يتم التحميل...

أربعون الإمام الحسين عليه السلام هو ذلك اليوم الذي بدأ فيه رفع علم رسالة شهادة كربلاء عالياً ويوم تخليد ذكرى ورثة الشهداء.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أربعون الإمام الحسين عليه السلام في كلام الإمام القائد الخامنئي دام ظله

الأربعون: صمود في مواجهة الاستكبار
ما جرى في أربعين الإمام الحسين عليه السلام هو مواجهة لنظام مستكبر ومقاومة له؛ بمعنى أنّ تحرّك عائلة الإمام عليه السلام - من أيّة جهة جاؤوا وكانوا، من الشام أو من المدينة إلى كربلاء - لإحياء واقعة عاشوراء؛ كان حادثةَ مقاومة وواقعةَ شهادة.

ونستفيد من هذه الحادثة أنّ المقاومة في وجه القوى الشيطانيّة لا تعرف زماناً معيّناً ومكاناً محدّداً وشريحةً محدّدةً من المجتمع، ولا ظروفاً اجتماعيّة وعالميّة مختلفة.

هذا هو السرّ، الذي بسبب عدم الالتفات إليه، ابتُلي كثيرون بالتحفّظ والمهادنة والتراجع في قبال القوى المتسلّطة، لأنّهم لم يعرفوا هذا السرّ؛ أي أنّه لم يكن لديهم إحساس وشعور بأنّ المقاومة والإصرار على القيم المقبولة لا تعرف ظروفاً مساعدة أو غير مساعدة، بل هي أبديّة، وفي كلّ مكان وبالنسبة إلى كلّ شخص.

الأربعون: إحياء ذكرى كربلاء
تُمثّل خصوصيّة الأربعين حياةَ ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه. وهذا الأمر بالغ الأهمّيّة. افرضوا أنّه حصلت الشهادة العظيمة للإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام وبقيّة شهداء كربلاء في التاريخ، لكنّ بني أميّة، مثلما أنّهم في ذلك اليوم قتلوا الحسين بن عليّ عليهما السلام وأصحابه وأزالوهم وأخفوا أجسادهم المطهّرة تحت التراب، استطاعوا أيضاً محو ذكرهم من أذهان جيل النّاس في ذلك اليوم وفي الأيّام اللّاحقة، فما هي فائدة هذه الشهادة بالنسبة إلى العالم الإسلاميّ؟! أو إذا ما تركت أثراً في ذلك اليوم، فهل سيكون لهذه الذكرى بالنسبة إلى الأجيال الآتية أثر مبين وفاضح للظلمات والظلم والآلام والمرارات، وفاضح لليزيديّين في حقب التاريخ التي ستلي؟ فإذا ما استُشهد الإمام الحسين عليه السلام ، ولم يفهم أهل ذلك اليوم والنّاس والأجيال الآتية أنّه قد استُشهد، فما هو الأثر والدور الذي يمكن أن تتركه هذه الخاطرة في رشد وبناء وتوجيه وحثّ الشعوب وتحريك المجتمعات والتاريخ؟ تعرفون أنّه لن يكون له أثر.

يوجد شهداء لا يعرفهم أحد وقد مضوا في الغربة وطواهم الصمت والسكوت، هم سيصلون إلى أجرهم في الآخرة، وستنال أرواحهم الفتح والرحمة في المحضر الإلهيّ، لكن كم ستكون شهادتهم درساً وأسوة؟!

فـإلى أيّ حدٍّ يصبح الشهيد أسوة؟ تصبح سيرة ذلك الشهيد درساً وأسوةً عندما تعرف وتسمع الأجيال المعاصرة والآتية بمظلوميّته وشهادته. يصبح ذلك الشهيد أسوة ودرساً عندما يفور دمه ويصبح سيّالاً في التاريخ. يمكن لجرح جسد مظلوم أن يرفع المظلوميّة عن أُمّة وأن يداوي جراحها، عندما يتسنّى لهذه المظلوميّة أن تنادي وتصدح، وأن تصل إلى مسامع النّاس الآخرين. ولهذا السبب فإنّ المستكبرين في عصرنا الحاضر يصدحون ويرفعون أصواتهم عالياً وباستمرار حتّى لا يرتفع صوتنا.

في ذلك اليوم كانت الأجهزة الاستكباريّة على استعداد لبذل كلّ ما لديها حتّى لا يبقى ولا يعرف اسم الحسين ودم الحسين وشهادة عاشوراء كدرس لناس ذلك الزمان وللشعوب التي ستأتي فيما بعد. بالتأكيد هم في بداية الأمر لم يفهموا قيمة هذه المسألة وكم هي عظيمة، لكن مع مرور الوقت عرفوا ذلك، حتّى إنّهم في أواسط العهد العبّاسيّ دمّروا قبر الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام وأجروا الماء عليه وأرادوا أن لا يبقى له أثر. فالأربعون هو ذلك اليوم الذي بدأ فيه رفع علم رسالة شهادة كربلاء عالياً ويوم تخليد ذكرى ورثة الشهداء.

