يتم التحميل...

خارطةُ طريقنا هي أصول إمامنا العظيم قدس سره. تلك الأصول التي تمكّن الإمام، بالاستناد إليها، من تحويل الأمّة المُتخلّفة والذليلة إلى أمّة متطوّرة وشامخة.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

التعرّف إلى شخصيّة الإمام
إنّ الإمام الخميني قدس سره هو تجسيدٌ عينيٌّ للحركة العظيمة التي أطلقها شعبنا، ونقل بها تاريخه من حال إلى حال. الإمام هو مؤسّس مدرسةٍ فكريّةٍ وسياسيّةٍ واجتماعيّةٍ. لقد آمن شعبنا بهذه المدرسة وهذا الطريق وهذه الخارطة، وتحرّك ضمن مسارها. وإنّ مواصلة هذا الطريق مرهونة بالتعرف الصحيح إلى هذه الخارطة، ولا تتسنّى هذه المعرفة إلّا عبر معرفة أصول الإمام المتمثّلة بمبانيه الفكريّة، لا في القرارات المرحليّة المختصّة بزمانٍ أو مكانٍ معيّنَين.

شخصيّة الإمام الحقيقيّة
لقد كان الإمام فقيهاً بارزاً وكبيراً، وكان فيلسوفاً وصاحب رأيٍ في العرفان النظريّ. غير أنّ شخصيّة الإمام البارزة لا ترتبط بأيّ واحدة من هذه الأمور؛ وإنّما تجلّت شخصيّته الحقيقيّة في تحقّق آية ﴿وَجاهِدوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِه﴾ (الحج: 78) بمضمونها وتجسيدها، حيث خاض الإمام الخمينيّ العظيم ميدان الجهاد في سبيل اللّه حتّى آخر عمره، وأطلق حركةً عظيمةً في كلّ أنحاء منطقتنا وعالمنا الإسلاميّ. وقد أسفرت هذه الحركة عن نتائج منقطعة النظير، أهمّها: الإطاحة بصرح نظامٍ سلطويّ وراثيّ ظالم حكم هذا البلد لآلاف السنين، وإقامة دولة ونظام مبنيّين على أساس الإسلام، الأمر الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الإسلام.

الارتباط الدائم باللّه
إنّ جهاد الإمام العظيم لم يقتصر على الجهاد السياسيّ والاجتماعيّ أو الجهاد الفكريّ، وإنّما رافق كلَّ حالات الجهاد هذه جهادُ الباطن وجهادُ النفس والالتزام بالارتباط الدائم والمستمرّ باللّه سبحانه وتعالى.

لقد كان إمامنا العظيم من أهل الخشوع، والبكاء في الأسحار، والمناجاة، والدعاء، والتوسُّل، والتضرُّع والاتّصال الدائم باللّه، وهذا ما شكّل الدعم المعنويّ الكبير لمتابعة جهاده واستمرار حركته العظيمة.

منظومة الإمام: أصيلة، عصريّة، نشيطة
تمتلك منظومة الإمام الفكريّة الخصائص الكاملة لمدرسة فكريّة واجتماعيّة وسياسيّة؛ إذ إنّها مبنيّة على رؤية كونية وهي التوحيد.

السِمَةُ الأخرى هي أنّ منظومة الإمام الفكريّة مواكبة للعصر، وتطرح القضايا التي تعاني منها المجتمعات البشريّة، وتشعر بها الجماهير. فكان لمناهضة الاستبداد ومواجهة الاستكبار حقّ الصدارة في مدرسة الإمام الفكريّة، ولهذا السبب فقد راجت هذه الدعوة وانتشرت في الأرجاء كافّة.

وتتميّز هذه المدرسة أيضاً بأنّها حيويّة ونشيطة وعمليّة؛ فقد كان منطق الإمام وفكره ونهجه قابلاً للتطبيق في ساحة العمل، ولهذا السبب نجح وانتصر وتقدّم إلى الأمام.

شخصيّة الإمام: جلالٌ وجمال
لقد بُذلت جهودٌ في زمان حياة الإمام لتحريف شخصيته؛ فالعدوّ، من جهة، كان يُقدّم الإمام في وسائل إعلامه العالمية على هيئة إنسان صلب متشدّد يقطّب حاجبيه باستمرار، ولا ينظر إلّا إلى مواجهة الأعداء، ولا يتحلّى بأيّة عاطفة ومرونة؛ هكذا كانوا يعرّفون الإمام وهذا كلام باطل.

