الشهداء هم الأنوار الساطعة التي تضيء المجتمع والمستقبل والتاريخ.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
على الرغم من مضيّ ما يقارب ثلاثة عقود على
انتهاء الدفاع المقدس، إلا أنّ ذكرى الشهداء وأسماءهم باقية ومحفوظة؛ فالشهداء
﴿أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ (آل عمران: 169)، وذكراهم حيّة وستبقى هكذا.
تُلقى علينا مسؤولية متابعة إحياء ذكر الشهداء وتخليد أسمائهم، فهم الذين يحملون
البشارة،
﴿ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (آل عمران: 170)، ويقولون لنا:
لا تخافوا ولا تحزنوا ولا يستولي عليكم الإحباط واليأس... وهذا ما نحتاج إليه
اليوم.
حرب اليوم: السيطرة على الأجواء الفكرية
هدف العدو من حربه الناعمة والخفية إبعاد الناس عن ساحة الجهاد
والمقاومة، وجعلهم غير مبالين بالمثل العليا، بل ويائسين وخارجين من ميدان المواجهة
والجهاد. وهم يسخّرون لذلك الهدف الحملات الإعلامية الواسعة التي ينفقون عليها
المليارات، ويمارسون الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية ويستخدمون الفضاء
الافتراضي والفضائيات وشبكات الإذاعة والتلفاز، كما ويشغّلون المبلّغين العملاء
المرتزقة في جميع أنحاء العالم في سبيل السيطرة على الأجواء الفكرية والروحية.
ذكر الشهداء؛ للثبات في المواجهة
في مثل هذه الظروف، فإن الذي يمكنه أن يثبّت أقدامنا، ويخلق فينا الشوق
والنضارة، هو ذكر الشهداء. وفي هذا المقام، سأشير إلى:
1- لا تغفلوا التفاصيل
أثناء بيان سيرة الشهداء، سلِّطوا الضوء على خصائص حياتهم ونمط حياتهم
ونوعية سلوكهم في الحياة. هذا الشهيد الذي تتأثرون بذكراه وشهادته، كيف كان يتصرف
في حياته الأسرية، وكيف كان يتعامل في أجواء الحياة العادية وفي ما يخصّ المسائل
التي تهمّنا اليوم. مثلاً، كيف كان الشهيد يتصرف عندما يريد الزواج.
في مذكرات الشهداء وسِيَر حياتهم -بالمقدار الذي شاهدته وطالعته ورأيته- تذكر قضية
زواجهم؛ كيف كان زواج هؤلاء؟ كيف كانوا يختارون زوجاتهم؟ وعن أي نوع من الزوجات
كانوا يبحثون؟ ثم مراسم العرس، وصولاً إلى أسلوب تعاملهم داخل الأسرة. كانوا في قمم
الأخلاق الإسلامية.
أمّا شبابنا اليوم كيف يفكّرون في الزواج وفي اختيار الزوج والزوجة؟ وكيف ينبغي لهم
أن يفكّروا؟ والجواب هو باحتذاء سيرة الشهداء في تلك المسائل؛ فهم الأنموذج
والقدوة. فقط عليكم أن تعرضوا هذه النماذج وتبرزوها. اعرضوا وجوههم المنيرة بشكل
مباشر أمام أنظار الشباب.
وممّا شاهدته من سير هؤلاء الشهداء، ما يثير الدهشة؛ إذ يقول ذلك الشهيد: «إنّي
تابعت الدراسة، وأخاف أن يكون درسي هذا -الذي تمّ تخصيص أموال وميزانية له- قد فُرض
على بيت المال، وأن تكون هذه التكاليف في ذمتي. عندما أستشهد قوموا ببيع دراجتي
النارية، واسحبوا أموالي من البنك، وادفعوها إلى بيت المال». إنّها دروس وعِبر.
2- بيان مُثُل الشهداء العليا
من الجدير بالاهتمام بيان المثل العليا والأهداف الكبرى للشهداء. فما هي
مثلهم العليا؟ وما هي الأهداف السامية التي قاتلوا من أجلها؟ هل كانت القضية فقط
مسألة قتال على الأرض، بحيث إنّ عدوّاً قد اعتدى على حدودنا ونريد طرده وإخراجه من
أرضنا؟ وما كانت المثل العليا للآباء والأمهات؟ لماذا يرسل الآباء والأمّهات فلذات
أكبادهم إلى جبهات القتال مع احتمال عدم عودتهم إليهم سالمين؟ هذه مسائل هامة،
فاهتموا بها.
