يتم التحميل...

العدد 21 - شهر محرم 1426 هـ

العدد 21

تحميل pdf

عدد الزوار: 37

 سطور النور

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

السلام عليك يا أبا عبد الله "صلى الله عليك عدد ما في علم الله ، لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، و لساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي و بصري ..."1.

تطل علينا أيام شهر المواساة للمصطفى الحبيب صلى الله عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام و الصديقة الكبرى الشهيدة عليها السلام و الإمام الحسن عليه السلام وأهل البيت جميعاً المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام يردد القلب:

يا وقعة الطف كم أوقدت في كبدي وطيس حزنٍ ليوم الحشر مسجور

و مع إقبال هذه الأيام و الليالي المحمدية يبدأ امتحان البراءة من كل ظلم و ظالم و امتحان التحرر من كل القيود و رفض كل الأغلال. و ليهنئك أيها المحمدي أنه قد أشرق في قلبه نور الحسين عليه السلام الذي هو نور رسول الله صلى الله عليه و آله كما يفهم من حديثه صلى الله عليه و آله "حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً"2.

إن الاهتمام بمصيبة الحسين عليه السلام و فاجعته الأليمة التي أدمت قلب النبي الأعظم صلى الله عليه و آله منذ يوم حفيده عليه السلام فاختلطت دمعته بالابتسامة حتى يوم وفاته صلى الله عليه وآله وسلم يعد من أدنى ما يجب على المسلم اتجاهه عليه السلام و اتجاه ما جرى في كربلاء وبعدها وخصوصاً سبي عيال رسول الله صلى الله عليه و آله إلى الشام.

إن كل مسلم مدعو لأن يثبت صدق انتمائه الى رسول الله صلى الله عليه و آله من خلال التفاعل مع أيام سبطه الذي أمر بحبه. كيف لا والأديان السماوية المتجسدة بالدين الخاتم كانت مهددة بالزوال لولا دم سيد الشهداء عليه صلوات الرحمن، أليست الحقيقة الكبرى في أن الحسين في عصره هو الذي صان قيم و مفاهيم و رسالة الدين المحمدي الحنيف من التشويه و التحريف و لولا ذلك لكان بين أيدينا اليوم إسلام يزيد الذي يقوم على الظلم و الفساد و سفك الدماء و نكران القيم الإنسانية و الإلهية السامية. أليس ذلك ما يجب فهمه عند استعراض معاني حسين مني و أنا من حسين.

إن الفطرة الإنسانية كانت كسيره الجناح لولا الحسين عليه السلام وبالحسين عليه السلام عادت إلى حيث يمكنها بسفينة النجاة أن تكون سوية معافاة من ظلمات التحريف و الكفر.

ميقات الدم و الفجيعة

إظهار الحزن

ينبغي على المراقب من أول ليلة من هذا الشهر الشريف أن يهتم بما يلي:

أن يظهر في وجهه و في حركاته و سكناته و في كل ما يتقلب فيه آثار الحزن و الفجيعة.
أن يترك بعض ملذاته لا محالة في مطعمه و مشربه بل منامه و كلامه .
أن يكون بمثابة من أصيب في أهله وولده و لا تكون حرمة الله جل جلاله و حرمة رسوله العزيز و حرمة إمامه أهون عنده من حرمة نفسه و أهله و أقل من حبه لربه ونبيه وإمامه.
أن لا تظهر في بيوت المؤمنين و أحيائهم مظاهر الفرح و الزينة.
الاهتمام برفع الرايات السوداء، و لبس السواد و خصوصاً تعويد الصغار على ذلك كمظهرٍ من مظاهر تقديم العزاء الى رسول الله صلى الله عليه و آله.

عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلت فيه دماؤنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نساؤنا و أضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيها من ثقلنا و لم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا. أن يوم الحسين أقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذل عزيزنا بأرض كرب و بلاء، أورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم قال عليه السلام: كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا و كانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه و يقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه"3.


إقامة العزاء و المآتم و المشاركة فيها

وهي من أعظم القربات و الطاعات و من السنن التي حث عليها الأئمة عليهم السلام لما تجسده من اختيار الموقف المحمدي في مواجهة كل الظالمين عبر القرون، و ينبغي للموالي إقامة العزاء في بيته خالصاً لله و الحضور في المساجد و الحسينيات و بيوت الأصدقاء و ليحضر بعض يومه في ذلك، و يخلو في جزء منه للتفكر في مصيبة الأئمة عليهم السلام و الحزن و البكاء لمواساتهم فقد ورد فيه من الثواب ما لم يرد في غيره من صنوف أعمال الخير.

