عندما يهاجمنا العدوّ من جهةٍ معيّنة، علينا أن نهاجمه من جهة أخرى، ونمسك بزمام المبادرة بنحو آخر، ونردّ بطريقة أخرى، فنوجّه له ضربة.
إذا لم نكن نعلم بأنّ موقعنا وموقفنا في المنطقة الآن بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بنحو، وإذا علمنا بأنّ موقعنا بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بشكل آخر.
في مواجهة الأحداث ينبغي أن لا يعترينا الخوف والفزع: ﴿ألَا إنَّ أولِياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يحزَنون﴾.
من الأمور اللازمة والضروريّة جدّاً أن لا نسمح لحدودنا الفاصلة بيننا وبين العدوّ بالاضمحلال والتبدّد.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
* ثنائيّات في مواجهة العدوّ
لكلّ بلد ومجتمع أحداثه. وهذه الأحداث قد تكون جيّدة وقد تكون مريرة، وقد يرافقها ضغوط؛ كالتعرُّض لحظر ولغزو ثقافيّ أو لهجومٍ عسكريّ قاسٍ. ومواجهة هذه الأحداث قضيّة على جانب كبير من الأهميّة. فكيف نواجه هذه الأحداث ونتعامل معها؟
سأعرض في هذا الخصوص لعدد من الثنائيّات المحتملة التي يمكن تصوّرها لطبيعة التعامل والمواجهة:
أ- المواجهة الفعّالة والمواجهة الانفعاليّة
المواجهة الفعّالة معناها أنّنا عندما نواجه حادثة ما، ننظر لنرى ما الذي يجب أن نفعله قبال هذه الحادثة لدفعها ورفعها وإضعافها، أو لتقويتها في بعض المواطن. فنفكّر ونرِدُ الميدان بنحو فعّال. أمّا المواجهة الانفعاليّة فهي أنّنا في مواجهة حدث مرير وصعب، أو مشكلة، نلجأ إلى البكاء والنحيب، ونذكر الحدث دائماً ونكرّره، من دون أن نحرّك ساكناً إزاءه.
ب- المواجهة الإبداعيّة ومواجهة «ردود الأفعال»
أحياناً نكون أمام عدوّ مثلاً، ويجرّنا هذا العدوّ إلى ساحةٍ ما، فنسير نحن أيضاً إلى تلك الساحة نفسها، ونعمل ونتصرّف طبقاً لمخطّطاته وبرامجه، ونتحرّك كردّ فعل للحركة التي يقوم هو بها.
أمّا في المواجهة الإبداعيّة، فالأمر ليس كذلك، فعندما يهاجمنا العدوّ مثلاً من جهة معيّنة، نهاجمه من جهة أخرى، ونمسك بزمام المبادرة بنحو آخر، ونردّ بطريقة أخرى، فنوجّه له ضربة.
ج- المواجهة اليائسة والمواجهة المتفائلة
أحياناً عندما يواجه الإنسان حدثاً ما، فإنّ تركيزه على قدرات العدوّ أو حركاته يجعله يائساً، وقد ينزل إلى الساحة، لكنّه ينزل بيأس.
أمّا المواجهة المتفائلة، فهي أن يرِدُ المرء الميدان بتفاؤل وأمل.
ونحن إذا وردنا الميدان بيأس سيكون سير العمل بنحو، وإن وردناه بتفاؤل فسيكون سير العمل بنحو آخر.
د- المواجهة بخوف والمواجهة بشجاعة
تارةً ينزل المرء إلى الساحة وهو خائف من العدوّ، ومن الحدث، ومن خوض الغمرات، فيدخل بخوف، وهذا نوع من ردود الأفعال والمواجهة للعدوّ. وتارةً ينزل المرء إلى الساحة بشجاعة. وقد ورد في الروايات «خُضِ الغَمَراتِ لِلحَقّ»؛ فينزل إلى الساحة ببسالة وشجاعة. وهذا أيضاً نوع من المواجهة.
إنّ الذي يتعامل بخوف، قد يقوم بتحرّك معيّن، لكن نوع تحرّكه يختلف عن نوع تحرّك الشخص الذي يتعامل بأمل وتفاؤل وشجاعة.
هـ- المواجهة بتدبّر والمواجهة التبسيطيّة
إنّ الحركة التي نريد القيام بها في مواجهة العدوّ، هل هي حركة تمتاز بالحزم والتدبير، أم تتّصف بالرؤية التبسيطيّة للأمور والتساهل واللامبالاة؟ فعلى سبيل المثال، إنّ نوعيّة التعامل والتصرّف في قضيّة الفضاء الافتراضيّ يمكن أن تكون على نحوين: العمل بطريقة حازمة وبتدبُّر، أو التعامل بطريقة التفكير التبسيطيّ.