كانت مثلهم العليا عبارة عن الإسلام والله والحكم الديني والإسلامي. هذه المثل كانت
تشدّ أولئك الشبابّ إلى الجبهة، ومن لا يصدّق ذلك فلينظر إلى وصاياهم؛ وإلى ما كان
يوصي به الإمام الخميني العظيم قائلاً: «عبدتَ لمدّة خمسين عاماً، تقبّل الله
عملَك، اذهب واقرأ وصايا الشهداء هذه مرّة واحدة»؛ ذلك أنّ هذه الوصايا تُظهر
الدافع الذي جاء بهذا الشاب إلى أرض المعركة؛ وجعله يتجاوز أهواء الشباب، ويتخلّى
عن حياته المريحة قرب أمه وأبيه، ويتوجه إلى صقيع المناطق الغربية، أو حرارة منطقة
خوزستان، ليقاتل العدوّ حاملاً روحه على كفّه، ويقتحم المخاطر. والدافع هو «في سبيل
الله» و«في سبيل الإمام» و«لأجل الحجاب». لقد زخرت وصايا الشهداء بالتأكيد على
الحجاب. إن الحجاب حكم ديني؛ فلا ينبغي نسيان هذه المُثل العليا للشهداء. لا
تتصوّروا أنّ «دفاعنا المقدّس لم يكن سوى حرباً كسائر الحروب التي يخوضها الآخرون
في العالم؛ حيث يوجد لكل بلد عدوٌّ، وقد تدور حربٌ، ويلتحق الشباب بجبهات القتال،
ويقاتلون، ويُقتلون أو يُجرحون أو يعودون أحياء، وهؤلاء مثل أولئك!»، بل حربنا كانت
دفاعاً عن الدين والمثل الإلهية وحاكمية الإسلام والثورة والإسلام الثوري. وهذا ما
كان يُحضر هؤلاء إلى جبهات القتال.
صبر أمهات الشهداء وآبائهم
كذلك الآباء والأمهات أيضاً؛ لو لم يكن هدفهم «سبيل الله»، ولو لم
يكونوا معتقدين باللطف الإلهي والفيض الإلهي، كيف كانوا سيسمحون لولدهم الشاب أن
يلتحق بساحة المعركة، ومن ثم يصبرون؟ ولطالما قلتُ _أنا العبد_ لعوائل الشهداء:
«إنّ صبركم هذا حافظ على هذه الحركة وأدّى إلى أن لا تخبو شعلة المقاومة والقتال في
سبيل الحق».
رسالة أم الشهيد..أبكت الإمام!
في إحدى المدن التي زرتها في زمان رئاسة الجمهورية، بعد أن أنهيتُ خطابي
وأردتُ العودة، التفّ الناس حولي وعبّروا عن محبّتهم. كنت متجهاً نحو السيارة
لأركبها، وإذا بي أسمع سيدة من خلف الجموع تدعوني وتكرّر اسمي، فعلمتُ أنّ لديها
أمراً مهمّاً، فتوقّفت وقلت: «دعوا هذه السيدة تتقدم لنرى ماذا تريد ولماذا تصرخ
هكذا وسط هذه الجموع». تقدّمت وقالت: «يا سيد كان ولدي قد وقع في الأسر -ولربما
قالت: ولدي الوحيد– وقد وصلني خبر استشهاده في المعتقل منذ أيام، فقولوا للإمام -ما
مضمونه-: إنّ ابني فداءٌ لك أيّها الإمام؛ ولو كان عندي ولد آخر لأرسلته للقتال
أيضاً!
هذه رسالة أم شهيد، فانظروا إلى هذه الروحية! عندما رجعت أخبرت الإمام بذلك، فإذا
به يبكي، انهمرت دموع الإمام عند سماع هذا الكلام.
لا يمكن للإنسان أن يشهد مثل هذه الأمور إلّا عندما تكون في سبيل الله، حيث تقوم
والدة شهيدين بإنزال ولَدَيها إلى قبرهما وهي لا تبكي! أو أنّها تطلب من الآخرين
عدم البكاء قائلة: «إنّي قدّمتُ أولادي في سبيل الله»، وتكون مسرورة أيضاً. هذه هي
تلك المثل العليا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
أمّ الشـهيد: ما رأيتُ إلّا جميلاً
لقد زرت أمهات شهداء كن يقلن بجدّ وصدق: لو كان لنا عشرة أبناء لكنّا على استعداد
لتقديمهم في سبيل الله، ولم يكنّ يكذبن. التقيت بأمهات كنّ يشعرن بالعزة والفخر
لأنهنّ قدمن أبناءهن شهداء في سبيل الله. ومعهن الحق طبعاً. إنّها عزة وفخر. وكما
قالت عمّتنا زينب الكبرى عليه السلام: «ما رأيت إلّا جميلاً».
