دوحة الولاية - العدد 277 - ذو القعدة 1442 هـ

الإمام الصادق (عليه السلام): «إنَّ المَرءَ يَحتاجُ في مَنزِلِهِ وَعِيالِهِ إِلى ثَلاثِ خِلالٍ يَتَكَلَّفُها، وَإن لَم يَكُن في طَبعِهِ ذلِكَ: مُعاشَرَةٌ جَميلَةٌ، وَسَعَةٌ بِتَقديرٍ، وَغَيرَةٌ بِتَحَصُّنٍ».
ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول، ص322.

أشكركم أيّها السادة القادمون من أماكن بعيدة، ومن مراكز المدن، ومن موضع القدس الملكوتيّ. ما أعظم سعادتكم! إذ تتفتّح عيونُكم على الحرم الملكوتيّ العظيم، وتزورون الحرمَ الشريف، مركز العلم وموئل ملائكة الله، ونبقى نتحسّر على ذلك! أنا أتحسّر على مثل هذا التوفيق، وأرجو أن يوفّقنا الله -تعالى- للمجيء إلى عتبة أرض ذلك الحرم العظيم، ولكن ما الحيلة؟ والأيدي الأجيرة والأعمال اللّامسؤولة للّذين يُوجَّهون من الخارج، تحول دون أن يعيش بلدُنا الاستقرار، لكي يتسنّى أن أخرج من هذا المكان، وأوفّق لزيارة ذلك الحرم.

 صحيفة الإمام (قُدِّس سرّه)، ج‏12، ص94.

إنّ الإمامَ الجواد (عليه السلام) قدوةٌ وأسوةٌ ونموذجٌ لنا. وإنّ الحياةَ القصيرة لهذا العبد الصالح لله، انقضت بالجهاد ضدّ الكفر والطغيان...

أضحى في موقع قيادة الأمّة الإسلاميّة في حداثة عمره، وقد جاهد مجاهدةً مركّزة ضدّ العدوّ في هذه السنوات القصيرة، ولقد كان في مقتبل عمره، في عمر الـ 25 سنة، عندما لم يعُد أعداءُ الله يتحمّلون وجودَه، فقتلوه بالسمّ واستشهد!

الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، إنسان بعمر 250 سنة، ص434.

قبل أن نسأل الدينَ والإسلامَ بشكل محدّد، فلنسأل عقولَنا، ولنسأل فطرتَنا الإنسانيّة الّتي هي من أعظم مواهب الله -سبحانه وتعالى- للإنسان.

فلنأخذ مثلاً عاديّاً، إذا كنت على شاطئ البحر أو على ضفّة النهر، ورأيت أحدهم يغرق ويصرخ، ماذا تفعل؟ تساعده أم لا؟ بشكل غريزيّ تبدأ بالصراخ، وإذا كنت لا تعرف السباحة تصرخ للموجودين، عسى أن يستطيع أحد إنقاذه، أوليس هذا حكم العقل والفطرة؟ والأمر نفسه إذا قيل لنا: ثمّة عائلة محاصَرة في هذا البيت، والنار تحيط به من كلّ جانب... هذا حكم العقل والفطرة، اللّذين يتوجّهان إلى الإنسان كإنسان؛ فلا أسأل الغريق مثلاً: هل أنت لبناني يا أخي؟ مسلم أم مسيحيّ؟
يوجد موضوع اسمه إنسان، ويوجد موضوع اسمه حكم العقل والفطرة، اللّذين يقولان: لديك مسؤوليّات تجاه الآخرين، بمعزل عن لونهم، عن لغتهم، عن انتمائهم الدينيّ، عن الجغرافيا التي ينتمون إليها... في المبدأ توجد مسؤوليّة كبيرة تجاه الآخرين، بمعزل عن الاعتبارات كلّها.

سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)، اللّيلة الثالثة من محرَّم، 16/10/2015م.