أجل، فلقد كان الإمام حاسماً لا يتزلزل، وراسخاً في قراراته، إلّا أنّه كان مظهراً للعاطفة واللطف والمحبّة والمواساة والعشق لله ولخلق اللّه.

وقد عمدَ بعضُ مَنْ في الداخل عن جهل، وبعضهم الآخر عن عمد، إلى تحريف شخصيّة الإمام قدس سره حتّى في فترة حياته، فكانوا ينسبون إليه كلّ ما يحلو لهم، رغم أنّه لا يمتُّ إلى الإمام بصلة، حتّى أنّ بعض الأقوال وبعض التصريحات كان يُصوّر الإمام بصورة إنسان ليبراليّ لا يتقيّد بأيّ قيد أو شرط في سلوكه تجاه المسائل السياسية، بل وحتّى الفكريّة والثقافيّة أيضاً، وهذه النظرة خاطئة ومخالفة للواقع.

إنّ شعبيّة الإمام ومحبوبيّته في قلوب الناس حقيقة خالدة لم يتمكن العدوّ من القضاء عليها، ومن هنا تعتبر قضية تحريف شخصيّة الإمام المغروسة في قلوب الكثير من الناس خطراً كبيراً.

أصول مدرسة الإمام قدس سره
1- الإسلام المحمديّ الأصيل مقابل الإسلام الأميركيّ: فقد وضع الإمام الإسلام الأصيل في قبال الإسلام الأميركيّ الذي لا يخرج عن اتّجاهين: الأول الإسلام العلمانيّ، والآخر الإسلام المتحجّر. ولطالما رأينا الإمام يُدخل الذين يحملون رؤية علمانيّة ويفصلون المجتمع والسلوك الاجتماعيّ للناس عن الدين الإسلاميّ في عداد الذين ينظرون إلى الدين نظرةً متحجّرةً ورجعيّة. واليوم نجد كلا هذين التيارين متواجدين في العالم الإسلاميّ، ونجد كيف تدعم أميركا وإسرائيل داعش والقاعدة وأمثالهما، وتساندان في الوقت ذاته التيارات ذات الاسم الإسلاميّ والاتجاه الغريب عن الإسلام والشريعة الإسلامية.

2- الاتّكال على العون الإلهيّ، والثقة بصدق وعد اللّه: إنّ من ركائز فكر الإمام الخمينيّ العظيم، الإيمان بوعد اللّه والتصديق به حيث قال سبحانه: دام ظله إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركم قدس سره (محمد: 7). والنقطة المقابلة لذلك [لسوء الظن باللّه] هي عدم الاعتماد على إغراءات الأعداء والمستكبرين والقوى العالمية مطلقاً، وهذا ما هو مشهود في عمل الإمام وسلوكه وخطاباته بالكامل.

3- الإيمان بإرادة الشعب وقوّته: وهذا يمثّل أحد الخطوط الرئيسية لحركة الإمام قدس سره. ولطالما كان الإمام يحذّر من إيكال جميع الأنشطة الاقتصادية في البلد إلى الحكومة، ويوصي بإيكال الأمور إلى الناس. حيث كان يثق بالشعب في القضايا الاقتصادية، ويثق به في المسائل العسكرية والسياسيّة، بل أكثر من ذلك، فقد اعتبرهم قدس سره أولياء نعمة المسؤولين، وأحياناً كان يصف نفسه بأنّه خادم للشعب قائلاً: "أنْ تسمّوني خادم الشعب أحَبُّ إليّ من أن تسمّوني قائده".

4- دفاع الإمام ونصرته ودعمه للمحرومين والمستضعفين: حيث كان قدس سره يرفض التمييز والفروقات الاقتصادية رفضاً باتاً، ويواجه النزعة الأرستقراطية بمرارة، وكان مناصراً حقيقياً للعدالة الاجتماعية بالمعنى الحقيقيّ للكلمة.

5- أميركا: الشيطان الأكبر: كان الإمام قدس سره يقف بصراحة في وجه القوى الدولية المتغطرسة والمستكبرة دونما مراعاة ومجاملة، وكان مدافعاً جادّاً عن المظلومين. إنّ مصطلح "الشيطان الأكبر" في وصف أميركا كان إبداعاً مدهشاً من إبداعات الإمام.

