الأنس بالقرآن |
يقول الإمام الخامنئي دام ظله:
"يجب أن لا يُغَفل عن القرآن، وعلوم القرآن، وفهم القرآن والأنس به، يجب أن يكون القرآن جزءاً من دروس الحوزات، وعلى طلابنا في الحوزات حفظ القرآن أو جزء منه على الأقل. فالكثير من مفاهيم الإسلام من القرآن".
"إنّني أشعر أنَّ من حِفِظَ القرآن وأَنِسَ به كان أقرب إلى فهم المعارف الإسلامية ممن لم يأنس به".
اهتمام القائد دام ظله بالقرآن منذ الطفولة
بدأ اهتمام السيد الخامنئي دام ظله وأنسه بالقرآن منذ طفولته حيث التحق بالمدارس الدينية القديمة (الكتاتيب)، بعدها قام بعقد جلسات قرآنية درَّس فيها زملاءه قواعد القراءة الصحيحة وهو في الثانية عشرة من عمره الشريف. ولشدة شغفه بالقرآن لم يشغله دخول الساحة السياسية والجهادية ضد الشاه من أوسع أبوابها وما اكتنفها من جهاد وعمل وسفر وتشريد ومضايقة وإبعاد وسجن، كل ذلك لم يشغله عن القرآن الكريم، فبدأ بتدريس التفسير لطلبة العلوم الدينية وطلبة الجامعات والشباب، وكلّما أغلق النظام أو ضيق على درس بدأه بنشاط أكبر في مكان اخر. كل ذلك لإيمانه بأنَّ طريق الهداية والنجاة هو بالتمسّك بالقرآن العظيم والعمل به.
النهضة القرآنية في عهد القائد دام ظله
وبعد تولّي سماحته القيادة استطاع تحقيق أمال الإمام الراحل رحمه الله، فحقّق ما لم يتسنَّ للإمام رحمه الله إكمال تحقيقه لظروف الثورة وما أحاط بها من مؤامرات استكبارية عالمية خصوصاً الحرب المفروضة، فشهدت إيران الإسلام بعهده الميمون باللطف الإلهي واهتمامات القائد المبجّل نهضة قرآنية عظيمة ما شهد التاريخ الإسلامي مثلها مُنذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعهد علي بن أبي طالب عليه السلام فلا يكاد الإنسان يدخل بقعة مباركة أو مسجداً أو مجلساً حتى البيوت إلا وتشدّه ترانيم المقرئين تجويداً وترتيلاً وحفظاً، ويُشاهد إقبالاً للشعب قل نظيره على حفظ وتلاوة القرآن وخصوصاً الأطفال واليافعين، حيث بلغ عدد الذين دخلوا المسابقة الدولية لحفظ وقراءة القرآن سنة 1414هـ في مرحلتها الأولى (7) ملايين، وأن هذا العدد بلغ في سنة 1416هـ (13) مليوناً.
وبرز الكثير منهم في هذه المسابقات مثيرين إعجاب العالم وأساتذة القرآن خاصة غير الإيرانيين. وفي ذلك يقول الأستاذ الشيخ محمد العربي القباني من سوريا "إنني رأيت أطفالاً يحفظون كل القرآن أو الجزء الأعظم منه ويتلون القرآن تلاوة صحيحة جداً، والفضل في ذلك يعود إلى اللطف الإلهي بالشعب الإيراني، وإلى اهتمامات وهمة قائد الثورة الإسلامية سماحة أية اللَّه الخامنئي دام ظله، إذ أنه إنسان عاشق للقران ويهتم كثيراً بالنشاطات القرآنية حفظاً وقراءة وتجويداً".
القائد في كلام الإمام |
لقد قام هذا الشعب الملتزم بعزم أكيد وقدم ثابتة من العجوز ذي التسعين سنة إلى الشباب أول بلوغهم بالاندفاع نحو صناديق الاقتراع للمرة الرابعة لتحديد مصيره فزلزل المتوهمين واختار رجلاً شريفاً من سلالة الأنبياء لخدمة الإسلام وإيران والمسلمين والشعب ووضع هذه المسؤولية الجسيمة في عهدة إنسان عمل... بصدق وتعهد ورؤية ثاقبة لخدمة الشعب والإسلام وإيران.
