|
بسم الله الرحمن الرحيم
* يجب أن يكون إحياء ذكرى الشهيد سليمانيّ ذا طابع شعبيّ
إنّ قضايا الشهيد سليمانيّ قضايا شعبيّة، فينبغي للناس أنفسهم أن يشاركوا ويبادروا في مختلف القطاعات والأعمال المختلفة والمساعي الثقافيّة وغيرها، وألّا تقتصر الأعمال على نمطٍ خاصّ.
* بطل الشعب الإيرانيّ والأمّة الإسلاميّة
ما أودّ قوله عن عزيزنا الشهيد سليمانيّ، الذي لا تغيب ذكراه عن بالي أبداً، وكذلك الشهيد أبو مهدي المهندس –رضوان الله تعالى عليهما–، هو أنّ استشهاد سليمانيّ حدث تاريخيّ وليس حدثاً عاديّاً حتى يُنسى، بل سُجّل في التاريخ كنقطة مضيئة؛ صار الشهيد سليمانيّ بطل الشعب الإيرانيّ والأمّة الإسلاميّة. كما ينبغي للإيرانيّين أن يفخروا بأنفسهم، أنّ رجلاً منهم ينهض من قرية نائية، ويثابر ويكافح، ويبني نفسه، ويتحوّل إلى شخصيّة لامعة وبطل للأمّة الإسلاميّة:
1- تجسيد للشجاعة والمقاومة والدراية والذكاء والتضحية والروحانية
أما أنّه بطل الشعب الإيرانيّ، فلأن الشعب رأى فيه تجسيداً وتبلوراً لموروثه الثقافيّ والمعنويّ وثورته وقيَمه. عندما كان على قيد الحياة، كان يأتي ويذهب بصورة بسيطة جدّاً، ولم يجعل لنفسه أيّ تشريفات، وكنت أرى أنّهم علّقوا صوره في الشوارع، وكانوا يفتخرون به.
عندما استشهد، لم يكن الثوريّون وحدهم مَن كرّموه وأحيوا ذكراه في الوجدان وعالم الواقع والخارج، بل جميع الفئات، حتّى أولئك الذين لم يُتوقّع منهم التعبير عن مثل هذه المشاعر تجاه رجل ثوريّ. لماذا؟ لأنّه كان تبلوراً للقيم الثقافيّة الإيرانيّة ولإيران. هذا قيّم جدّاً.
أ- الشجاعة وروح المقاومة
كان لديه الشجاعة وروح المقاومة. فالهوان والتراجع والخزي وما شابه يتنافى كلّه مع روحيّتنا الوطنية. أولئك الذين يدّعون الوطنيّة وفي الواقع يظهرون الهوان هم متناقضون. لقد كان تجسيداً للشجاعة وللمقاومة، وكان الجميع يرى هذا.
ب- الدراية والذكاء
كان يتمتع بالدراية والذكاء. كان فطناً جدّاً. لقد توقّع منذ زمن بعيد ظهور تيّار دينيّ في الظاهر يميل إلى إحدى الفرق المعادية للمقاومة، وأخبرني بذلك. وقال: ما أراه في أوضاع العالم الإسلاميّ –سمّى بعض البلدان– أنّ هناك تيّاراً سوف يظهر بعد وقت، وبعد مدّة ظهر «داعش». كان شخصاً حكيماً وذكيّاً، ويتصرّف بأقصى درجات العقلانيّة والدراية في إدارة الشؤون المتعلّقة بالبلدان التي يعمل فيها، وشعرت بذلك جيّداً. فقد كنّا على تواصل دائم بشأن قضايا عدّة، وكان ذا دراية.
ج- روح التضحية والإنسانية
كان الشهيد سليمانيّ إنسانيّاً، ويضحّي بنفسه حقّاً من أجل الجميع. وكذلك كان من أهل المعنويّة والإخلاص والسعي وراء الآخرة. كان معنويّاً حقّاً، ومن أهل المعنويّة حقّاً، ولم يكن من المتظاهرين بذلك.
2- كلمة سرّ تحفيز المقاومة في العالم الإسلاميّ
إنّه بطل الأمّة الإسلاميّة؛ لأنّه –بأفعاله، وأخيراً باستشهاده- صار كلمة سرّ تحفيز المقاومة في العالم الإسلاميّ.