ورد أن النبي الأعظم صلى الله عليه و آله لما أخبر ابنته فاطمة عليه السلام بقتل ولدها الحسين عليه السلام وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديدا و قالت يا أبة متى يكون ذلك؟ قال في زمان خال مني و منك و من علي فاشتد بكاؤها و قالت: " يا أبة فمن يبكي عليه و من يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا فاطمة أن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي و رجالهم يبكون على رجال أهل بيتي و يجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء و أنا أشفع للرجال، و كل من بكى منهم على مصاب الحسين عليه السلام أخذنا بيده و أدخلناه الجنة.

"يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين فإنها ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ بنعيم الجنة"4.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا "5.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال لفضيل، تجلسون و تحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال:" إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر"6.

أن هذه المجالس مناسبات لإعلان المواقف السياسية و فهم قضايا الأمة و وعيها و الالتفات إلى ما تعانيه من أزمات و مفاسد و ظلم و تسلط لقوى الشر عليها خصوصاً في فلسطين والعراق.

"يقولون أمةٌ باكية!! نحن شعبٌ بكّاءٌ سياسياً ، فنحن بهذه الدموع نتحول إلى سيل جارف يدمر كل السدود التي تقف مقابل الإسلام "7.

و من الضروري التنبه إلى عظيم بركة إقامة المجالس في البيوت مع بذل كل جهدٍ ممكن للمشاركة في المجالس العامة ، والبيت الذي يحرم من مجلس عزاءٍ لسبط المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله يحرم من خير كثير لا يمكن تعويضه.

متى الفرج يا ثأر الله

"فلئن أخرتني عنك الدهور، و عاقني عن نصرك المقدور، و لم أكن لمن حاربك محارباً و لمن نصب لك العداوة مناصباً ، فلأندبنك صباحاً و مساءً، و لأبكين عليك بدل الدموع دماً، حسرةً عليك و تأسفاً، على ما دهاك و تلهفاً ، حتى أموت بلوعة المصاب، و غصة الاكتئاب "8.

عاشوراء هي الفاجعة المؤلمة التي تمر في كل يوم و عند كل صباح و مساء في خاطر إمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف، فيتفطر لها كبده و تبكيها عيناه دما، فهو الشاهد الحي على كل الظلامات و الفجائع التي حلت بعترة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله يعتصر لها قلبه و تكتوي بها روحه مع كل تلك العاطفة الجياشة و القلب المفعم بالرقة و الحنان، فلتكن هذه الأيام بحقٍ، أيام مواساة و ألم و توجع و غصةٍ لحال صاحب العزاء، علينا أن نستحضر دائماً في هذه المجالس المباركة تقديم العزاء لسيد النبيين صلى الله عليه وآله وآل البيت جميعاً سيما امام زماننا أرواحنا له الفداء.

 

أدب الموالين في عاشوراء  

1- زيارة الحسين عليه السلام
في رواية الرضا عليه السلام "يا ابن شبيب " إن سرك أن تلقى الله عز و جل و لا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام9.


و قد ورد الثواب الكبير للمواظبة على زيارة الحسين عليه السلام بالزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء و هي التي قال عنها الإمام الباقر عليه السلام: "إن استطعت أن تزوره بها في كل يوم من أيام دهرك فافعل"10 أما يوم عاشوراء فينبغي أن تكون هذه الزيارة بعد عصر يوم العاشر أي في وقت شهادته عليه صلوات الرحمن ، ثم إن من اللوازم زيارة أهل بيته المستشهدين بين يديه و زيارة أصحابه الشهداء لا سيما المأثورة و إقامة عزائهم .

2- الصوم المستحب
صوم اليوم الأول و الثالث و التاسع من المحرم والامتناع عن الطعام و الشراب في يوم العاشر منه الى ما بعد العصر.

3- لبس السواد
فان في ذلك تدليلاً رمزياً على الحزن و المواساة لأئمة أهل البيت عليهم السلام والانتماء للخط الحسيني العاشورائي و قد مر التأكيد عليه إلا أن لهذا العمل في اليوم العاشر أهمية خاصة كما هو واضح .

4- ذكر عطش الحسين عليه السلام عند شرب الماء
فإنه عليه السلام قتل عطشاناً مظلوماً . ينقل داوود الرقي عن صادق الأئمة عليه السلام :" كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ استسقى الماء، فلما شربه رأيته استعبر و اغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال: يا داوود، لعن الله قاتل الحسين، فما أنغص ذكر الحسين للعيش! إني ما شربت ماءً بارداً الا و ذكرت الحسين، وما من عبدٍ شرب الماء فذكر الحسين و لعن قاتله الا كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، و رفع له مائة ألف درجة، وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة، و حشره الله يوم القيامة أبلج الوجه"11.

