دوحة الولاية - العدد 280- صفر 1443 هـ

رسول الله صلى الله عليه وآله: «العفو لا يزيد العبدَ إلّا عزّاً؛ فاعفوا يعزّكم الله».
الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص121.

إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نهض وحيداً في بيئةٍ كانت تقف ضدَّه بأسرها، وقد عانى الكثير وتحّمل من الأذى الكثير، واعتصرته آلام كثيرة في سبيل تبليغ الإسلام للناس، فدعا الناس إلى الهدى والتوحيد، وتحمَّلَ صلى الله عليه وآله من المشاقّ في هذا السبيل ما لا أعتقد أنّ أحداً يقوى على تحمّلها.

وكما تذكر كتب التاريخ، فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله كتب أربعة كتب الى أربعة أباطرة؛ إيران، الروم، مصر، الحبشة... يدعوهم فيها إلى الإسلام والتوحيد، ويُعَدّ هذا العمل من قِبله صلى الله عليه وآله مقدّمةً وحجرَ أساس في عمليّة إبلاغ حقائق الإسلام إلى جميع أرجاء المعمورة، وتعريف الإسلام الحقيقيّ للناس...

إنّ شوكة الإسلام قويَت بفضل الجهود المضنية والمعاناة التي تجرّع مرارتها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.

 صحيفة الإمام قدس سره، ج2، ص30.

كان الإمام الحسن المجتبى عليه السلام رجلَ الحرب والسياسة والتدبير والفصاحة والقوّة. عندما يُطالع المرءُ محادثاتِ الإمام الحسن عليه السلام ومناظراتِه، يقشعرّ بدنه من قوّته وقدرته. وفي وقائع الصلح، وبعد الصلح، نُقل عن هذا العظيم من الكلمات القاطعة والقاصعة ما كان في بعض الموارد أشدَّ قوّةً وأحدَّ من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام؛ ذلك أنّ أميرَ المؤمنين عليه السلام لم يواجه مثل هؤلاء الأعداء الّذين كانوا بمثل تلك الوقاحة والخبث وجهاً لوجه وعن قرب. لهذا، لا يوجد أيّ نقصٍ في عمل الإمام الحسن عليه السلام، إنّما كان النقص في الظروف الزمانيّة. وباقتدارٍ وقف للدفاع إلى الحدّ الممكن، وهذا كان أحد أساليبه.

الإمام الخامنئيّ دام ظله، إنسان بعمر 250 سنة، ص187.

يجري العمل على إقناعنا بأنّنا ضعاف وغير قادرين، وأنّه ليس لنا خيارات سوى الخضوع واللّجوء إلى الأقوياء والقبول بإرادتهم وعدم المعاندة؛ لأنّه لا أفق لدينا!

يعملون على إغفال نقاط القوّة عندنا لكي ننساها، علماً أنّ في أمّتنا ومنطقتنا -وعلى الرغم من كلّ المصائب ونقاط الضعف- الكثيرَ من نقاط القوّة الّتي إن جمعناها وعزّزناها يمكن لنا المواجهة وإسقاط المشاريع المعادية. لدينا العدد والكمّ والنوع والعقول والنوابغ والقدرات الطبيعيّة والجانب الروحيّ والمعنويّ والإرث الثقافيّ والتاريخ الحضاريّ الّتي هي من عناصر القوّة، يريدون أن ننسى ذلك. هم يعملون لكي نضعف، يضخّمون نقاط الضعف، وأحياناً يكذبون علينا ويخترعون نقاط ضعف أو يأتون لنقاط ضعف حقيقيّة ويسلّطون عليها الضوء إلى حدِّ أنّ الناظر أمام الفضائيّات أو السامع لأحد النخب يُحبَط.

سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)، بتاريخ 19/12/2009م.

عندما يتعمّق الإيمان في النفس، يقف المؤمن أمام المصيبة موقفاً صابراً محتسباً مؤكِّداً أنّ هذا الضعف الذي نال منه وأُصيب به، يمكن أن يكون سبباً للقوّة وسبباً للصبر وسبباً لتقديم التضحيات الكبرى لأجل الوصول إلى الأهداف.
رجال محمّدصلى الله عليه وآله رسول الرحمة والعدل، لم يكونوا يملكون من أسباب النصر سوى الإيمان بقضيّتهم العادلة، وبقيادتهم المُخلِصة، وبأنّ النصر من عند الله. والقرآن الكريم يريد من الإنسان المؤمن أن يكون قويّاً في إيمانه، وعلى حدّ تعبير الحديث الشريف: «المؤمن كالجبل الراسخ، لا تحرّكه العواصف».

