|
نظام الولاية |
إن تسمية يوم عيد الغدير بعيد الولاية، تسمية صحيحة؛ فهو اليوم الذي اتخذ فيه مفهوم الولاية على يد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مصداقاً عينياً بيّناً.
فمعنى الولاية والمفهوم العظيم الذي اتخذ يوم عيد الغدير مصداقاً معلوماً يشكل واحداً من النقاط الأساسية والحساسة الخليق بأبناء مجتمعنا الإسلامي ومفكّريه أن يتأملوا فيها.
حينما يكون على رأس أحد الأنظمة وليّ اللَّه كالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أو أمير المؤمنين عليه السلام فذلك المجتمع هو مجتمع الولاية، والنظام نظام الولاية. والولاية أيضاً صفة للمنصب الذي كان لرسول اللَّه ولأوصيائه من بعده بأمر اللَّه، وهي أيضاً خاصية من خصائص المجتمع الإسلامي الذي كان يعيش في ظل تلك الحكومة ويستمد معناه من معانيها. وأؤكد اليوم أيضاً على نقطة أساسية وحيوية ترتبط بها القضايا الحسّاسة والمصيرية للأمة الإسلامية، وتلك هي أن الولاية كصفة للحكومة في الإسلام وكمؤشر يميز النظام الاجتماعي والسياسي في الإسلام، لها معنى دقيق وذو مغزى، يعكس المعنى الأصلي للولاية، وذلك هو الترابط والتلاحم والانسجام والتداخل، والذي تتداعى على أثره إلى الأذهان معاني الوحدة والتكاتف والعمل الموحد والتضامن ووحدة الطريق والهدف، والاتحاد في كل الشؤون السياسية والاجتماعية. فالترابط الولائي الذي يعد ظاهرة سياسية واجتماعية وموقفاً مصيرياً في الحياة يتحقق بالجهد والحركة والهجرة والعمل المشترك والموقف الموحّد ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ﴾(الأنفال:72). ولهذا لا يكون الولي في النظام الإسلامي بمعزل عن الأمة. فالولاية تعني التلاحم والانسجام والترابط، كما وتعني في أحد أبعادها المحبة، وتعني في موضع آخر التآزر والتعاون. وهذه المعاني كلها تمثّل في الواقع مصاديقٌ للارتباط والتضامن والاتحاد والوحدة، فإذا نظرنا إلى المجتمع الإسلامي بهذا المنظار، تتخذ الوحدة الاجتماعية والوحدة السياسية والوحدة المعنوية والروحية والعملية أبعاداً عميقة تبلور أمامنا معاني الكثير من المعارف الإسلامية كالسير باتجاه مركز عالم الوجود، وباتجاه ولاية اللَّه؛ فذرات الوجود كلها شاءت أم أبت تدور في إطار ولاية اللَّه. والإنسان الواعي الذي يحسن الاختيار، يختار الولاية الإلهية ويسير في مسارها، وينال محبة اللَّه ويمتلئ بها قلبه.
|
أنشطة القائد |
اعتبر سماحة القائد دام ظله السبيل الوحيد لضمان تحرير فلسطين هو استمرار المقاومة ووحدة الصف الفلسطيني وذلك لدى استقباله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
ورأى سماحته أن السبب في النجاحات التي حققها الشعب الفلسطيني خلال الأعوام الأخيرة لاسيما الاندحار الصهيوني من غزة يعود إلى مبدأ المقاومة والجهاد الذي اعتمده هذا الشعب الفلسطيني.
وأشار القائد إلى الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر مؤكداً أن تجربة الأعوام الخمسين الماضية أثبتت أنّ التراخي أمام قوى الاحتلال الصهيوني والدخول في مفاوضات معه من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من تعقيد الوضع ولن يحصد منه سوى زيادة الضغوط. وأكد أن المحتلين الذين انسحبوا من لبنان بالأمس واندحروا في غزة اليوم سيجبرون على مغادرة فلسطين برمتها غداً بإذن الله تبارك وتعالى وذلك بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني والفصائل الجهادية الفلسطينية.
وأكد سماحة الإمام الخامنئي دام ظله أن الانتفاضة المباركة أثبتت تفوّق القوة الفلسطينية على القدرة الصهيونية والأميركية مشيراً إلى أن واشنطن وبالرغم من استعراض قوتها الظاهرية الكاذبة إلا أنّها واجهت الفشل الذريع في منطقة الشرق الأوسط وها هي تسحب أذيال الخيبة والخسران داعياً الشعب الفلسطيني إلى مواصلة مسيرته الجهادية بكل يقظة وحذر.
