يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 168 - ربيع الثاني 1438 هـ

العدد 168

عدد الزوار: 210


التعبئة تعني الموافقة بين الإيمان والعمل الجهادي؛ فالمؤمن الحقيقي هو الذي يرفق الإيمان بالجهاد والهجرة والنصرة.

 
 

النخب هدايا إلهيّة!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

التعبئة: ظاهرة الثورة المدهشة
إنّ التعبئة هي إحدى الظواهر المدهشة لعهد الثورة. لقد ألهم الله إمامنا العظيم أن يؤسِّس التعبئة، ويودِع مصير الثورة ومسؤوليتها بيد الشباب؛ فأعلن { عن تشكيل تعبئة العشرين مليوناً ومنظمة التعبئة.

عندما ينزل الشباب إلى الميدان، فإنّ الأمانة التي أودعت بأيديهم والثقة التي مُنحت لهم، ستُحفظ، فهم سينقلونها من جيل إلى جيل ومن يدٍ إلى يد، وعلى مرّ الزمن.

المعنويّات والروحيّة واحدة
إنّ روحيّة شبابنا اليوم ومعنوياتهم هي نفسها التي كان يتحلّى بها شباب تلك الأيام. مع فارقٍ هو أنّ أولئك الشباب كانوا وسط لهيب الثورة، وأنّ البصيرة والوعي والتجربة التي يتمتّع بها شبابنا اليوم لم تكن موجودة في تلك الأيام.وهذا يدلّ على أنّنا تقدّمنا إلى الأمام. لقد أودع الإمام مصير الثورة عندكم أيُّها الشباب.عندما يعبر الشباب نحو منتصف العمر، فإنّه في الواقع يسلم هذه الأمانة إلى الجيل التالي وهذه السلسلة لا حدّ لها ولا نهاية.

.. واجب الجميع أيضاً!
حين نقول إنّ الإمام حمّل مسؤولية حفظ الثورة وحراستها للشباب، فهذا لا يعني أنّ الباقين من غير الشباب لا يتحمّلون المسؤولية ولا واجبات عليهم. كلا، هذا واجب الجميع. لكن الشباب هم الروّاد، هم «مولّد» الحركة. لو لم يحضر جيل الشباب ولم يتحرّك ولم يعمل، لتوقّفت الحركة.

﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْ
إنّ حركة التعبئة منتصرة حقّاً. والشرط الأساس لهذا الانتصار هو اعتبار التقوى وحسن العمل واجبَين ومسؤوليتَين علينا. التقوى الشخصية والتقوى الاجتماعية والجماعيّة، لكلّ منها معناه الخاص.

إنّ التقوى أمر مطلوب وضروري. راقبوا أنفسكم. قوموا بالمراقبة الشخصية وكذلك بالمراقبة الجماعيّة. إذا حصل هذا، فالله سبحانه يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (النحل: ١٢٨). الذين يتقون والذين يحسنون العمل، سيكون الله معهم.

ومثالٌ على ذلك ما ورد في القرآن الكريم؛ حيث أمر الله تعالى موسى وهارون أن يذهبا إلى فرعون، وكان هذا عملاً عظيماً جدّاً بأن يقوم شخصان وحدهما فيذهبان لمواجهة القوة العظمى في ذلك الزمان. قال موسى لله تعالى: يا إلهي من الممكن أن نذهب فنتعرّض مثلاً للقتل دون أن ننجز المهمّة -لم يكونا خائفَين من القتل؛ بل كانا يخشيان أن لا يُتابع العمل ولا تُنجز المهمة- فقال الله تعالى: ﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (طه: ٤٦).

لاحظوا؛ هذه هي المعيّة الإلهيّة: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى. حين يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْ؛ فإن تحلّينا أنا وأنتم بالتقوى، فسيكون الله معنا. هذه المعيّة الإلهيّة؛ أي كون الله معنا، تعيّن أنّه يمكن إرسال شخصين بأيدٍ خالية لحرب فرعون!