من توجيهات القائد |
إن تلاوة القرآن من الوظائف الكبيرة، فكم هي قيمة تلاوة القرآن وختمه وتمرير معارفه في الذهن ولو لمرة واحدة، إن فضيلة قراءة جزأين من القرآن دون تأمل وتدبر أقل من قراءة سطرين منه بتدبر وإمعان.
إن القرآن نور ينير الروح والقلب، فلو أنستم بالقرآن لرأيتم أن قلوبكم وأرواحكم منيرة، فببركة القرآن تزال الكثير من الظلمات والمبهمات من قلب وروح الإنسان، وببركة القرآن يخرج الإنسان من ظلمات الأخطاء والأوهام والزلاّت إلى نور الهداية.
شذرات من خطاب القائد |
لدى لقائه المشاركين في المسابقة القرآنية الدولية السنوية التي نُظمت في طهران بتاريخ 2003/10/1
القرآن جاء ليبني حياة الإنسان على أساس النظرة الإلهية
اليوم أمتنا الإسلامية الكبيرة بحاجة إلى القرآن لكن الحقيقة هي أننا هجرنا القرآن، صحيح أننا نتلوا القرآن، صحيح أننا نعشقه، لكن هذا لا يكفي، القرآن جاء ليبني حياة الإنسان على أساس النظرة الإلهية، القرآن جاء ليجعل مجتمعاتنا سعيدة، عزيزة، مستقلة ومتقدمة من الناحيتين المادية والمعنوية، هذا هو دور القرآن، الأمة الإسلامية وببركة العمل بالقرآن تقدمت يوماً في العلم، تقدمت في العزة، تقدمت في الأخلاق والمعنوية، اليوم القوى الشيطانية وطواغيت العالم يتسلطون عليها (الأمة الإسلامية) كل هذه الأشياء من أجل ماذا؟ لأننا لم نعمل بالقرآن بشكل صحيح، كل هذه الأشياء هي مقدمات، تلاوة القرآن، حفظ القرآن، تعلم القرآن، كل هذه الأشياء مقدمات، إذا أردنا أن تكون شخصيتنا شخصية قرانية ومجتمعاتنا مجتمعات قرانية، يجب علينا نحن، أولاً أن نطبق أنفسنا مع القرآن، قالوا لإحدى زوجات النبي أن صفي لنا خلق رسول اللَّه، قالت كان خلقه القرآن، كان خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم هو القرآن.
ما هو العلاج؟ العلاج أعطانا إياه القرآن، ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾(آل عمران:103) يجب أن يكون الجميع مع بعضهم، قوة العالم الإسلامي كبيرة، الاختلاف، الشقاق، النزاع، هذه الأشياء هي السم القاتل للعالم الإسلامي ويجب العمل على رفع ذلك. إذا خطونا في طريق الوحدة الإسلامية، في طريق العلم الذي يدعونا إليه الإسلام، التطور الذي يشجعنا الإسلام إليه، تهذيب النفس الذي يدعونا الإسلام إليه، الأخوة والمحبة التي يطلبها اللَّه سبحانه بين المؤمنين والمسلمين، الصلابة والقوة التي يريد اللَّه أن نظهرها أمام الأعداء، إذا راعينا هذه الأشياء فإننا نشكل قوة كبيرة، القوة الإسلامية قوة عظيمة وهذه الأشياء نحصل عليها ببركة الإسلام، فلنقرأ القرآن من أجل فهمه والتدبر فيه والعمل به، العمل به على الصعيد الشخصي والنفسي وعلى صعيد المحيط الاجتماعي العظيم، الإسلام يقدم للمسلم الفكر والطريق، يوقظه، يقويه، هذه الأشياء بركات القرآن، اقرأوا القرآن من أجل هذه الأشياء، طبعاً، مقدمة ذلك قراءة القرآن، مقدمة ذلك الأنس بالقرآن، مقدمة ذلك فهم معاني القرآن.