كان الإمام [الخمينيّ] يودّ زوجته ويحترمها كثيراً. وإذا ما قلتُ: إنّه طوال الستّين عاماً من حياتهما المشتركة لم يمدّ الإمام يده إلى المائدة قبل السيّدة، لم أبالغ في ذلك... طوال الستّين عاماً لم يطلب من السيّدة أن تأتيَه ولا حتّى بقدح ماء، كان يفعل ذلك بنفسه على الدوام. وإذا كان بوضع لا يستطيع فعلَ ذلك، كان يقول: ألا يوجد ماء هنا؟ بدلاً من: هاتوا لي قدحاً من الماء. لم يكن يطلب ذلك، حتّى منّا نحن بناته.

صديقة مصطفوي، مقتطفات من سيرة الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)، ج1، ص76.

حقّ المارّة وشروطه

مَن يمرّ بشجرة فاكهة، يجوز له أن يأكل من ثمرها، مع توفّر الشروط الآتية:
1. أن لا يكون على يقين من عدم رضا المالك على الأحوط وجوباً.
2. أن يكون قد مرّ بها على سبيل الصدفة، لا بقصد أكل الفاكهة.
3. أن لا يضرّ بالشجرة، ولا يتلف ثمرَها.
4. أن يأكل فاكهتَها في المكان نفسه، ولا يحمل منها شيئاً معه.
5. أن لا يدخل في الملك، كالبستان.

إخواني الأعزّاء المؤمنين، أوصيكم بتقوى الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم. حافظوا على هذا الخطّ المقدَّس، طريق الجهاد والاستشهاد، هذا الطريق الذي دفع ثمنَه دماءُ الشهداء؛ فابذلوا جهدكم وشدّوا العزم وتوكّلوا على الله -تعالى-، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن شاء الله. وما دمنا على حقّ، لا نهاب إذا وقع الموت علينا أم وقعنا على الموت. أطلب منكم السماح إذا بدر منّي أيّ تصرّف خاطئ بحقّ أيّ أخ منكم، وترحمّوا علينا يرحمكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله.

وائل محمود عناني (حيدر)

حدَّد الإسلامُ قيمةَ المرأة وحقوقَها في ساحة المعنويّات والفكر والقِيم الإسلاميّة، وفي ساحة الحضور السياسيّ، وأهمّ من ذلك كلّه في ساحة الأسرة. ولا مفرّ للرجل والمرأة من تشكيل المجتمع الصغير المسمَّى أسرة. وإذا شُكِّلت الأسرة في مجتمع لم يحدِّد القِيم بشكلٍ صحيح، فإنّ محيطَ الأسرة سيكون النقطة الأولى التي تتلقّى المرأة فيها الظلم.

إنّ الأحكامَ والتعاليمَ الإسلاميّة في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة داخل الأسرة دقيقةٌ جدّاً، والله -سبحانه وتعالى- عيَّن تلك الأحكام على أساس مصلحة الرجل والمرأة، وحسب طبيعة كلٍّ منهما، وبناءً لمصالح المجتمع الإسلاميّ.

الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، دور المرأة في الأسرة، ص8.

أمير المؤمنين (ع): «إنّ أوّلَ رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمسٍ وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك اللّيلة، فله عبادةُ مئة سنة صام نهارها وقام ليلها. وأيّما جماعة اجتمعت في ذلك اليوم في ذِكر ربّهم -عزّ وجلّ- لم يتفرّقوا حتّى يُعطَوا سُؤلَهم، ويُنزِّل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة، يضع منها تسعاً وتسعين في حَلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم، والقائمين في تلك اللّيلة».

ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج1، ص312.

إنّ الإمامَ الرضا (عليه السلام) كان مخيّراً بين أمرين؛ إمّا أن يقبل ولايةَ عهدِ المأمون الصوريّة، وإمّا أن يُقتَل بالسيف. ولمّا رأى (عليه السلام) أنّ قتله لن يعود بفائدة مهمّة على الإسلام، فضّل الخيار الآخر، والذي كانت له بالفعل آثار أكثر أهمّيّة ونفعاً.
والدين الإسلاميّ لا يرى التعاونَ مع الظالم ذنباً في الحالات كلّها، بل ثمّة بعض الاستثناءات التي تلحظ الظروف المختلفة، وتلحظ أيضاً نوع التعاون وأهدافه.

الشهيد الشيخ مرتضى مطهّري، من حياة الأئمّة الأطهار، ص197.