العدد 11 - السنة الأولى - شهر جمادي الآخرة 1420 هـ

"الإعجاب يمنع الإزدياد"

 الإمام علي عليه السلام

بعد وفاة أبناء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الخدّج، فرح المشركون من القريشيين وراحوا يروّجون القول بأنّ النبي لا نسل له وأنه أبتر الخلق، فأنزل الله قرآناً فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ... إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾(الكوثر:1-3) فكان العشرون من جمادى الآخرة يوم جرى فيه كوثر الولاية والإمامة على هذه الأرض، ففيه ولدت ربيعة العفة والطهر والإيمان الصديقة الزهراء فاطمة عليها السلام لتكون بعد ذلك أنيسة وزوجة إمام العدالة والإنسانية الخالد أمير المؤمنين منائر الهداية.

...وتمضي السنون... وتتوالى الأيام... ويعود يوم العشرين من جمادى الثانية لعام 1320 مبشراً بولادة كوثر من صلب الكوثر عليها السلام شاءت الحكمة الإلهية أن يكون رجل القرن في مقارعة الظلم والإستبداد، وإقامة الحق والعدل في ربوع البلاد.

إنه روح الله الموسوي الخميني... حفيد الزهراء عليها السلام وسليل الأئمة الأطهار، الذي سار على خطاهم بالكلمة والموقف والفعل.. فكانت حياته الشريفة مفعمة بالحيوية والنشاط.. حافلة بالجد والجهاد والثورة ضد كل ألوان الظلم والطغيان.. فكان بذلك خير خلف لخير سلف.. ورمزاً من رموز الكوثر الذي لا ينضب معينه مهما تقادم الدهر ومرّت الأيام.
 

علم فاطمة عليها السلام

روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قوله: حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك، فثنّت فأجابت، ثمّ ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت، ثمّ خجلت من الكثرة، فقالت لا أشقّ عليك يا ابنة رسول الله، قالت فاطمة عليها السلام، هاتي وسلي عمّا بدا لك. أرأيت من اكتري يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه؟ فقالت: لا. فقالت: اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً فأحرى أن لا يثقل عليّ، سمعت أبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدّهم في إرشاد عباد الله، حتّى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حملة من نور...

وقالت فاطمة عليها السلام يا أمة الله إن سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة.
 

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾(الحجرات:3)

رعاية للأدب في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾(الحجرات:2). لأن الصوت العالي لا يكون إلا حينما يراد إفهام الشخص المقابل. ولا ينبغي أن يكون هذا مع رسول الله وحبيبه صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض﴾(الحجرات:2) أي لا يجدر بكم أن تتحاوروا مع الرسول كتحاوركم مع بعضكم لأنه لا يليق به ذلك. فهو النبي الأكرم سفير الله. وبسبب هذه المسائل يخشى عليكم ضياع أعمالكم وبطلانها وذهابها أدراج الرياح. لذا فبالتأدب في الحديث مع الرسول ضمان لعدم بطلان الأعمال. وغض الصوت عنده ملازم للتقوى.
 

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني. وهي نور عيني. وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبيّ. وهي الحوراء الأنسية. متى قامت في محرابها بين يدي ربها (جل جلاله) زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض. ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة، سيدة إمائي قائمة بين يدي. ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار".
 

... فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم من الكبر، والزكاة تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، والجهاد عزاً للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة... فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. فإنه ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾(فاطر:28).
 

تعتبر قوة المعرفة بالله تعالى من الأسباب المؤثرة في ازدياد حبه في القلب فكلما ازدادت معرفة العبد بخالقه اشتدت محبته وهذه مسألة لا تحتاج إلى برهان. نظراً لأن الله تعالى كامل، بل هو عين الكمال، وجميل وهو عين الجمال، وجلاله عين الجلال وحين يكتشف الإنسان مثل هذه المعرفة فإنه سيحبه طبعاً وقهراً. وكلما ازداد اطلاعه أكثر ازداد حبه له أكثر. ولأن حسن الله تعالى وصفاته لا متناهية فتكون معرفة العبد به لا متناهية أيضاً. وهذا يحصل بعد قطع العالقة بالدنيا، حبث تبذر بذور الإيمان، كمثل الفلاح حين يريد زراعة أرضه، فإنه يطهرها أولاً من الحشائش والأشواك، ويزيل كل العقبات التي تقف في وجه الزراعة، ثم يحرث الأرض ويهيؤها للزراعة، ثم يراقبها بعد بذر البذور ويحافظ عليها من الآفات لكي لا يصيبها التلف، وعند ذلك سوف يجني محصوله سالماً ناضجاً. والقلب يشبه الأرض، فتطهيره من الأردان والشوائب ورذائل الأخلاق لا بدّ منه أولاً، كي تزيل جميع الموانع، ويصبح مهيئاً لبذر بذور المعرفة الإلهية، وثمرة ذلك ستكون المحبة والعيش في رحاب محبوبه مسروراً بذلك أيما سرور شارعاً بلذة لا تعد لها لذة.
 