5- لعن قتلة الحسين عليه السلام و تمني الشهادة معه
ففي حديث الرضا عليه السلام لابن شبيب : يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي و آله صلى الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين عليه السلام يا ابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما"12.

6- استحباب إحياء ليلة العاشر من المحرم
و ذلك إقتداء بالحسين عليه السلام وصحبه حيث باتوا في هذه الليلة متهجدين تالين للقرآن و قد ورد عن النبي صلى الله عليه و آله "من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة و أجر العامل فيها يعدل سبعين سنة13". وروي في فضل زيارته عليه السلام ليلة العاشر من المحرم "أن من زاره و بات عنده في ليلة عاشوراء حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسين عليه السلام في جملة الشهداء معه"14.

7- ترك السعي في حوائج الدنيا يوم عاشوراء
فعن مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا و الآخرة"15.

8- المشاركة في مسيرة العاشر وصلاة ظهره
إن نداء الحسين عليه السلام لا زال يصدح في آذان الأمة الغافلة "ألا ترون أن الحق لا يعمل به و إلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فاني لا أرى الموت إلا سعادة و لا الحياة مع الظالمين إلا برما"16 فيا أيها الموالون و الأنصار، إن المشاركة في المسيرات الحسينية التي تنطلق في يوم العاشر عقب قراءة المصرع الحسيني أصدق تعبير عن الاستنكار و الرفض لكل ظلم و باطل و إعلان للبراءة من الظلم والظالمين في هذا العصر وفي كل عصر، إقتداء بمولى الأحرار و الثوار عليه السلام. "انه دم سيد الشهداء عليه السلام الذي جعل دماء كل الشعوب تغلي، و ان هذه المواكب العاشورائية العزيزة هي التي حركت همم الناس و هيأتهم لحفظ أهداف الإسلام "17.
و لا يقل أهمية عن ذلك التلبية الصادقة لنداء القائد الخامنئي المفدى للمشاركة في صلاة ظهيرة العاشر من المحرم تأسياً بآخر صلاة صلاها الإمام الحسين عليه السلام.

9- تكريم أنصار الحسين عليهم السلام
لعل أفضل ما يمكن أن يقدم على درب الوفاء للمولى أبي عبد الله عليه السلام تكريم أنصاره الواقعيين في هذا العصر ألا وهم جنود المقاومة الإسلامية البواسل، إن لهؤلاء البدريين والكربلائيين الأعزاء حقاً في عنق كل مسلم وموالي، إذ ببركات جهودهم انبعثت روح الجهاد في الأمة وتحققت الغلبة والعزة للإسلام المحمدي الأصيل. فهم الذين أعادوا إلى واقعنا حقائق صدر الإسلام و معارك المسلمين فيه، فجعلونا نعيش مجدداً أجواء بدرٍ وخيبر وحنين، فإذ بنا نتضوع شذا ها والأريج، ونحاول إعادة صياغة نفوسنا وبيوتنا في سنا نورها المحمدي، دفاعاً عن التوحيد وزوداً عن حياض القيم وسلامة فطرة الإنسان. إن من الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله ولسيد الشهداء عليه السلام أن نهتم بهؤلاء الأنصار الحقيقيين وتقديم كل غال ونفيس في سبيلهم ونجدد العهد على المضي في هذا الدرب الذي عبدوه باجسادهم الطاهرة قربة إلى الله تعالى وإعلاءً لكلمته، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء . يقول روح الله الخميني قدس سره: "علينا أن نعبر عن تقديرنا لأولئك المقاتلين الأعزاء ..الذين أوقدوا بدمائهم الطاهرة مشاعل طريق الحرية لكل الشعوب المكبلة"18.

" لا يوم كيومك يا أبا عبد الله".
 

 كلام القائد 

عاشوراء مدرسة الثورة

الحسين بن علي عليهم السلام حفيد رسول الله ووارث رسالته وعلمه وحكمته أحسّ بمسؤوليّة كبرى حين تولّى الخلافة يزيد بن معاوية. هذه المسؤوليّة يوضّحها الحسين عليه السلام نفسه في حديث عن جدّه، قال: "أيّها الناس، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنّة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قوم كان حقّاً على' الله أن يدخله مدخله"، وكان يرى' يزيداً مصداقاً لهذا الحديث النبوي، وكان يقول فيه: "وعلى الإسلام السلام إذ قد بُليت الأمة براع مثل يزيد".