هذه هي المعيّة
وكمثالٌ آخر، فإنّ النبي موسى نفسه عندما وصل الأمر إلى مواجهة فرعون والتحدي العلني له، جَمع بني إسرائيل وقت السحر، أو عند الفجر، أو منتصف الليل، تحرّكوا وخرجوا من المدينة للفرار والخلاص من شرّ فرعون. عند الصباح وبعد شروق الشمس، أخبر الجواسيس فرعون أنّ بني إسرائيل قد تركوا المدينة ورحلوا بأجمعهم. هنا ارتبك فرعون وفكّر في أنّهم إذا رحلوا إلى مكان آخر سوف ينظمون قواهم هناك ويصبح لديهم كيان قوي، فطلب من جيشه اللحاق ببني إسرائيل، الذين كانوا مشاة وعزّلاً، يفتقرون إلى العتاد والعدّة، أمّا جيش فرعون فلديه السلاح والخيول والتجهيزات العسكرية وكل شيء؛ فوصل إليهم بسرعة. وحين شاهد أصحاب موسى عن بُعد جيش فرعون قالوا: يا ويلنا! ارتبكوا وخافوا، كما ذكر القرآن في سورة الشعراء ﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ (الشعراء: ٦١)، ولمّا أصبح جيش فرعون قريباً جدّاً من جماعة النبي موسى وشاهد بعضهم بعضاً ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (الشعراء: ٦١)، فأصابهم الخوف وقالوا يا موسى سيصلون إلينا ويأسروننا ويبيدوننا في مجزرة جماعية، فبماذا أجابهم موسى؟ قال: كلّا، لن يحصل هذا أبداً؛ لماذا؟ إنّ معي ربي. هذه هي المعية. الله معي، ربي معي: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (الشعراء: ٦٢).

تلازم التعبئة مع البصيرة
إنّ التعبئة ليست حركة انفعالية عاطفية صرفة، التعبئة ترتكز على العلم والفهم، تعتمد على البصيرة. حقيقة التعبئة في الواقع هي هكذا، ويجب عليها أن تتحرك في هذا الاتجاه. وإلّا إن كانت مسألة مشاعر فقط، فإن المشاعر والعواطف تتغير عند مواجهة أي أمر ولو كان بسيطاً. وثمّة عدد من الأشخاص التحقوا في بداية الثورة بشغف وحيوية بهذه المسيرة، ولكن الدافع كان المشاعر والأحاسيس لا الفهم الديني العميق. وكانت النتيجة أنهم، وبسبب معاشرتهم وصداقتهم لبعض الأفراد المخالفين للثورة، اتخذوا مواقفَ مخالفة للثورة، إلى أن صاروا في مواجهة الثورة!

التعبئة: مظهر السيادة الشعبيّة الدينيّة
إنّ التعبئة هي تحقُّقٌ للسيادة الشعبية الدينية؛ أي أنّ الشعب هو السيد في حياة المجتمع، ولكن على أساس الدين والإسلام. والتعبئة في جميع المجالات هي مظهرُ السيادة الشعبية الدينية والسيادة الشعبية الإسلامية؛ فإذا دخلت التعبئة في الاقتصاد، فإن الاقتصاد سيتحول إلى سيادة الشعب. وهذا هو الاقتصاد المقاوم الذي دعونا إليه. والأمر نفسه يجري في مجالَي العلم والسياسة وغيرهما.

خطّة العدو: النفوذ إلى الأنموذج
إنّ التعبئة أوجدت أنموذجاً. استطاع هذا الأنموذج، ومن دون أي إعلانات وحملات إعلامية، ومن دون كتابة أي ورقة وتأليف أي كتاب أو إرسال نداءات إلى أحد، أن يشقّ طريقاً ويقدِّم نفسه في قسم هام من العالم الإسلامي، وأن يظهر كأنموذج.

