مأثور الكلام |
"قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه"
الإمام العسكري عليه السلام
أحسن القصص |
قضاء حاجة المؤمن
لقد كان الحسن المجتبى عليه السلام معتكفاً في المسجد الحرام والمعروف في الإعتكاف عدم الخروج من المسجد قدر الإمكان حين ينتهي الإعتكاف جاءه شخص وقال له: سيدي ومولاي إني مدين. وصاحبي لا يمهلني، فأجابه الإمام الحسن عليه السلام بخلو يده من مال يعطيه إياه، فقال الرجل: إذن أطلب لي مهلة من دائني واضمنّي عنده، فحمل الإمام عليه السلام نعليه يريد الخروج من المسجد وإذا بشخص يقول له: إلى أين يا ابن رسول الله؟ فأجاب: بأنه يريد ضمانة هذا المؤمن. فقال له الشخص: ولكنك في حال الإعتكاف، فاخبره بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول: "من أكرم أخاه المسلم لكلمة يلطفه بها وفرّج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود، عليه الرحمة ما كان في ذلك".
الغضب |
في الحديث الشريف أن الغضب مفتاح كل شر.
وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال الحواريون لعيسى عليه السلام: أيّ الأشياء أشد؟ قال: أشد الأشياء غضب الله عزّ وجل، قالوا: بمَ نتقي غضب الله؟ قال عليه السلام: بأن لا تغضبوا.
إنها غريزة منّ الله بها على النوع الإنساني وبها يستطيع الإنسان عمارة الدنيا فضلاً عن الآخرة كما جاء على لسان الإمام الخميني قدس سره.
وهذا الأمر طبعاً يدعونا إلى الإهتمام وإلى الإعتدال بها عن حد الإفراط والتفريط، لأنه في كلتا الحالتين تؤدي إلى حالة الفساد، بل إلى الإرتداء عن الدين والإبتعاد عن التعاليم الإلهية حتى إنكار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام، وهنا يكون التعرض للغضب الإلهي الشديد، يقول الإمام الخميني قدس سره:
إنّ هذه الغريزة التي وهبها الله تعالى للإنسان لحفظ نظام الظاهر والباطن وعالم الغيب والشهادة إذا استخدمها لغير الأهداف الإلهية وبخلاف ما يريد الله سبحانه فلا يمكن أن يأمن الغضب الإلهي.
بين الخوف والرجاء |
للإنسان العارف بالحقائق الغيبية والمطّلع على أسرار الوجود نظرتيْن:
1- نظرة إلى نقصه الذاتي ونقص جميع الموجودات وفقرها المطلق كما عبّرت الآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾(فاطر:15)، أيضاً يرى أن جميع المحامد في هذه الدنيا محصورة بالله تعالى حتى أنه يعجز عن شكر النعمة – عدها أو الوقوف على حدها – لعجزه عن ذلك، وفي هذا المقام يستولي عليه الخوف والحزن والخجل حتى الخزي.
2- نظرة إلى الكمال المطلق وسعة لطفه وعنايته حيث أشار لها الإمام السجّاد عليه السلام كثيراً في أدعية الصحيفة السجادية وهنا يقوى رجاؤه ويزداد أمله بالله تعالى بأنه سيشمله برحمته اللامتناهية,
وفي هذا المضمون ذكر الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن بين مخافتيْن، ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما اكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلّا خائفاً ولا يصلحه إلّا الخوف".
دعاء |
والهفاه يا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف!
اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى
وإليك استعدي فعندك العدوى
وأنت رب الآخرة والأولى
فأغث يا غياث المستغيثين
عبيدك المبتلى
وأره سيدي يا شديد القوى
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.
يتساءلون: كيف ينتصر الدم على السيف؟ |
فالدم عنوان الهزيمة والسيف هو القهر والتسلط، الدم يراق والسيف هو السبب.
فهل ينتصر الضحية على الجلاد بعد موته؟
وتجيبنا الثورة الحسينية منذ ذلك التاريخ أن الدم يتحوّل إلى قوة عظيمة عندما يسيل في طريق العشق للإله ويتدفق امتثالاً لأوامره.
تؤكد كل قطرة منه على الولاية الكبرى وتحمل أهداف الأنبياء، فإذا سقط فإنه بيد الله ويتصل بالبحر اللامتناهي.
"يد الله فوق أيديهم" هي القدرة المطلقة التي لا تبقي ولا تذر.
في هذه المسيرة تجلّت النبوة الخاتمة وعرفنا معنى الرحمة المحمدية وأدركنا سر ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾(الأنفال:33).
فالحسين عليه السلام قد تأسّى بجدّه في مرتبة الرحمة يرسم للبشرية سلوكهم إلى يوم القيامة، يحفظ وصية أخيه عن أبيه عن جده عليهم السلام، وما أصعبها من أمانة، أمانة تطلبت أعظم فاجعة وأكبر مصيبة.
فيا أيّها المنتظرون للولي الأعظم لن يصل إليه أحد إلاّ بهذه الأمانة، ولن يلحق بقافلة النور إلّا من سلك سفر سيد الشهداء، فقد خطّ لنا طريقاً واحداً: ألا وهو طريق الشهادة.