والتفكير التبسيطيّ يختلف عن والتساهل؛ إذ التفكير التبسيطيّ يعني أن لا يرى الإنسان تعقيدات الأمور، ولا يلاحظ صعوباتها ومنعطفاتها ومشكلاتها. أمّا التساهل فهو أن يرى الإنسان هذه الأمور ويمرّ من أمامها دون مبالاة بالخطر.
و- المواجهة بنظرة شاملة والمواجهة بنظرة أحاديّة الجانب
عندما نكون أمام عداء أميركا مثلاً، يمكننا أن نتعامل بطريقتين: تارةً ننظر لنرى ما هي فرصنا مقابل هذا العدوّ القوي حسب الظاهر، وما هي التهديدات والأخطار التي أمامنا، ونخلص إلى نتيجة شاملة، ثم نقرّر. وتارةً نرى التهديد والخطر فقط، ولا نرى الفرص المتاحة لنا، وأحياناً لا؛ إذ نرى فرصاً أمامنا ولا نرى ما يحيط بنا من أخطار. هذه النظرة الأحاديّة الجانب إلى الأمور خاطئة، بل يجب أن تكون لنا نظرتنا الجامعة الشاملة إزاء مثل هذه القضايا.
ز- معرفة موقعنا وموقع العدو في ساحة المواجهة
علينا أن نعلم أين نتموضع ونقف الآن: «أين نحن، أين العدوّ، وما هو موقعنا؟». لقد بذل العدوّ مساعيه ومحاولاته، وكذلك عمل عملاؤه الداخليّون على أن يُظهروا موقعنا وموقفنا ضعيفَين، وموقف العدوّ وموقعه قويَّين، والإيحاء بأنّنا «مساكين ومنكوبون وحلّت بنا الويلات ولا نستطيع فعل شيء». لذا، إذا لم نكن نعلم بأنّ موقعنا وموقفنا في المنطقة الآن بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بنحو، وإذا علمنا بأنّ موقعنا بحيث يحسب لنا العدوّ حساباً فسوف نتصرّف بشكل آخر.
ح- السيطرة على المشاعر وإطلاق العنان لها
في بعض الأحيان قد يطلق الإنسان العنان لمشاعره؛ سواء كانت مشاعر إيجابيّة من قبيل الفرح، حيث يفرح الإنسان بنجاح ما ويبتهج، أو المشاعر السلبيّة نظير الحزن أو الانزعاج والألم. وهناك حالة معاكسة هي ضبط المشاعر وإبداؤها بالقدر اللازم. ومن الحالات التي قد نتلقّى منها ضربة حقّاً -وقد تلقينا منها ضربات في بعض الأحيان- هي عدم السيطرة على المشاعر العامّة.
ط- مراعاة الضوابط الشرعيّة وعدم مراعاتها
كنّا نلاحظ أحياناً أنّ بعضاً ممّن ينشطون بشدّة في عمليّة الكفاح والنضال لا يهتمّون للكثير من المسائل الشرعيّة وما شابه. كانوا يقولون: يا سيّدي إنّنا نعمل في الكفاح ولأجل هدف معيّن، فإذا لم نؤدِّ الصلاة في أوّل وقتها مثلاً فلا بأس بذلك، أو إذا لم تتحقّق المسألة الفلانيّة فلا ضرر في ذلك، وإذا ما حصلت حالات تهمة وغيبة وما شاكل فلم يكن ذلك يشكّل بالنسبة إليهم أهمّيّة. هذا نوع من التعامل. وهناك نوع آخر من التعامل هو أن يراعي الإنسان التقوى، فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (ع): «لَولَا التُّقىٰ لَكنتُ اَدهَى العَرَب». مَن أدهى من أمير المؤمنين وأوعى وأكثر فطنة وذكاء؟ لكنّ التقوى بالتالي تحول دون بعض الممارسات.
ي- الاستفادة من التجارب وعدم الاستفادة
في قضيّة مواجهتنا للأعداء الخارجيّين هذه -مع الغرب مثلاً وأميركا وأوروبا- لدينا بعض القضايا والشؤون، وكانت لنا قضايانا منذ بداية الثورة، لكن في الآونة الأخيرة كانت قضيّة الاتّفاق النوويّ والتزامات هؤلاء تجاهه، ثمّ نكثهم لالتزاماتهم وعدم مراعاتهم لها. هذه تجربة، ويجب أن نستفيد منها، ونعلم كيف يجب التعامل مع هؤلاء.
