يتم التحميل...

إنّ جانبــــاً كبيــــراً مــن الجهـــــاد الكبيـــــر فـــي هــــذا اليــــــــوم مرهـــــونٌ بتبييــــن الحـقــــــائق وإنــــــــــــارة الأفكـــــار.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم


اللّه هو الذي حرَّر
عندما تحرّرت خرمشهر، وأثمر جهاد الشباب وتعَبُهم وعرَقُهم، وتقديمُهم الشهداء، وتحمُّلُهم المشقّات، قال الإمام الخميني قدس سره: «الله هو الذي حرَّرَ خرمشهر». ومعنى هذا أنّكم إذا جاهدتم ولم تتكاسلوا، وخضتم المواجهة، وبذلتم كل طاقاتكم في الميدان، ستساندكم قدرة الله، ولهذا فإن الله هو الذي حرّر خرمشهر. حين نمتلك هذا المنطق، سنكون تلك القوة التي لا تُقهَر. إن نزلنا إلى الساحة بهذا المنطق، لن تكون القوى التي تواجهنا بكل ما تمتلكه من قوة عسكريّة أو إعلامية أو مالية واقتصادية، مخيفة ومرعبة.

إنّ قدرة الله لا تدعم الكسالى، ولا تقف مساندةً للشعوب غير المستعدة للتضحية، قدرة الله تساند أولئك الذين ينزلون إلى الميدان، ويتحركون ويبذلون الجهود، ويعدّون أنفسهم للقيام بكلّ شيء، فإنّ هؤلاء هم الذين يعتمدون على قدرة الله. ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ (محمّد: 11). إنّ الله هو مولاكم الذي ينضوي عالم الوجود بأسره تحت قدرته. هذا هو مولاكم والكافرون لا مولى لهم.

في معركة بدر، عندما شرع الكفار بإطلاق الشعارات، وراحوا ينادون بأسماء أصنامهم، أمر النبي المسلمين بأن يقولوا: «الله مولانا ولا مولى لكم»؛ الله هو مولانا وهو حامينا وهو القوة التي نستند إليها، وأنتم لا مولى لكم، وهذا ما تحقّق بالفعل.

حربٌ غير متكافئة
الحرب غير المتكافئة تعني أن يكون لكلّ معسكرٍ قدراتٌ ومصادرُ قوّة لا يمتلكها المعسكر الآخر. وحربنا مع الاستكبار العالمي هي كذلك؛ إذ قد تكون للاستكبار قدراتٌ لا نمتلكها، ولكننا نحن أيضاً نتمتع بقدراتٍ لا يمتلكها هو، فما هي تلك القدرات؟ إنّها التوكّل على الله، والاعتماد عليه، والثقة بالنصر النهائي، الثقة بقدرة الإنسان، الثقة بإرادة الإنسان المؤمن، هذه أمورٌ نحن نمتلكها، وبهذا تكون الحرب غير متكافئة.

الحرب غير المتكافئة هي حربُ إرادات، فالإرادة التي تصمد هي المنتصرة، ومَن تتزلزل إرادته سوف يُهزَم لا محالة.

الجهاد الكبير
إنّ ضعف احتمال اندلاع حربٍ عسكريّة تقليديّة لا يعني توقُّف الجهاد، بل الجهاد مستمر، وهو لا يقتصر على الحرب العسكريّة.

ثمّة جهادٌ عبّر الله تعالى عنه في كتابه بـ «الجهاد الكبير» ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرً(الفرقان: 52). وقوله ﴿بِهِ يعني بالقرآن، ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ؛ أي جاهدهم بالقرآن ﴿جِهَادًا كَبِيرً. وهذه الآية نزلت في مكة.

التفتوا جيّداً،لم تكن في مكة حربٌ عسكريّة، ولم يُكلَّف النبيّ والمسلمون بشنّ حربٍ عسكريّةٍ فيها، ولكنّ الله سبحانه قد أمرهم بالصمود والمقاومة وعدم إطاعة الكافرين وعدم اتباعهم: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرً. وهذا هو الجهاد الكبير.

