إنّه لأمرٌ مهمٌّ جدّاً أن يشعر الإنسان أنَّ الله معه وإلى جانبه، وأنّ الله يسنده ويحرسه؛ لأنَّ الله مركز القدرة والعزّة.
أينما وقعت مواجهة بين جبهة الحقّ وجبهة الباطل، فالنصر فيها حليف جبهة الحقّ حتماً.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب على الجمهوريّة الإسلاميّة هي نفسها الحرب المعروفة بين الحقّ والباطل
أ- الجمهوريّة الإسلاميّة لم تبدأ حرباً مع أحد
لا يشكُّ أحدٌ في أنَّ الجمهوريّة الإسلاميّة في حال كفاحٍ شامل على الصعد
السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة. وبالطبع، خضنا حرباً
عسكريّة فترةً من الزمن، لكنّ الأصعب منها هو الحروب الأمنيّة والاقتصاديّة
والثقافيّة التي نخوضها.
قد يعترض بعضهم علينا ويقولون: لماذا يجب أن نكون في حرب مع العالم؟ هؤلاء يتصوّرون
أنَّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي التي بدأت هذه الحرب! لكنّ كلامهم هذا منشؤه الغفلة؛
إذ الجمهوريّة الإسلاميّة لم تبدأ حرباً مع العالم، حرباً بهذه الأبعاد، بل إنَّ
وجود الجمهوريّة الإسلاميّة نفسه، بمعنى أنّ المبادئ والأهداف والشعارات المطروحة
فيها- والتي تتلخّص في حكومة الدين وفي المجتمع الدينيّ- سبب وراء عداوة الأعداء
لها، وإشعالهم الحروب ضدّها.
ب- «إسلاميّة» نظامنا لم ترُق للطغاة فاستَعْدُونا
الحرب اليوم هي نفسها الحرب المعروفة بين الحقّ والباطل التي كانت على مرّ التاريخ.
فأينما ارتفع نداء التوحيد والعدالة ظهر له أعداء،
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ
نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ﴾ (الأنعام: 112-113). تُبيّن هاتان الآيتان أنّ أطراف جبهة الباطل
تتعاون فيما بينها، وتجد لها أنصاراً وأعواناً، وبعضهم يصغي لكلامهم ويسير خلفهم.
نحن نرفع شعار التوحيد وولاية الله وأوليائه، وشعار العدالة الاجتماعيّة وتكريم
الإنسان. وهذه الشعارات لها أعداؤها.
ج- جبهة الحقّ منتصرة حتماً
أينما وقعت مواجهة بين جبهة الحقّ وجبهة الباطل، فالنصر فيها حليف جبهة الحقّ حتماً،
لكنَّ هذا النصر مشروط بأن يعقد أهل الحقّ وأنصاره النيّة، ويبذلوا الجهد، ويصبروا،
ويصمدوا، ويكافحوا. أينما حصل هذا كان الانتصار هو النتيجة.
عندما بدأت نهضة الإمام الخمينيّ الجليل (قده)، اتبعه الناس، ونزلوا إلى الساحة
شيباً وشبّاناً رجالاً ونساءً ومن مختلف الشرائح، ولم يهابوا الموت، وقاوموا،
وصمدوا، وانتصروا.
* «معيّة الله» وحتميّة انتصار المؤمنين
كثيرة هي الآيات التي تذكّرنا وتعلّمنا وتخبرنا عن حتميّة الانتصار. ومن جملتها
قوله تعالى:
﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ (آل عمران: 160)، وقوله عزّ
وجلّ:
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾ (الحج: 40)، وقوله سبحانه:
﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف: 128).
من أكثر الآيات الباعثة على الأمل آية
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَ﴾ (التوبة: 40).
إنّه لأمرٌ مهمٌّ جدّاً أن يشعر الإنسان أنَّ الله معه وإلى جانبه، وأنّ الله خلفه
يسنده ويحرسه؛ لأنَّ الله مركز القدرة والعزّة. عندما يكون الله مع جبهة من الجبهات،
فإنّ هذه الجبهة هي المنتصرة يقيناً وبلا شكّ. إنّ الله تعالى يمنّ بهذه المعيّة
على أوليائه في أصعب المواطن. فعندما يقول النبي موسى (ع):
﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ
فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾ (الشعراء: 14)، يجيبه الله تعالى:
﴿قَالَ كَلَّا
فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ (الشعراء: 15). فالله يقول
لنبيّه: أنا معكما فمِن أيّ شخصٍ تخافان؟
وفي آية أخرى يقول نبيّا الله موسى وهارون (عليهما السلام):
﴿قَالَا رَبَّنَا
إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى﴾ (طه: 45)؛ أي يا
ربَّنا نخشى أن يفعل فرعون هذا، فيجيبهما الله سبحانه:
﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي
مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ (طه: 46)؛ أي أنا معكما أرى وأسمع، وأحرسكما، ولا
تفوتني صغيرة ولا كبيرة.