ك- الصراخ في وجه العدوّ والصراخ في وجوه بعضنا بعضاً
عند مواجهة الأحداث الصعبة قد نتهجّم –دائماً- على بعضنا بعضاً، وننتقد بعضنا بعضاً، وتدور عجلة الاتّهامات فيما بيننا، فأُعدّك أنا مقصّراً وتُعدّني أنت مقصّراً. فبدل تبادل الصراخ على بعضنا بعضاً، على حدّ تعبير الإمام الخمينيّ (قدّه) «وجّهوا صرخاتكم كلّها ضدّ أميركا». فأميركا هي الخصم المقابل لنا. لذا، علينا أن لا نقع في خطأ عدم معرفة عدوّنا، فعدوّنا معروف. فبدل الصراخ والتشاجر من دون مبرّر، علينا أن ننظر ونرى مع مَن يجب أن تكون المعركة حقّاً، ومن يجب أن نخاصم، فنعمل على هذا النحو.
* ﴿وَلكنَّ اللهَ رَمى﴾
إنّ هذه الثنائيّات تمثّل أسئلة مهمّة. يجب أن نسأل أنفسنا: كيف ينبغي لنا أن نعمل ونتصرّف إزاءها؟ إنّ الإجابة عن هذه الأسئلة واضحة في مصادرنا الإسلاميّة. على سبيل المثال، يعلّمنا القرآن درساً في كيفيّة التعامل والتعاطي حيال الانتصار: ﴿إذا جاءَ نَصرُ اللهِ وَالفَتحُ * وَرَأيتَ النّاسَ يدخُلونَ في دينِ اللهِ أفواجًا * فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّك وَاستَغفِرهُ إنَّه كانَ تَوّابً﴾ (النصر: 1-3)؛ لا يقول ابتهج وافرح وانزل مثلاً وسط الساحة وارفع الشعارات، بل يقول: ﴿فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّك﴾: عليك أن تسبّح وتستغفر، فهذا النصر ليس من عندك، بل هو من الله. وربّما صدرت عنك خلال هذه المسيرة غفلة فاطلب المغفرة من الله تعالى. ينبغي التعامل مع الحوادث الإيجابيّة بهذه الطريقة: عدم الإصابة بالغرور، وعدّ النجاحات من الله: ﴿وَما رَمَيتَ اِذ رَمَيتَ وَلكنَّ اللهَ رَمى﴾ (الأنفال: 17).
* في مواجهة الأحداث ينبغي أن لا يعترينا الخوف
في مواجهة الأحداث ينبغي أن لا يعترينا الخوف والفزع: ﴿ألا إنَّ أولِياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يحزَنون﴾ (يونس: 62). وكثيرة هي الآيات التي وردت فيها عبارة ﴿لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يحزَنون﴾ بشأن المؤمنين، وهذا بفضل الإيمان، والارتباط بالله، والقبول بالولاية الإلهيّة.
* في مواجهة المستكبرين ينبغي أن لا نصاب باليأس
يجب أن لا نصاب باليأس: ﴿لا تَيأسوا مِن رَوحِ اللهِ إنّه لا ييأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إلَّا القَومُ الكافِرون﴾ (يوسف: 78)، وهذا الأمر يتعلّق بالشؤون الدنيويّة وليس بالشؤون المعنويّة.
﴿يا بَنِي اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأخيهِ وَلا تَيأسوا مِن رَوحِ الله﴾ (يوسف: 78)؛ «لا تَيأَسوا مِن رَوحِ الله» في العثور على يوسف، وهو شأن دنيويّ. طبعاً الحالة نفسها تنطبق على الشؤون الأخرويّة، بيد أنّ الآية تتعلّق بالشؤون الدنيويّة. لماذا يصاب الإنسان باليأس؟ لا، فنحن نأمل بأن نستطيع تمريغ أنف هذه القوى المستكبرة في التراب ونذلّها، ويمكننا فعل ذلك، نحن متفائلون آملون. إذا ما سعينا وعقدنا الهمم، وأردنا، وتوكّلنا على الله، وطلبنا من الله، فإنّ ذلك سيكون ممكناً.
