يتم التحميل...

العدد 34 - شهر صفر 1427 هـ

العدد 34

تحميل pdf

عدد الزوار: 47

 جريمة يندى لها الجبين

أصدر سماحة الإمام القائد الخامنئي بياناً عزى فيه بمناسبة فاجعة انتهاك حرمة المرقد الطاهر للإمامين العسكريين في سامراء معلناً الحداد أسبوعاً في البلاد.

ومما جاء في بيانه: إنّ‏َ الأيدي الآثمة والملطخة بالدماء للمجرمين القساة تسببت اليوم بفاجعة عظيمة وارتكبت ذنباً عبر انتهاكها لحرمات المقدسات الدينية.

إنّ‏َ المرقد الطاهر للإمامين العسكريين تعرَّض (يوم الأربعاء) إلى الإساءة والدمار ما أدمى قلوب الشيعة وجميع المسلمين والمحبين لأهل بيت النبوة عليهم السلام.

ولا شك أن هذه الجريمة التي جرى اختيار منفذيها من بين المتعصبين والمتحجرين المرتزقة التعساء الغافلين، تم التخطيط لها من قبل أصحاب قرار متامرين ينشدون تحقيق نوايا شيطانية خبيثة.

وأضاف سماحته إنّ‏َ هذه جريمة سياسية ويجب البحث عن خيوط الجريمة في المؤسسات الاستخباراتية الصهيونية، والمحتلين للعراق.

إنّ‏َ القوى السلطوية وبعد أن شاهدت الأوضاع السياسية والاجتماعية العراقية وتعارضها مع أهدافهم السلطوية، انبروا بالتخطيط لمؤامرات مشؤومة، منها توسيع نطاق الانفلات الأمني وإشعال فتيل الخلافات المذهبية.

إنّ‏َ جريمة (يوم الأربعاء) في سامراء أضافت ورقة أخرى إلى الملف الأسود لمحتلي العراق.

وإنّ‏َ الحرم الطاهر للإمامين العسكريين عليهما السلام سيرفع قامته مرة أخرى وأكثر عظمة من ذي قبل بفضل الجهود العاشقة لمحبي أهل البيت عليهم السلام و إن شاء الله، لكنّ‏َ هذه الجريمة رسمت بقعة سوداء أخرى على جبين أعداء الإسلام لن تمحى لفترات طويلة.

وقال سماحته إنني إذ أُعزي رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وحضرة بقية الله أرواحنا فداه بهذا الحادث الأليم، وأتقدم بالتعازي إلى كافة الشيعة في أنحاء العالم والى كافة المسلمين الغيارى والواعين والى محبي أهل بيت رسول الله عليهم السلام ومعلناً الحداد العام في البلاد على مدى أسبوع.

إنني أرى من الضروري أن أطلب مؤكداً من الناس المفجوعين في إيران والعراق وسائر أنحاء العالم أن يحذروا بجد من أي عمل يؤدي إلى معارضة وعداء الأخوة المسلمين.

بالتأكيد ثمة أيادي تسعى لإرغام الشيعة على التعرض إلى المساجد والأماكن المحترمة لدى أهل السنة.

وختم سماحته إنّ‏َ أي إجراء بهذا الصدد يساعد في تحقيق أهداف أعداء الإسلام وأعداء الشعوب المسلمة وهو محرَّم شرعاً.


علي الحسيني الخامنئي (22/2/2006).
 

 شذرات من خطاب القائد  

حرية... صهيونية

تحدث القائد الخامنئي في لقائه قيادة وأفراد القوة الجوية في الجيش والحرس الثوري عن الخطوة المشينة لبعض الصحف الغربية وإساءتها للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم معتبراً أنّ‏َ هذه الخطوة فضحت شعار الحضارية والليبرالية الديموقراطية الغربية في مجال الدفاع عن حرية التعبير مؤكداً بالقول: وفقاً لهذه الحرية لا يمكن التشكيك في المحرقة اليهودية أو نفيها ولكن يجوز الإساءة إلى مقدسات أكثر من 5ر1 مليار مسلم.

ورأى سماحة القائد المعظم أن هذه الخطوة هي مؤامرة منظمة من قبل الصهاينة تهدف إلى خلق مواجهة بين المسلمين والمسيحيين، لافتاً إلى تصريحات الرئيس الأمريكي القاضية بشن حرب صليبية ودعم القادة الأوروبيين لهذه الخطوة الدنيئة بذريعة حرية التعبير وقال: إنّ‏َ ردود فل الشعوب الإسلامية كانت في محلها وكان يجب أن يبدر مثل رد الفعل هذا لأن النبي الأكرم هو محور حب وعشق واتحاد العالم الإسلامي.

وأضاف سماحته قائلاً: لكن يجب أن يعلم الجميع بأن غضب المسلمين المقدس هذا غير موجه ضد المسيحيين بل هو موجه ضد الأيدي الخبيثة التي خططت لهذه المؤامرة وجعلت ساسة العالم ألعوبة بيدها.