اليوم، في العالم الإسلاميّ، أينما شيّدوا مقاومة ضدّ هيمنة الاستكبار، يكون مظهرها وكلمة سرّها الشهيد سليمانيّ. في دول مختلفة، يحترمونه ويكرّمونه ويعلّقون صوره ويذيعون اسمه ويقيمون له المحافل والمجالس. في الواقع، لقد درّس الشعوب برمجيّات المقاومة ونموذج النضال، ونشرها وروّجها بينهم.
* بطل هزيمة الاستكبار
هزم الشهيد سليمانيّ الاستكبار في حياته واستشهاده أيضاً. هذه ليست ادّعاءات، هذه أشياء تمّ إثباتها. هزم الاستكبار وهو على قيد الحياة، والدليل أنّ «الرئيس الأمريكي» [ترامب] قال: «صرفنا سبعة تريليونات دولار في العراق ولم نحصل على شيء»، واضطراره إلى المجيء في الليل المظلم، وأن يجلس في قاعدة أمريكيّة في العراق ويغادر.
العالم كلّه يقرّ بأنّ أمريكا لم تحقّق أهدافها في سوريا، وفي العراق خاصّة. لماذا؟ ومن كان يعمل فعّالاً في هذه القضية؟ سليمانيّ كان بطل هذا الإنجاز. لذلك، هو هزَم هؤلاء في حياته.
بعد استشهاده هزم الأعداء أيضاً. هذا التشييع الذي أقيم في إيران كان مذهلاً ولا يُنسى حقّاً. كذلك التشييع المليونيّ في العراق. في النجف تشييع مليونيّ مذهل، كما شيّع كذلك في بغداد. شُيّع والشهيد أبا مهديّ المهندس معاً. في الواقع، إنّ هذا التشييع ثمّ مراسم التكريم حيّرت ضبّاط حرب الاستكبار الناعمة.
البارزون في حرب الاستكبار الناعمة، وهم في الحقيقة الناشطون وضبّاط حرب الاستكبار الأمريكيّ الناعمة، دُهشوا تماماً من هذا الوضع.
* صفعة شديدة على وجه أمريكا... التفوّق البرمجيّ على هيمنة الاستكبار الخاوية
طبعاً ما حدث في استشهاده كان أوّل صفعة قاسية على وجه أمريكا، وحتّى ذلك الحين كانت أهمّ صفعة على وجه أمريكا هي هذه الحركة الشعبيّة العظيمة. ثمّ -بطبيعة الحال- صفعها الإخوة [في «حرس الثورة»] أيضاً. لكن الصّفعة الأشدّ هي التفوّق البرمجيّ على هيمنة الاستكبار الخاوية. هذه صفعة قاسية لأمريكا.
يجب على شبابنا الثّوريين ونخبنا المؤمنين أن يبذلوا الهمّة لكسر هذه الهيمنة الاستكباريّة وصفع أمريكا بقوّة. هذا أوّلاً، و[الأمر] الآخر هو طرد أمريكا من المنطقة، ما يتطلّب همّة الشعوب وسياسات المقاومة، وعليهم فعل ذلك. هذه صفعة قاسية. طبعاً، هي ليست الانتقام من القاتل. ما قلناه يتعلّق بمجموع الاستكبار وأمريكا. يجب على من قتل سليمانيّ ومن أمر بقتله أن يدفع الثمن. مع أنّ حذاء قدم سليمانيّ وفقاً لقول ذلك العزيز [يقصد سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)] أشرف من رأس قاتله، بل ذهابُ رأسه لا يكفي فديةً لحذاء سليمانيّ، مع ذلك، هم في النهاية ارتكبوا حماقة، ويجب عليهم دفع الثمن. يجب أن يعلم كلٌّ من القاتل والآمر أنّه كلّما كان ذلك متاحاً، وحيثما أمكن –نحن نبحث عن الوقت الممكن– فعليهم دفع الثمن.
|
مهنة التمريض مصداق «رحماء بينهم»
الممرّض ملاك رحمة للمريض. هذا تعبير حقيقيّ وليس مبالغاً فيه أبداً. فهو يتعامل مع جسم المريض وروحه. فهو في الواقع شريك ومعاون ومساعد للطبيب، بل يقوم جزءٌ مهمٌّ من تعافي جسم المريض على دور الممرّض.