أنا أوصي الشباب الأعزاء أن يستأنسوا بالمعاني العظيمة للقران، أن يتعرفوا على معانيه... أن يستأنسوا بالقرآن ويتعرفوا عليه وبعدها فليفكروا في المفاهيم القرآنية، أن يتدبروا ذلك، طبعاً مسؤولية العلماء والمفكرين والأساتذة والمتنورين والسياسيون والنخب كبيرة جداً.
سطور النور |
وانقلبت الأوضاع في مدينة بيرجند آنذاك وأصبح الناس على استعداد تام. وفي صباح التاسع من محرم ارتقى سماحته المنبر وألقى خطاباً حماسياً أقلق السلطات بشدة حيث أسرعت إلى اعتقاله، رغم أنّ العلماء لا يُعتقلون عادة في يومي التاسع والعاشر من محرم. وحجز سماحته يومين في بيرجند ثم نُقل إلى مشهد وسُلّم للسافاك. وكان لهذا الاعتقال الأثر الكبير في يقظة الناس.
وقد كانت لهذه النشاطات والنداءات أكبر الاثار بحيث احتلت مشهد في محرم تلك السنة المكانة الثانية بعد طهران في زعزعة أركان النظام، ولهذا فقد تعامل النظام مع سماحته بعنف ووحشية لم يسبق أن عومل العلماء بهذا الشكل من قبل، أي أنّه سُلّم في البداية للسافاك، ثم نُقل إلى سجن خَرِب في القلعة ليُحرم حتى من الوسائل الأولية في السجن، وهدّدوه بحلق لحيته بالموس، ثم غيّروا رأيهم فقصّروها بماكينة حلاقة.
وأجبروا سماحته على العمل في المعسكر، أعطوه عربة لنقل الاجر ومعولاً ومسحاة لحفر الأرض وتسطيحها وقطع الأعشاب بيديه، وأمثال هذه الأعمال التي لم يسبق أن عومل بها السجناء العلماء من قبل، وإن دلّ ذلك على شيء، فإنّما يدل على مدى غضب السلطات على هذا العالم الشجاع المجاهد.
واستمرت فترة الاعتقال هذه عشرة أيام، يقول سماحته دام ظله حول هذه الفترة:
"لم يكن السجن سيّئاً، كان تجربة جديدة وعالماً اخر مع السافاك، ومع التحقيقات والعذابات والأوقات المريرة والإهانات الشديدة، وخلاصة القول مع الام الكفاح".
وبعد اطلاق سراحه، اجتمع بزملائه من جديد ليتّم تقييم الأحداث والنشاطات السابقة، فقرّروا أن يذهبوا إلى مختلف مدن البلاد مرة أخرى لفضح جرائم النظام وتوسيع رقعة الثورة. يقول سماحته دام ظله:
"عقدنا جلسة وقررنا مع الزملاء. هذه المرة ضمن برنامج ومخطّط دقيق. أن يذهب كل واحد منا إلى نقطة من البلاد ليكشف الحقائق للشعب. كانت المراقبة شديدة وأجهزة النظام على استعداد لقمع الشعب بشدة، وقد أدّت جرائم النظام إلى تراجع البعض وإن كانت قد دعت البعض الاخر إلى مقاومة أكثر وجهاد أكبر".
من أنشطة القائد |
ومن المظاهر القرآنية التي أشرقت بها إيران في عهد الإمام الخامنئي دام ظله
توسع المسابقات القرآنية العالمية السنوية والتي يحضر سماحته بعض جلساتها وختامها، وتكريمه الفائزين وغيرهم من المتميزين إيرانيين وغير إيرانيين والتي كان آخرها الشهر الماضي.
تأسيس دار (أسوة) لطباعة القرآن الكريم وترجمة معانيه في قم المقدسة لتوزيع نسخ القرآن الكريم على مسلمي العالم، وبمعدل 3 ملايين نسخة سنوياً، منعاً لانتشار ترجمات غير صحيحة للقران الكريم.
افتتاح معاهد خاصة لإعداد معلمي القرآن في مختلف المدن الإيرانية.
تأسيس إذاعة القرآن الكريم عام 1983 باهتمام ومتابعة خاصين من قبل سماحته.