الضربة القاضية

ورأى الإمام الخامنئي بأن هذه المؤامرة الصهيونية تأتي اثر الضربة القاسية التي تعرَّضت لها بسبب فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة وأضاف: لقد قامت الإدارة الأمريكية خلال الانتخابات الأخيرة بدعم الأحزاب المنافسة لحماس بشكل علني، ولكن هذه الحركة سجّلت انتصاراً حاسماً رغماً عنهم وعن الصهاينة.

وقال: لو أجريت انتخابات حرة ونزيهة في أي نقطة من العالم الإسلامي لانتصرت الحركات المناهضة لأمريكا فيها نظراً لكراهية وقبح أمريكا بين الشعوب الإسلامية.

واعتبر القائد أن فوز حماس ومعارضة الغرب لا سيما أمريكا لأراء الشعب الفلسطيني بأنه مؤشر على التناقض القائم بين شعاراتهم القاضية بالدفاع عن الديموقراطية وتطبيقها وأضاف: أن الأوضاع السياسية للمنطقة والهزائم المتتالية التي تكبدتها أمريكا واتساع نطاق الصحوة الإسلامية هي من ثمار الثورة الإسلامية ومواقف الشعب الإيراني المتسمة بالعزة.
 

 الحرية   

إن قضية الحرية واحدة من المفاهيم التي أكد عليها القران الكريم وأحاديث الأئمة عليهم السلام مراراً. ومن الطبيعي ان الحرية التي نتحدث عنها هنا لا تعني الحريّة المطلقة التي لا أعتقد أن أحداً في العالم يؤيّدها أو يدعو إليها.

وإنما المراد من الحرية التي نتحدث عنها هي الحرية الاجتماعية.

حرّية التفكير والقول والإختيار، وهي حق إنساني ورد تكريمها في الكتاب والسُنّة. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ(الأعراف: 157).

فالحرية الاجتماعية بمعناها المتعارف في الثقافة السياسية العالمية، ذات جذر قراني. ولا ضرورة للعودة إلى ليبرالية القرن الثامن عشر في أوربا لاستطلاع ما قاله "كانت" و"جان استوارت ميل" وغيرهم، بل لنرجع إلى الدين فهو أكبر منادٍ للحرية، والحرية الصحيحة، والحرية المعقولة أكبر هدية يقدمها الدين للمجتمع وللشعب. بفضل وجود الحرية تتنامى الأفكار وتزدهر الطاقات. أما الاستبداد ففيه كبت للطاقات، وحيثما وجد الاستبداد ينعدم ازدهار الطاقات التي يدعو الإسلام إلى رعايتها.

أُشير هنا إلى أن الإسلام أعطى للحرية الاجتماعية زخماً أكبر مما أعطته إياها المذاهب الغربية على ما فيها من تفسيرات ليبرالية متعددة.

يواجه الغربيون مشكلة عند محاولاتهم اعطاء الحرية طابعاً فلسفياً، وأكثر ما قالوا في هذا الباب هو أن مصدر الحرّية والحكمة من وجودها إنها حق إنساني. في حين ذهب الإسلام إلى ما هو أسمى من هذا حين اعتبرها كما ورد في الحديث الشريف أمراً فطرياً ملازماً لطبيعة الإنسان. صحيح أنّها حق، ولكن حق يفوق سائر الحقوق من قبيل حق الحياة. مثلما أن حق الحياة لا يمكن وضعه في مصاف حق السكن وحق المأكل ...، فكذا الحال في ما يخص حق الحرية الذي يعتبر أرفع واسمى من هذه الحقوق، بل هو الأرضية والقاعدة لها جميعاً. هذا هو رأي الإسلام في الحرّية.

فالفوارق الأساسية للحرية بين المنطق الإسلامي والمنطق الغربي هي:.
1- في المنظور الغربي: حرية الإنسان تعني عدم النظر إلى حقيقة الدين والخالق، ولذلك فهم لا يعتبرونها هبة إلهية للإنسان.
- أما في الإسلام فالحرية ذات جذر إلهي، ويذهب المنطق الإسلامي إلى اعتبار أي تحرك مُناهض للحرية بمثابة تحرك مضاد لظاهرة إلهية؛ ومثل هذا التصور لا وجود له في الغرب.

ويترتّب على هذا الفارق الأساسي فوارق أخرى فرعية؛ منها على سبيل المثال ان الغرب يؤمن بالحرية المطلقة انطلاقاً من اعتقاده بنسبية الحقيقة ونسبية الأخلاق. ويبرر ذلك بالقول انك لا ينبغي لك مؤاخذة من ينتهك ما تدين به من معتقدات؛ وذلك لأنه ربّما لا يعتقد بمثل ما تعتقد به. ويترتب على هذه القاعدة طبعاً عدم وجود أي حد للحرية لا معنوياً ولا أخلاقياً. وهذا التصور نابع من عدم إيمانهم بوجود حقيقة ثابتة.

أما الإسلام فلا يذهب إلى هذا الرأي وانما يؤمن بوجود قيم ثابتة ومسلّم بها، وبوجود حقيقة الكمال والقيم التي يسير الإنسان نحوها. والحرّية انما تكون محدودة في اطار هذه القيم.