﴿وَكَفى‏ بِاللَّهِ وَكِيلً
إن لعدم الاتباع هذا من الأهميّة إلى الحد الذي يوصي الله سبحانه وتعالى نبيَّه به مراراً وتَكراراً. كما في الآية الأولى من سورة الأحزاب المباركة والتي تهزّ القلوب: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم* يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمً. الله يقول لنبيّه (ص): نحن على علمٍ بالمشاكل المحدقة بك، وبالضغوط التي يفرضونها عليك من التهديد والإغراء ليُرغموك على التبعية، ولكن توجه والتفت الى أوامر الله ونواهيه ﴿اتَّقِ اللَّهَ، وكن حَذِراً ﴿وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ.

إذاً، ﴿وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ، ولكن ماذا عليك أن تفعل؟
﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرً(الأحزاب: 2). لا تتّبع الكافرين، أنت تحمل مشروعاً، وخطة عملٍ، وبرنامج حياة، والوحي الإلهيّ لم يدعْكَ وحيداً، والقرآن بيدك، والإسلام تحت تصرُّفك، والمشروع الإسلاميّ في حوزتك، فانتهج هذا المنهج. التفتوا، الآيات الأولى من سورة الأحزاب جاءت متتالية، حيث قال الله أوّلاً: ﴿اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْـمُنافِقِينَ، ثم عقّب بقوله: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، ثمَّ بعد ذلك، ودفعاً للمخاطر والضغوط، قال: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى‏ بِاللَّهِ وَكِيلً(الأحزاب: 3). ففي مواجهة كل الضغوط توكَّلْ على الله. والتوكّل لا يعني أن تترك العمل وتجلس جانباً ليقوم الله بإنجازه بدلاً عنك، وإنما التوكُّل هو أن تسير، وتعمل عملاً دؤوباً، وتبذل جهدك، ثم كن على يقينٍ بأن الله سيكون في عونك.

عقدةُ «عدم الاتّباع»
إنّ مواجهتنا مع العدو المستكبر تتلخّص في أنّه يريد إذلال الثورة وإركاعها، عبر نفوذ ثقافته، وفرض ضغوطه الاقتصاديّة، وأنواع أنشطته السياسيّة، وإعلامه الواسع المكثّف، وعملائه الخونة، وبالتالي فرض التبعيّة علينا. وإن الذي يثير غيظ الاستكبار الشديد تجاهنا ليس لأنّنا نعتنق دين الإسلام، بل لأنّنا وبسبب إسلامنا، نرفض الرضوخ والاتّباع للاستكبار. وهو ما يحاول تغطيته ببعض الأقنعة، فالملف النوويّ ذريعة، بل وحتّى قضية الصواريخ ذريعة، ومسألة حقوق الإنسان ذريعة، والأمور الأخرى كلها ذرائع. وإنما القضية تكمن في عدم الاتباع والإطاعة.

لو أنّنا كنّا على استعداد لاتّباع الاستكبار، لتكيّفوا مع صواريخنا، ولتأقلموا مع طاقتنا النوويّة، ولما أثاروا قضية حقوق الإنسان على الإطلاق. غير أنّنا، ومن خلال التعاليم الإلهيّة، غير مستعدّين لأن نتّبع العدوّ المستكبر الكافر، وأن نطيع جبهة الكفر والاستكبار. هذا هو السبب الأصلي، وعلى هذا تصبّ كل جهودهم ومساعيهم.

حفظ الشعارات والتعمّق بها
أحد أعظم الأعمال في هذا الجهاد العظيم -الجهاد الكبير- هو المحافظة على شعارات الثورة، فإن الشعارات هي التي تدلّ على الأهداف وتهدينا إلى الطريق، هي كالعلامات التي توضع في الطرق لكيلا يحيد المرء عن الجادة، -«الْيَمِينُ والشِّمَالُ مَضَلَّةٌ والطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ»- ولا ينحرف إلى اليسار واليمين، ويسلك الطريق القويم والصراط المستقيم؛ هذا هو فنّ الشعارات ودورها. ولا ينبغي في هذه الشعارات والحقائق الاكتفاء بالأحاسيس والمشاعر، ولا بد أن يكون العمق والتعمّق والنظرة العميقة في جميع هذه الشعارات. اسعوا إلى أن تتعمّقوا في المسائل، إذا غصتم إلى الأعماق، لن تتمكن أي قوة أن تسلب عنكم هذا الإيمان المستقر في قلوبكم.