وعليه، فقد استفاد أصدقاؤنا في كثير من البلدان من هذا الأنموذج. وكذلك فعل الأعداء: جلسوا ووضعوا الخطط والبرامج الخاصة بالتعبئة وأنموذجها للنفوذ والتسلل إلى داخل التعبئة. ينبغي الخوف من النفوذ. يجب المراقبة والانتباه للنفوذ. ولا يعني الخوف هنا أن تشعروا بالخوف والرعب، وإنما أن تنتبهوا وتراقبوا. ومن الطرق الأخرى التي يتبعها الأعداء، إيجاد الخطوط الموازية؛ أي خلق منافس للتعبئة، لكي يصرفوا انتباه الشباب عن التعبئة ويجذبوهم إلى ذلك الخط.

..لا نخشى أيّ قوة في العالم!
كلامي في هذا المجال موجّه إلى المسؤولين وإلى الشعب، وهو أن هذا الاتفاق النووي الذي أسموه «برجام»، يجب ألّا يتبدل إلى وسيلة للضغط من قبل العدو على شعبنا وبلدنا كل فترة وأخرى؛ أي أننا يجب ألّا نسمح بأن يضغطوا علينا من خلاله. وأقول: إنّ الجمهورية الإسلامية وبالاعتماد على القدرة الإلهية والإيمان بقوة حضور الشعب، لا تخشى من أي قوة في العالم.

وإذا كان هناك من يتماهى مع روحية بني إسرائيل الضعيفة فيقول: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، فإنّنا أيضاً وتأسّياً بالنبي موسى عليه السلام نقول: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

من الذاكرة

 

الشهيد شمران: قدوة التعبويّين

إنّ الشهيد المرحوم شمران كان شخصاً عالماً ولامعاً وعظيم الاستعداد. وهو نفسه كان يقول لي: إنّه في الجامعة التي درس فيها الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، كان أحد أفضل اثنين في تلك الجامعة على صعيد تخصُّصه. أمّا على مستوى الإيمان القلبي، فإنّه قد أعرض عن المنصب والمعاش والمقام والمستقبل الدنيوي، وذهب ليكون إلى جانب الإمام موسى الصدر في لبنان ويقوم بالأنشطة الجهادية. كل ذلك كان في الفترة التي كان يمرُّ فيها لبنان بأصعب وأخطر مراحل وجوده.

ذهب إلى لبنان، وحمل سلاحه، وحارَب دون أن يكترث لمقام دنيويّ أو يركن إلى زخارف الحياة الدنيا.

 
 

من توجيهات القائد

 

لتكونوا خيرَ أمّة

إذا أردنا رفعَ راية الإسلام، وإيصالَ المسلمين إلى السعادة، وإعمارَ الدنيا والآخرة، وأن نكون عوناً للشعوب الأخرى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (آل عمران:110)، يجب أن نربّي أشخاصاً شرفاء وعلماء، وباستعدادات فوّارة، ومبتكرين، ويتحلّون بالأخلاق الإنسانيّة الحسنة، ويتمتعون بالشجاعة والقدرة على المخاطرة والدخول في الميادين الجديدة، أشخاصاً متحرّقين متعلّقين بالله تعالى، ويعتمدون على القدرة الإلهيّة، ولديهم توكّل كامل، وصبر، وتحمُّل، وحلم، وأمل وتفاؤل. هذا ما ينبغي أن يكون عليه نتاج التعليم والتربية.

 
 

نشاطات القائد

 

من كلمة الإمام القائد الخامنئي قدس سره في لقاء التعبويّين 23-11-2016م

إنّها يد القدرة..
عادةً، عندما يشهد الإنسان حَدَثاً، ثم يبرز فجأةً كظاهرة دون أنْ يروَّج له في الإعلام والإعلانات، فإنّ يد الله تكون مشهودة فيه أكثر من غيره. وإحدى الظواهر التي يتجلّى فيها المدد الإلهي هي «الثورة الإسلاميّة»؛ لما جرى فيها من الحضور الشعبي والمشاركة الجماهيرية في بلد مترامي الأطراف كبلدنا، ورفع الشعارات نفسها التي يطلقها الشعب في تظاهراتهم ضدّ النظام؛ ما دفع الإمام إلى القول: إنّ هذه الثورة ستنتصر حتماً؛ لأنّها مظهر حضور اليد الإلهية القادرة. وفي مرة أخرى قال لي شخصيّاً: إنّني قد رأيت طوال هذه الثورة يد قدرة تدعم دوماً هذه الحركة الشعبية العظيمة.