والممرّض -كذلك- يمسح الحزن عن المريض، ويعطف عليه، ويضفي الراحة عليه. وهذا دور مهمّ للغاية؛ إذ الممرّضون يساعدون بذلك جسم المريض ويسرّعون تعافيه، بل يجعلون ذلك ممكناً في بعض الموارد. كذلك يضفي الممرّض على حياة المريض وروحه وأعصابه الراحة، ويترك أثراً في روحه بابتسامةٍ أو حركة أو جملة عطوفة.
الشّفقة والتّضامن والعطف من التعاليم العامّة، فقوله تعالى: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (الفتح: 29)؛ أي كونهم عطوفين ورحيمين أمرٌ لا يتعلّق بالمرضى فقط، بل بالجميع. ينبغي للنّاس أن يكونوا ذوي شفقة وعطف تجاه بعضهم بعضاً، وهذا ما يؤدّيه الممرّض. ومن أجل هذا العمل، يهيّئ الممرّضون أنفسهم وروحيّتهم، ويجهدون جراء ذلك، فهذا العمل مجهد للغاية، لكنهم يتحمّلون. وأين ما استلزم منهم أن يبتسموا للمريض يبتسمون. هذه من أهم القيم والتّوصيات الإسلاميّة. فالسعي من أجل تخفيف آلام الإنسان جزءٌ من أجمل مناظر حياة الناس حقّاً.
|
1- كيفيّة سجود السهو
يجب أن يبادر المصلّي لنيّة سجود السهو بعد التسليم فوراً، وذلك بالسجود على ما يصحّ السجود عليه، وعلى الأحوط [وجوباً] أن يقول: «بسم الله وبالله، السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته»، ثمّ يرفع رأسه عن السجود ويسجد مرّة أخرى ويكرّر الذكر نفسه، ثمّ يرفع رأسه عن السجود، ويتشهّد ويسلّم.
2- تخميس راتب رأس السنة الخمسيّة
إذا كان رأس السنة الخمسيّة في يوم معيّن، وفي اليوم نفسه قبض المكلّف راتبه، فلا يجب تخميسه في اليوم نفسه؛ إذ لا يدخل في أرباح السنة التي انتهت.
|
الانحطاط السياسيّ والمدنيّ والأخلاقيّ في النّظام الأمريكيّ
مضافاً إلى ما مرّ من صفات للشهيد القائد سليمانيّ، إليكم ما ذكره الإمام الخامنئيّ (دام ظله) في مناسبات مختلفة:
1- الشّجاعة والتّدبير:
كان الشّهيد سليمانيّ شجاعاً ومدبّراً على السواء. لم يقتصر الأمر على الشجاعة؛ بعضهم لديهم الشجاعة لكنّهم لا يمتلكون التدبير والعقل اللّازمين لاستخدام هذه الشجاعة. الآخرون هم من أهل التدبير، لكنّهم ليسوا من أهل الإقدام والعمل، ولا يتحلّون برباطة الجأش اللازمة للعمل. شهيدنا العزيز كان يمتلك رباطة الجأش. يقع في فوّهة الخطر غير آبه. ليس في أحداث هذه الأيّام فقط، بل خلال «الدّفاع المقدّس» أيضاً، وفي قيادة لواء «ثار الله». كان أيضاً صاحب تدبير؛ كان يفكّر ويدبّر. وكان ذا منطق في أعماله، وكلامه كان مؤثّراً ومقنعاً وفعّالاً.
2– الإخلاص
لقد كان مخلصاً، ينفق أداتَي الشجاعة والتدبير هاتين في سبيل الله. ولم يكن من أهل التظاهر والرّياء وما إلى ذلك. الإخلاص مهمّ جدّاً. لندرّب أنفسنا على الإخلاص.
