يتم التحميل...

عصر ظهور الإمام المهديّ عجل الله فرجه الشريف هو عصر المجتمع التوحيديّ وحاكمية التوحيد، وعصر الحاكمية الحقيقية للروحانية والدين، وعصر استقرار العدل بمعناه الكامل والجامع.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المهدويّة: عقيدة الأديان
إنّ الاعتقاد بقضية الإمام المهديّ المنتظر عجل الله فرجه الشريف جزءٌ من الرؤية الكونية للأديان؛ فالأديان الإلهيّة، كما تطرح رؤية كونية عامّة بشأن العالم والإنسان ونشأة الخلقة ومسار الحياة البشرية، فإنّ من أجزاء هذه الرؤية الكونية قضية نهاية مسار قافلة البشرية في هذه الدنيا.

إنّ من القضايا التي يطرح حولها السؤال: إلى أين تذهب البشريّة؟ فإذا شبّهنا المجتمع الإنسانيّ على مرّ التاريخ بقافلة تسير في مسار معين، سيطرح هذا السؤال: إلى أين تسير هذه القافلة؟ وأين تنتهي هذه المسيرة؟ وقد أجابت الأديان عن هذا السؤال بإجابات واحدة ومحدّدة ومتشابهة تقريباً. وفي حدود ما نعرفه عن الأديان الإلهية والأديان التي استُنسخت عن الأديان الإلهية أنّها تعتقد كلّها بأنّ هذه القافلة ستصل في نهاية الطريق إلى منزل منشود وصالح ومحبوب ومفرح.

المهدويّة: خلاصة العدالة
العدالة مطلب عامّ للبشرية منذ فجر تاريخها وإلى اليوم وإلى آخر يوم من عمرها. ولم تغضّ البشريّة الطرف يوماً عن هذا المطلب. وسوف يتحقّق هذا المطلب في نهاية المطاف. وقد ورد في آثارنا عن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف: "يملَأُ الله بِهِ الأرضَ قِسطاً وعَدلاً كما مُلِئَت ظُلماً وجَوراً"، وفي روايات أخرى: "بَعدَما مُلِئَت ظُلماً وجَوراً". وهذه هي إجابة الأديان كلّها.

جادّة عصر المهدويّة
مسيرة الحياة البشريّة كالقافلة التي تعبر منعطفات صعبة، ومعابر ضيّقة، وجبالاً، وودياناً، ووحولاً، وأشواكاً وتقطع الطريق من أجل أن توصل نفسها إلى نقطة معيّنة. ولكن أين هي هذه النقطة؟ هذه النقطة هي طريق أو جادة مهمة مفتوحة أو طريق مستوية وسهلة ويسيرة. كلّ ما نشاهده في تاريخ البشرية إلى اليوم هو مسيرة في طرق وعرة، ومنعطفات صعبة، ووسط أشواك جارحة، ووحول ومستنقعات. وتسير البشرية على هذا الدرب لتصل إلى تلك الجادة، وتلك الجادة هي عصر المهدويّة وظهور الإمام المهديّ المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

وفي الواقع، إنّ الحياة الأصلية والحقيقية للبشرية وحياة الإنسان المنشودة الصالحة ستبدأ من هناك، وتبدأ البشرية لتوّها بالسير في طريق الصراط المستقيم الذي يوصلها إلى الهدف من الخلقة. إنّه طريق يأخذ بأيدي البشرية كلّها إلى هناك، وليس بعض أفرادها.

طبعاً، هذا لا يعني أن طبيعة البشرية ستتغير في ذلك الحين، لا، فالبشر يمتلكون طبيعة صراع ونزاع داخلي بين الخير والشر. هناك عقل الإنسان وطبعه، ولغرائز الإنسان، أيضاً، أحكامها ونزعاتها، وميول الإنسان ونزعاته الطبيعية تفعل فعلها، والعقل، أيضاً، يفعل فعله، وسيكون هذا النزاع قائماً في ذلك العهد أيضاً. ليس الأمر بحيث تتحول البشرية كلها في ذلك العهد إلى ملائكة، لا، سيكون هناك، أيضاً، نزاع وصالحون وطالحون، بيدَ أنّ الطريق ستكون سهلة والجادة يسيرة ومساعدة على الصلاح والسير بصورة صحيحة نحو الهدف الحقيقي من هذه المسيرة.

وعد الله الكبير
إنّ هذه الآية ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (القصص:7) - التي يأمر فيها الله سبحانه أنْ تُلقي أمّ موسى بوليدها، عند بداية ولادته، في الماء - تتضمّن وعدين: وعداً بإرجاع موسى عليه السلام إلى أمّه، ووعداً بجعله من المرسلين. أي ذلك الوعد العام الذي أُعطي لبني إسرائيل الذين كانوا ينتظرون منقذاً، وأن هذا المنقذ هو من عند الله وسوف يأتي وينقذ بني إسرائيل من فرعون، ويتحقق على يده ذلك الأمل العظيم.

