العدد 22 - السنة الثانية - شهر جمادي الأولى - 1421

فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأم الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، في اليوم الثالت عشر من جمادى الأولى على رواية صحيحة وبعد فترة وجيزة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت وفاتها بل استشهادها وكان رحيلها المأساوي عن هذه الدنيا.

وحري بنا في ذكرى حزينة لأعظم امرأة في التاريخ ان نتعرف على شخصية السيدة الجليلة، على مكانتها وموقعها والأسوة فيها، على ما تحملته وواجهته في هذه الحياة من مصائب ومحن، لأن في ذلك احياء لأمر أهل البيت عليه السلام واقتداء برسول الله والأئمة عليه السلام.

فاطمة الزهراء عليها السلام هي سيدة نساء العالمين وليست سيدة نساء زمانها، ففي الروايات أن مريم عليها السلام كانت سيدة النساء ولكن نساء زمانها وأن آسيا كانت سيدة النساء ولكن نساء زمانها وأن خديجة الكبرى زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت سيدة النساء ولكن في عصرها، أما فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين منذ أن خلق الله آدم إلى قيام الساعة.

ولا يقصد بكونها سيدة نساء العالمين أن يكون لها مقام فخري أو رمزي أو معنوي بمعزل عن مسؤوليات في هذه الأمة. فإنه عندما يؤكد الإسلام أن فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين فهذا يعني أن على نساء العالم أن يتخذن من فاطمة أسوة وقدوة للإتباع وللإقتداء.

المطلوب ان يدرسن حياة الزهراء، هذه السيدة العظيمة المعصومة المطهرة ويتخذن من حياتها نهجاً وطريقاً في هذه الحياة.
 

(الفتنة أشدُّ من القتل) و (الفتنة أكبرُ من القتل) آيتان تتحدثان عن الفتنة وباللغة الصريحة التي لا غموض فيها ولا تأويل، هي كلمةٌ ألله قائلها، وإلى جانب التصريح بقباحة الفتنة تصريحٌ آخر بأنها من الكبائر بل أكبر من بعض الكبائر. والمراد بالفتنة هنا هو معناها العرفي وهو إحداث الشغب وسلب أمن واستقرار وحرية الآخرين، وإيجاد الفرقة وما شابه ذلك.

والفتنة أنواع، منها: الفتنة في الأمور الدينية، والفتنة في الأمور الدنيوية التي هي أسوأ من القتل وذلك إن من يشعل نار الفتنة ويحرق بها جماعة، يسلب راحتهم ويدعهم في عذاب، هو في كل يوم لهم بمثابة القتل، ولو أنه قتلهم دفعة واحدة لكان أروح لهم، وإن أغلب الفتن تنجرّ إلى القتل وملحقاته من الجرح وغيره، وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فتنة السرَّاء بقوله: "لأنا لفتنة السّرَّاء أخوف عليكم من فتنة الضرَّاء، إنكم ابتليتم بفتنة الضرَّاء فصبَرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة" فحذار حذار من الفتنة حتى لا ندع الفتنة تصيبنا وتقع بيننا "فالفتنة تحوم كالرّياح يُصبن بلداً ويخطئن أخرى" كما قال أمير المؤمنين عليه السلام. وهنيئاً لمن يقطعون دابر الفتنة بإخلاصهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهُدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء".
 

تحدثت الكثير من الآيات والروايات حول موضوع الخوف من الله تعالى. ففي حديث للإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: "يا إسحاق، خَفِ الله كأنَّك تراه، وإن كنت لا تراه فإنَّه يراك، وإن كنت ترى أنَّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنَّه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك".

إن الخوف من الحق جل وعلا من المنازل التي قلّما نستطيع أن نجد للعوام من الناس منزلة، في مستوى منزلة الخوف من الحق سبحانه. وهذا الخوف مضافاً إلى أنه يكون من الكمالات المعنوية، يعتبر منشأ لكثير من الفضائل النفسية، وعاملاً هامّاً لإصلاح النفس، بل مصدر جميع الاصلاحات للنفس، ومبدأ لعلاج جميع الأمراض الروحية. ويجب على الانسان المؤمن بالله، السالك والمهاجر إلى الله، أن يهتم كثيراً بهذه المنزلة، وأن يُقبل بوجهه أكثر فأكثر على ما يبعث الخشية من الله في القلب، ويعمّق جذوره فيه، مثل التفكر في العذاب والعقاب وشدّة أهوال الموت وما بعد الموت من عالم البرزخ والقيامة، والصراط والميزان والحساب، وألوان عذاب جهنم، ومثل التذكر لعظمة الحق المتعالي وجلاله وقهره وسلطانه ومكره وسوء العاقبة وأمثال ذلك.
 

يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾(النحل: 36)

إن الغاية التي من أجلها بُعث الأنبياء هي دعوة البشرية إلى التوحيد الذي فيه التكامل وترشيد العقول.

لقد خلق الله الطبيعة بما فيها من شمس وقمر، وليل ونهار، ونور وماء وتراب وكل شيء من أجل أن يتكامل الإنسان ويرقى سلّم الكمال الذي من أجلى مصاديقه إقامة دولة الحق بقيادة رجل ربّاني يسوق البشرية نحو الكمال، ولا بد أن تكون الطبيعة بما فيها من كائنات في خدمة هذا الرجل الإلهي ليتمكن من الدعوة إلى التوحيد.
 

اسكبوا الدمع

قف على قبر فاطم بالبقيع             بعد مزق الحشى وسكب الدموع
والثم الترب من حواليه                وانشق من شذاه نسيم زهر الربيع
وابلغنها السلام عني فاني             لمروع فيها بخطب مريع
وتذكر اذية القوم فيها                  وابك حزناً وعج بقبر الشفيع
قف به موقف الحزين ولكن          لابسا بردتي تقى وخشوع
واشك مانال بنته من كروب          مفجعات تشيب رأس الرضيع
قل له ايها النبي شكاة                  لك عندي مشفوعة بدموعي
فأعرني منك المسامع فيها            فصداها يصم اذن السميع
ماهو السر حين تدفن سراً           وجهاراً أتوا إلى التشييع
يالها من مصائب قد دهتها           رمت الشم من شجى بصدوع
 

إستفتاءات القائد

س: هل يجوز للطبيب لمس جسد المرأة والنظر إليه في موارد المعالجة الطبية؟
ج: مع الضرورة إلى ذلك لتوقف العلاج على كشف الجسد أمام الطبيب للمسه ونظره وعدم تيسّر العلاج بمراجعة المرأة الطبيبة لا بأس فيه.

س: ما هو حكم شراء وبيع ومطالعة كتب الضلال، ككتاب الآيات الشيطانية؟
ج: لا يجوز بيع وشراء وحفظ كتب الضلال إلا من أجل الرد عليها، بشرط أن يكون قادراً علمياً على ذلك.
 

"اطمئنوا إلى النصر إن اتحدتم ولن تستطيع أي قدرة شرقية أو غربية أن تحكمكم".
 

"انتصار المقاومة الإسلامية يُعد الخطوة الأولى في مقارعة العدو، وعلى حزب الله أن يتحلى باليقظة والحكمة والتخطيط والوعي الكامل للإستمرار في باقي المراحل والوصول إلى الإنتصار الحاسم".
 

أوصيكم بمتابعة خط المقاومة الإسلامية وأقول لكم بأنه الخط الذي ارتضيناه لأنفسنا وأطلب منكم التمسك بخط ولاية الفقيه والسيد الخامنئي دام عزه، هذا هو خط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وخط الأئمة عليهم السلام..

من وصية الشهيد إبراهيم عبد الجليل شري