نصائح عملية للتخلص من الأرق والحصول على نوم هادىء:

• الإقلال من التفكير قبل النوم خصوصاً بالأفكار المتعبة التي تثير الأعصاب واللجوء إلى القراءة بكتاب أو مجلة مسلّية غير فكرية.
• أخذ حمام دافىء في حالات الأرق من جرّاء الإنفعالات أو جعل الرأس بضعة دقائق تحت مصب ماء بارد، أو تدفئة القدمين قبل النوم ومحاولة التنفس بعمق كما في النوم.
• تحديد وقت ثابت للنوم وعدم الإخلال به وكذا بالنسبة لموعد الإستيقاظ أي تنظيم الوقت.
• الإمتناع عن تناول أي مشروب يحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي والشوكولا والكولا مساءً فهي تحتوي على مواد منبّهة.
• الحد من شرب السوائل ليلاً لأنها تدفع النائم للإستيقاظ ليلاً.
• عدم تناول المأكولات الثقيلة على المعدة وعند الاضطرار تكون قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، وتناول الطعام الخفيف مفيد ولا ينصح بالنوم والمعدة خاوية من الطعام.
• تجنّب النوم في النهار لأكثر من ساعة وعدم النوم بعد الرابعة نهائياً.
• عند استمرار الأرق أكثر من أسبوعين، محاولة تغيير غرفة النوم أو وضعية الفراش.
• تمشيط الشعر وتنظيف الأسنان، فإن فعل ذلك ببطء يساعد على الإسترخاء.
• عدم النوم بعد الإستيقاظ الصباحي لأنّه يؤثر على فترة النوم للّيلة التالية.
• أن يقلّد النائم "التنفّس الهادئ" فإذا طال الوقت يفضّل القيام والجلوس في مكان آخر في البيت والقراءة المسلّية.

ويبقى التوكّل على الله وتسليم الأمر له مسبّب الأسباب بقلب مطمئن موقن أنّ الحلول كلّها بيده فترتاح نفسه فيبعث الله الطمأنينة في قلبه وليقرأ القرآن والأدعية والأذكار التي وردت في هذا الشأن.
 

س: إذا أردنا الإتيان بصلاة الصبح قضاءً، فهل يجب أن تقرأ جهراً أو إخفاتاً؟
ج: يجب الجهر في قراءة الحمد والسورة في صلاة الصبح والمغرب والعشاء أداءً وقضاءً وفي كل حال حتى وإن كان قضاؤها في النهار.

س: في صلاة الجماعة حينما يكون الإمام في الركعة الثالثة أو الرابعة في صلاة العشاء، والمأموم في الركعة الثانية، فهل يجب على المأموم قراءة الحمد والسورة جهراً.
ج: يجب أن يقرأهما إخفاتاً.
 

"لم تكن الزهراء عليها السلام امرأة عادية، كانت امرأة روحانية.. امرأة ملكوتية.. كانت إنساناً بتمام معنى الكلمة.. نسخة إنسانية متكاملة.. امرأة حقيقية كاملة.. حقيقة الإنسان الكامل. هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان.. بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة".
 

"السيدة الزهراء عليها السلام هي الفجر الذي أشرقت فيه شمس الإمامة والولاية والنبوة وهي السماء التي احتضنت كواكب هذه الولاية المتلألئة".
 

أوصيكم بالمحافظة على الصلاة. وأدائها في وقتها قدر المستطاع.
ولا تنسوا أن رضى الله من رضى الوالدين. التفوا حول بعضكم البعض وكونوا قلباً ويداً واحدة.
أوصيكم بحفظ هذا الطريق الذي سار عليه أهل البيت عليهم السلام والشهداء وتذكروا دائماً أنكم في حضرة الباري عز وجل. تمسكوا بولاية الفقيه.

الشهيد حسين أنيس أيوب

حرّك واقرأ:
ان ان ان نلتقي التقينا من من من فضله علينا
إنْ آنَ أنْ نلتقي التقينا مَنْ مَنَّ مِنْ فضله علينا
 

إنه يوم عظيم... يوم أطلت على الدنيا امرأة تضاهي كل الرجال...امرأة هي مثال الإنسان... امرأة جسّدت الهوية الإنسانية كاملةً. فهو إذن يوم عظيم، يومكن أيتها السيدات.

لقد وقعت هذه الولادة السعيدة في عصر وبيئة لم يكن ينظر إلى المرأة كإنسانة. بل كان وجودها مدعاة لشعور أسرتها بالضعة تجاه الأسر الأخرى في الجاهلية. وفي مثل هذه البيئة الفاسدة المهولة، أخذ نبي الإسلام العظيم بيد المرأة، وأنقذها من مستنقع العادات الجاهلية، ويشهد تاريخ الإسلام على الإحترام الكبير الذي أولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهذا المولود النبيل، لكي يلفت الأنظار إلى عظمة المرأة ومكانتها في المجتمع، وأنها ليست أدنى من الرجل، إن لم تكن أفضل منه. إذن فمثل هذا اليوم هو يوم حياة للمرأة، يوم ولادة فخرها وانطلاقة دورها العظيم في المجتمع.