6- نظرةٌ تستوعب الأُمّة: لقد اعتمد إمامنا الجليل منذ البداية على الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف بين أبناء الشعب بشكل لا نظير له، وهذا بحدّ ذاته هو أحد الخطوط والمبادئ.

كانت الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، ومنذ اليوم الأول لانطلاق الثورة، تحمل رؤيةً وحدويّةً ونظرةَ مساواةٍ في مجال الفروقات الطائفيّة. فلقد تعاملنا مع إخواننا الفلسطينيّين وهم سنّة بمثل ما تعاملنا مع الإخوة في حزب اللّه في لبنان وهم شيعة، وكان تعاملنا واحداً في كلّ مكان. لقد كانت نظرة إمامنا العظيم، وكذلك نظرة الجمهورية الإسلامية، نظرةَ بناء أُمّة، ونظرةً تستوعب الأمّة. هذه بعض أسس الإمام الخميني قدس سره ومبادئه التي تكرّرت بكثرة في خطاباته وكلماته. ولا يحقّ لأيّ أحد أن ينسب للإمام ما يحلو له من الكلام ما لم يكن موجوداً في آثاره قدس سره بصورة متكرّرة ومتواصلة.

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

اختيار التوجّه الصحيح

إنّ تحديد التوجّهات مسألة مهمّة. وعلينا اختيار التوجّه بشكلٍ صحيح. فلو أنّنا اخترنا التوجّه بصورة خاطئة، فإنّ جهودنا المضاعفة لن توصل إلى نتيجة، بل إنّها ستبعدنا عن الطريق، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَ (الكهف: 103-104).

أنا العبد قد شرحت توجّهات الثّورة على أساس قراءة الإمام وبيّنتها، وهي بمثابة الشاخص بالنسبة إلينا. فإذا حصل تفسيرٌ خاطئ للإمام، أو تفسير خاطئ لتوجّهٍ ما كان مورد عناية الإمام، فإنّ خطب الإمام وكلماته وكتاباته وآثاره أمام أنظارنا. لهذا فإنّ توجّهاتنا هي توجّهات الإمام نفسه. وقد كان الإمام فقيهاً وحكيماً ومطّلعاً وبصيراً وناضجاً ويتحدّث بصورة موزونة، ويفكّر بشكل صحيح، وبهذا الفكر أوجد هذه الثّورة، وأرسى نظام الجمهوريّة الإسلاميّة بعد التّخطيط له، وحدّد الخطوط المحدّدة والواضحة. لهذا، فإنّ أوّل أعمال أيّ مدير في أيّ قطاع هو أن يلتفت إلى التوجّه الصحيح.

 
 

خواطر

 

دعاء "كميل" و"المناجاة الشعبانيّة"

يقول سماحة الإمام القائد الخامنئيّ دام ظله: "لقد سألت الإمام الخميني قدس سره قائلاً: أيّ دعاء من بين كلّ الأدعية التي وصلت إلينا عن الأئمّة عليهم السلام، أحببتَه وتعلّقتَ به أكثر؟ فأجاب: دعاء "كميل" و"المناجاة الشعبانيّة". بهذين الدعاءين كان الإمام مُقبلاً على اللّه، كان أهل التوسّل، أهل التضرّع، أهل الخشوع، أهل الاتّصال بمنشأ الخِلقة. وكان هذان الدعاءان بنظره هما الوسيلة الأمثل: "دعاء كميل والمناجاة الشعبانيّة".

عندما يعود الإنسان لهذين الدعاءَيْن ويدقّق فيهما، يجد كمْ هما متشابهان، متشابهان إلى حدّ كبير، مناجاة إنسانٍ خاشع، مناجاة إنسان متوكّلٍ على اللّه، "كأنّي بنفسي واقفة بين يديك، وقد أظلّها حسنُ توكّلي عليك، فقلتُ ما أنت أهله، وتغمّدتني بعفوك". الأمل، أملٌ بالمغفرة الإلهيّة، بالرحمة الإلهيّة، بالتوجّه الإلهيّ، بالهمّة العالية في الطلب من اللّه، "إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك".

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله رئيس السلطة القضائية ومسؤوليها (28/06/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس السلطة القضائية في إيران ومسؤوليها، وشدّد على الأهمّيّة البالغة لاستقلال الجهاز القضائيّ وعدم تأثُّره بالمؤثّرات المختلفة. واعتبر سماحته الثبات على الحقّ من عوامل استقلال الجهاز القضائي.
كما اعتبر دام ظله الحيلولةَ دون وقوع الجرائم والوقاية منها قضية حسّاسة ومهمّة قائلاً: ينبغي القيام بجهود منظمة في هذا المضمار، وإلّا ستزداد الجرائم انتشاراً ولن يعود بالإمكان السيطرة عليها.