أكّد القائد دام ظله لدى استقباله أعضاء لجنة المؤتمر الدولي للدفاع عن الثورة الإسلامية الفلسطينية أنّ الأمة الإسلامية قادرة على أن تغيّر مستقبل فلسطين لصالح شعبه.
وأشار القائد دام ظله إلى أن القضية الفلسطينية كانت منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني الراحل قدس سره مطروحة مضيفاً: "أنّ الحساسية البالغة التي يبديها الصهاينة وحماتهم الأمريكان تجاه إيران والمواضيع التي تم طرحها بشأن الكيان الصهيوني تدل على الضعف والرعب الكبيرين اللذين يشعر بهما هؤلاء الصهاينة إزاء اهتمام الأمة الإسلامية بالقضية الفلسطينية". وأضاف القائد دام ظله أن مشروع إيران الرامي إلى إجراء استفتاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة لقي اهتماما بالغاً من قبل الشعوب الإسلامية وباقي شعوب العالم مؤكداً أن "الأمة الإسلامية تتابع بحساسية كبيرة مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم والحيلولة دون تخريب القدس الشريف".
وتطرق القائد إلى هزيمة قوات الاحتلال الصهيونية في كل من جنوب لبنان وغزة معتبراً بناء الجدار العازل يعكس عجز الصهاينة عن القضاء على الانتفاضة الفلسطينية.
استقبل سماحة الإمام الخامنئي جمعاً من مسؤولي وكوادر بعثة الولي الفقيه ومنظمة الحج والزيارة.
واعتبر سماحته الحج بأنّه بحر المعنوية والعبودية والتضرع والخضوع والتلبية، مضيفاً القول: إنّ الجانب السياسي لهذه الشعيرة الإلهية مبطن في معنويات هذه الشعيرة ونداء التوحيد.
وأضاف: إنّ التوحيد كان محور جهاد الأنبياء والصالحين والصديقين ورسالة الحج الإبراهيمي هي تحطيم الحواجز الظاهرية القائمة بين الشعوب الإسلامية والجانب السياسي للحج مستقىً من هذا الأمر.
وأشار القائد إلى تأكيد الإمام الراحل على ضرورة أداء الحج الإبراهيمي وإحياء الجانب السياسي له منذ انتصار الثورة الإسلامية لذا من هذا المنطلق بات سلوك وشعارات وأداء الحجاج الإيرانيين ودعوتهم إلى التوحيد والاتحاد أنموذجا يحتذى به من قبل الشعوب الإسلامية الأخرى منذ ذلك الحين.
وأكد على الجانب المعنوي لسفر بيت الله الحرام والأماكن المقدسة الأخرى الموجودة في مدينتي مكة والمدينة.
وأشار الإمام الخامنئي دام ظله إلى أوضاع العالم الإسلامي ولا سيما فلسطين والعراق والموقف الصريح لقادة الاستكبار المعادي للإسلام والشعوب المسلمة وتقصير بعض البلدان الإسلامية.
التقى سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الرئيس أحمدي نجاد وذلك على أعتاب زيارته للسعودية للمشاركة في القمة الطارئة لزعماء الدول الإسلامية.
و قدّم إلى سماحته تقريراً عن برنامج زيارته للمملكة العربية السعودية.واستمع الدكتور محمود أحمدي نجاد في هذا اللقاء الى توجيهات القائد الذي تمنى لرئيس الجمهورية النجاح في هذه الزيارة.
|
شخصية تفوق طبيعة البشر |
إننا لا نجد أحداً عاش حياة كحياة أمير المؤمنين عليه السلام في بيته. كان قوت أمير المؤمنين عليه السلام ملفوفاً في كيس مشدود فكانوا يأتون بذلك الكيس فيأكل منه قليلاً ثم يشده ويضعه في مكانه. ولكن أهل بيته كانوا يعيشون حياتهم الاعتيادية.
إن شخصية أمير المؤمنين عليه السلام هي شخصية تفوق طبيعة البشر العادية.
فهل يستطيع أحد أن يعيش حياة كهذه؟ إنه درس عجيب.
لقد سمعت المرحوم العلامة الطباطبائي رضوان اللَّه تعالى عليه يقول: إن الإمام عندما يقول لنا: اتبعوني، يقول هذا لأنه يعلم بأنّه بمنزلة الدليل الذي صعد إلى قمة الجبل ويرشد الناس إلى الطريق.
وهذا لا يعني أنّ جميع المشاة بإمكانهم أن يصلوا إلى تلك القمة؛ إنه يرشدهم إلى جهة الطريق ويقول لهم عليكم أن تسيروا من هذه الجهة لكي لا تنحرفوا ولا تسيروا في جهة السقوط. وبعبارة أخرى إنه يقول للناس إذا أردتم أن تسيروا بشكل صحيح فعليكم إتباعي في المسير.
