يتم التحميل...

العدد 10 - السنة الأولى - شهر جمادي الأولى 1420 هـ

دوحة 10

تحميل pdf

عدد الزوار: 44

 مأثور الكلام

"لا تمار فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيجترأ عليك"

 الإمام العسكري عليه السلام

 أحسن القصص

أخلاق الأشتر

كان مالك الأشتر ضخم الجثة. طويل القامة يرتدي قميصاً وعمّة. قد طبعت الحرب على وجهه آثارها وعلمته بعلائمها وحكت عن بطولاته في ميادينها بتقاسيم وجهه، بينما كان يمشي ذات يوم في سوق الكوفة وإذا بأحد السوقة تحدّثه نفسه بالإزدراء به والاستهزاء بزيه فرماه ببندقية. وبدون أن يعيره الأشتر التفاتاً واصل السير حتى توارى عن الأنظار.

عندها قيل للسوقي: ويحك أتعرف من رميت؟

لا، لم أعرفه، عابر مثل آلاف المارة.
إنه مالك الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام وقائد جيشه.
أهذا هو مالك الذي ترتعد فرئص الأسد خوفاً منه ويرتجف العدو من اسمه؟
نعم هو بعينه.
فهرول الرجل من ساعته راكضاً خلف مالك ليعتذر إليه عمّا بدر منه. إلا أن مالكاً كان قد دخل أحد المساجد، فلما وصل الرجل وجده قائماًَ يصلي، فلما انتهى من صلاته انكبً الرجل على قدميه يقبلهما،
فقال له مالك: ما هذا؟
أعتذر إليك عمّا صدر مني، أنا الذي استهزأت بك وتجرأت عليك.
لا بأس عليك، فوالله ما دخلت المسجد إلا لأستغفرنّ لك.
 

 في وداع الزهراء عليها السلام

ورد في بعض الروايات الشريفة أن الزهراء عليها السلام مكثت بعد أبيها خمسة وسبعون يوماً فيكون على ذلك ذكرى استشهادها في الثالث عشر من هذا الشهر (جمادى الأولى). وكان ذلك ما بين المغرب والعشاء.

وعن أسماء بنت عميس قالت: لما حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة قالت لي: إن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة، فقسمه أثلاثاً: ثلثاً لنفسه صلى الله عليه وآله وسلم، وثلثاً لعلي عليه السلام، وثلثاً لي.. يا أسماء ايتيني ببقية حنوط والدي.. فضعيه عند رأسي.

ثم تسجّت بثوبها وقالت: انتظريني هنيهة ثم ادعيني، فإذا أجبتك وإلا فاعلمي أني قد قدمت على أبي.

وعندما علم الحسنان بالأمر، دخلا البيت، فوقع عليها الحسن عليه السلام يقبلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسن كلميني قبل أن تفارق روحي بدني. وأقبل الحسين يقبل رجليها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين كلميني قبل أن يتصدع قلبي فأموت. ثم جاء أمير المؤمنين عليه السلام فغسلها وكفنها ودفنها ليلاً كما أوصته بذلك.

تركوا عهد أحمد في أخيه             وأذاقوا البتول ما أشجاها
وهي العروة التي ليس ينجو         غير مستعصم بحبل ولاها
بنت من! أم من! حليلة من!          ويل لمن سنّ ظلمها وأذاها
ولأي الأمور تدفن سراً              بضعة الرسول ويعفى ثراها

 

 من فضائل الأمير عليه السلام

ومن حملته الريح فوق سحابة               بقدرة ربّ قدّر من شاء يرفع
ومر بأصحاب الرقيم مسلّماً             فردّوا من الكهف السلام فاسمعوا
ومن فجر الصخر الأصمّ لجنده                 ففاض معيناً منه للقوم ينبع
ومن لصلاة العصر عند غروبها              تردّ له الشمس بيضاء تلمع
فصلّى صلاة العصر ثم انثنت له       تسير كسير البرق والبرق مسرع
فيا لائمي في حبهم كفّ إنني                    بحب أمير المؤمنين لمولع
ولا دنت إلا حب آل محمد                   ولا شيء منه في القيامة أنفع
إذا العدل والتوحيد كانا وحبه                  بقلبي فإنني العابد المتطوع
أنا السيد القوّال فيهم مدائحاً                   تمر بقلب الناصبين فتصدع

من عينية السيد الخميري

 اليأس من روح الله

وهو من كبائر الذنوب، لأن سبب اليأس من رب العالمين هو عدم الإعتقاد بقدرته وكرمه ورحمته اللامتناهية، فقال تعالى: ﴿إِِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ(يوسف:87).