الأربعون:حركة امتداد عاشوراء
لم يكن مجيء أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام إلى أرض كربلاء بهدف بثّ لواعج القلوب وتجديد العهد مثلما يتردّد أحياناً على بعض الألسنة؛ فالمسألة أرفع من ذلك بكثير، فلا يصحّ حمل أعمال شخصيّة كالإمام السجّاد عليه السلام أو كزينب الكبرى عليها السلام على هذه المسائل العاديّة الرائجة في الظاهر؛ إذ ينبغي البحث في أعمال وتوجّهات شخصيّات بهذه العظمة عن أسرار أكبر. ففي الحقيقة كانت مسألة القدوم إلى مزار سيّد الشهداء امتداداً لحركة عاشوراء. فقد أرادوا من خلال هذا العمل أن يُفهموا أتباع الحسين بن عليّ عليهما السلام وأصحاب عائلة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين الذين وقعوا تحت تأثير هذه الحادثة أنّها لم تنتهِ، وأنّ المسألة لا تنتهي بالقتل والدفن والأسر، ومن ثمّ تحرير الأسرى، بل هي مستمرّة، تُذكّر الشيعة أنّ هنا محلّ اجتماعكم؛ وهنا الميعاد الكبير الذي سيعيد التذكير بهدف المجتمع الشيعيّ والهدف الإسلاميّ الكبير لمجتمع المسلمين. وهو الشيء الذي لا ينبغي أن يذهب من ذاكرة المسلمين وأن تبقى ذكراه حيّة دائماً. لقد كان مجيء آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والإمام السجّاد عليه السلام وزينب الكبرى عليها السلام إلى كربلاء لهذا الغرض.

الأربعون: بداية تفجُّر ينابيع المحبّة الحسينيّة
لقد تفتّح أوّل البراعم العاشورائيّة في الأربعين، وظهر أوّل الينابيع الفوّارة للمحبّة الحسينيّة التي أجرت على الدوام شاطئ الزيارة خلال كلّ تلك القرون. ولقد جذب المغناطيس ذو الجاذبيّة العالية القلوب الأولى نحوه في الأربعين، وأيقظ جابر بن عبد الله من المدينة وسحبه إلى كربلاء. وهذه الجاذبية المغناطيسيّة هي نفسها اليوم التي تجذبنا أنا وأنتم بعد مضي قرون متمادية. فـالذين استقرّت في قلوبهم معرفة أهل البيت عليهم السلام يحيا عشق كربلاء في قلوبهم وشغفهم بها دائماً. وهذا قد بدأ منذ ذلك اليوم؛ عشق التربة الحسينيّة ومرقد سيّد الشهداء عليه السلام .

لمّا سمع جابر أنّ الحسين عليه السلام قد استُشهد، أنّ فلذة كبد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قُتل عطشانَ، خرج من المدينة، ورافقه عطيّة من الكوفة. يروي عطيّة أنّ جابراً اقترب من شطّ الفرات، اغتسل ووضع عمامة بيضاء نظيفة على رأسه، ثمّ تقدّم بخطوات متثاقلة وبكامل الاحترام نحو قبر الإمام الحسين عليه السلام .

عندما وصل جابر إلى القبر وعرف كيف قُتل فلذة كبد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على أيدي مهاجمين أعمتهم الشهوات بتلك المظلوميّة، قال ثلاث مرّات بأعلى صوته: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر؛ ثمّ أُغشي على جابر من كثرة البكاء والنحيب على قبر الإمام الحسين عليه السلام ، ووقع على الأرض. وعندما أفاق بدأ بالحديث مع الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام : «السلام عليكم يا آلَ الله السلام عليكم يا صفوةَ الله...».

وكان ذهاب جابر بن عبد الله وعطيّة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين بداية حركة تفيض بالبركة حيث أصبحت خلال القرون وإلى يومنا هذا متّصلة وغدت شيئاً فشيئاً أكثر عظمةً وحياةً في القلوب وأصبح اسم الحسين وذكره يوماً بعد يوم أكثر حياةً في العالم.

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

لا تكونوا حياديّين
رسالة عاشوراء هي: لا تكونوا حياديّين في ميادين الصراع بين الحق والباطل في كلّ زمان ومكان، بل قوموا لنصرة الحقّ وتولّي وليّ الله، وتبرّؤوا من أتباع الباطل وأعداء الإمام عليه السلام ، لتكون الشهادة التي شهدتم بها في زيارة الأربعين صادقة، لا كاذبة ومجرّد شعارات، حيث تقول: «اللّهُمَّ إنّي أُشْهِدُكَ أَنِي وليٌّ لِمَنْ والَاه وعَدُوٌّ لِمَنْ عادَاه».