اليوم شرفتنا فيه بولاية وليك
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر اللَّه عزَّ وجلَّ جبرائيل عليه السلام أن يهبط على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقت قيام الظهر من ذلك اليوم، وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأن ينصبه علماً للناس بعده، وأن يستخلفه في أمته.
فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد، إن اللَّه يقرؤك السلام.
ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي عليه السلام ليكون علماً لأمتك بعدك، يرجعون إليه، ويكون لهم كأنت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: حبيبي جبرائيل، أني، أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه. فعرج، وما لبث أن هبط بأمر اللَّه فقال له: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته واللَّه يعصمك من الناس).
فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثم نادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار. فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره، وأن يلبس المؤمن أنظف ثيابه وأفخرها ويتطيب إمكانه.
|
كلمات خالدة |
الإمام الخميني قدس سره
إن يوم الغدير هو الذي خلّد الإسلام وأرّخ لمرحلةٍ جديدة في حياة المسلمين.
|
من توجيهات القائد |
إن معنى "من كنت مولاه فهذا علي مولاه..." في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أن الإسلام لا ينحصر في الصلاة والصيام والأعمال الفردية بل إن له نظاماً سياسياً وحكومة قائمة على أحكام الشريعة الإسلامية.
|
من استفتاءات الإمام القائد |
س: ما هو المستثنى من أموال المدين في حال الحجز على أمواله لأداء الدين؟
ج: يستثنى في إلزام المدين ببيع ما يملكه لأداء الدين كل ما يحتاج إليه في حياته المعيشية من قبيل البيت وأثاثه والسيارة والهاتف ونحوها مما يعد جزءاً من الاحتياجات المعيشية المناسبة لحاله.
|
شذرات من خطاب القائد |
الإمام الحق
الإمام في مفهومه الإسلامي الصحيح هو من يرشد الناس بسلوكه وشخصيته وأفعاله إلى الطريق المستقيم بمقدار ما يرشدهم بلسانه وأوامره، أو أكثر. وهذه مسألة مهمة؛ إن أمير المؤمنين عليه السلام إمامنا وإمام جميع المسلمين، أي إن الجميع يعتقدون به كإمام، ولكن ما معنى (الإمام)؟ يعني أن نلحظ أبعاد هذه الشخصية كالنموذج الرفيع الذي نضعه أمامنا، ثمّ نحاول بناء شيء شبيه به، يجب أن نروّض أنفسنا لتكون شخصيتنا، من حيث السلوك الفردي، العلاقة مع اللَّه، التعامل مع الأخ المسلم في المجتمع، التصرف فيما لدينا من أموال وإمكانات، من حيث التعامل مع الناس باعتبارهم مجموعة بشرية، في الإخلاص في العمل لأجل المحرومين ماديّاً أو ذهنياً أو علمياً أو عقائدياً، من حيث تعاملنا مع دين اللَّه، وكيف يجب أن ندافع عنه، وكيف يجب أن نكون دقيقين تجاهه إذ كيف يمكن لأحدٍ أن يدّعي أنّه من شيعة علي بن أبي طالب ويكون أمير المؤمنين عليه السلام إمامه بينما تكون علاقته القلبية مع اللَّه أقلّ أمرٍ يهتمّ به. ليكن أمير المؤمنين أسوتنا في جميع هذه، ونسعى لنكون مثل ذلك الإمام.
|
سطور النور |
مراقبات شهر ذي الحجة
1- القول اللهم إن هذا هلال عظمت شهره وشرفت قدره.
2- صلاة كل عشرة أيام من ذي الحجة (الفاتحة، التوحيد وآية وواعدنا موسى...).
3- دعاء ليلة ويوم عرفة وصومه.
4- زيارة المولى أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام، ليلة ويوم عرفة وعيد الأضحى.
5- إظهار السرور بعيد الغدير ومؤاخاة المؤمنين.
6- الصدقة في يوم 24 من ذي الحجة.
مناسبات شهر ذي الحجة
*7 ذو الحجة: شهادة الإمام محمد الباقر عليه السلام.
*9 ذو الحجة: يوم عرفة.
*9 ذو الحجة: استشهاد مسلم بن عقيل.
*10 ذو الحجة: عيد الأضحى المبارك.
*15 ذو الحجة: ولادة الإمام علي الهادي عليه السلام.
*18 ذو الحجة: عيد الغدير الأغر.
*24 ذو الحجة: يوم المباهلة. يوم تصدق أمير المؤمنين عليه السلام وهو راكع.
مقالات مرتبطة
التطبيقات