كلُّ شيء رهن التوجّه والتوسّل
إنّ كلّ ما قلناه، وكلّ ما يجب علينا أداؤه، وكل ما يتأتى لقدراتنا إنجازه، مرهونٌ بتضرّعنا لله سبحانه وتعالى، والتوجه إليه، والإكثار من التوسّل إليه. فإن اتّصال القلوب بالله تعالى، هو ذلك الاتصال الذي لو تحقق، لكان سنداً ودعامةً لهويتنا الثورية وعزيمتنا وإرادتنا التي ستمهّد السبيل لتحقيق ما نصبو إليه.
- حافظوا على أُنسكم بالقرآن، فهناك الكثير ممن هو حافظٌ للقرآن بين شبابنا والحمد لله.
- اهتموا بحفظ القرآن وتلاوة القرآن والتدبر في القرآن والتأمل في الآيات الإلهية.
- انتبهوا للصلاة وأدائها بشكل جيّد وبتوجُّه وبإحساس الحضور أمام الربّ.
- إنّ حضور القلب يعني أن يكون القلب أثناء الصلاة حاضراً هنا ولا يجول في مواطن أخرى. تدرّبوا على ذلك، وقد يكون صعباً في بادئ الأمر، لكن بالتدرُّب والتمرُّن عليه سيصبح سهلاً عادةً لكم.
- عليكم بالأنس في الصلاة والتوسل والدعاء.
- قوموا بتصفية أنفسكم وتطهيرها وتعطيرها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

القائد يكشف الأعداء

 

هذه هي غايتهم

في إطار النفوذ السياسيّ يسعى العدوّ للتسلل والنفوذ في مراكز اتخاذ القرار، وإن لم يتمكن ففي مراكز صنع القرار. فإن تأثّرت الأجهزة السياسيّة والإداريّة لبلدٍ ما بالعدو المستكبر، ستُتّخذ كلّ القرارات في هذا البلد قسراً وفق ميل المستكبرين ورغبتهم وإرادتهم، وإن أصبح بلدٌ ما رازحاً تحت وطأة النفوذ السياسيّ، ستدور خطواته وتوجُّهاته في الأجهزة الإداريّة وفق إرادتهم، وهذه هي غايتهم، فإنّهم لا يرغبون في أن يُسلّطوا أحداً منهم على بلد، كما فعلوا في الهند في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث سلَّموا رئاسة ذلك البلد إلى رجل بريطانيّ. فاليوم لا يمكن القيام بذلك، ولذا فمن المفضل بالنسبة إليهم أن يترأّس البلد جماعةٌ من أبناء شعبه، يتّبعون أفكارهم، ويسيرون وفق إرادتهم، ويتّخذون القرارات على أساس مصالحهم، وهذا هو النفوذ السياسيّ.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

«التبيين» أساس العمل

إنّني أشاهد أحياناً جماعةً وأناساً وشباباً قد يتّسمون بالإيمان والصلاح، ولكنهم إذا ما عارضوا شخصاً أو اجتماعاً، أثاروا الضجيج والصخب وقاموا بإطلاق الشعارات والهتافات... وأنا أرفض مثل هذه الممارسات التي لا طائل من ورائها، بل وأوصي بالإعراض عنها منذ زمنٍ بعيد. أن تشاركوا في مجلس، ولأنكم لا تقبلون بالمحاضر -وقد يكون الحق معكم أو قد لا يكون- تعملون على إفشاله وتعطيله وتخريب الأمور فيه، فهذه ممارسات لا فائدة منها ولا جدوى فيها. وإنما الفائدة تكمن في التبيين والعمل السليم المتّسم بالذكاء والوعي، وهذا هو الذي يحقّق النفع والفائدة.