 
 

نور من نور

 

وَلِتَكُونَ آيَةً

ها هي الشعوب الإسلاميّة اليوم قد استيقظت، تستشعر أنّها ببركة الإسلام قادرة على أن تثبت كلمتها مقابل أعداء الإسلام وفي وجه الشبكة الصهيونيّة الفاسدة المهيمنة على سياسات الدول الغربية. فلهذه الانتصارات قيمة عظيمة ﴿وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ (الفتح: 20)، فهذا قسمٌ من الوعد الإلهيّ الذي تحقّق. ﴿وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (الفتح: 20). إنّ كل انتصار يحقّقه أيّ شعب في مواجهة الأعداء والدّعايات والإعلام والأساليب الخبيثة يُعدّ بشارة إلهيّة وآيةً ربّانيّة ﴿وَلِتَكُونَ آيَةً، بحيث إنّكم إذا تحرّكتم ستصلون إلى نتيجة.

 
 

نشاطات القائد

 

لقاؤه دام ظله الآلاف من طلبة المدارس والجامعات بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي (03/11/2015)
اعتبر سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله خلال لقائه حشداً كبيراً من طلبة المدارس والجامعات، أن كفاح الشعب الإيراني ضد الاستكبار كفاح «منطقيّ وعقلاني ومستند إلى التجارب التاريخية»، واستشهد بالمشكلات والأضرار التي حصلت في تاريخ البلاد المعاصر بسبب الثقة بأمريكا والتفكير السطحي والبسيط لبعض السياسيين، مضيفاً: «أمريكا هي نفسها أمريكا القديمة، لكن بعض المغرضين أو السُذَّج يحاولون أن ينسى الرأيُ العام هذا العدوَّ المتآمر ويغفل عنه لتستطيعَ أمريكا في فرصة مناسبة أن تطعن بخنجرها في الظهر».

زيارته دام ظله بيت الشهيد القائد حسين همداني (19/10/2015)
زار سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله بيت الشهيد القائد حسين همداني، الذي استشهد مؤخّراً أثناء أدائه مهمة استشارية عسكرية في سورية ضد الجماعات التكفيريّة، وتفقد سماحته عائلة الشهيد، وهنّأهم وعزّاهم بمناسبة استشهاد هذا القياديّ الشامخ.

وأشار سماحته دام ظله إلى إخلاص الشهيد حسين همدانيّ وجهاده في ميادين الخطر، واعتبر الشهادةَ أملاً قديماً لمجاهدي طريق الحق، وأضاف قائلاً: فتح الله باب الشهادة لعباده الخلّص، ومن المؤلم أن تكون وفاة مجاهدين أسوة من أمثال الشهيد همدانيّ في غير سبيل الشهادة.

استقباله دام ظله مسؤولي بعثة الحج وكوادرها (19/10/2015)
اعتبر سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله خلال استقباله مسؤولي بعثة الحج، فاجعة منى المحيِّرة والشديدة المرارة من جملة الامتحانات الإلهية، وانتقد صمت الحكومات وخصوصاً الحكومات الغربية والمنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان حيال هذه المصيبة الكبرى، قائلاً: «يجب عدم نسيان هذه الحادثة على الإطلاق، ومن واجب الجهاز الدبلوماسي ومنظمة الحج متابعة هذا الموضوع على نحو قاطع».

كما أشار سماحته إلى مسؤولية الدولة المضيفة حيال مقتل سبعة آلاف مسلم، قائلاً: «بعد هذا الحدث كان ينبغي أن يرتفع نداء اعتراض العالم الإسلامي بصوت واحد، ولكن للأسف لم يُسمع سوى صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، وحتى الحكومات التي كان لها ضحايا بين قتلى الحادثة لم تُبدِ اعتراضاً ملحوظاً حيال هذه الفاجعة».

استقباله دام ظله رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ومديريها (12/10/2015)
استعرض سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله خلال استقباله رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ومديريها أهداف «الحرب الناعمة الممنهجة والشاملة لنظام الهيمنة ضد الجمهورية الإسلامية»، معتبراً تغيير معتقدات الشعب الهدفَ الأهمّ للعدو من وراء هذه الحرب المعقّدة. كما أكّد سماحة قائد الثورة علی الدور الفريد لهذه المؤسسة في ساحة المواجهة الحقيقية هذه، قائلاً: «إنّ مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هي اليوم موجودة في خضم ساحة المواجهة الغريبة والهائلة هذه والصراع الذي لا بدّ منه، ألا وهي ساحة الحرب الناعمة المعقدة والمهمة جدّاً».

 
 

استفتاء

 

استعمال المفرقعات

س: ما هو حكم استعمال المفرقعات وصنعِها وبيعها وشرائها، سواء كانت مؤذية أو لا؟
ج:
لا يجوز إذا كانت مؤذية للغير أو عُدَّت تبذيراً للمال.

2015-11-17