2- الغرب ينظر إليها في اطار المصالح المادية. وحتى الحريات الفردية والاجتماعية تتحدد في ضوء هذه الرؤية. فعندما يكون هناك مساس بالمصالح المادية تضيق رقعة الحرية. فهم مثلاً لا يجوزون انتقال العلوم والتقنية المتطورة إلى بعض البلدان مخافة ان تخرج التقنية من احتكار هذه الدول هنا تكون للحرية حدود.

أما القيم الأخلاقية فلا تشكل هناك أي حاجز أمام الحرية. فهناك على سبيل المثال في أمريكا حركة الشذوذ الجنسي، وهي من الحركات الناشطة وتتباهى بسعة نشاطها
غير ان الإسلام يقر قيوداً أخلاقية لها. أي انّه يعتقد بحدود معنوية للحرية فضلاً عن تلك الحدود المادية.

3- ان الحرية في منطق الفكر الليبرالي الغربي تتنافى مع التكليف؛ على اعتبار أن الحرية تعني التحرر من التكليف أيضاً.

في حين يذهب الإسلام إلى أن الحرية هي الوجه الاخر للتكليف، والناس أحرار لأنهم مكلفون. وإذا لم يكن هناك تكليف فلا ضرورة للحرية.

وهذه الحرية على ما لها من قيمة إنّما مُنحت له من أجل تكامله، مثلما أن حياته نفسها وهبت له في سبيل السير نحو الكمال. (ما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون) فهو تعالى خلق الجن والانس من أجل أن يبلغوا مرتبة العبودية، وهي مرتبة عالية جداً. والحرية أيضاً كحق الحياة، تمثل مقدّمة للعبودية.
 

من توجيهات القائد 

بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحمة وهذه الرحمة ليست رحمة منقطعة، بل هي رحمة مستمرة ولقد جاء النبي صلى الله عليه وآله لرفع الأغلال عن كاهل البشرية. ﴿... وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ..(الأعراف:157).
 

كلمات خالدة

الامام الخميني

إن الإسلام اليوم بأيدينا ونحن المكلفون بحراسته فإذا تعرض للأذى فكلنا مسؤولون، كلنا مسؤولون أمام اللَّه.
 

باقر العلوم

إن الواقع الفكري والاجتماعي المزري للناس كان يدفع الإمام الباقر عليه السلام وأتباعه نحو حركة دائبة لا تعرف الكلل والملل من أجل تغيير هذا الواقع والنهوض بالواجب الإلهي إزاء هذا الانحراف.

إنهم يرون غالبية الناس قد خضعوا للجو الفاسد الذي أشاعه بنو أمية، فغرقوا إلى الأذقان في مستنقع حياة اسنة موبوءة، حتى أضحوا كحكّامهم لا يفقهون قولاً، ولا يصغون لنصيحة سمعاً.

ومن جهة أخرى كان يرى الإمام عليه السلام أن دراسات الفقه والكلام والحديث والتفسير تنحو منحى استرضاء الطاغوت الأموي وتلبية رغباته ومن هنا فإن كل أبواب عودة الناس إلى جادة الصواب كانت موصدة لولا نهوض مدرسة أهل البيت بواجبها "وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا".

فاتجهت مدرسة أهل البيت إلى تقريع أولئك الذين باعوا ذممهم من العلماء والشعراء، في محاولة لايقاظ ضمائرهم أو ضمائر أتباعهم من عامة الناس.

وفي دائرة أضيق نرى أن علاقة الإمام بشيعته تتخذ خصوصيات متميزة، نراه بين هؤلاء الأتباع كالدماغ المفكر بين أعضاء الجسد الواحد، يغذيهم ويمدهم بالحيوية والحركة والنشاط باستمرار.
 

 من إستفتاءات القائد  

س: هل يكون للزوج والزوجة اللذين يصرفان راتبيهما بصورة مشتركة في شؤون المنزل سنة خمسية مشتركة.
ج: يكون لكل منهما سنة خمسية مستقلة، فيجب على كل منهما تخمين ما تبقى لديه من راتبه ودخله السنوي في نهاية سنته الخمسية.


أجوبة الاستفتاءات ج‏1 ص‏182.
 

 سطور النور  

مناسبات شهر صفر:

*1 صفر: حرب صفين
*2 صفر: شهادة زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
*2 صفر: شهادة رقية بنت الإمام الحسين عليهما السلام.
*3 صفر: ولادة الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام.
*7 صفر: شهادة الإمام الحسن عليه السلام (على رواية).
*7 صفر: ولادة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام.
*8 صفر: وفاة الصحابي سلمان الفارسي.
*9 صفر: استشهاد عمار بن ياسر في معركة صفين.
*9 صفر: معركة النهروان.
*15 صفر: شهادة محمد بن أبي بكر علي يد جيش معاوية.
*20 صفر: أربعين الإمام الحسين عليه السلام.
*28 صفر: وفاة النبي محمد صلى الله عليه وآله. أواخر صفر استشهاد الإمام علي بن موسى‏ الرضا عليهما السلام.

2009-09-24