 
 

نشاطات القائد

 

لقاؤه دام ظله رئيس وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي في دورته العاشرة الجديدة 5-6-2016
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس وأعضاء مجلس الشورى الإسلاميّ في دورته العاشرة الجديدة، وأكّد على ضرورة حفظ اقتدار مجلس الشورى الإسلاميّ وهيبته ومكانته، باعتباره على رأس الأمور. كما وأشار إلى لوازم التشريع الجيّد في مجلس الشورى، وعدَّد أولويّات عمل المجلس على صعد الاقتصاد المقاوم، والثقافة، والسياسة الداخلية والإقليمية والدولية، قائلاً: «على مجلس الشورى الإسلاميّ، إلى جانب بثِّه روح الاستقرار والهدوء في البلاد، أن يكون ثوريَّاً، ويعمل في التشريع بطريقة ثوريّة، ويبدي ردود أفعال حيال المواقف العدائيّة المغرضة لأمريكا، ويقاوم بوجه السياسات الاستكباريّة».

مشاركته دام ظله في مراسم ذكرى رحيل الإمام الخميني وإلقاؤه كلمةً فيها 3-6-2016
شارك سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله في مراسم الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الإمام الخميني قدس سره. ووصف، في كلمته في المراسم، الإمام الخميني الراحل بأنه شخصيّة مؤمنة متعبّدة ثوريّة، وأكّد على مواصلة طريق إمام الشعب الثوريّ، باعتباره الطريق الوحيد للتقدُّم وتحقيق أهداف الشعب والنظام، وعرض المؤشرات الخمسة المهمّة للنزعة الثوريّة، قائلاً: «يجب، بالاستفادة من تجربة المفاوضات النووية، وهي إثبات ضرورة عدم الثقة بأمريكا، مواصلة ُ حركة البلاد وتقدُّمها». وأوضح سماحته دام ظله في كلمته أنّ تعبير «المؤمن المتعبد الثوريّ » صفةٌ جامعةٌ للإمام الخمينيّ الراحل، مضيفاً: «كان الإمام الخميني الجليل مؤمناً بالله، ومؤمناً بالشعب، ومؤمناً بالهدف، ومؤمناً بالطريق الذي يوصله لهذا الهدف». وقال سماحته حول صفة التعبُّد لدى الإمام الخميني الراحل قدس سره: «لقد كان عبداً صالحاً لله ومن أهل الخشوع والتضّرع والدعاء».

استقباله دام ظله عائلة الشهيد مصطفى بدر الدين «ذو الفقار» 25-5-2016
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله عائلة الشهيد مصطفى بدر الدين «ذو الفقار». وأثنى سماحته دام ظله في هذا اللقاء على شجاعة الشهيد مصطفى بدر الدين وبسالته، قائلاً: «كنتُ قد سمعتُ الكثير عن الشخصية الصلبة والفولاذيّة لهذا الشهيد العزيز... أسأل الله تعالى له علوّ الدرجات، ولكم، أنتم عائلة الشهيد، الصبر». كما أشاد سماحته بمجاهدي حزب الله قائلاً: «لقد تحوّل لبنان بفضل وجود حزب الله وعناصر المقاومة إلى أرض نموذجيّة. والواقع أنّنا قلّ ما نجد مكاناً توجد فيه كل هذه العناصر المتديّنة والمخلصة. مع أنّ لبنان صغير من حيث الحجم الجغرافيّ، لكنه من حيث المعنى له تأثيره على كل هذه المنطقة، وهذا بفضل دماء شهدائكم هذه. دماء هؤلاء الشهداء مؤثرة جداً».

 
 

استفتاء

 

س:شخصٌ ضرب شخصاً ضربةً لم تؤدِّ إلى احمرار، فما هو الحكم؟
ج:إذا لم يؤدِّ إلى احمرار ونحوه فلا تجب الدية، بل تجب التوبة والاستغفار.

2016-07-05