وفي سورة محمّد (ص) المباركة:
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ
وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمّد:
35).
فالقرآن الكريم قد ذكر معيّة الله عزّ وجلّ هذه للرسل ولأعوانهم، وكانت النتيجة أن
وثق الرُّسل بهذا الوعد الإلهيّ الصادق. ففي الآيتين الشريفتين:
﴿فَلَمَّا تَرَاءَى
الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ
مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (الشعراء: 61-62)، يظهر أنّ أتباع النبي موسى (ع) عندما
شاهدوا سواد جيش فرعون من بعيد، وأنّه سيصل إليهم قريباً- وكان البحر أمامهم وجيش
فرعون من ورائهم- ارتعدت قلوبهم وقالوا:
﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾، والويل لنا. هنا
قال النبي موسى (ع)، وكلّه ثقة بذلك الوعد الإلهيّ:
﴿كَلَّ﴾، ليس الأمر كذلك،
﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرسول الأكرم (ص) في غار ثَور؛ إذ يقول تعالى:
﴿إِلَّا
تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنَ﴾ (التوبة 40). فثقة الرسول (ص) بهذا الوعد الإلهيّ جعلته يقول
لصاحبه:
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَ﴾، لا تخف ولا تحزن.
إذاً، فالله تعالى قطع هذا الوعد الأكيد، وأولياء الله، كالنبي موسى (ع) والرسول
الأكرم (ص)، قد صدّقوا هذا الوعد وقبلوه ورتّبوا عليه الأثر.
وهذه حقيقة وسنّة تاريخيّة قطعيّة. إنّها من السنن التي يقول الله عنها:
﴿وَلَنْ
تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً﴾ (الأحزاب: 62). وهي جارية دوماً دون شكّ.
* واجبنا تحقيق «المعيّة الإلهيّة» لأفراد الشعب
لتحقيق المعيّة الإلهيّة لأنفسنا شروط، وهي غير متحقّقة في جميع أفراد الشعب. هذه
الشروط قد بيّنها الله سبحانه في القرآن الكريم، وهي:
1- الإيمان:
﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأنفال: 19).
2- التقوى:
-
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (النحل:
128).
-
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: 194)/ (التوبة: 36)/ (التوبة:
123).
3- الصبر:
-
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 153)/ (الأنفال: 46).
-
﴿وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 249)/ (الأنفال: 66)
4- الإحسان:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (البقرة: 159).
ومن هنا نفهم أنّ واجبنا وتكليفنا ووظيفة الحكومة الإسلاميّة وعلماء الدين أن
يربّوا الشعب على الإيمان والتقوى والصبر والإحسان بين الناس وبين المؤمنين. ينبغي
لنا تربيّة الناس بهذه الطريقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
عوائل الشهداء والإيمان بوعد الله
لقد زرتُ أمّهات شهداء كنّ يقلن بجدّ وصدق لو كان لنا عشرة أبناء لكنّا على استعداد لتقديمهم في سبيل الله، ولم يكنّ يكذبن. التقيت بأمّهات وآباء كانوا يشعرون بالعزّة والفخر؛ لأنّهم قدموا أبناءهم شهداء في سبيل الله.. ومعهم الحقّ طبعاً.. إنّها عزّة وفخر. وكما قالت عمّتنا زينب الكبرى (عليها السلام): «ما رأيت إلّا جميلاً». هذا ما يمنح الشعب الاقتدار، وهو ما يوجد الثقة بالنفس لديه. هؤلاء هم الذين لا تُرعب قلوبَهم تهديداتُ القوى الماديّة في العالم، والعربدات الثملة للحكومات المعتدية والمستكبرة في العالم.
|
الجائزة بمال اللّاعبين
س: هل هناك إشكال في
المشاركة في مباراة تُجمع فيها النقود من اللّاعبين وتُعطى للفائز؟
ج: إذا كان بأخذ شيء من الخاسر وإعطائه للفائز فهو من الرهان المحرَّم، ولكن
لو تسلّم منظِّم المباراة مبلغاً من المشاركين لنفسه كأجرةٍ وشرطٍ للمشاركة، واشترى
بعد تملّكه جائزةً فلا مانع منه.
|
حتميّة زوال الكيان الصهيونيّ
النصر وعدٌ إلهيٌّ محتومٌ
في حال استمرار الجهاد وتحمّل الصعاب، وإنّ من طبيعة المستكبرين العداء لجبهة الحقّ.
لذلك، لا ينبغي أن نستغرب استمرار هذا العداء.
إنّ مواصلة الجهاد بحاجة إلى اليقظة والتحليل الصحيح للأحداث. هذا هو نهج العقلاء،
ولا بدّ من مواصلة الجهاد بيقظة ووعي تامّين.
