شذرات من خطاب القائد الخامنئي حفظه الله |
المناسبة: لقاء مع الشباب وطلاب الجامعات في محافظة همدان.
التاريخ: الأربعاء 2004/7/7م.
استيقظوا
كان قبل الثورة آلاف الشباب تعج بهم الشوارع دون هدف ويدرسون بلا هدف وينشطون بلا هدف كانوا يعيشون ليومهم، كانوا يعيشون حالة اللامبالاة واللاهدف وانعدام النظرة المستقبلية... كانوا يعملون ليعيشوا حياتهم، كانوا باستثناء القليل يعيشون في غفلة، كان هناك شبان طاهرون أيضاً لكن في خضم الغفلة العامة للشباب كان الجميع في ممر واحد. إن أكبر عمل قامت به النهضة الإسلامية في إيران أنها أيقظتنا... لنستفيق من نوم الغفلة واللامبالاة وعدم الاعتناء بالمستقبل.
هكذا قوّوا علاقتكم بالله
إني أقول للشباب خاصة أن قوّوا علاقتكم باللَّه اعرفوا دور الدعاء انه لا يعني أن تطلبوا من اللَّه وتجلسوا، أن تطلبوا من اللَّه ولا تفكروا، كلا اطلبوا من اللَّه أن يعينكم عندما تتحركون، اطلبوا من اللَّه أن يعينكم عندما تفكرون، لتختاروا الصحيح اطلبوا من اللَّه أن يعينكم على حسن التشخيص عندما يكون ذلك صعباً.
أنتم قادرون على تغيير المجتمع
أيها الشباب إني أعتقد أن أي عمل ينبغي أن يُنفّذ... يجب أن يتم على أيديكم، لكن لا بد من تحديد البرنامج وطريق التحرك، أما الفاعلية فهي الجيل الشاب، ان كلامي هذا ينطلق من تحليل إسلامي قرآني دقيق في الإسلام وفي التعبير الديني لدينا شيء اسمه التقدير وشيء آخر اسمه القضاء ويطلق عليهما سوياً اسم القضاء والقدر إننا نعتقد بالقضاء والقدر فالقدر حق والقضاء حق. البعض يظن أن الإنسان إذا اعتقد بالقضاء والقدر فلن يؤمن بإرادة الإنسان وقدرته على الاختيار إنه الفهم الخاطئ للقضاء والقدر، كلا إننا نعتقد بالقضاء والقدر بشكل كامل ونعتقد بحق اختيار الإنسان بشكل كامل فهما يكملان بعضهما، فإن اخترتم فإن القدر الذي سيتبع اختياركم يصبح قضاءً فالقضاء يعني الحكم والحتم فمعنى القضاء الحتمية والقطعية، لن أكتفي باعتقادكم بهذه الأمور إنني أريد منكم كطلاب جامعيين شباب وفتيات أن تكونوا المبلّغين لهذا الفكر، والمنادين به قوموا بترسيخ هذه الأفكار في عقول مجتمعاتكم وجيلكم وللجيل التالي لكم من اليافعين هذا ما أتوقعه منكم أيها الأعزاء.
إنهم يستغفلون البشرية
عندما نطرح اليوم الديموقراطية الدينية فليس لها ترجمة سوى الجمهورية الإسلامية.
لأن هناك أمرين معتبرين الأول ينبغي أن يقرر الناس ويختارون ويتحركون تلك هي الجمهورية، الثاني إن هذا الاختيار والتحرك يؤدي لا إرادياً إلى أهداف وشعارات هذه الأهداف لا بد أن يرسمها لنا الإسلام حتى لا يكون هناك شيء آخر غير الإسلام فلننظر إلى العالم ماذا نجد؟ هل تظنون أن الجمهوريات الليبرالية الديمقراطية في العالم هي الحل؟ ما هي أهدافها ومن الذي يحدد أهدافها وشعاراتها هل المفكرون ومحبو الإنسانية والمشفقون على البشرية هم الذين يجلسون ويرسمون ذلك؟ أم المتسلطون على القوى والحكومات العالمية الشركات الدولية والاحتكارية والرأسماليين...
انهم يتحدثون عن الديمقراطية ويرسلون جيوشهم الى العراق وأفغانستان من أجل الديمقراطية!
إنهم يستغفلون البشرية.
إكسروا حواجز المعرفة لنصبح أساتذة العالم
لماذا نظن أننا عاجزون؟ نعم لم يسمحوا لنا بالتطور فتخلفنا عن العلم العالمي مدة قرنين لكن لبلوغ حدود العلم والمعرفة لا يعني أن علينا أن نسير خلال قرنين في الطريق الذي سار به الأوروبيون طوال قرنين، لنصل إلى ما وصلوا إليه كلا الأمر ليس كذلك نحن سوف نكتشف طرقاً التفافية، نحن نخطف العلم من يد الأوروبيين نحن لا نكلّ من التعلُّم.
