أشكر اللّه سبحانه وتعالى أنّ لدينا جمعاً غفيراً من الشباب المؤمن المتديِّن والثوريّ من أهل الدعاء والتوسلُّ، شباب عاشق متشوِّق للتكامل المعنويّ.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ربيع المعنويّة وربيع الإنسانيّة
بعد شهر رجب يطلُّ شهر شعبان وبعده شهر رمضان. وهذه أشهُرُ ربيع المعنويّة. والشباب
أمثالكم مظهر ربيع الإنسانيّة، لأنّكم في ربيع العمر.
اغتنموا ربيع المعنويّة ما استطعتم، بذكر اللّه، وقراءة الأدعية، والتدبُّر في
مضامينها، وتلاوة القرآن، والصلاة في أوّل وقتها، وترك الذنوب، والتخلُّق بالأخلاق
الحسنة. وأنتم الشباب يمكنكم اغتنام هذه الفرص بشكل أمثل وأسرع وأسهل وأجمل وأحلى.
إنّ الشخصيات النورانيّة كأمثال العالم النورانيّ المرحوم آية اللّه الشيخ بهجت قدس
سره، كانوا يُربّون أنفسهم وينتبهون لها منذ الشباب. ومَن يتأخّر في اغتنام فرصة
الشباب، تقلّ توفيقاته.
ساحات المواجهة المتنوّعة
النظام الإسلاميّ في صراعٍ مع جبهةٍ معاديةٍ واسعة. وهذا الصراع دائرٌ في ساحات
عدّة ومتنوّعة: اقتصاديّاً وسياسيّاً وثقافيّاً. وإذا أراد بلدٌ الدفاع عن
استقلاله، سيواجَه ويُحارَب بطبيعة الحال.
نتقدَّم... ولو كره المستكبرون
مسألةُ التقدُّم ساحة من ساحات المواجهة مع العدوّ، الذي يعلم أنّ وصولنا لمرحلة
التقدُّم سيشكِّل نموذجاً ومثالاً لسائر البلدان والشعوب الأخرى، وهذا ما لا يرضاه
الاستكبار، وسيحاول جاهداً منعنا من تحقيقه. كما فعلوا في القضيّة النوويّة،
ولكنّنا مع ذلك تقدَّمنا وتطوّرنا رغماً عنهم.
القضيّة الفلسطينيّة هي واحدة من الساحات، وكذلك قضيّة المقاومة. ومن الساحات
أيضاً، شيوع الثقافة الغربيّة ونمط الحياة الغربيّة. فإذا أُشيع في بلدٍ نمط الحياة
المقبول والدارج لدى الغربيّين والأميركيّين، فستتبدّل النُخَب في ذلك المجتمع إلى
أغنام وديعة مطيعة للسياسات الأميركية والغربية. وهذا ما تصرّ جبهة الاستكبار على
حدوثه.
أنتم ضبّاط الحرب الناعمة
قضيّة الشباب هي واحدة من أهمِّ ساحات المواجهة؛ إذ تخوض جبهة الاستكبار حرباً
ناعمةً خفيّةً شاملةً ضدَّ الشباب. لقد خاطبتُ سابقاً طلَّاب الجامعات وقلتُ لهم:
«أنتم ضبّاط الحرب الناعمة»، وأنتم أيضاً -طلّاب الثانويّات والمدارس- ضبّاط الحرب
الناعمة. حين يمتلك الشابُّ الدافع والاندفاع والثقة بالنفس وقوة التفكير والشجاعة،
يكون ضابطاً في المعارك القتاليّة الناعمة والحرب الناعمة. هذه هي ميزة الشاب.
نموذجان للشباب في الحرب الناعمة!
