم عليه السلام ماراً من أمام بيت بشر، وكانت أصوات اللهو والطرب تملأ المكان فصادف أن فتحت جارية باب الدار لإلقاء بعض الفضلات وحين رمت بها في الطريق سألها الإمام عليه السلام قائلاً: "يا جارية! هل صاحب هده الدار حرٌ أم عبد"؟!

فأجابته الجارية وهي مستغربة سؤاله هذا وبشر رجل معروف بين الناس. وقالت: بل هو حر!!

فقال الإمام عليه السلام: "صدقتِ، لو كان عبداً لخاف من مولاه".

الإمام عليه السلام قال هذه الكلمة وانصرف.

فعادت الجارية إلى الدار وكان بشر جالساً إلى مائدة الخمر، فسألها: ما الذي أبطأك؟ فنقلت له ما دار بينها وبين الإمام عليه السلام، وعندما سمع ما نقلته من قول الإمام عليه السلام: "صدقت، لو كان عبداً لخاف من مولاه" اهتَّز هزَّاً عنيفاً أيقظه من غفلته، الغفلة عن اللَّه. ثم سأل بشر الجارية عن الوجهة التي توجه إليها الإمام، فأخبرته فانطلق يعدو خلفه. حتى أنه نسي أن ينتعل حذاءه. وكان في الطريق يحدّث نفسه بأن هذا الرجل هو الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وفعلاً ذهب إلى منزل الإمام فتاب على يده واعتذر وبكى ثم هوى على يدي الإمام يقبلها وهو يقول: سيدي أريد من هذه الساعة أن أصبح عبداً للَّه وللَّه وحده، حراً تجاه غيره.

وتاب بشر على يد الإمام الكاظم عليه السلام، ومنذ تلك اللحظة هجر الذنوب ونأى عنها وأتلف كل وسائل الحرام، وأقبل على الطاعة والعبادة، بشرٌ هذا هو مهاجر أيضاً لأن "المهاجر من هجر السيئات".
 

 الكلمة الباقية‏

إستفتاءات القائد

س: في ظل جرائم العدو الصهيوني والمجازر البشعة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني الأبي، هل يجب على المسلمين مقاطعة البضائع الإسرائيلية؟
ج:
لا يجوز لأحد من المسلمين التعامل مع دويلة الكيان الصهيوني الغاصب بكل أنواع وأنحاء المعاملات وعلى جميع المستويات.

 

 كلامهم نور‏

عن علي عليه السلام قال:

"لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، والصبر على المصائب، وحسن التقدير في المعاش".
 

 نور روح الله‏

إنّ‏َ على النساء أن يتأسين بالزهراء في مجال الزهد والتقوى والعفة وتحصيل العلم ومجاهدة النفس والدفاع عن الإسلام.
 

 ضياء القائد

إنّ‏َ جهاد تلك المكّرمة (فاطمة الزهراء) في الميادين المختلفة هو جهاد نموذجي في الدفاع عن الإسلام وفي الدفاع عن الإمامة والولاية وفي الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
 

 وصايا الشهداء

أخوتي: أثبتوا على هذا الدين فإن الإسلام به وحده خلاص العالم ولا تقبلوا بأي حلّ اخر لا يقبل به الإسلام الأصيل... اعلموا أن هذه الحياة الدنيا سفينة إلى بحر الاخرة وأعمالكم هي شاطى‏ء الأمان فاعملوا خيراً فهو رصيد المؤمنين.

الشهيد عادل حسين الزين (كميل)

 أهم المناسبات

مناسبات شهر جمادى الأولى

*5 جمادى الأولى: ولادة السيدة زينب عليها السلام (يوم الممرضة المسلمة).
*13 جمادى الأولى: استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام، وعلى رواية 3 جمادى الاخرة.
*17 تموز: وفاة السيد عبد الحسين شرف الدين.
*25 تموز: العدوان الإسرائيلي وحرب الأيام السبعة 1993م.
*28 تموز: ذكرى اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد 1989م.

2009-09-26