يتم التحميل...

العدد 15 - السنة الثانية - شهر شوّال 1420 هـ

دوحة 15

تحميل pdf

عدد الزوار: 49

 مأثور الكلام

"إن أبغض خلق الله، عبد اتّقى الناس لسانه"

الإمام الصادق عليه السلام.

 قصة وعبرة

على مائدة الطعام

ما أن ترجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه وخففوا عن مراكبهم أحمالها حتى استقر رأيهم على أن يذبحوا شاة ويعدّوها غداء لهم.
فقال أحدهم: "عليّ ذبحها".
وقال الثاني: "عليّ سلخها".
وقال الثالث: "عليّ طبخها".
وقال الرابع: "...".
ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أما أنا فعليّ جمع الحطب.
فقال الصحابة: "نحن نكفيك يا رسول الله".
فقال صلى الله عليه وآله وسلم "أعلم ذلك، إلاّ أنني أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يرى نفسه متميزاً بين أصحابه". ثم قام صلى الله عليه وآله وسلم وجمع مقداراً من الحطب وأتى به.

 

 أخلاق

‏الدنيا في نظر أولياء الله تعالى

إن أولياء الله تعالى ينظرون الى الدنيا من منظارين، وعليه تنقسم عندهم الى دنياءان: "دنيا ممدوحة، ودنيا مذمومة".

فالدنيا الممدوحة هي التي تمثل للانسان دار تربية وتحصيل، وتكون محلاً للتجارة مع الله سبحانه، فينال منها صاحبها المقامات العالية عند الله ويكتسب من خلالها الكمالات، ويعد فيها عدته للحياة
الأبدية التي لا يمكن الحصول عليها إلاّ بدخول هذه الدنيا.

وفي هذا يقول مولى المتقين وسيد الموحدين علي عليه السلام: "
إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها، مسجد أحباء الله،
ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله
".

أما الدنيا المذمومة فهي دنيا الانسان نفسه، التي تسول له ارتكاب المعاصي والموبقات، والتي تكون موضع توجه وتعلق من قبل صاحبها، يغفل بها وبزخارفها ومغرياتها عن الله وعن الآخرة.

وحبّ هذه الدنيا هو رأس المفاسد والخطايا والذنوب.

وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام قوله: "رأس كل خطيئة حب الدنيا". ومن هذا المنظار ينبغي أن ننظر نحن الى الدنيا أيضاً، ونحوّل دنيانا الى دنيا ممدوحة يحبها الله سبحانه ويرتضيها لنا لنفوز
بسعادة الدارين بإذنه تعالى.
 

 نكتة قرآنية

ذكر الله سبحانه عند الإنتفاع بالعلم

من النكات الجميلة التي تلاحظ في آيات القرآن الكريم، إن المؤمنين عُلّموا أدعية يقرؤونها عند التنعم بمواهب الله سبحانه ونعمه... تلك الأدعية التي تصقل روح الانسان وتهذبه بمضامينها العالية
والهادفة الى بناء الانسان الكامل.

فيأمر الله سبحانه نوحا عليه السلام "فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجّانا من القوم الظالمين".

ونراه سبحانه وتعالى يأمرنا بشكر النعم وذكره عند الاستواء على ظهور الانعام التي سخّرها لنا بقوله "وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين".

وكان هذا دأب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يروى أنه ما كان يضع رجله في الركاب إلا ويقول "الحمد لله" وإذا استوى على ظهر الدابة حمد الله وذكره بالآية السابقة.

أما وظيفتنا نحن المسلمين، فشكر الله سبحانه على نعمة الهداية للاسلام، ونعمة النبوة والولاية التي حبانا الله بهما. جاء عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام أنه رأى رجلاً ركب دابة فقال "سبحان الذي سخّر لنا هذا" فقال: "ما بهذا أمرت، أمرت أن تقول: "الحمد لله الذي هدانا للاسلام، الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول "سبحان الذي سخّر لنا هذا" إشارة الى لزوم ذكر نعمة الله العظيمة، كالاسلام، والنبوة، والولاية، أولاً ثم من بعد تسبيح الله سبحانه وتعالى على تسخيره لما نركب.
 

 الثقافة في فكر الإمام الخميني قدس سره

يعتبر الامام الخميني قدس سره الثقافة الدعامة الاساسية في بناء الفرد ومن ثم في بناء المجتمع، وأن الفرد والمجتمع أنما تتقوم شخصية كل منهما تبعاً للثقافة التي يتبناها ويعتمدها في حياته.

