يتم التحميل...

العدد 12 - السنة الأولى - شهر رجب 1420 هـ

دوحة 12

تحميل pdf

عدد الزوار: 81

 مأثور الكلام

"أفضل الأدب ما بدأت به نفسك"

 الإمام علي عليه السلام.

 علي عليه السلام نور الله الذي لا يطفأ

قال ابن أبي الحديد في مقدمته على شرح النهج:

وما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل؟ ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله؟ فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره، والتحريف عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً. حتى حظروا (منعوا) أن يسمّى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلّا رفعة وسموّاً. وكان كالمسك كلّما ستر إنتشر عرفه وكلما كتم تضوع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة.

وما أقول في رجل تعزى (تنسب) إليه كل فضيلة؟ وتنتمي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها، ومجلّي حلبتها.

وكل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله إقتفى، وعلى مثاله إحتذى.. وإن رجعت إلى الخصائص الخلقية والفضائل النفسية والدينية وجدته ابن جلّاها، وطلاع ثناياها.

 

 عبادة علي عليه السلام

روى أبو الدرداء فقال: شهدت علي ابن أبي طالب عليه السلام بشويحطات (أشجار) النجار وقد اعتزل عن مواليه واختفى ممن يليه واستتر بمغيلات النخل، فافتقدته وبعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين ونغمة شجي وهو يقول:

"إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براجٍ غير رضوانك" فشغلني الصوت واقتفيت الأثر، فإذا هو علي ابن أبي طالب عليه السلام بعينه فاستترت له وأخمدت الحركة، فركع ركعاتٍ في جوف الليل الغابر، ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء والبثّ والشكوى، فكان مما ناجى به:
"إلهي أفكّر في عفوك فتهون عليّ خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم عليّ بليّتي.. آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول: خذوه.. فيا له من مأخوذ لا تجنيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه الملأ إذا أذّن فيه النداء.. آه من نار تنضج الأكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرةٍ من ملهبات لظى".

ثم انغمر في البكاء فلم أسمع له حسّاً ولا حركة فقلت غلب عليه النوم لطول السهر، أوقظه لصلاة الفجر، فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحرّكته فلم يتحرّك، وزويته فلم ينزو، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم: فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبا الدرداء ما كان من شأنه ومن قصّته؟ فأخبرتها الخبر، فقالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله.

فقال أبو الدرداء: فوالله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..

 

 نموذج من عدل علي عليه السلام

روي أن سودة بنت عمارة الهمدانية دخلت على معاوية بعد موت علي عليه السلام فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين، ثم قال لها: ما حاجتك؟ قالت: إنّ الله مسائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يتقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك، ويبطش بقوة سلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل، يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف، هذا بسر بن أرطأة قدم علينا فقتل رجالنا، وأخذ أموالنا، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة، فإن عزلته عنّا شكرناك وإلا كفرناك. فقال معاوية: إياي تهددين بقومك يا سودة؟ لقد هممت أن أحملك على قتب أشوس فأردك إليه فينفذ فيك حكمه، فأطرقت سودة ساعة ثم قالت:

صلّى الإله على روح تضمنها          قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به بدلا          فصار بالحق والإيمان مقرونا


فقال معاوية: من هذا يا سودة؟ قالت: هو والله علي بن أبي طالب عليه السلام، والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا. فجار علينا، فصادفته قائماً يصلي، فلما رآني انفتل من صلاته ثمّ أقبل عليّ برحمة ورفق ورأفة وتعطّف، وقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم فأخبرته الخبر، فبكى ثم قال: اللهم أنت الشاهد عليّ وعليهم أني لم أمرهم بظلم خلقك، ثمّ أخرج قطعة جلد فكتب فيها:
﴿بسم الله الرحمن الرحيم، قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين(الأعراف:85).

فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك، والسلام.

ثمّ دفع الرقعة إليّ، فوالله ما ختمها بطين ولا خزنها، فجئت بالرقعة إلى صاحبه فانصرف عنّا معزولاً. فقال معاوية: اكتبوا لها كما تريد، واصرفوها إلى بلدها غير شاكية.

 

من حديث المعراج

عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا رب! أي الأعمال الأفضل؟ فقال الله عز وجل:
ليس شيء عندي أفضل من التوكّل عليّ، والرضا بما قسمت.