إقامة مجالس خاصة سنوياً في شهر رمضان لتلاوة القرآن الكريم يدعو فيها أشهر القراء وأساتذة القرآن في إيران، يوصيهم بها بحفظ وقراءة القرآن الكريم بتدبّر وإدراك لمعانيه مؤكداً على ضرورة إقامة المجالس القرآنية في المساجد ومختلف المراكز.
من هدي المديح |
نحن من أعين الحسين حكايا خلّفتها جراحه النازفات
هي والسبط توأمٌ أرضعتنا حبَّه فاصطلت به العزمات
واقتبسناك ومضة واقتفينا ك إليه وهانت التضحيات
ورأتنا عيناك نعم السرايا جلّ (يوم المرصاد) منها الثبات
شاهقاً يقهر الوعول فترتد بخزيٍّ قرونها داميات
قد كسرنا بظل كفيك زحف ال ليل فالنهار والعدى اشتات
من ذاكرة الولي |
من بركات الثورة علاقة الناس الوطيدة بالقرآن
قبل انتصار الثورة كان بعض الأفراد يجتمعون في بعض الزوايا ويتلون الآيات الكريمة ولكنّ هذا النمو العظيم والتوجه المتزايد للشباب نحو القرآن حصل بعد انتصار الثورة الإسلامية؛ ولهذا السبب كان بعض القراء يأتون إلى إيران قبل الثورة ولكن لم يشعر أحد بأيابهم وذهابهم!
قبل الثورة جاء الشيخ "أبو العينين" إلى مدينة مشهد بدعوة من وزارة الأوقاف. كنت استمع إلى تسجيلات هذا القارىء بكثرة لأنني كنت معجباً بتلاوته ولكني لم أذهب إلى مجالس تلاوته انذاك مع رغبتي بحضورها لأنني كنت قد قطعت علاقتي مع المنظمين لتلك المجالس.
أتذكَّر إحدى تلك الجلسات التي أقيمت في الايوان المقصور في مسجد (كوهرشاد) ولم يكن عدد الحاضرين فيها يتجاوز المئة شخص.
كانوا جالسين بشكل حلقة دائرية ويستمعون إلى تلاوة القرآن وكان الجوّ بارداً، في ذلك اليوم وكان ولدي مجتبى بمعيتي وكان صغيراً حينها ؛ فجلست في إحدى الغرف الموجودة خارج المسجد رغم برودة الجو لأنني لم أحبّذ الدخول في تلك الجلسة وأخذت استمع لتلاوة القرآن من مكبرات الصوت.
لم تكن الجماعة الحاضرة في ذلك الوقت تتجاوز عن المئة شخص ولكن لو جاء قارىء الان إلى إحدى المدن ستهتز تلك المدينة لمجيئه.
من إستفتاءات القائد |
س: إذا لم يشاهد هلال شهر شوال في إحدى المدن، ولكن التلفزيون والمذياع أعلنا عن حلول الشهر، فهل يكفي ذلك أم يجب التحقيق فيه؟
ج: إذا أفاد الإطمئنان بثبوت الهلال، أو بصدور الحكم به من الولي الفقيه، فيكفي ولا حاجة معه للتحقيق.
س: هل يثبت أول شهر رمضان المبارك واخره برؤية الهلال أم بالتقويم؟ حتى وإن لم يكمل شعبان ثلاثين يوماً.
ج: يثبت ذلك برؤية شخص المكلف، أو بشهادة العدلين، أو بالشياع المفيد للعلم، أو بانقضاء ثلاثين يوماً، أو بحكم الحاكم.
هوية كتاب |
الخطوط العامة للفكر الإسلامي في القرآن
كتاب من إصدار مؤسسة العروة الوثقى ومنشورات الربيع، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات لسماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي دام ظله تناول أهم الأصول العقائدية والفكرية للدين الإسلامي على ضوء النصوص القرآنية المباركة بشكل منهجي حيث تتناول المفاهيم الإسلامية التالية الإيمان واثاره على نفس وسلوك المؤمن، التوحيد وجانب من أبعاده الاجتماعية وتأثيره المعنوي، النبوة وفلسفتها وتأثيرها الاجتماعي والولاية وأهميتها وبركاتها.
يقع الكتاب في 118 صفحة من القطع الوسط.