كان المجتمع الّذي ثار فيه الحسين قابعاً تحت وطأة ثقيلة من الاستبداد والطغيان، ويمارس فيه الحكّام ألوان البطش والتنكيل بحقّ كلّ من يتوجّسون منهم معارضة لسلطانهم.

الوجوه الإسلامية البارزة تخشى أن تسير في ركاب الحسين، وعامّة الناس يعيشون في ظلمات الجهل والذلّ والقهر والخوف وموت الضمير.

في مثل هذا الجوّ، ثار الحسين عليه السلام مع جماعة قليلة من خواصّ أصحابه وأهل بيته، وأدّى واجبه الإلهي بكلّ شجاعة وصبر وصمود وعزّة، وترك لكلّ الأجيال المسلمة على مرّ التاريخ درساً عمليّاً ناطقاً صارخاً.

حادثة استشهاد الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته كشفت عن منتهى الوحشيّة والوضاعة والقسوة والانحطاط الخلقي وموت الضمير في قتلته الظالمين، كما تركت للتاريخ أروع صورة منقطعة النظير من السموّ الإنساني والارتفاع الخلقي وعزّة النفس وعظمة الروح والتضحية في سبيل المبدأ لدى الثائرين في سبيل الله وفي سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أرض كربلاء.

يا أبناء أمّتنا الإسلامية! درس الحسين عليه السلام ملك لجميع المسلمين على مرّ الأجيال، والتحرّك الحسيني في كلّ عصر يضمن بقاء الإسلام وعزّة المسلمين. الحسين عليه السلام أدّى رسالته في أقسى الظروف كي لا يبقى لأحد عذر إن قست عليه الظروف. وببركة دم الحسين وبعد استشهاده مباشرةً توالت الثورات في العالم الإسلامي حتّى أدّت إلى انهيار الحكم الأموي المرواني الغاشم.

وهذا الّذي حدث بعد واقعة كربلاء درس آخر يوضّح للمسلمين أنّ الاستشهاد في سبيل الله وإن كان يبدو في النظرة السطحيّة فشلاً وهزيمة قادر على أن يزلزل عروش الظالمين وأن يضمن بقاء مسيرة قمع الباطل، وإقامة الحقّ في المجتمع الإسلامي.

سلام الله عليك يا أبا الثوّار يوم علّمتنا دروساً، إذ قلت في تلك المواقف الحاسمة:

"إني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً" وقلتَ: "لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ قرار العبيد"، وقلتَ: "هيهات منّا الذلّة".

سلام الله عليك يوم وقفت وقفتك الكبرى وعلّمت الأمّة الإسلاميّة دروس العزّة والإباء والتضحية في سبيل الله. وسلام الله عليك يوم استشهدت ويوم تبعث حيّاً.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى' أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام، والسلام على' كلّ الثائرين على طريق الحسين ورحمة الله وبركاته.

 


الإمام الخامنئي حفظه الله
 


10 محرم الحرام 1416 هـ / طهران

 

مناسبات محرم 


2محرم
وصول الإمام الحسين إلى كربلاء عام 61 هجرية

7 محرم
منع الماء عن معسكر الحسين عليه السلام

10محرم
ذكرى عاشوراء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عام 61هـ

11محرم
سبي نساء أهل البيت عليه السلام من كربلاء إلى الكوفة عام 61 هـ

13محرم
دفن شهداء كربلاء.

24 محرم
سبي بنات رسول الله من الكوفة إلى الشام.

25 محرم
شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام.


1- كامل الزيارات ص198/ عن الإمام الصادق عليه السلام
2- مسند أحمد بن حنبل – 4/172
3- بحار الأنوار ج : 44 ص : 284
4- بحار الأنوار ج : 44 ص : 293
5- بحار الأنوار ج : 44 ص : 252
6- بحار الأنوار ج : 44 ص : 282
7- خطاب للإمام الخميني 14/8/59هـ ش
8- زيارة الناحية المقدسة – ضياء الصالحين
9- بحار الأنوار ج : 44 ص : 286
10- كامل الزيارات – ابن قولويه
11- المصدر نفسه
12- بحار الأنوار ج : 44 ص : 286
13- إقبال الأعمال – أعمال شهر محرم / السيد ابن طاووس
14- المصدر نفسه
15- بحار الأنوار ج : 44 ص : 284
16- اللهوف إلى قتلى الطفوف ص: 69 – السيد ابن طاووس
17- صحيفة النور
18- الكلمات القصار ص:77
2009-09-23