العمل العلميّ في الجامعة ينبغي أن يصبح جهاديّاً. ويجب القيام بالعمل العلميّ الجهاديّ.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ أفضل القوى وأكثرها تألّقاً وبروزاً هم
أساتذةُ الجامعات المحترمون، الذين يقومون بتربية الناس المتعلّمين والمثقّفين
وإعدادهم.
تقوية الحركة العلميّة
إنّ قضيّة الحركة العلميّة في بلادنا وأمّتنا ركن أساس لحياة العالم الإسلامي. فهذا
التقدُّم العلمي الذي عايشناه قد أثمر وأعطى نتائج باهرة وإنجازات كبرى، وغدت
الحركة العلميّة واقعاً معروفاً في العالم. لكن الشيء الذي يثير هواجسي هو أنّ
حركتنا هذه لم تصل إلى نقطة الثبات. فنحن الآن مثل أناس يتحرّكون على منحدر نحو
الأعلى، إلّا أنّنا ما زلنا وسط الطريق الحادّ وإذا ما توقّفنا سنتعرّض للسقوط
والتدهور وليس فقط التوقّف. لذا، ينبغي إمداد هذه الحركة العلميّة بكلّ قدرة
وتقويتها بالعمل والجهد والمثابرة حتّى لا تتوقّف هذه الحركة.
الإدارة الجهاديّة
إنّ إحدى خطط العدو المهمّة إيقاف حركتنا العلميّة في البلاد. والجهاد عبارة عن
السعي والجهد الذي يُبذل في مواجهة عدوٍ ما أو تحدٍّ ما، فليس كلّ سعي جهاداً.
عندها يتّضح معنى الإدارة الجهاديّة هنا. لتعلموا أنّ الحركة العلميّة ونهضتها
العلميّة وتقدّمها العلمي هي في مواجهة تحدٍّ عدائيّ، والذي يجب أن يقف في مواجهة
هذا التحدّي العدائيّ هو المديرون والأساتذة والطلّاب.عندها تصبح حركتكم حركة
جهاديّة وإدارة جهاديّة.
حاجات البلاد محور الأنشطة العلميّة
المحور الأساس في الأنشطة والفعاليّات العلميّة هي أن تكون ناظرة إلى حاجات البلاد
التي لم تؤمَّن بشكلٍ تامّ إلى اليوم. فبما أنّكم تعملون في مجال المسائل العلميّة،
فليكن نظركم إلى حاجات البلاد من النقائص ونقاط الضعف والخلل الموجود في المسائل
المرتبطة بالصناعة والزراعة وإدارة الأزمات... من خلال القيام بأبحاث وتحقيقات
وكتابة المقالات العلميّة وأبحاث التخرُّج من أجل تلبية هذه الحاجات. وإذا ما بُذلت
هذه الجهود فسيكون لها تأثيرات إيجابيّة في المجالات المختلفة.
الأستاذ القدوة
للأستاذ مكانة مؤثّرة في أذهان طلّابه، وهذه هي خاصيّة "الأستذة"؛ بمعنى أنّ
تفوّقكم العلمي على الطالب والعلم والتعلّم الذي تمنحونه إياه، يعطيكم موقعاً
مؤثّراً في ذهنه وفي شخصيّته؛ فاستفيدوا من هذا الموقع لتربية الطلّاب وتعليمهم.
نحتاج اليوم إلى أن يكون شبابنا ذوي روحيّة متفائلة، وأن يتحلّوا بالشجاعة والأمل،
وأن تكون لديهم ثقة بالنفس، وإيمان، وروحيّة بعد النظر، والتفكير بالمستقبل وروحيّة
الخدمة. وأنتم يمكنكم أن تؤمّنوا هذا في البيئة العلميّة وفي الصفّ الدراسي.
ليس المطلوب من الأستاذ أن يغذّي الطالب علميّاً فحسب، بل المتوقّع منه أيضاً أن
يساهم في تقوية روحيّته وشخصيّته المعنويّة؛ يمكنكم [أيها الأساتذة] أن تؤثّروا
كثيراً في هذا المجال. اسعَوا أن تخرّجوا طالباً مرتبطاً بالميول المعنويّة
ومتفائلاً بروح الأمل ومعتقداً ومؤمناً بالثقافة الإسلاميّة.
فليعتبر الأستاذ أنّ بيئة الجامعة هي عمله الأساس ورسالته وتعلّقه الأساس، وليس
عمله الفرعي والجزئي. ليكن للأستاذ حضور في الجامعة، وليجلس ويتابع ويستقر فيها،
وليقم بحلّ مشاكل الطلّاب العلميّة؛ ليوثّق علاقته بالطالب، ولا يكن الأمر مجرّد
ذهابه إلى الجامعة وأداء وظيفة بشكل عام وإجمالي.