هذا ما يمنح الشعب الاقتدار، وهو ما يوجد الثقة بالنفس لديه. هؤلاء هم الذين لا
ترعب قلوبَهم تهديدات القوى المادية في العالم ولا الحكومات المعتدية والمستكبرة في
العالم..
|
محاربة الشهادة
إنّ مفهوم الشهادة مفهوم
حي يثير الأمل في النفوس، ويعيشه مجتمعنا في الوقت الحاضر كما يعيش الأفكار
والمفاهيم الإسلامية السامية الأخرى. ولهذا نجد أن الأعداء يبذلون الجهود الحثيثة
من أجل محو آثار الإسلام ومفاهيمه في مجتمعنا، إلا أن تلك المفاهيم والآثار تتركَّز
وتتعمّق يوماً بعد يوم رغماً عن أنوفهم.
ولا يشكَّنَّ أحدٌ في أنّ أعداء هذه الثورة تحدوهم حوافز لو تمكّنوا منها لمحوا حتى
اسم الشهيد والشهادة، فكيف إذا تعلق الأمر بذكراهم وذكرياتهم؟
لا ينبغي لنا أن تخالجنا الظنون باضمحلال دوافع العداء لهذه الثورة ولركيزتها
الأساس التي هي عبارة عن الإيثار للَّه وفي اللَّه.
|
استقباله
دام ظله قادة حرس الثورة الإسلامية ومسؤوليه_18/09/2016
خلال استقباله لهم، اعتبر القائد الإمام الخامنئي دام ظله قادة حرس الثورة
الإسلامية ومسؤوليه «حصن الثورة الحصين» و«الدعامة البارزة للدفاع عن الأمن الداخلي
والخارجي والهوية البارزة والمتميزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرك نحو تحقيق
المبادئ».
كما اعتبر سماحته دام ظله أنّ عدم الثقة أبداً بأميركا يأتي نتيجة عقلانية للفكر
والتجربة، قائلاً: «لقد رأينا قضية عداء أميركا طيلة السنين بعد انتصار الثورة، وفي
القضايا الأخيرة التي شهدتها المفاوضات النووية وفي غيرها من القضايا الأخرى».
مشاركته دام ظله في مراسم تخرّج طلبة جامعات الضباط في
جيش الجمهورية الإسلامية_28/09/2016
أكّد القائد الإمام الخامنئي دام ظله في كلمته خلال هذه المراسم على ضرورة المزيد
من الجهوزية «الإيمانية والعقيدية» و«العلمية والتقنية» و«التنظيمية والانضباطية»
للقوات المسلحة ونقل الخبرات إلى الكوادر الشبابية، قائلاً: «إنّ الشعب الإيراني
اليوم، وبسبب إصراره على التمسك بالإسلام واستقلاله وقيمه السامية والإيمان بسيادة
دين الله، يواجه جبهة واسعة من الأعداء، لذا ينبغي للقوات المسلحة أن تكون متأهبة
دوماً لأداء دورها عند الحاجة».
واعتبر سماحته أحد الإجراءات الضرورية في جامعات القوات المسلحة هو التعرف إلى
مرحلة الدفاع المقدّس وتبيين تلك الظروف للكوادر الشبابية.
حضوره دام ظله مراسم عزاء الليلة الثامنة بذكرى استشهاد
الإمام الحسين عليه السلام_09/10/2016
شارك سماحة القائد الإمام الخامنئي دام ظله في مراسم عزاء ليلة الثامن من شهر محرم
الحرام، التي استضافتها حسينية الإمام الخميني قدس سره.
وفي هذه المراسم، ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ كاظم صديقي كلمة أوضح فيها
فضائل علي الأكبر عليه السلام، ثمّ قال: «إنّ الشباب الذين صنعوا ملحمة عاشوراء هم
أنموذج الجهاد الأكبر والحياة المصحوبة بالعزة والشرف».
|
حمل المنديل المتنجس أثناء الصلاة
س: لو حمل المصلّي منديلاً وأمثاله متنجساً بالدم ووضعه في
جيبه، فهل صلاته باطلة؟
ج: إذا كان المنديل صغـيراً بحدٍّ لا يمكن ستر العورة به فلا إشكال فيه.