وفي الآية الثالث عشرة من السورة نفسها، يقول سبحانه وتعالى: ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ. فالله قد ردّ موسى عليه السلام إلى أمه كي تقرّ عينها وكي لا تحزن، وكي تعلم ﴿أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، أي لتعلم أن هذا الوعد الذي قطعناه وأعطيناه - وقلنا إننا سنبعث منقذاً وشخصاً من المقرر أن يُخرج بني إسرائيل من حالة الاستضعاف في مصر - إنما هو وعد صادق، وليطمئن قلبها إلى هذا الوعد. بمعنى أن وعداً صغيراً من الله يتحقق من أجل أن يطمئن أي إنسان متدبّر في تحقق هذا الوعد الصغير إلى أنّ ذلك الوعد الكبير سيتحقّق أيضاً.

الجمهورية الإسلامية: مصداق وعد الله
ما قد حقّقته البشرية من نجاحات، على مرّ التاريخ، عن طريق الدين وبواسطته، هو هذه الوعود الصغيرة. ومن تلك الوعود الجمهورية الإسلامية. إنّ الجمهورية الإسلامية هي أحد هذه الوعود. فقد وعد الله تعالى أنكم إذا كافحتم وصبرتم وتوكّلتم على الله تعالى فسوف يمنحكم القوة والاقتدار من حيث لا تحتسبون، بل في حين أنّكم تفتقدون الأمل بذلك. وقد تحقّق هذا الأمر، فقد كافح الشعب الإيرانيّ وصبر وصمد وضحّى ولم يبخل بالتضحية بالأرواح، ووقع ما لم يكن أحد ليتصوره! من كان يظنّ أن تَظْهَر في هذه المنطقة الحسّاسة، وفي هذا البلد البالغ الأهمية، وفي مواجهة ذلك النظام المدعوم بشدة من قبل القوى الدولية، حكومةٌ وتنتصر ثورةٌ ذات هوية وتوجه ديني وعلى أساس الفقه والشريعة؟ من الذي كان يتصور مثل هذا؟ لا أحد. فالحسابات لم تكن تشير إلى هذا على الإطلاق، لكن هذا حدث. فلنعلم أن ذلك الوعد الأساس وذلك الأمر الكبير سيقع أيضاً هو الآخر. كان هذا نموذجاً لذلك الشيء الذي سوف يحدث.

المهدويّة: أكبر منافذ الفرج
إنّ نظرة الأديان هذه لنهاية مسار القافلة البشرية نظرة متفائلة جدّاً وباعثة على الأمل. والحقّ أن روح الانتظار وروح التواصل مع الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وانتظار ظهوره وانتظار ذلك اليوم من أكبر منافذ الفرج على المجتمع الإسلامي. إننا ننتظر الفرج، وهذا الانتظار بحد ذاته فرجٌ. هذا الانتظارُ نفسُه نافذةُ فرج، ومبعث أمل، ومصدر طاقة، ويحول دون تفشّي الشعور بالعبثية والضياع واليأس والقنوط والتيه والحيرة حيال المستقبل. إنّه يمنح الأمل ويرسم الخط والمسار. هذه هي قضية الإمام صاحب الأمر والزمان عجل الله فرجه الشريف ونتمنى أن يجعلنا الله تعالى من منتظريه بالمعنى الحقيقيّ للكلمة ويقرّ أعيننا بتحقق هذا الوعد الإلهيّ.

والحمد لله ربّ العالمين

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

هذه حقيقة الانتظار

الانتظار يعني ترقُّب حقيقة قطعيّة وترصُّدها. فعندما يكون الإنسان على يقين من قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء: 105)، و﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (الأنبياء: 106)، فعليه أن يُهيّئ نفسه ويكون مُنتظراً وُمترصّداً. ومن لوازم هذا الانتظار أن يُعدّ نفسه بطريقة وهيئة وخُلُقٍ يُقارب الشاكلة والهيئة والخُلُق المتوقّع في الزمان الذي ينتظره. فعندما يكون ذلك العصر المُنتظَر هو عصر الحقّ والتوحيد والإخلاص والعبودية لله وهو منتظَرٌ فعلينا أن نُقرّب أنفسنا من مثل هذه الأمور ونُعرّف أنفسنا إلى العدل ونُهيّئها للعدل ولقبول الحقّ.

 
 

خواطر

 

الطبيب الخصوصيّ

يُنقل عن حجّة الإسلام والمسلمين السيد أحمدي قوله: "في إحدى الليالي، كنت في حسينية جماران أحكي للحاضرين ذكريات وتفاصيل من حياة السيد القائد. وحين أنهيت كلامي تقدّم أحدهم مستأذناً في الكلام، وكان طبيباً شابّاً، فنقل حادثة حصلت معه في مستشفى الإمام الخميني قدس سره قائلاً:
كنت أستقبل المرضى في ذلك اليوم وأعاينهم حين دخلت امرأة برفقة ولدها. بعد المعاينة لفت نظري شبه شديد بين الشاب والسيد القائد.
فسألت الوالدة: هل أنتم من أقرباء السيد القائد علي الخامنئي؟
فأجابت المرأة: نعم أنا زوجته.
فتعجّبت كثيراً وسألتها: أليس لديكم طبيب خاص؟
أجابت: لا، فالسيد لا يسمح بهذا الأمر، ويوصينا دائماً أن نكون مثل عامة الناس الذي يراجعون الأطباء في مستوصفات المستشفيات العامّة".
وأضاف الطبيب: عندما ذهبوا، لم استطع متابعة عملي من شدّة التأثّر، وضعت رأسي على مكتبي وأجهشت بالبكاء".