وهو أكبر من كل الذنوب بعد الشرك، ذلك أن أي ذنب يصدر من أي شخص يمكن أن يتدارك بالندم والتوبة ويمحى بالإستغفار ما لم يصل إلى حد اليأس، لأن اليائس يكون قد فقد الاعتقاد بالرحمة
والمغفرة الإلهية اللامتناهية، فلا أمل له بالعفو والغفران من رب العالمين، ولذلك يكون اليأس سبباً للجرأة على الإستزادة من الذنوب والمعاصي.

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: أكبر الكبائر الشرك بالله، وبعده اليأس من روح الله تعالى لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ(يوسف:87).
 

 ذكرى وعبرة

في بحر الجواهر أن جالينوس مرض في آخر عمره بمرض الإسهال، وكان من أمهر الأطباء المتخصصين بهذا المرض، وكلما حاول علاجه ازداد، حتى طعن الناس فيه كثيراً كيف لا يستطيع أن
يعالج نفسه مع أنه طبيب متخصص بهذا المرض، وضاق ذرعاً بطعن الناس وحديثهم فيه، فنعى نفسه ودعا بحيرة وملأها ماءً ووضع فيها قليلاً من الدواء ثم أمر بكسرها وإذا بالماء قد تماسك، فقال:
لقد شربت من هذا الدواء ولم ينفع (مع أنه جعل الماء يتماسك)، اعلموا أنه عند حلول الأجل الإلهي لا ينفع في دفعه شيء، ومات بذلك المرض.

أرسطو مات مدقوقاً ضئيلاً            وأفلاطون مفلوجاً ضعيفاً
مضى بقراط مسلولاً ذليلاً              وحالينوس مبطوناً نحيفاً


مع أن كل واحد من هؤلاء الأربعة كان من أكابر الحكماء والطباء، والعجب أن كل واحد منهم كان متخصصاً بالمرض الذي أصيب به.

والعبرة الأساس أن نعلم أن الله تعالى كما قال في كتابه المجيد:
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِه(الأنعام:18)، وأن الآثار الحقيقية لأي سبب من الأسباب إنما تكون بإذنه وإرادته لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
 

 أسباب الأرق والآثار المترتبة على قلة النوم

كثير من الناس يعاني من قلة النوم وهي مشكلة لها أسبابها وآثارها المضرة جداً وقد لا يلتفت إليها أحدنا في حينه إلا بعد مرور فترة تكون قد تحكمت فيه. ونحن هنا نضع بعض أسباب الأرق
واضطرابات النوم والآثار المترتبة عليه فيتضح لنا أهمية النوم بالنسبة لجسد الإنسان، فعن علي عليه السلام قال: "النوم راحة من ألم" والصادق عليه السلام يقول: "النوم راحة للجسد.." والرضا عليه
السلام يقول: "إن النوم سلطان الدماغ، وهو قوام الجسد وقوّته".

هناك عوامل وأسباب عديدة للأرق نذكر منها:

النفسي: كالقلق، والخوف، والإكتئاب، وما شابه..
الكيميائي: مثل تناول المنبّهات بكثرة، كالقهوة والشاي والكولا والكاكاو والشوكولا والمنشطات.
البيئي: كالضجيج والضوضاء والروائح الكريهة النّفاذة.
الطبي: كالآلام الجسمانية بصورها المختلفة "كآلام العظام والأسنان والعضلات والجهاز التنفسي...".

فيترتب على ذلك آثار منها:

غياب التركيز العقلي، وانحراف المزاج في العلاقات الزوجية والعامة، والشعور بالقلق والاكتئاب، وضعف قدرة جهاز المناعة بالجسم واعلال جهازه العصبي وتشوش حواسه الرئيسية من سمع،
وبصر، ولمس، وشم، وتذوق إلى جانب ضعف العضلات وذبول العينين، والشعور بالإجهاد والتعب، فلكل شيء راحة وراحة الجسد بالنوم، وهو يساعد على أداء الأعمال بنشاط وبفعالية كبيرة.
على كل حال هناك ضرورة كبرى لتنظيم ساعات النوم ومعالجة أسباب الأرق كل بحسبها.
 

 لطائف الأدب

إن قيل حوّاء قلت فاطم فخرها              أو قيل مريم قلت فاطم أفضل
أفهل لحوّاء والد كمحمد                      أم هل لمريم مثل فاطمة أشبل
كل لها حين الولادة حالة                   منها عقول ذوي البصائر تذهل
هذي لنخلتها التجت فتساقطت            رطباً جنياً فهي منه تأكل
وضعت بعيسى وهي غير مروعة       أنّى وحارسها السريّ الأبسل
وإلى الجدار وصفحة الباب التجت       بنت النبي فأسقطت ما تحمل
سقطت وأسقطت الجنين وحولها         من كلّ ذي حسب لئيم جحفل
هذا يعنّفها وذاك يدعّها                    ويردّها هذا وهذا يركل
وأمامها أسد الأسود يقوده                بالحبل قنفذ هل كهذا معضل
ولسوف تأتي في القيامة فاطم          تشكو إلى ربّ السماء وتعوّل
ولترفعنّ جنينها وحنينها                 بشكاية منها السماء تتزلزل؟

