أداء التكليف |
وبالوالدين إحساناً
يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في موضوع العلاقات الأسرية خصوصاً مع الوالدين: "إن بناء الحياة الإنسانية قائم على أساس مراعاة الناس بعضهم البعض. فبدون الرعاية والمودة والاهتمام وغيرها من المشاعر الأخرى لا تستقر الحياة البشرية، ولا تقوم لها قائمة. وهذه المشاعر موجودة عند الإنسان بوعيه والتزامه. بينما لا توجد بهذه الصورة في الحيوانات، وإنما تكون بصورة غرائزية.
وتتفاوت هذه المشاعر عند الناس من حيث الأهمية والتأثير. منها رعاية حقوق الوالدين.
ينبغي على من أنعم الله عليه (وخاصة الشباب) بنعمة وجود الوالدين أو احدهما أن يؤدي حق هذه النعمة وشكرها. ولا بأس أن نذكر في هذا الخصوص الرواية المروية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حينما جاءه أحد الأشخاص وسأله: من أبر؟. فللإنسان كثير من الأقارب والأصدقاء والمعارف الذين تجمعه بهم علاقات مختلفة. فإلى من يجب أن يتوجه بالإحسان؟. أجاب الرسول صلى الله عليه وآله: أمك. فسأله الرجل ثانية: ثم من؟، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أمك. فسأله الرجل ثالثة: ثم من؟، أجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أمك.
وهذا يعني أن المسافة بين حق الأم وباقي الحقوق واسعة جداً. وعندما سأله الرجل مرة رابعة: يا رسول الله، ثم من؟ قال الرسول: ثم أباك.
وهكذا نفهم أن حق الوالد كبير أيضاً، لكن الأولوية دائماً للأم. وأنا أقول لكم أن أداء حقوق الوالدين، وإضافة إلى آثاره الإلهية الأخروية، فإنه يورث بعض التوفيقات المادية والمعنوية والتي لا أقلها حصول السعادة والرضا كأثر طبيعي لهذا العمل.
الإحسان إلى الوالدين لا يختص بزمان حياتهما، بل إنه يتعداه إلى ما بعد الممات أيضاً. كل إنسان يستطيع أن يحسن إلى والديه ويبرهما. وقد ورد في الروايات أن البعض ممن يكونون بارين بوالديهم في حياتهم يصبحون عاقين لهم بعد مماتهم، والبعض يصبح باراً بوالديه بعد مماتهم، وقد كان عاقاً لهم من قبل. إن برّ الوالدين بعد مماتهم يكون بالاستغفار والدعاء لهم والتصدق عنهم. هكذا ترضى أرواح الوالدين ويحصلون على بركات بر الأولاد.
ينبغي أن تنتبهوا أن تركيزنا على بر الوالدين وأداء حقوقهما لا يعني ترك حقوق الآخرين، فللزوجة حقوق، وللأولاد وللأخوة والجيران حقوق أيضاً. الإنسان العاقل الذكي هو الذي يجمع كل هذه الحقوق ويؤديها للجميع. آمل أن يوفقكم الله لهذا أنتم وجميع المؤمنين إن شاء الله تعالى.
ملامح من شخصية القائد |
الإحسان إلى الأبوين..
يقول آية الله الشيخ مصباح اليزدي: كان والد السيد القائد من العلماء البارزين في مشهد وكان من أهمّ أئمة الجماعة هناك، ولكن وبسبب مرض ألمّ به، فقد نظره واضطرّ للانتقال مؤقّتاً إلى طهران من أجل العلاج، بالإضافة إلى هذا، كان لا بدّ لممرّض أن يبقى إلى جانبه للاهتمام به والوقوف على حاجاته.
وكان بين الأب وابنه علاقةٌ قويّةٌ جداً، فالأب يأنس بوجود ابنه "علي" كأنس يعقوب بيوسف.
في هذه الأوضاع، تردّد السيد القائد يومها، هل يبقى في "قم" ويتابع دراسته أم يترك الحوزة ويعود مع أبيه إلى مشهد للاهتمام به.
عندها، توجه السيد القائد لطلب المشورة من أحد أصدقائه والذي كان من العرفاء فقال له:
"أعتقد أنه من الأوجب أن تذهب مع والدك إلى مشهد، وسوف ينقل الله قم إلى مشهد، يعني كل ما تريد أن تحصل عليه في قم، يعطيك الله إياه في مشهد، أو أينما تكون".