وأنا أقول لكم: إذا خصّصتم وقتاً للطلاب، وتعاملتم معهم برأفة ومحبّة، فهذا العمل
سوف يشجّع الطالب على بذل الجهد والسعي العلميّ. ومعنى هذا أنّ الطالب الجامعي
سيقتدي بالأستاذ في متابعة البحث العلميّ والاهتمام به، فيكون الأستاذ نموذجاً
وأسوةً له، ويتأثّر به بشكلٍ طبيعيّ.
الفرصة العظيمة
أمّا بالنسبة إلى ما يتعلّق بدروس المعارف الدينية، فلدى أساتذة مواد المعارف فرصة
ثمينة جدّاً في الجامعة، إذ بين أيديهم هذه المجموعة العظيمة من الطلاب، وهم أمام
هذا الجمع المليوني لساعات كثيرة. إنّها فرصة قيّمة وعظيمة جدّاً. أمامكم أفضل
الشباب، وإذا ما تعامل أستاذ المعارف مع طلّابه بذكاء وفطنة مستنداً إلى عمق
المعارف التي لديه، ومواكباً لكلّ جديد في المسائل الفكريّة والعلميّة المختلفة؛
فسنحصل على أفضل النتائج والثمار من حضور أستاذ المعارف في الجامعة.
مباني العلوم الإنسانيّة
نحن في حقيقة الأمر نحتاج إلى إيجاد تحوّل بنيويّ في العلوم الإنسانيّة في البلاد.
وهذا الأمر لا يعني أن نعتبر أنفسنا بغنىً عن الأعمال الفكريّة والبحثيّة والعلميّة
للآخرين. كلا، فبعض العلوم الإنسانيّة هو من صناعة الغرب ونتاجه، فهم عملوا في هذه
الساحة، فكّروا وطالعوا كثيراً، ينبغي الاستفادة من هذه المطالعات. لكن الكلام هو
أنّ مبنى العلوم الإنسانيّة الغربيّة هو مبنى غير إلهي، مادي، غير توحيدي؛ وهذا لا
ينسجم مع المباني الإسلاميّة، لا ينسجم مع المباني الدينيّة.
والعلوم الإنسانيّة تصبح صحيحة ومفيدة ومربّية للإنسان بشكل صحيح وسليم، وتنفع
الفرد والمجتمع عندما تقوم على أساس الفكر الإلهي وطبقاً للرؤية الكونيّة الإلهيّة.
وهذا غير موجود في معارف العلوم الإنسانيّة في الوضع الحالي. ينبغي السعي بهذا
الاتجاه، وبذل الجهد والتفكير.
السمّ المهلك: جعلُ الجامعة ميدان التجاذبات السياسيّة
أرجو من مديري الجامعات والمسؤولين الإداريّين أن لا يجعلوا الجامعات مسرحاً
للتجاذبات السياسيّة ومحلّاً لأنشطة التيارات السياسيّة. إنّه لسمٌّ مهلك للحركة
العلميّة أن تتحوّل الجامعة إلى أندية ومنصّات سياسيّة. هذا الأمر الذي حصل في
مرحلة ما. وهذا لا يعني رفض النشاط السياسي بين طلّاب الجامعات. كنت، أنا العبد،
ولا زلت من المدافعين والمنادين بالعمل السياسي للطلّاب الجامعيّين. لكن امتلاك
الرؤية السياسيّة والمشرب السياسي والفهم السياسي والنشاط السياسي هو أمر، وجعل
الجامعة والصف والدرس والبيئة العلميّة مسرحاً لجولات وصولات العمل السياسي أمر آخر،
هذان أمران مختلفان. إنّ هدوء الجامعة واستقرارها سيساعد على أن تؤدّي وظيفتها
وتقوم بعملها على مستوى مسائل العلم التي هي جميعها على قدر من الأهميّة. ولا سمح
الله إذا حدث العكس فإنّ أوّل ضربة سنتلقّاها هي توقّف الحركة العلميّة في الجامعة،
ويتبع ذلك في كلّ البلاد، أو أن تتباطأ هذه الحركة. وقد أشرت هنا إلى أن"التوقّف"
يعني التراجع والسقوط .