فالإسلام يقول: إن قوام الدنيا بعدة فئات منها فئة الذين إذا جهلوا شيئاً تعلموه ولم يعدوا التعلم عارا.
إننا لا نعتبر التعلم عاراً إننا نتعلم جميع العلوم التي أنتجها العقل البشري إذا كنا لا نعرفها نتعلمها بإقبال ورغبة تامة ونحترم أستاذنا لكن تلقي العلم من الآخر لا يعني أن يبقى التلميذ طوال عمره تلميذاً.
اليوم نحن تلامذة وغداً نصبح أساتذتهم. كما كانوا هم تلاميذنا وأصبحوا اليوم أساتذتنا فالغربيون تلقوا العلم منا، والحروب الصليبية ساعدتهم على التعلم منا، هجرة علمائهم إلى هذه المناطق ساعدتهم على التعلم فقد تعلموا منا يوماً، وكانوا تلاميذنا، ثم أضحوا أساتذتنا فلنتعلم منهم ثم نكون أساتذتهم.
إن كان التفوق العلمي الآن للغربيين يمكن أن يكون في المستقبل غير البعيد بهمتكم بحيث يتعلم أولئك منكم.
اكسروا حواجز المعرفة أيها الشباب وأيها الأساتذة انتجوا العلم وتوجهوا نحو حدود المعرفة فكروا واعملوا فبالفكر والعمل والجهد يمكن عبور حدود المعرفة المعاصرة.
صمموا أزياءكم ولا تقلدوهم فيها
التقليد الثقافي هو خطر كبير، ولكن لا يفهم هذا الكلام خطأً بأنني أخالف الموضة والتنوع والتغيير في نمط الحياة كلا، فلا مشكلة في التوجه نحو الموضة والتجدد إذا لم يكن هناك افراط، وإذا لم يكن هذا التوجه كمنافسة طفيلية. لا مانع من تغيير الثياب والسلوك والتزيين ولكن انتبهوا بأن لا تكون وجهة هذا التوجه إلى الموضة نحو أوروب هذا هو السيء. إذا قام مصممو الأزياء في أوروبا وأميركا بتصميم شكل معين من اللباس لرجالهم أو نسائهم وقاموا بعرضه في بعض مجلات الأزياء، هل علينا نحن هنا... أن نقلدهم؟ هذا هو السيء. صمموا بأنفسكم واصنعوا بأنفسكم.
أنا أريد القول بأنكم إذا أردتم تزيين شعركم، إذا أردتم أن تلبسوا الثياب، إذا أردتم أن تغيروا طريقة مشيكم، افعلو ولكن افعلوا ذلك بأنفسكم لا تتعلموه من الآخرين.
خططوا.. ودمّروا جدار التاريخ
إذا لم نضع برنامجاً فالعمل غير المبرمج لن يوصل إلى الساحل وإذا وضعنا البرنامج ولم نتحرك ولم نبذل الجهد ولم نُتْعِبْ ذهننا وعضلاتنا وأجسامنا ولم ننطلق فلن تصل هذه الأمور) لهدفها (فمرة نتحدث عن فرد يتخذ قراره ويصمم على التحرك فيتحرك، ومرة نتحدث عن شعب يجب أن يتحرك، شعب يجب أن يسير، شعب يجب أن يختار، الأمر هنا معقد وصعب، الثورة أعطتنا القدرة والفرصة لتدمير هذا الجدار التاريخي وأن نخرج أنفسنا من هذا الإطار وذلك المعقل الحجري أن يُخْرِجَ الشعب نفسه من هذه الإطار والمعقل.
قولوا كلا للاتباع الأعمى
الآن إن كان لديكم نظرية علمية في العلوم الإنسانية وفي العلوم الطبيعية في الفيزياء والرياضيات وغير ذلك فإن كانت تتعارض مع النظريات الموجودة والمكتوبة في العالم تجدون البعض يهب ليقول إن كلامهم هذا في الاقتصاد يتعارض مع النظرية الفلانية وكلامكم هذا في علم النفس يعارض النظرية الفلانية أي أنهم يعتقدون بنظرية وكلام العالم الأوروبي تماماً مثل اعتقاد المؤمنين بالقرآن والكلام الإلهي المنزل أو أكثر من ذلك واللطيف أن تلك النظريات تصبح قديمة وتنسخ وتحل محلها نظريات جديدة لكن أولئك يتمسكون بنظريات الخمسين سنة الماضية كنصوص مقدسة ومنذ عدة سنوات نسخت بعض النظريات الاقتصادية التي كانت معتمدة في المراكز الاقتصادية العالمية وحلّ مكانها كلام جديد في السوق لكن البعض عندما يريد أن يخطط اقتصادياً يراجع تلك النظريات القديمة البالية، هؤلاء لديهم عيبان: الأول إنهم يقلدون والثاني إنهم غير مطلعين على التحولات الجديدة إنما يحفظون النصوص التي درسهم إياه أستاذتهم وينقلونه للشباب وكأنه كتاب مقدس.