حسم السيد القائد الأمر وترك دراسته وحياته الحوزوية في قم ورافق والده بكل طيب خاطر إلى مشهد.
أجوبة الولي |
أبلغ وسائل التبليغ
س: ما هي أهمية الوسائل الفنية في التبليغ؟
ج: الوسائل الفنية هي ولا شك أبلغ الوسائل التبليغية وأكثرها فاعلية.
الفن هو أسلوب للبيان والأداء، وهو أبلغ وأدق وأكثر تأثيراً وبقاءً من الأساليب التبليغية الأخرى، والتدبر في كل واحدة من هذه الخصائص التي ذكرتها يعين في معرفة معنى الفن. وربما كان التقرير غير الفني وإن كان علمياً وتحقيقاً ودقيقاً فاقداً لخاصية البيان الفني.
لقد قلت مراراً أن لا حظَّ لأي رسالة ودعوة وثورة وحضارة وثقافة، من التأثير والانتشار والبقاء إذا لم يُطرح في شكل فني، ولا فرق في ذلك بين الدعوات المحقة والباطلة.
أنشطة القائد |
سيشهد العالم الإسلامي عزة وعظمة الإسلام قريبا 1/10/2008
وصف سماحة الإمام الخامنئي دام ظله لدى استقباله جمعاً من مسؤولي النظام وحشداً من شرائح الشعب آفاق العالم الإسلامي مقارنةً بالماضي بأنها أكثر إشراقاً وأملاً معتبراً تقدم الأمة الإسلامية بأنه حقيقة لا يمكن إنكارها.
وأكد سماحته بالقول: إن هذا التقدم والمستقبل المشرق في تنامي مطرد بعون الله تعالى والعالم الإسلامي سيشهد العزة والعظمة الإسلامية.
واعتبر سماحته التقوى الإلهية بأنها إحدى بركات شهر رمضان المبارك مضيفاً القول: إن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون اليوم إلى هذه الذخيرة الإلهية والارتباط مع الباري تعالى.
ونوه القائد المعظم إلى الفترة العصيبة والغفلة وحالة اليأس التي كانت تسود المسلمين في الماضي وقال: رغم الضغوط العظيمة للسلطويين والمستعمرين الجدد ضد المسلمين خلال تلك الفترة، فإن آفاق مستقبل المسلمين اليوم أكثر إشراقاً من أي وقت مضى بفضل الصحوة الإسلامية، وأعداء الإسلام وعبيد الدنيا يعترفون اليوم بعجزهم وهزيمتهم.
وفي معرض تبيينه لتقدم الأمة الإسلامية وضعف وعجز المستكبرين أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأوضاع الراهنة لمنطقه الشرق الأوسط البالغة الحساسية منوها بالقول: إن إدارة الولايات المتحدة الأميركية التي توهمت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بأنها القوة التي لا تجارى وعمدة القرية العالمية، وصلت اليوم إلى طريق مسدود في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وتواجه قضايا معقدة وتعترف اليوم علانية بيأسها في تحقيق نتائج مخططاتها.
الإمام الخامنئي يستقبل المئات من الطلبة الجامعيين 28/9/2008
استقبل سماحة الإمام الخامنئي دام ظله عدداً كبيراً من الطلبة الجامعيين والشباب المتفوقين علمياً وقال في كلمته لهم إن أهم واجبات جيل الشباب وخصوصاً المسيرة الناشطة للطلبة الجامعيين هو السعي الدؤوب المرفق بالعقلانية لتحقيق التقدم والعدالة مؤكداً: علی الشاب المسلم ذي الهمة العالية أن يسير بنظرةملؤها الأمل وبسعي دؤوب وبرمجة صحيحة مبدئية في طريق إنتاج الأفكار الجديدة والوصول إلی المجتمع الإسلامي المتمتع بالتقدم المادي والمعنوي معاً.
وقال سماحته في معرض شرحه للتقدم المقصود في النظام الإسلامي: هذا التقدم تقدم شامل يستوعب التقدم المادي والمعنوي، وينبغي إلی جانب العمل الرامي إلی تمتع المجتمع بمستوی معيشي، وفرص عمل، ورفاه، وتقدم علمي مناسب، أن يتمتع المجتمع بمستوی جيد من العدالة، والأخلاق الإسلامية السامية، والروح المعنوية، والإيمان العميق، والتحفز المضطرد.