الحرب الناعمة شبيهةٌ بالحرب الصلبة وساحة المعركة. وفي خضمّ هذه الحرب الناعمة
المشتعلة التي يخوضها العدو ضدّنا، والتي نخوضها نحن أيضاً -والتي، باعتقادي، يجب
على جبهتنا أن تقوم بالهجوم بدلاً من الدفاع، مع ضرورة الحفاظ على الدفاع أيضاً-
يوجد نموذجان من الضبّاط:
الأول: قد يكون الضابط شابّاً عاقد العزم، بصيراً، متحفّزاً، مفعماً بالأمل،
مثابراً، مفكّراً، شجاعاً، ومضحّياً.
الثاني: وقد يكون هذا الضابط نفسه إنساناً يائساً، معتقداً بأنّ القتال لا فائدة
منه، أو أنّه إنسانٌ خاضعٌ مستسلم، لا همّة لديه على المواجهة والمقاومة، وعندما
تتزايد الضغوط والتحدّيات، يستسلم وينهزم، أو أنّه إنسان تنطلي عليه الخدع
والـحِيَل، ويثق بابتسامة العدوّ، وبخداعه، أو أنّه أساساً لا يفهم خدعة العدو.
يريد العدوّ للضبّاط في الحرب الناعمة، وهم الشباب، أن يكونوا من النموذج الثاني،
ونحن نريد لهم أن يكونوا من النموذج الأوّل.
إصرارنا على التديُّن والعفّة والورع والابتعاد عن الإفراط في النزوع إلى الغرائز،
لا ينبغي أن يُحمَل على محمل التعصّب و«الدوغمائيّة»، على حدّ تعبيرهم، والتحجُّر
وما إلى ذلك... كلا، بل هي أساليب تربويّة مستوحاة ومستقاة من تعريف الضابط والقائد
في الحرب الناعمة. وهذه واحدة من ساحات التحدّي بيننا وبين أميركا؛ حيث يريد
الأميركيُّون أن يتخلّى شبابنا عن الشجاعة، والأمل، والاندفاع، والنشاط، والقوة
الجسديّة والفكريّة، وأن ينظروا إلى العدو نظرةَ تفاؤل وحُسن ظنّ. هذا ما يريده
العدوّ لشبابنا، ويسخِّر له وسائله الإعلاميّة من قنوات الإذاعة والتلفاز والمواقع
الإلكترونيّة وأنشطته الأخرى التي تستهدف الشباب في خطابها، لتجريدهم من الإيمان
الصحيح، ومن الشجاعة العالية، ومن الحافز والأمل!
ابنوا الآخرين أيضاً
وهنا طلبي منكم يا أعزّائي وأبنائي:
١ - أنْ تمارسوا دوراً مؤثّرا ً كي تساعدوا رفاقكم -شباب المرحلة الثانوية الذين هم
في أعماركم- ليصبحوا ضبّاطاً نموذجيّين في الحرب الناعمة.
في دعاء مكارم الأخلاق، يطلب الإنسان من اللّه عشرات الأمور البالغة الأهميّة،
ومنها: «وَاستَعمِلني بِما تَسأَلُني غَداً عَنه». فنحن جميعنا مسؤولون.
٢- أن تصبّوا جهودكم ومساعيكم على استقطاب جمهور غفير من المخاطبين والتأثير عليهم،
لبناء هويّة الشابّ الإسلاميّ وشخصيّته بالطريقة التي نهدف إليها، لا بالطريقة التي
تحدّدها أميركا والصهاينة. وهذا واجب في أعناقكم وعليكم متابعته.
٣- أنْ تكونوا مصداقاً لقوله تعالى: {وَتَواصَوْا بِالحَقِّ وَتَواصَوْا
بِالصَّبْرِ} (العصر:٣). تواصَوا بمواصلة طريق الحق من جانب، وبالصبر من جانب آخر.
والصبر هو الاستقامة والصمود والثبات، وعدم الانزلاق والخوف والتردّد حيال الأحداث
المرّة.
حزب اللّه شمس الأمّة الساطعة!