 
 

نشاطات القائد

 

تهنئته دام ظله فريق إيران للمصارعة الحرّة بفوزه ببطولة العالم (13/04/2015).
إثر فوز فريق المصارعة الحرة للجمهورية الإسلامية ببطولة العالم للمصارعة الحرّة التي أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تغلب في النهائي على فريق الدولة المضيفة، أصدر سماحته دام ظله نداءً هنّأ فيه المصارعين الإيرانيين ومدربيهم لما حقّقوه من فوز. وهذه ترجمته:

بسم الله الرحمن الرحيم

"مبارك لمصارعي بلادنا العزيزة إيران والعاملين في الفريق الوطني الإيراني للمصارعة الحرة إحرازهم بطولة كأس العالم، وأشكر الله على أن أبناءنا استطاعوا تحقيق الفخر مرة أخرى لهذا الشعب الشريف على الساحة الدولية".

السيد علي الخامنئي
24 فروردين 1394

استقباله دام ظله جمعاً من قادة الجيش في الجمهورية الإسلامية في إيران (19/04/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله قادة ومنتسبي القوات المسلحة وعوائل شهداء الجيش، موصياً إيّاهم بضرورة تعزيز التوجّهات الدينيّة والثوريّة ورفع القدرات الدفاعيّة والتسليحيّة والجهوزيّة النفسية، قائلاً: الجمهورية الإسلامية لم تكن ولن تكون أبداً تهديداً للمنطقة وللبلدان المجاورة، لكنها ستتصرف إزاء أي اعتداء بمنتهى القدرة والقوّة.
كما اعتبر سماحته الأحداث المؤسفة في اليمن ودعم أميركا والغرب للمعتدي نموذجاً للسلوك المزعزع للأمن في العالم، قائلاً: الجمهورية الإسلامية، وخلافاً للقوى المنفلتة، تعتبر الأمن أكبر النعم الإلهية، وتقف وتدافع من أجل أمنها وأمن الآخرين.

استقباله دام ظله الرئيس الأفغاني السيد محمد أشرف غني (19/04/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله السيد محمد أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان، وأشار إلى العلاقات الثقافية والتاريخية الكثيرة بين البلدين، وأكد سماحته دام ظله على ضرورة توفر الإرادة والتصميم لتعزيز التعاون والتقارب بين إيران وأفغانستان، قائلاً: الأميركيون وبعض بلدان المنطقة لا يعرفون إمكانيات أفغانستان، ولا يوافقون على التقارب والتعاون بين البلدين، لكن إيران تعتبر أمن وتقدّم جارتها أفغانستان من أمنها وتقدّمها.
كما أوضح رئيس جمهورية أفغانستان أن إيران وأفغانستان تواجهان أخطاراً وفرصاً متشابهة ومشتركة قائلاً: إرادتنا السياسية هي تنمية العلاقات الثنائية والسعي لتنمية وتعزيز القواسم المشتركة.

استقباله دام ظله قادة قوات الشرطة في الجمهورية الإسلامية (26/04/2015).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله المشاركين في ملتقى قادة ومديري قوات الشرطة في الجمهورية الإسلامية ومسؤولي الوحدات الثقافية فيها، واعتبر هذه القوات تجسيداً للسيادة والأمن في الجمهورية الإسلامية، وأكد على أن توفير الأمن الفردي والاجتماعي والأخلاقي والروحي والنفسي في المجتمع من أهم مسؤوليات قوات الشرطة، قائلاً: تعزيز قدرات قوات الشرطة ضروري لتوفير الأمن، بيد أن هذا الأمر يجب أن يكون مصحوباً بالعدالة والإنصاف والرحمة.

كما هنّأ سماحته بحلول شهر رجب معتبراً أنّ هذا الشهر وشهر شعبان فرصة ثمينة للتقرب إلى القيم الإلهية وبناء الذات ومقدمة للدخول في شهر رمضان المبارك.

 
 

استفتاء

 

س: شخص بذمّته عشرة أيّام من الصيام، وفي اليوم العشرين من شعبان شرع بالصيام، ففي مثل هذه الصورة هل يمكنه الإفطار عمداً قبل الزوال أو بعده؟ وإذا أفطر، فما هو مقدار كفارته، سواء كان قبل الزوال أو بعده؟
ج: لا يجوز له الإفطار عمداً في الفرض المذكور، وإذا أفطر متعمّداً، فلو كان قبل الزوال لم يكن عليه كفّارة، وإن كان بعد الزوال فعليه الكفّارة، وهي إطعام عشرة مساكين، وإن لم يتمكّن فيجب عليه صيام ثلاثة أيّام.

2015-06-02