إنّ الكيان الصهيونيّ، وكما قلنا سابقاً، سوف لن يكون له وجود في غضون الأعوام
الـ25 القادمة، شريطةَ الكفاح الشامل والموحَّد من قبل الفلسطينيّين والأمّة
الإسلاميّة ضدّ الصهاينة.
|
1- سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) لدى لقائه قادة القوّات المسلّحة: سبب
تضاعف هجمات الأعداء ضدّ إيران هو استشعارهم لخطر قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة
المتعاظمة (2018/04/08)
لدى لقائه عدداً من قادة القوات المسلّحة، تحدّث سماحة الإمام القائد
الخامنئيّ (دام ظله) حول القوّة، الأمن، العزّة وامتلاك القدرات الكافية في الوقت
اللّازم، معتبراً هذه الأمور تُشكّل الأهداف الأساسيّة للقوّات المسلّحة.
واعتبر (دام ظله) أنّ المرحلة الرّاهنة هي مرحلة عزّة الجمهوريّة الإسلاميّة في
إيران، وأنّ سبب الهجمات الحاليّة غير المسبوقة ضدّ النظام الإسلاميّ هو تنامي قوّة
هذا النظام؛ لأنّ الأعداء قد استشعروا الخطر بقوّة، وضاعفوا هجماتهم.
2- سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) في لقاء مع
عدد من مسؤولي البلاد:الجمهوريّة الإسلاميّة مبنيّة على أهداف هامّة كالتوحيد
والحريّة وهي مختلفة عن سائر الحكومات في العالم (2018/04/09)
بمناسبة حلول العام الهجريّ الشمسيّ الجديد، التقى سماحة الإمام القائد
الخامنئيّ (دام ظله) عدداً من مسؤولي البلاد وكانت إشارة قائد الثورة الإسلاميّة
إلى اختلاف الجمهوريّة الإسلاميّة عن الحكومات في العالم وارتكازها على التوحيد،
العدل، الحرية والاستقلال من أبرز ما جاء في هذا اللقاء.
وفي مستهلّ اللّقاء، هنّأ القائد المسؤولين بحلول أعياد شهر رجب معتبراً أنّ هذه
الأيّام المباركة تمثّل فرصة هامّة للعبادة والتوسّل، قائلاً: «الدعاء ذكر الله،
وإصلاح القلوب مفتاح حلّ المشاكل، وشهر رجب عيدٌ للذين يعقدون العزم على إصلاح
قلوبهم».
وشدّد سماحته (دام ظله) على ضرورة ثبات المسؤولين والتزامهم بتحقيق أهداف وغايات
الإسلام والجمهوريّة الإسلاميّة، قائلاً: «التقوى واجتناب المعصية والخيانة والسعي
وراء الدنيا، تؤدّي إلى الثبات، وهي من أوجب الواجبات بالنسبة إلى المسؤولين».
كما اعتبر (دام ظله) سبيلَ اجتناب الوقوع في الغفلة والابتلاء بالانهيار التدريجي
هو المراقبة، قائلاً: «نحن المسؤولين في الجمهوريّة الإسلاميّة نحتاج جميعاً إلى
إصلاح قلوبنا؛ لأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة نشأت بناءً على مُثل وأهداف هامّة،
كالتوحيد والشريعة الإلهيّة، العدل، الحريّة والاستقلال وهي مختلفة عن الحكومات
السائدة في العالم».
3- سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) أمام الآلاف
من زوار حرم الإمام علي بن موسى الرضا (ع): كان للجمهوريّة الإسلاميّة دورٌ مهمٌّ
في قصم ظهر التكفيريين وإبطال المخطط الأمريكيّ في المنطقة (2018/03/21)
في أول أيّام عيد النيروز، وخلال لقائه الآلاف من زوار حرم الإمام علي
بن موسى الرضا (ع)، رأى سماحة الإمام القائد الخامنئيّ (دام ظله) أنَّه ليس ثمة
دافع لدى الأمريكيين للقضاء على تنظيم داعش الإرهابيّ، حيث اعتبر سماحته ادّعاء
الأمريكيّين مشاركتهم في القضاء على هذا التنظيم كذباً محضاً، كما لفت سماحته إلى
أنّ أمريكا تريد داعش أن يكون خاضعاً لها، ويأتمر بأمرها، وهي التي أوجدته ودعمته.
وفي أشارةٍ منه (دام ظله) إلى دور الجمهوريّة الإسلاميّة في محاربة التنظيمات
الإرهابيّة في المنطقة، قال سماحته: «لقد كان للجمهوريّة الإسلاميّة دورٌ كبيرٌ في
قصم ظهر التكفيريين في المنطقة، وقد تمكّنت من تقليص شرّ هؤلاء التكفيريّين في جزء
مهمّ من المنطقة. وهذا ما كان عملاً مهمّاً للغاية».