وأكد سماحة الإمام: لأجل الوصول إلی التقدم الحقيقي ينبغي السير بنظرة متفائلة والسعي بلا توقف وطبقاً لبرامج مدروسة.
واعتبر سماحة الإمام أن أهم واجبات جيل الشباب التحرك النشط بتفكير واع للوصول إلی مجتمع إسلامي نموذجي يتمتع بالتقدم المادي والمعنوي مضيفاً: واجبات الطلبة الجامعيين الرساليين أو النهضة الطلابية واجبات جسيمة، بيد أن واجبات المسؤولين وشتی صنوف النخبة في المجتمع أكبر وأثقل.
واعتبر سماحته التدبر والتفكير مهماً جداً لبلوغ المجتمع الإسلامي والتقدم الحقيقي مذكراً: من الأمور الضرورية تشكيل جلسات فكرية واسعة بحضور مجاميع من طلبة الجامعات والحوزات والبحث والتفكير بخصوص القضايا المختلفة لكي تتطرق الأفكار الجديدة إلی الساحة عن طريق هذه الجلسات.
تعريف بكتاب |
الهدنة
تعدّ هذه الدراسة قسماً من سلسلة بحوث في فقه الدولة الإسلامية لسماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله..
وقد عالج سماحته موضوع "المهادنة" ضمن عدّة محاور تدور حول بيان حقيقة الهدنة وشرائطها وأحكامها، ثم تطرّق في نهاية المطاف إلى بعض الفروع..
ويمتاز هذا البحث ناهيك عما توفّر عليه من دقّة وعمق بأصالة منهجيّته؛ إذ يلمس القارئ في مطاوي البحث العناية التامة بالقرآن الكريم واعتماده أساساً في كل أو جل استدلالاته.
يقع الكتاب في 136 صفحة.
طبع دار الوسيلة بيروت لبنان
القائد في كلام العلماء |
الخصائص العلمية
يقول آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي:
"إن السيد الخامنئي المعظّم، مضافاً إلى تسلطه على المباني الاجتهادية التي يجب توفرها لدى كل فقيه مطلق عادل، يتمتع بخصوصيات علمية وفقهية خاصة، أشير إلى اثنين منها:
1- الاضطلاع الواسع بعلم الرجال، وحيازته لمعلومات دقيقة جداً عن هذا العلم، لقد بذل سماحته الجهد الكبير في علم الرجال، ويعد من المجتهدين الذين يولون علم الرجال أهمية خاصة. لقد قبل كثيراً من القواعد الرجالية ورفع الإشكالات الواردة عليها، وله تفوق ملحوظ وواسع في هذا المجال، وهذه ميزة ذات انعكاس علمي على الفقيه خصوصاً في هذا الزمان.
2- الفهم السالم والمستقيم في فهم الآيات والروايات. إنه يستوعب الآيات والأحاديث بصورة جيدة جداً ويستظهر من الأدلة اللفظية ويستفيد منها، ويكون الاستظهار والاستنطاق في الاستنباط مهماً جداً.
إن من المؤاخذات التي كانوا يوردونها على بعض الفقهاء، بالأخص الفقهاء الذين كان ارتباطهم بالحوزات العربية قليلاً، هي أن بعض استظهاراتهم غير دقيقة أو صحيحة، أو أنهم لا ينتبهون إلى بعض النكات الأدبية العربية، إنني لمست أن السيد القائد المعظم يستظهر من الآيات والروايات بصورة ملفتة جداً، يلتفت القضايا الأدبية ويدرسها بصورة دقيقة ويكون منها دلالة بشكل جميل جداً.
ومن خصوصياته أيضاً تنظيمه المنطقي والدقيق، مما هو مهم جداً وفعّال في تدوين وتنقيح الأبحاث العلمية المعقدة.
وعليه فلا شك ولا شبهة في الإجتهاد المطلق للسيد المعظّم، وغير ذلك لا أساس له أبداً".
فقه الولي |
حكم تربوي
لو أنَّ شخصاً ضرب أخاه الصغير مثل ضرباً شديداً فإن كان ضربه موجباً للديّة فيجب دفعها، والأفضل التسامح منه أيضاً.