لم يتمكّن العدوّ من تحقيق أيِّ شيء، ليس في بلدنا فحسب، بل لكم أن تنظروا في
العالم الإسلاميّ ماذا فعلوا ضدّ الشباب المجاهد المؤمن في لبنان وفلسطين، وما
استطاعوا أن يفعلوا؟ فكم قد شنّوا ضدّ حزب اللّه في لبنان من هجمات إعلاميّة
وعمليّة، حيث هدّدوا ونفّذوا تهديداتهم عمليّاً، وفي وقت يظهر حزب اللّه شامخاً
منتصب القامة في العالم الإسلاميّ. ولنفترض أنّ الحكومة الفلانيّة، العميلة،
الفاسدة، الفارغة والخاوية، أدانت حزب اللّه بقرارٍ مستفيدةً من الأموال والدولارات
النفطيّة، فلتذهب إلى الجحيم! إنّ حزب اللّه يسطع هناك كالشمس، وهو مبعث افتخار
للعالم الإسلاميّ. شباب حزب اللّه وعناصره في لبنان مدعاة فخر للعالم الإسلامي. فقد
أنجز هؤلاء ما عجزت عنه جيوش ثلاث دولٍ عربيّة خلال حربين أو ثلاث، وفرضوا على
العدوّ الإسرائيليّ الهزيمة خلال ثلاثةٍ وثلاثين يوماً، أفهل يُعدُّ هذا إنجازاً
صغيراً وبسيطاً؟ وهل من الخطأ أنْ نصفه بأنّه مفخرة العالم الإسلاميّ؟ فلتصدُر
قصاصةُ ورقٍ في مكانٍ ما ولتقُم بإدانته، وما أهميّة ذلك؟
الحقيقة ستنتصر
إنّ الحقيقة تتّجه نحو الرشد والازدهار والتألُّق، وإن اعترض طريقَها بعضُ الشدائد
والصعاب. يقول اللّه في كتابه: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا
مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} (الرعد:١٧)، فإنّ الزَبَد الذي يطفو
على الماء يملأ العين في ظاهره؛ ذلك أنكم حينما تنظرون إلى الماء في الأنهار وهي
تموج ويرتطم بعضها بالآخر، يظهر الزبد أمام العين، ولكنه يزول:
{فَأَمَّا الزَّبَدُ
فَيَذْهَبُ جُفَاءً}، ولا يبقى إلّا ذلك الشيء الذي ينفع الناس وتقوم حياتهم على
أساسه، وهو الماء الجاري والصافي: {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الأَرْضِ}.
والحقيقة كذلك، وهي ستنتصر. لكن شرط الانتصار أن لا نُصاب بالانهزام الداخلي، وأنْ
لا نفقد ثقتنا بأنفسنا أمام هذه الصِعاب..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
العدوّ متربِّصٌ بنا
على الرغم من أنّ العدوّ لم يحقِّق مبتغاه طيلة العقود الأربعة الماضية، لكن لا
ينبغي النظر إلى العدو «نظرة ضعيف وحقير قد أعيته السُبل»، فإنّ لديه خططاً وبرامج
طويلة الأمد، وهو يفكِّر للسنوات الخمسين القادمة، ويعمل جاهداً وبأساليب مختلفة
للحؤول دون استمراريّة حركتنا وجهادنا.
لذا، يجب علينا منعه والوقوف بوجهه. وأنتم أيُّها الشباب رأس الحربة في مواجهته.
واعلموا أنّ المستقبل لكم. ابنوا أنفسكم بكلّ معنى الكلمة، واستقيموا أيضاً، وابقوا
ثابتي الأقدام.
|
اجتماع القلوب.. ثروة لا حدّ لها
علينا إفساح المجال أمام
الشباب الأمين والمتديِّن، وتهيئة أرضيّة العمل لهم، وتوفير الفرصة لهم، وتزويدهم
بالإمكانيات الماديّة والمعنويّة، ومعرفة قدرهم...