الإمام المغيَّب السيّد موسى الصدر، بتاريخ 21/01/1976م.

السؤال:  هل يوجد إشكال في عمل الجمعيّات الماليّة العائليّة أو ضمن الجيران أو بين زملاء العمل... إذ يدفع المشاركون مبلغاً شهريّاً، ويُعطى لأحدهم كقرض بقيد القرعة؟
الجواب: لا إشكال في عمل صناديق القرض الحسن المذكورة، التي يُوكِّل أعضاؤها صاحبَ الصندوق لأخذ مبالغ خاصّة من الأعضاء شهريّاً، ودفعها إلى واحد منهم بقيد القرعة.

إلى والدي العزيز!

السلام عليكَ يا والدي ويا سيّدي ويا قائدي ويا أميني، سلاماً من صميم القلب، فلقد اشتقتُ إليكَ كثيراً، ولقد اشتقتُ إلى رائحتِكَ رائحةِ رسول الله، وإلى رؤية وجهكَ المنير، وإلى جسدكَ الطاهر، وإلى كلامكَ الطيّب والمرشد... أنا بأتمّ الحاجة إليكَ لإرشادي إلى العمل الصالح والمرضي لله تعالى، وأنا بأمسّ الحاجة إلى دعائكَ المبارك المستجاب، وأريد منكَ طلباً غالياً جدّاً وعزيزاً على قلبي، أي وهو الدعاء أوّلاًً لقادة المقاومة وأمّة حزب الله بالتوفيق، والدعاء الخاصّ لمجاهدي المقاومة الإسلاميّة، لصانعي المجد والانتصار لهذه الأمّة؛ لكي ينفعَهم الله -تعالى- بأعمالهم الجهاديّة ضدّ طواغيت الأرض.

الشهيد هادي نصر الله، 1997م.

عن أبي جعفر الفزاريّ، قال: دعا أبو عبد الله [الإمام الصادق عليه السلام] مولىً له، يُقال له: مصادف، فأعطاه ألف دينار، وقال له: تجهّز حتّى تخرج إلى مصر، فإنّ عيالي قد كثروا.

قال: فتجهَّزَ بمتاعٍ، وخرج مع التجّار إلى مصر، فلمّا دنَوا من مصر، استقبلتهم قافلةٌ خارجة من مصر، فسألوهم عن المتاع الذي معهم: ما حاله في المدينة؟ وكان متاعَ العامّة؛ فأخبروهم أنّه ليس بمصر منه شيء، فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا يُنقِصوا متاعَهم من ربح الدينار ديناراً!

فلمّا قبضوا أموالَهم وانصرفوا إلى المدينة، دخل مصادف على أبي عبد الله عليه السلام ومعه كيسان، في كلّ واحد ألف دينار، فقال: جُعِلتُ فداك! هذا رأس المال، وهذا الآخر ربح.

فقال عليه السلام: إنّ هذا الربح كثير! ولكن ما صَنَعْتَه في المتاع؟! فحدّثه كيف صنعوا، وكيف تحالفوا.

فقال عليه السلام: سبحان الله، تحلفون على قومٍ مسلمين ألّا تبيعوهم إلّا ربح الدينار ديناراً!

ثمّ أخذ الكيسين، فقال: هذا رأس مالي، ولا حاجة لنا في هذا الربح!

ثمّ قال: يا مصادف، مجادلة السيوف أهون من طلب الحلال.

الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص162.

‏ عن إبراهيم بن العبّاس، قال: ما رأيتُ أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيتُه قطع على أحدٍ كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدي جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تفل، ولا رأيتُه يقهقه في ضحكة قطّ، بل كان ضحكُه التبسّم، وإذا خلا ونصب مائدتَه أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب السائس، وكان عليه السلام قليل النوم باللّيل، كثير السهر، يُحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثلَه في فضله فلا تُصدِّق.

الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج2، ص198.