والحمد لله ربّ العالمين
|
أنموذج التقدّم الإسلاميّ
لو كنّا بصدد التقدّم ونعتبر التطوّر العلميّ شرطاً لازماً للتطوّر، فعلينا أن نلتفت إلى أنّ مرادنا من التطوّر ليس التطوّر وفق النّموذج الغربيّ. إنّ القانون الأساس للحركة والعمل في نظام الجمهوريّة الإسلاميّة هو اتّباع الأنموذج الإسلاميّ. إنّنا لا نريد التطوّر على شاكلة ما يتّبعه الغرب وما حقّقه. إنّ التطوّر الغربيّ ليس له أيّة جاذبيّة في يومنا هذا عند الإنسان الواعي. فلم يتمكّن تقدّم الدّول الغربيّة المتطوّرة من القضاء على الفقر والتمييز، ولم يتمكّن من إحلال العدالة في المجتمع، وعجز عن تثبيت الأخلاق الإنسانيّة. فهو أوّلاً تطوّرٌ بُني على أساس الظّلم والاستعمار ونهب الدّول الأخرى.
|
التفاؤل بالأمل
إنّ الناشط الجامعيّ المبدئيّ، والذي يعرف الحقائق، لا ينبغي أبداً، وفي أيّ ظرفٍ من الظّروف، أن يصبح انفعاليّاً ويشعر بانسداد الطريق، أي إنّه لا ينبغي أن يترك التوجّهات المبدئيّة، لا أثناء الانتصارات الجميلة ولا حين الهزائم المرّة. لقد كان لنا في ميدان الدّفاع المقدّس انتصاراتٌ كبرى، وكذلك هزائم مرّة، وكان الإمام (رضوان الله عليه) يوصي ويقول: لا تقولوا هزيمة، بل قولوا عدم الفتح. وأحياناً يكون النّصر نصيب الإنسان، وأحياناً لا يكون، فما هي أهميّة ذلك؟ يوجد مَنْ إذا حصلت الأمور وفق مرادهم وسارت باتّجاه ما يريدون، فإنّهم يسحبون أيديهم من متابعة السّير نحو المبادئ وهذا خطأ }فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ{(الانشراح:7)، فالقرآن يقول لنا: إذا أنهيت لنا هذا العمل وأتممت هذا السّعي فجهّز نفسك مجدّداً، ينبغي أن يكون ذلك لاستمرار العمل.
|
الإمام القائد الخامنئي دام ظله أجرى عملية جراحية تكلّلت بالنجاح (8/9/2014)
خضع سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله لعملية جراحية تكلّلت بالنجاح. وقبيل
توجهه دام ظله إلى المستشفى أجاب عن سؤال مراسل الوحدة المركزية للأنباء قائلاً:
لديّ عملية جراحية، وأنا أتوجّه الآن إلى المستشفى.
وأضاف دام ظله: طبعاً لا داعي للقلق، وهذا لا يعني أن يتوجه الناس بالدعاء، لكن لا
سبب يدعو إلى القلق إن شاء الله، وهي عملية جراحية عادية ومألوفة جداً. وتابع
سماحته: نأمل أن تعمّ الألطاف الإلهية، وستجري الأمور على ما يرام إن شاء الله.
وبعد إجراء العملية تحدث الدكتور مرندي رئيس الفريق الطبي المعالج، مبدياً رضاه
التام عن إجراء العملية الجراحية. وقال مرندي حول العملية: أجريت هذه العملية صباح
اليوم، واستغرقت أقل من نصف ساعة بتخدير موضعي ودون حاجة إلى تخدير عام، ومن دون
أية عوارض. وكان قائد الثورة الإسلامية طوال العملية بوعي كامل ويتحدث، والحالة
الصحية لقائد الثورة الإسلامية جيدة وطبيعية تماماً، وقد طلب مني أن أبلغ الناس
سلامته.
كما أشار الدكتور مرندي إلى تأكيد سماحته دام ظله على إجراء العملية الجراحية في
مستشفى حكومي، وفي الصباح الباكر حتى لا يزعج المرضى الآخرين. وقد قام بزيارة
القائد دام ظله العديد من أركان الدولة في الجمهورية الإسلامية في إيران. كما اتصل
سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله (حفظه الله) مطمئنّاً على سلامته.
|
الملاك في ترتيب حكم السفر للعمل
س: طرأ عليّ عمل في منطقة تبعد عن مكان سكني أكثر من خمسين كيلومتراً ولمدة شهرين
حيث أعمل خلال هذه الفترة مدة أسبوع وأعطل أسبوعاً. ما هو حكم صلاتي في تلك الأيام؟
ج: يشكل صدق العمل على اشتغاله لفترة أقل من شهرين في سنة أو في كل سنة،
والمدار في ترتيب حكم السفر للعمل أن يكون العمل في نظر العرف يعد شغلاً لمن يقوم
به، فلو عدّ عمله شغلاً له عرفاً في المدّة المذكورة، من السفر الثالث إلى العمل
يتمّ في الذهاب والإياب ومحل العمل بشرط أن لا يقيم عشرة أيام في فترات السفر للعمل
في مكان واحد.