 

 أحجية

ومولود بدون أم وأب            بلا قوت يعيش ولا يموت
له وجه وليس له لسان          فيخبرنا ويلزمه السكوت

الحل: القهر
 

 إستفتاءات القائد

وفقاً لاستفتاءات آية الله العظمى الخامنئي:

س: لو اعتقد شخص بعدالة وتقوى شخص آخر، وفي نفس الوقت يعتقد أن ذلك الشخص ظلمه في بعض الموارد، فهل يمكن أن يعتبره عادلاً بصورة عامة؟
ج:
ما لم يحرز أن عمل ذلك الشخص- الذي يعتبره ظالماً- كان عن علم وقصد واختيار، وبلا مبرر شرعي لا يجوز له الحكم بفسقه.

س: اذا التفت شخص بعد عدة سنوات إلى أن عباداته كانت باطلة، أو أنه شك في ذلك، فما هي وظيفته؟
ج:
الشك بعد العمل لا يعتنى به، وفي صورة العلم بالبطلان يجب قضاء ما كان قابلاً للتدارك.
 

 نور روح الله‏

"اسعوا في إزاحة حجاب الأنانية لتروا جماله الجميل - جل وعلا- ولتهون عندئذ جميع المشاكل وتستمرء المتاعب والمصاعب".
 

ضياء القائد

"عندما لا تكون المعنويات، وعندما لا يكون العمل في سبيل الله، وعندما لا يكون تشكيل المجتمع الإنساني النموذجي هدفاً، فلا معنى لأي سعة ومشقة".
 

 مداد الشهداء

إيه أيتها النفس، أما تريدين الفلاح، انظري حولك ماذا تريدين؟ أنك تنزعجين من كثرة الانشغال بالدنيا بعدما علمت أنها فانية، إذاً لماذا تغرقين رويداً رويداً.

أيها الأخوة يجب علينا أن نعي ونفهم لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى حين خلق الخلق وهو غني عن عبادتنا، ولا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه، هو الغني الحميد ونحن الفقراء
إلى رحمته.

من وصية الشهيد محسن زريق

 أيام الله

زين أبيها

من فاطمة بضعة النبي.. ومن علي الإمام الوصي، بزغ نور الكوكب الدري، فتضاعفت أنوار بيت النبوة والإمامة بعد إشراقها بنوري الإمامين الريحانتين الحسن والحسين. فكانت ثالثة الأولاد وأولى
البنات، وكانت إشراقة النور في 5 جمادى الأولى غرس النبوة والإمامة، وثمرة الشجرة الطيبة الحوراء زينب عليها السلام.

ولكرامتها وشرفها ومكانتها ومقامها أنه لما ولدت زينب عليها السلام جاءت بها أمها الزهراء عليها السلام إلى أبيها أمير المؤمنين عليه السلام وقالت: سمّ هذه المولودة: فقال: ما كنت لأسبق رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وكان في سفر له ولما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وسأله علي عليه السلام عن إسمها. فقال: ما كنت لأسبق ربي. فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل وقال: "سم هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الإسم".

والزينب تعني أنها زين أبيها ومن أولى بالحوراء عليها السلام أن تكون زيناً لأبيها الكرار، أو شجر حسن المنظر، طيب الرائحة وبه سميت المرأة، فإلى جانب أنها ثمرة مباركة من الشجرة الطيبة ما
نقل عنها من مخيل الذكاء ومظاهر العبقرية حديثها مع والدها وهي بعد في مدارج الصبا:

يا أبتاه أتحبنا؟ قال: نعم يا بنيتي، أولادنا أكبادنا! فقالت: يا أبتاه حبان لا يجتمعان في قلب المؤمن: حب الله وحب الأولاد، وإن كان لا بد فالشفقة لنا والحب لله خالصاً.

وعلمها كما يكشف زين العابدين عليه السلام: "أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهمة غير مفهّمة". وقد أفيض عليها إلهاماً منذ أيامها الأولى.

من أبرز ما عرفت به أنها قرينة الأحزان وحليفة الأشجان لما رأته من فقد النبي وشهادة الحسين عليه السلام وواقعة كربلاء. وما أدراك ما واقعة كربلاء!

مغلولة الأيدي إلى الأعناق             تسبى على عجف من النياق
حاسرة الوجه بغير برقع               لا ستر غير ساعد وأذرع
قد تركت عزيزها على الثرى         وخلّفته في الهجير والعرى
إن نظرت لها العيون ولولت            أو نظرت إلى الرؤوس أعولت
تود أن جسمها مقبور                    ولا يراها الشامت الكفور


والسلام عليها يوم ولدت ويوم سبيت ويوم توفيت ويوم تبعث حياً

2009-09-25