وعليه فقد تكون الثقافة عاملاً مساعداً في الرقي والتطور وفي صناعة الانسان والمجتمع الكامل، إذا ما صلحت وصحت، وقد تكون عامل هدم للانسان وللإنسانية والمجتمعات إذا ما كانت خاطئة
وفاسدة.

وفي هذا يقول قدس سره: "الثقافة منشأ كل سعادة وتعاسة في الأمة".

و"إذا صلحت الثقافة صلحت البلاد".

وعلى ضوء الثقافة يمكننا تحديد هوية مجتمع ما ووجوده "فإذا انحرفت الثقافة ـ حسب تعبير الامام ـ فإن المجتمع يكون أجوفاً وفارغاً مهما حقق من القوة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والصناعية"، وهذا بالضبط ما هو واقع الحال عليه في المجتمعات الغربية حيث الفساد والانحراف الثقافي سبب انحرافاً كبيراً في تلك المجتمعات وأدى الى بروز مشاكل كبرى لم تستطع أجهزة النظام في تلك الدول إيجاد الحلول لها نظراً للخواء الفكري والانحراف الثقافي الذي يعانونه.

ثمة مسألة أخرى يؤكد عليها الامام ألا وهي أن التبعية الثقافية تولد التبعية في كافة المجالات ولذا تراه يركز دائماً على الاستقلال من هذه الناحية، لئلا نقع في المحظور.

وأخيراً يركز الامام بشكل كبير على الاصلاح الثقافي ويجعله في قائمة أولويات الأمة، ومقدماً على جميع الاصلاحات فيقول: "الاصلاح الثقافي يقف في مقدمة كل الاصلاحات، وفيه نجاة شبابنا من التبعية للغرب".

 

 رثاء الصادق

لما استشهد الإمام الصادق عليه السلام مسموماً بعنب المنصور كان له من العمر خمس وستون سنة كان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من شوال (على رواية) حُملت جنازته ورفع سريره وأخرج الى البقيع ليدفن، رثاه ابن هريرة الدجليّ في تلك الحال فأنشأ يقول:

أقول وقد راحوا به يحملونه                على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون من ذا تحملون على الثرى        ثبير ثوى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه           تراباً وأولى كان فوق المرافق
فيا صادق بن الصادقين أليّة               بآبائك الأطهار حلفة صادق
فحق بكم ذو العرش أقسم في الورى      فقال تعالى الله رب المشارق
نجوم هي اثنا عشر قد كن سُبَّقاً          الى الناس في علم من الناس سابق
ولا عجباً لو أنزلوك الى الثرى         فلولاك فيها لم تكن في الحقائق
وساخت بأهليها ولم تك ساعة         بسالمة من حل تلك البوائق
سأبكيك ما دامت عيوني في الثرى     إلى يوم حشري عند ربي وخالقي
سألبس أثواب الضنا مدة البقا           وأهجر صفو العيش غير مرافق
وكيف تلذ العين غمضاً وقد جرى      على خير خلق الله شمس المشارق
فيا نكبة ما مثلها قط نكبة               لقد عطلت تلك السما بعد طارق
صلاة … العرش مثل سلامه         وتسليمه ما ذر نور المشارق

 

 إستفتاءات القائد

س: هل حلق اللحية يعدّ فسقاً؟
ج:
يحرم حلق اللحية على الأحوط، وتترتب عليه آثار وأحكام الفسق على الأحوط.

س: ما هو حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما إذا إستلزم المسّ بكرامة تارك المعروف أو فاعل المنكر وحطّ حيثيته أمام الناس؟
ج:
إذا كان يراعي في الأمر والنهي شروطهما وآدابهما ولا يتجاوز حدودهما فلا شيء عليه في ذلك.

 

 نور روح الله

"أخضعوا الناس لكم بالأخلاق، فالخضوع القلبي هو الملاك، إذا تمكنتم من جعل قلوب الناس تهفوا إليكم، حصلتم على ما هو دائم وثابت عند الله".
 

 ضياء القائد

"الغرق في حب النفس يحدث عقداً في نفس الانسان، ويجب أن نحذر دائماً من الوقوع في هذا المرض والحجاب الذي لا يأمن شره أحد حتى ذوو الصلاح والتقوى".
 

 مداد الشهداء

إن الأرض التي لا ترتوي بالدماء، دماء المجاهدين يكون شعبها ذليلاً، وستبقى دماء الحسين عليه السلام ومسيرته فينا تهزنا حتى لا يبقى ظالمٌ ولا مستكبر.

الشهيد المجاهد عباس عبد الله

2009-09-25