تعلموا المواجهة ولا تقلدواهم في ثقافتهم
.. البعض يتصور أنَّ الغربيين أفضل منا من الناحية العلمية، فعلينا أن نتعلم منهم الثقافة والعقائد وآداب المعاشرة وآداب الحياة والعلاقات الاجتماعية والسياسية هذا خطأ. إذا أعطاكم أستاذاً درساً في الصف وكان أيضاً أستاذاً جيداً وتحبونه أيضاً، هل بالضرورة يجب أن تختاروا لون ثيابكم بنفس اللون الذي يعجبه هو؟ إذا كان هذا الأستاذ أيضاً لديه عادة سيئة، هل عليكم أنتم أن تتعلموا منه أيضاً العادة السيئة؟
.. الأوروبيون لديهم إلى ما شاء اللَّه أعمال خاطئة وسلوك قبيح لماذا علينا أن نتعلم منهم هذه الأعمال؟
... نحن مسلمون وعلينا أن نبقى مسلمين. هم لديهم علم أكثر من جيد، نذهب ونتعلم علمهم ولكن لماذا علينا أن نتعلم العادات والثقافة والسلوك وآداب المعاشرة منهم ما هذا المنطق الخطأ؟ ألأنهم يضعون شيئاً حول رقبتهم اسمه "كرافات"علينا نحن أيضاً أن نقلدهم؟ ما هو منطقنا لهذا العمل؟ لماذا نقلدهم في ثيابهم وسلوكهم وآداب معاشرتهم وكلامهم وحتى لهجتهم؟ هذا ضعف نفس وشعور بالحقارة لماذا عليّ أن أشعر بالحقارة... أنا أفتخر بلغتي أنا افتخر بثقافتي أنا أفتخر بوطني وبلدي وتاريخي لماذا عليّ أن أقلدهم؟ لا سبب لي في تقليدهم. علمهم أكثر جيد جداً، نحن نتعلم علمهم وإذا كان ذلك يستتبع تكلفة ندفعها.
الغزو الثقافي يبدأ بالشكل ليغير المضمون
قد يظن البعض عندما أتحدث عن الهجوم الثقافي أني أقصد ذلك الشاب الذي يسدل شعره إلى كتفه يظنون أني أعارض ذلك وليس هذا هو الهجوم الثقافي، نعم إن التهتك والفساد هو فرع من الهجوم الثقافي لكن الهجوم الثقافي الأكبر هو أنهم طوال السنوات المتمادية لقنوا الذهن... وعقائده أننا عاجزون وعلينا أن نتبع الغرب وأوروبا وهذا هو الهجوم الثقافي إنهم لا يدعونا نثق بقدراتنا.
إحذروا شياطين الأنس
نجد اليوم أنّ هناك سياسة واحدة متّبعة من قبل الدوائر المعنيّة في كلّ دول العالم تقريباً وهي عبارة عن إغراق الشباب في شهواته وغرائزه الجنسية حتى أنفه من أجل نشر الفساد الأخلاقي إنّ هذه السياسة هي سياسة قائمة بالفعل في عالم اليوم وهي لا تعرف الشرق والغرب ولها أهدافها المتعددة والكثيرة في كلّ مكان من العالم إنّ مراكز التخطيط لمثل هذه الأهداف تعمل على إيجاد أسبابها وهي بدورها كثيرة ومتعددة إنّها في الأساس مجموعة مراكز الاقتصاد الصهيوني والقوى الدولية العظمى التي وضعت أعينها على مصادر ثروات البلدان، التي غالباً ما تكون بلداناً متخلّفةً وفقيرةً وضعيفة فمصادر الثروة فيها وافرة ولكن ما يقف في وجه الحصول عليها هو إرادة الشعوب التي تمتلك هذه المصادر وأعني الشعوب وبما أنّ أفضل السبل للقضاء على الشعوب يأتي عن طريق الشباب لأنّهم هم الطاقة الفعّالة لأيّ بلد فإنّ تلويث الشباب هو أفضل السبل لإسقاطهم والقضاء عليهم بواسطة الجنس والفحشاء والخمر والمخدرات وهذا ما يشكّل أحد عناوين السياسة في العالم.