لو أردنا نحن صناعة الدوافع والمحفزات التي يتمتّع بها شبابُنا عبر المال والتبليغ
والإعلام وأمثالها، لما تسنّى لنا ذلك مطلقاً: {لَوْ
أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}
(الأنفال: ٦٣). ولو أنفقنا جميع ثروتنا، لما تمكّنّا من جمع هذه الطاقات
وهذا الشوق والشغف لدى الشباب؛ لأنّه يتدفّق من الباطن، وهو من فِعل اللّه الذي
بيده قلوبنا وقلوبكم، فلنعرف قدر ذلك. وشبابنا اليوم قد نزل إلى الساحة وخاض
الميدان من أجل أن يعمل في سبيل اللّه، فلا بد من تهيئة الأرضيّة لهم ودعمهم
ماديّاً ومعنويّاً.
|
استقباله دام ظله قادة قوى الأمن الداخليّ ومسؤوليه
08/05/2016
اعتبر سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله خلال استقباله قادة قوى
الأمن الداخليّ ومسؤوليه، أنّ موضوع «الأمن» يأتي في «الدرجة الأولى». كما أكّد على
ضرورة إجراء إشراف تامّ وجادّ من قبل مسؤولي قوى الأمن الداخليّ على «السلامة
الفكريّة وأداء الموظفين وأخلاقهم» و«توفير الأمن الاجتماعي والأخلاقي»، قائلاً:
«أسّسوا البرامج على أساس «العقل والمنطق» و«العزم والاقتدار» و«احترام القانون مع
الرأفة»، لتتكوّن صورة مناسبة تماماً عن قوى الأمن الداخليّ في أذهان الشعب».
استقباله دام ظله مسؤولي النظام وسفراء البلدان
الإسلاميّة وأبناء الشعب 05/05/2016
بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف للنبي محمد صلى الله عليه وآله
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله جمعاً من مسؤولي النظام وسفراء وممثلي
البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية وجمعاً من عوائل الشهداء.
وأشار سماحته خلال هذا اللقاء إلى استمرار نهجي «البعثة النبوية» و«الجاهليّة» منذ
صدر الإسلام وإلى يومنا هذا، معتبراً الميزة الرئيسيّة لنهج البعثة النبويّة هي
الحكمة الموجهة بواسطة أنبياء اللّه، فيما تشكل الشهوة والغضب الميزة الرئيسية لنهج
الجاهلية. وقال: «إنّ أهمّ واجب للأمة الإسلاميّة اليوم هو التصدي لنهج الجاهليّة
بقيادة أميركا، وإنّ الجمهوريّة الإسلاميّة باعتبارها رائدة نهج البعثة النبويّة
سوف تواصل حركتها على النهج الذي خطَّه الإمام الراحل قدس سره دون خشية من أيّ
قوّة».
لقاؤه دام ظله آلاف المعلِّمين بمناسبة أسبوع المعلّم
02/05/2016
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله الآلاف من المعلِّمين
بمناسبة أسبوع المعلِّم. وقد ثمّن سماحته جهود المعلمين، معتبراً «تربية وإعداد جيل
المستقبل بهويّة مستقلّة، وعزيزة، ودينيّة، وذات مؤشرات ممتازة وصانعة للتيّارات»
الواجب الأصليّ والبالغ الخطورة لمؤسسة التربية والتعليم والمعلِّمين، قائلاً: «إذا
تكوّن مجتمع بمثل هذه الخصوصيات، فلا شك في أنّ الاقتصاد المقاوم بعيداً عن النفط،
والتحلّي بثقافة مستقلّة، وإصلاح نموذج الاستهلاك، وروح الصمود والمقاومة أمام جشع
الجشعين، سوف تكتسب معانيها فيه».
|
س: مَن لم يعرف عدد الأيّام التي أفطر فيها، ولا عدد الصلوات التي تركها،
فماذا يعمل؟ وما هو حكم مَن لم يعرف هل إفطاره كان مُتعمَّداً أو مُستنداً إلى
عُذرٍ مشروع؟
ج: يجوز له الاكتفاء بالمقدار المتيقّن لما فاته من الصلاة والصيام، ومع
الشكّ في الإفطار العمديّ لا تجب الكفّارة