نظام الحياة |
الكلام
سئل علي بن الحسين عليهما السلام عن الكلام والسكوت أيهما أفضل، فقال عليه السلام: لكل واحدٍ منهما آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت.
قيل: كيف ذلك يا ابن رسول الله.
قال: لأنّ الله عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت إنما بعثهم بالكلام ولا استحقت الجنة بالسكوت ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ولا توقيت النار بالسكوت إنما ذلك كله بالكلام.
فلا يظنّن أحد أن السكوت أفضل من الكلام فيسكت حين يدعوه الإسلام والواجب للكلام فيقع في محاذير أكبر من الكلام وليس المقصود أن الكلام دائماً أفضل، فالكلام كالدواء لا ينفع إلّا مكانه ويضرّ في غير مكانه، فعن علي عليه السلام يقول: "العاقل لا يتكلّم إلّا بحاجته أو حجّته" ويقول عليه السلام أيضاً: "الكلام بين خلّتي سوء، هما: الإكثاء، والإقلال، فالإكثار هذر، والإقلال عيّ وحصر".
لطائف الأدب |
من أشعار بولس سلامة
لا تقل شيعة هواة عليّ إن كل منصف شيعياً
هو فخر التاريخ لا فخر شعب يصطفيه ويدعيه ولياً
جلجل الحق في المسيحي حتى صار من فرط حبه علوياً
أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلق الرضيّا
فإذا لم يكن عليّ نبياً فلقد كان خلقه نبوياً
أنت رب للعالمين إلهي فأنلهم حنانك الأبويّا
وأنلني ثواب ما سطّرت كفّي فهاج الدموع في مقلتيّا
سفر خير الأنام من بعد طه ما رأى الكون مثله آدميّا
يا سماء إشهدي ويا أرض قرّي واخشعي إنني ذكرت عليّا
إستفتاءات القائد |
وفقاً لاستفتاءات آية الله العظمى الخامنئي:
س: في أي سن يجب على الأب والأم تعليم أولادههما الأحكام الشرعية والعبادات؟
ج: يستحب للولي تعليمهم الأحكام الشرعية والعبادات من حين بلوغهم سن التمييز.
س: هل تتبع الزوجة زوجها في مسائل صلاة المسافر في حال الخطوبة؟
ج: العلاقة الزوجية لا تقتضي تبعية الزوجة للزوج في قصد السفر أو الإقامة، أو الأعراض عن الوطن، أو الإستيطان، بل هي مستقلة في ذلك.
نور روح الله |
"على المرء أن يبدأ بإصلاح نفسه، والسعي لجعل عقائده وأخلاقه وأعماله مطابقة للإسلام فإذا تمّ له إصلاح نفسه توجه لإصلاح غيره".
ضياء القائد |
"إن مسألة تهذيب النفس هي مسألة أساسية ومهمة لكل واحد منّا في أيّ مكان وأيّة مسؤولية كان، فلا تستصغروا هذه الفرص ولا تحطوا من قيمتها".
مداد الشهداء |
ها هي قوافل الشهداء لا ترحل... وإنما تصل مطمئنة إلى بارئها.. لأنهم أدركوا أنهم يقدمون حياتهم وأرواحهم غالية علينا، رخيصة عليهم قرباناً في سبيل الله.
الشهيد محمد منيف أشمر
بأقلامكم |
من وصية للإمام الحسن العسكري عليه السلام لعلي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق كتبها له:
أوصيك بتقوى الله، وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم ومواساة الإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾(النساء:114)، واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى علياً عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، من استخفّ بصلاة الليل ليس منّا. فاعمل بوصيتي وأمر جميع شيعتك بما أمرتك به حتّى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلى الله عليه وآله قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج. ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشّر به النبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين.
أيام الله |
في مثل هذا الشهر الكريم ولد الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وهنا نورد حياة الإمام في سطور: هو الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
جده: الإمام الجواد عليه السلام وأبوه الإمام الهادي عليه السلام.
أمه: سليل التي يكفي في جلالتها أنها كانت المفزع للشيعة في أخذ الأحكام أيام المحنة.
أخوته: محمد، الحسين، جعفر.
ولادته: ولد في المدينة في الثامن من ربيع الآخر سنة 232 ه.
كنيته: أبو محمد.
ألقابه: الزكي، الهادي، العسكري، التقي، الخالص، السراج، الصامت، الرفيق، المرضي.
زوجته: نرجس، أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر – ملك الروم – وأمها من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح عليه السلام شمعون.
ولده: الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه.
عاش مدة من عمره في سجون الظالمين من عصر المعتز وحتى المعتمد ولا تزال آثار تلك السجون باقية إلى اليوم.
توفي في يوم الجمعة 8 ربيع الأول سنة 260 ه، ودفن مع أبيه الإمام الهادي عليه السلام في داره (سر من رأى) وتعلو مقامه أكبر قبة ذهبية في العالم استعمل في بنائها 72000 لبنة ذهبية.