طريق عشقٍ.. ممزوج بالبصيرة!
أما في مسيرة الأربعين، وعلى الرغم من وجود عقبات وموانع متعددة، يحضر من إيران فقط مليونا إنسان للمشاركة في مسيرة مشي لثمانين كلم –للمشي وليس للنزهة والتمدّد في الفنادق- ينهضون ويتوجهون إلى كربلاء. وتحضر أضعاف مضاعفة من العراق نفسه والبلاد الأخرى. إنها حادثة إلهية وظاهرة إلهية. إنّها تدلّ على أنّ هذا الطريق هو طريق عشق. غاية الأمر أنّه ليس عشقاً طائشاً؛ بل عشقاً ممزوجاً بالبصيرة؛ تماماً كعشق الأولياء لله: «اللَّهمّ ارزقني حبَّك، وحبَّ مَن يحبُّك، وحبَّ ما يقرّبني إلى حبِّك». هذا العشق هو عشق متلازم مع البصيرة. وبناءً عليه؛ فإنّ هذا العمل هو عمل كبير؛ وهذه الظاهرة هي ظاهرة عظيمة.

أتوجّه أوّلاً إلى الذين وفِّقوا للمشاركة في مسيرة الأربعين، لأرحّب بهم وأدعو لهم بالقبول الإلهي وأغبطهم، وأتقدّم بالشكر إلى الشعب العراقي الذي قام بالضيافة والاستقبال وأظهر المحبّة، واستطاع أن ينظّم ويدير هذه الحشود العظيمة طوال هذه الأيام.

دوام النعمة بالشكر
إنّ هذه الظواهر التي ترون يد القدرة الإلهية بوضوح خلفها، وتلمسون بركاتها؛ ينبغي أداء شكرها. فإن شَكَرْنا الله بقيت هذه الظواهر، وإن لم نشكر، فإنّها تُسلب منّا. وليس الشكر فقط بأن يقول الإنسان: «إلهي لك الشكر»، أو يسجد سجدة شكر؛ بل الشكر هو أن ينهض الإنسان للعمل بمقتضيات هذه النعمة. فاشكروا نعمة القيام بهذه المسيرة؛ بأن تحافظوا في أنفسكم على تلك الروحيّة والحالة المعنوية، وتلك الأخوّة، وذلك الحنان، وذلك التوجّه نحو الولاية، وذلك الاستعداد للتعب الجسدي وتفضيل المشقّة والمشي على الراحة والكسل. هكذا يكون الشكر.

ومن جملة فروع الشكر: أن نسهّل هذا العمل لكل الذين يعشقون هذه المسيرة، وأنْ لا نسمح بتكرار الأخطاء، وأن نقوم بالوقاية واستباق الأحداث. هذا أيضاً من أقسام الشكر... فلنعرف قدر هذه النعمة، فهي نعمة كبرى.

وإن شاء الله فإنها ستكون نعمة مستمرّة دائمة ومصدر عزّة وفخر ورفعة للشعبَين الإيراني والعراقي.

يوجد في العالم مَن يسعى جاهداً كي لا يرى الناس هذا النور الساطع، ولكنّه لن ينجح، وسوف يشعّ هذا النور ويراه العالم. إنّهم يحاولون إطفاءه أو تحريفه، لكنّهم لن يحقِّقوا أيّاً من أهدافهم.عندما تتابعون الحركة فلا بد أن تُظهر الحقيقة نفسها بنفسها وتبرز للجميع.
 

 
 

استفتاء

 

توجيه السلاح

س: هل مَن وجَّه سلاحه نحو شخصٍ مازحاً يكون قد ارتكب حراماً؟
ج: لا يجوز إشهار السلاح في وجه الآخرين ولو على سبيل المزاح واللعب فيما إذا كان يؤدّي إلى إخافتهم أو أذيتهم.

2016-12-27