كما أكّد سماحته على ضرورة إشاعة ثقافة السلام والتفاهم في المجتمع، وتقوية مجالس حلّ الخلافات وتشخيص آفاتها وسلبياتها.

لقاؤه دام ظله عوائل شهداء حادثة السابع من تير وحشداً من عوائل شهداء محافظة طهران (27/06/2015).
التقى سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله عوائل شهداء حادث التفجير الإرهابي لمقر الحزب الجمهوري بطهران في 28 حزيران/ يونيو عام 1981 م، وحشداً من عوائل شهداء محافظة طهران ممن قدّمَ أكثر من شهيد، معتبراً أنّ البلاد والشعب الإيراني مدينان للشهداء ولعوائل الشهداء، وأشار إلى نداء الشهداء الزاخر بالتفاؤل والكاشف للحقائق والمفعم بالابتهاج المعنوي والعزيمة الراسخة في كلّ حقبةٍ من الحقب، قائلاً: نحن بحاجة إلى العزيمة الراسخة ومعرفة العدو والاستعداد لمواجهته في مجال الحرب الناعمة سواء على الصعد الثقافية أو السياسية أو الحياة الاجتماعية. والذين يحاولون تغطية الوجه المتغوّل للعدو الخبيث بمساحيق التجميل، يعارضون مصالح الشعب.

استقباله دام ظله رؤساء السلطات الثلاث وكبار مسؤولي البلاد (23/06/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله رؤساء السلطات الثلاث وكبار مسؤولي الحكومة، وأوضح دام ظله الآثار الإیجابیة للاقتصاد المقاوم والتحدیات التي یواجهها وسبل تحقیقه.

كما أشار سماحته إلی نقاط حاسمة وبالغة الأهمیة في خصوص المفاوضات النوویة، معلناً عن الخطوط الحمراء لإیران في الملف النووي قائلاً: "يسعى الأميركيّون لتدمیر الصناعة النوویة الإیرانیة، وفي المقابل، فإن کافة المسؤولین الإیرانیین یشددون علی الخطوط الحمراء ویسعون في الوقت نفسه لإبرام اتفاق منصف وعادل یحفظ العزّة ویتطابق مع المصالح الإیرانیة".

مشاركته دام ظله في محفل الأنس بالقرآن الكريم (18/06/2015).
في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، شهر نزول القرآن الكريم، شارك سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله في جلسة قرآنية عطرة، وألقى دام ظله كلمةً أثنى فيها على التقدُّم الملحوظ لقرّاء القرآن الكريم الإيرانيين، واعتبر الصوت الحسن مقدمة للإيحاء بمفاهيم القرآن الكريم إلى قلوب المتلقين، يقول: لا يزال المجال واسعاً لتأثير القرآن الكريم في المجتمع، ومن لوازم تأثير قراءة القرآن أن يكون القارئ نفسه مؤمناً من أعماق روحه بمفاهيم الآيات التي يقرأها.

 
 

استفتاء

 

وقت إخراج زکاة الفطرة
س: هل يجب عزل وإخراج الزكاة قبل صلاة العيد لمن صلاها؟ وما هو وقت إخراجها لمن لم يُصلّ العيد؟
ج: وقت إخراج زكاة الفطرة من ليلة العيد إلى الزوال من يومه والأحوط إخراجها قبل الصلاة لمن يريد أن يؤدّيها.

نسيان زكاة الفطرة في يومها
س: لقد نسينا زكاة الفطرة فماذا يكون حكمها؟
ج: إذا لم تدفع زكاة الفطرة فلا تسقط فيجب إخراجها، ولكن بدون قصد الأداء أو القضاء.

عدم عيلولة الغير في زكاة الفطرة
س: أنا أعيش مع والدي وقد اعتاد أن يخرج عني زكاة الفطرة ولكن في هذه السنة كنت في يوم العيد خارج البلاد ولم يخرج عني الوالد الفطرة، فما هو الواجب فعله الآن؟
ج: إذا كنت في عيلولة والدك أو غيره فلا يجب عليك دفعها ولو لم يدفعها غيرك.‏‏

2015-07-21