3- مراعاة الحدود الشّرعية في ميدان الحرب
لقد كان قائداً مقاتلاً بارعاً في المجال العسكريّ. وفي الوقت نفسه، كان دقيقاً جدّاً في مراعاة الحدود الشرعيّة. قد ينسى الأفراد أحياناً الحدود الإلهيّة في ساحة الحرب. فيقولون مثلاً ليس الآن وقت هذا الكلام... أمّا هو، فلا؛ كان حذراً. في الموضع الذي لا ينبغي فيه استخدام السلاح، لم يكن يستخدمه. كان يحذر من أن يحدث اعتداء أو ظلم على أحد، فيحتاط ويلتزم في أمور لا يرى كثيرون أنّها ضروريّة في الميدان العسكريّ. يقع في فوّهة الخطر لكنْ يحفظ أرواح الآخرين ما استطاع. كان حذراً على أرواح مَن معه من الجنود والزملاء من الشعوب الأخرى ممّن كانوا إلى جانبه.
4- الثّورة خطّ أحمر
كان ثوريّاً الشهيد سليمانيّ بشدة. الثّورة والنزعة الثوريّة خطّه الأحمر الحاسم. كان ذائباً في الثّورة. لم يكن مهتماً بعوالم التقسيمات إلى أحزاب متنوعة وأسماء مختلفة وفئات وتيارات شتى وما شابه. أمّا في ما يخص عالم النزعة الثوريّة، فنعم يهتمّ. كان ملتزماً بالثّورة أشدّ الالتزام، ملتزماً بالخطّ المبارك النورانيّ للإمام الخميني الراحل (قدّس سرّه).
5- لا يضع نفسه تحت الأضواء وأمام الأنظار
في الاجتماعات التي غالباً ما نعقدها مع المسؤولين ممّن لهم علاقة بأعماله ومهمّاته –الاجتماعات الرسميّة العاديّة–، كان الحاجّ قاسم يجلس في زاوية لا يُرى فيها أصلاً. وفي بعض الأحيان، يريد المرء أن يستوضح أو يستشهد بشيء، فيجب عليه أن يبحث ليعثر عليه. لم يكن يضع نفسه تحت الأضواء وأمام الأنظار ولا يتظاهر بشيء.
6- روحيّة الشباب
الشّهيد قاسم سليمانيّ -وأنا أذكره ليلاً ونهاراً– كان في الستّين ونيّف، فهو لم يكن شابّاً جدّاً، ولكنّه لو عاش عشر سنوات أخرى، وأنا أيضاً بقيت حياً، وكان ينبغي أن أحدّد مصيره، كنت سأحتفظ به هنا، ولم أكن لأتركه.
7- لا يأبه بالمخاطر في طريق الجهاد
الحاجّ قاسم عرّض نفسه للشهادة مئة مرّة، في أداء واجبه، والجهاد في سبيل الله. لم يكن لديه أيّ خشية. لم يخشَ من أيّ شيء. لم يكن يخشى من العدوّ، ولا من هذه الكلمة أو تلك، ولا من تحمّل المشقّة. تصوّروا أنه قضى أربعاً وعشرين ساعة في البلد الفلانيّ وعمل خلالها تسع عشرة ساعة! مع هذا، مع ذاك... يجلس، يجيب، يقنع، يتحدّث... لماذا؟ من أجل إيصالهم إلى النتيجة المطلوبة. فلم يكن يعمل لنفسه، بل من أجلهم. هكذا كان الحاجّ قاسم.
8- ظافر في الجهاد الأكبر
الرجل الذي يواجه العدوّ بلا خشية، ولا يهمّه التّعب والبرد والحرّ في جميع الميادين، لو لم ينتصر في ذلك الجهاد العظيم داخل نفسه، ما واجه العدو على هذا النحو. لذلك، يعتمد الجهاد الخارجيّ على الجهاد الداخليّ.
9- الشّوق إلى الشّهادة
طوبى له، طوبى له، طوبى له! لقد حقّق أمنيّته. كان لديه أمنيّة، وكان يبكي من أجل أن يستشهد. فقد رحل العديد من رفاقه وكان مفجوعاً بهم، لكن لديه شوق شديد إلى الاستشهاد إلى حدٍّ يجعله يذرف الدموع. لقد حقّق أمنيّته.
10- تربية مدرسة الإمام الخمينيّ (قدّس سرّه)
لقد كان نموذجاً بارزاً للناهلين من فيض الإسلام ومدرسة الإمام الخمينيّ (قدّس سرّه)، فقد أمضى جُلّ عمره في الجهاد في سبيل الله. الشّهادة كانت جزاء مساعيه الحثيثة طوال هذه الأعوام كلّها.