يا محمّد! وجبت محبّتي للمحتابّين فيّ، ووجبت محبّتي للمتعاطفين فيّ، ووجبت محبّتي للمتواصلين فيّ، ووجبت محبّتي للمتعاطفين عليّ وليس لمحبتي علم، ولا غاية ولا نهاية، وكلّما رفعت لهم علماً وضعت علماً أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم، ولا يرفعون الحوائج إلى الخلق بطونهم خفيفة من أكل الحلال، نعيمهم في الدنيا ذكري، ومحبتي، ورضاي عنهم..
 

 هل تعلم؟

واضع علم النحو

أن واضع علم النحو والعربية ومنشئه ومبتدعه هو الإمام علي عليه السلام حيث أملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله ومن جملتها: الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف

الإسم: ما أنبأ عن مسمى
الفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى
الحرف: هو لفظ لا يظهر معناه في نفسه بل في غيره.

 

 مولد الأمير عليه السلام

ولدته في حرم الإله وأمنه            والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة        طابت وطاب وليدها والمولد
ما لفّ في خرق القوابل مثله        إلاّ ابن آمنة النبي محمد

 

 إستفتاءات القائد

س: ما المقصود مما يقال: إن شارب الخمر لا صلاة ولا صيام له إلى أربعين يوماً؟ وهل يستطيع عندها ترك هذين التكليفين ثم يقضيهما بعد ذلك أم ماذا؟
ج:
المقصود هو أن شرب الخمر مانع من قبول الصلاة والصيام، لا أن بها يسقط التكليف بالصلاة والصيام عنه.

س: هل يتعلق الخمس بالذهب الذي يشتريه الزوج لزوجته؟
ج:
إذا كان بالمقدار المتعارف المناسب لشأنه فلا خمس عليه.
 

 نور روح الله‏

"بعث الله الأنبياء لتخليص أخلاق الناس وأنفسهم وأرواحهم وأجسامهم من الظلمات بل لإزاحة الظلمات تماماً واستبدالها بالنور".
 

 ضياء القائد

"من المؤكد أن يوم البعثة هو أعظم يوم في تاريخ البشرية، فهو يوم ولادة أبرز وأشرف المفاهيم والقيم على الإطلاق".
 

 مداد الشهداء

إن هذا العصر هو نعمة إلهية علينا لأن الله تبارك وتعالى قد فتح فيه أبواب الشهادة للراغبين بتقديم النفس في سبيل الله...

إخوتي لا تنسوا الأئمة الأطهار عليهم السلام الذين لأجلهم خلقت الأرض والسماء وتوسلوا بهم دائماً فإنهم الوسيلة الفعلية إلى الله تعالى، وقدموهم أمام طلباتهم وحوائجهم.

الشهيد محمد علي حسن

 أيام الله

من أفضل الأيام الإلهية هي مواسم العبادة وكل أيام الله عبادة ولكن رجب وشعبان ورمضان هي أشرف الشهور عند الله التي ينتظرها عباد الله الصالحين كما ينتظر المزارع غيث المطر.

وهذا الشهر رجب الأصبّ شهر أمير المؤمنين عليه السلام هو للتأهيل والإستعداد للدخول في الشهرين العظيمين بعده ينبغي فيه المراقبة والمحاسبة لكل الحركات والسكنات بل وخطرات القلب من الليلة الأولى وإحياء أيّامه ولياليه بالدعاء والإستغفار والأعمال المذكورة في محلّها وإحياء أوّل جمهة فيه وهي ليلة الرغائب التي أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بها، فقال:

"ولا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة فإنها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السموات والأرض إلّا يجتمعون في الكعبة وحولها، يطله الله عليهم إطلاعة، فيقول: يا ملائكتي! سلوني ما شئتم، فيقولون: ربّنا حاجتنا أن تغفر لصوام رجب فيقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك".

ومما يزيد هذا الشهر شرافة المناسبات العظيمة التي حصلت فيه وهي:

*2 ولادة الإمام الهادي عليه السلام.
*3 شهادة الإمام الهادي عليه السلام.
*10 ولادة الإمام الجواد عليه السلام.
*13 ولادة الإمام علي عليه السلام.
*15 استشهاد السيدة زينب عليها السلام.
*24 فتح خيبر.
*25 شهادة الإمام الكاظم عليه السلام.
*26 الإسراء والمعراج.
*27 المبعث النبوي الشريف.

2009-09-25