* لعدم الغفلة عن ذكر الله في مواجهة الأعداء
إنّ ذكر الله هو أساس العمل. يقول الله تعالى لموسى وهارون في ذلك الظرف الحسّاس حيث يسير رجلان وحدهما إلى قوّة جبّارة قاهرة مسيطرة كفرعون بتلك الإمكانيّات والطاقات كلّها: ﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ (طه: 46)؛ إنّني أساعدكما وأحميكما، لكنّه قال أيضاً: ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾ (طه: 42)، أي لا تقصّرا. الذكر الإلهيّ وسيلة ومصدر للقدرات كلّها، والتي يجب استخدامها والاستفادة منها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
1- لعدم التصنيف الجزافي للآخرين بين صديق وعدوّ
أحياناً، بسبب تعصّبنا ضدّ العدوّ -وهذا التعصّب تعصب في محلّه وحسن- ما إن ينطق شخص بكلام معيّن لا يتّفق مع رؤيتنا ونظرتنا للعدوّ، حتّى نتّهمه بأنّك مع العدوّ. هذا غير صحيح. افترضوا الآن أنّ هناك داخل البلاد نقاشاً يدور حول المعاهدة الفلانيّة أو حول القضيّة الدوليّة الفلانيّة، والبعض يعارضون والبعض يؤيّدون، فما من سبب على الإطلاق لأن يتّهم المؤيّدون المعارضين، أو يتّهم المعارضون المؤيّدين، أو أن لا يقبل هذا بدليل ذاك، ولا يقبل ذاك بدليل هذا. فهما بالتالي رؤيتان واستدلالان. إنّ الفكرة من عدم اتّهامنا لبعضنا بعضاً وعدم التنازع والعراك فيما بيننا، هي أن لا نضيّع الحدود التي وضعناها بيننا وبين العدوّ.
2- من عيوب العمل: العجلة والتسرّع
من الأمور التي ينبغي أن نلاحظها كلّنا بحقّ هي أنّ من عيوب العمل عدم الصبر والتسرّع، وأن يصرّ الإنسان إصراراً شديداً ويقول: لماذا لم يحصل كذا؟ كلّ شيء له قدره ومقداره، ولكلّ شيء أجله وأمده، ولا يمكن لكلّ شيء أن يحدث بسرعة. ذات مرّة جاء رجل إلى الإمام الخمينيّ (قدّه)، وشكا إليه وضع الحكومة، قال شيئاً ما، فقال له الإمام الخمينيّ (قدّه) جملة واحدة لا أنساها: «يا سيّد، إدارة البلد صعبة». أنا كنت رئيساً للجمهوريّة، وحين قال الإمام الخمينيّ (قدّه) هذه العبارة صدّقتها حقّاً ومن أعماق القلب. الكثير من الأعمال يجب أن تُنجز ويجب الاستعداد وعقد الهمم لها، لكنّ الوصول إلى النتائج يحتاج إلى مقدار من الوقت والفرص. فالتسرّع والعجلة والشعور بالتأخير ليست جيّدة.
3- ضرورة تحديد الحدود مع العدوّ بشكل واضح
من الأمور اللازمة والضروريّة جدّاً أن لا نسمح لحدودنا الفاصلة بيننا وبين العدوّ بالاضمحلال والتبدّد. إن لم يوجد تحديد للحدود مع العدوّ، ولم تكن هذه الحدود بارزة واضحة، لأمكن اجتياز هذه الحدود. وهذا تماماً كالحدود الجغرافيّة، إذا لم تكن هناك حدود جغرافيّة، ولم تكن هذه الحدود بارزة واضحة، فسوف ينهض شخص من ذلك الجانب ويعبر وينفذ إلى هنا، سواء شخص مهرّب، أو سارق، أو جاسوس... ومن هنا –أيضاً- ينهض إنسان غافل فيجتاز الحدود ويذهب إلى هناك ويقع في الفخّ. والحدود العقائديّة والحدود السياسيّة على هذا النحو تماماً. عندما لا تكون الحدود واضحة، سيستطيع العدوّ التغلغل والنفوذ، وممارسة الخداع والحيلة والتسلّط والهيمنة على الفضاء الافتراضيّ. أمّا إذا كانت الحدود مع العدوّ بيّنة جليّة، فلن تكون سيطرته على الفضاء الافتراضيّ والأجواء الثقافيّة بهذه البساطة والسهولة. إليكم أيضاً هذه النقطة، فقد ورد في قوله تعالى: ﴿لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ﴾ إلى أن يقول: ﴿تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ﴾ (الممتحنة: 1)؛ لقد نهانا الله تعالى أن نتعامل مع العدوّ بهذه الصورة.
|
الإمام الخمينيّ (قدّه) لم يكن يخاف حقّاً
ذات مرّة كنت جالساً في حضرة الإمام الخمينيّ (قده) -في بداية الثورة، في الآونة التي كانت لنا مع ذلك المسكين مشكلات بشأن قضايا القوات المسلّحة وما شاكل- فقلت له: «إنّ السبب في أنّكم قلتم العبارة الفلانيّة عن الشخص الفلانيّ هو أنّكم تخافون...». أردت أن أقول: «إنّكم تخافون أن يسوء ذلك القوات المسلّحة»، لكنّني ما إن قلت «تخافون» حتّى قال مباشرةً وعلى الفور: «إنّني لا أخاف من أيّ شيء». هذا هو معنى ﴿ألا إنَّ أولِياءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يحزَنون﴾. ولماذا سيخاف إنسان عظيم مثله؟