يتم التحميل...

تكليفنا أنْ نُحرّر فلسطين من سلطة القوّة الغاصبة وحُماتها الدوليّين وقبضتها، وأن نرجعها إلى شعبها.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

*المسلمون: أمّة واحدة
إنّ نظرة الدين الإسلامي المقدَّس وتعاليم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للأمّة الإسلامية هي نظرة صناعة أمّة واحدة. ففي دعاء صلاة العيد نقول: "الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً" إنّه عيد كل المسلمين وعيد الأمّة الواحدة.

الأمة الإسلامية اليوم متفرِّقة، لا بمعنى تفرُّق النِحَل والمِلَل والمذاهب المسلمة ووجود معتقدات مختلفة؛ إذ يمكن أن تكون هناك آراء ورؤى متنوعة في المسائل الأصوليّة والفرعيّة من دون مساس بالأمّة الواحدة.

ما يفرِّق بعض المسلمين عن بعضهم الآخر هو الدوافع السياسيّة ودوافع طلب السلطة. وبوسع البلدان الإسلاميّة تجاوز هذه الأزمة. وهذا الأمر يقع على عاتق النُخَب السياسيّة وأصحاب السلطة والقوّة في البلدان الإسلاميّة. وإذا تحقَّق هذا، فسوف تتحقق قوة واقتدار بالمعنى الحقيقي للكلمة تفوق كل القوى العدوانية والمستكبرة، ولن يستطيع أحد فرض منطق القوة على بلداننا الإسلاميّة.

إذا كنّا معاً سوية وركّزنا على مواطن الاشتراك، وإذا لم تفرِّق بيننا حالات التعطُّش للسلطة والأنانيّات والتبعيّات والفساد، فسوف نشكِّل قوّةً تستطيع الدفاع عن حقوق كل واحد من أبناء المسلمين واحتياجاتهم.

*أحداث غزّة: واقع مُفجِع
ما يتراءى أمام أعيننا في الوقت الحاضر هو شؤون غزّة وفلسطين. لماذا يعطي المعتدون الصهاينة الحقّ لأنفسهم - ولمجرّد أنّهم يمتلكون الأسلحة المدمّرة والطائرات والصواريخ وغيرها - بالاعتداء بهذه الطريقة على بلدٍ إسلاميّ والتطاول عليه بشكل يلوّع قلب كلّ منْ يرى ذلك في العالم؟ لقد شاهدتم المظاهرات في البلدان الغربيّة. وهذا طبعاً بالمقدار الذي تسمح به الرقابة الخفيّة التي تُمارَس على وسائل الإعلام العامّة، وبمقدار ما تسمح للناس بالاطّلاع عليه. وإلّا فالحقيقة أمرّ وأفجع بكثير مما ترويه وسائل الإعلام الغربية عن أحداث غزّة. ومع ذلك لاحظوا كيف هزّ حتى هذا القدر من الاطّلاع مشاعرَ الناس وقلوبَهم في بلدان لا تعرف عن الإسلام شيئاً. الأحداث مريرة ومفجعة وملوّعة إلى هذا الحدّ.

* رسالتنا للعالم الإسلاميّ
أما العالم الإسلامي فليس لديه اليوم الاستطاعة لكي يقوم بردّة الفعل إزاء هذا العدوان وهذا التطاول، وهذه الغطرسة، وهذا السفك للدماء الذي يرتكبه الصهاينة، والعمل على إيقافه! لذلك بقي أهالي غزّة لوحدهم. بينما القوى المستكبرة راضية بوجود الصهيونيّة في قلب الشرق الأوسط، ولا تمتنع عن حماية المظلوم وحسب، بل تدعم الظالم بكل وقاحة. هنا من واجب العالم الإسلامي أن يفعل شيئاً.

رسالتنا للعالم الإسلاميّ وللحكومات الإسلاميّة هي أن استخدموا قدراتكم وطاقاتكم العامّة وإمكانياتكم الوطنيّة والحكوميّة للدفاع عن المظلوم ودعمه وحمايته. أفهِموا الأعداء أنّ العالم الإسلاميّ لا يقرّ له قرار مقابل الغطرسة والعدوان. هذه هي رسالتنا للحكومات الإسلاميّة. إنّنا رغم كلّ اختلافاتنا في وجهات النظر مع بعض الحكومات الإسلاميّة في شتّى القضايا السياسيّة وغير السياسيّة، ولكن على الجميع أن يغضّوا الطرف عن اختلافاتهم من أجل هذه القضية.

إن جزءاً من الأمة الإسلامية وقع مظلوماً بين مخالب ذئبٍ سفّاحٍ دمويٍ، وأخذ يُعمل وحشيّته فيه، فعلى الجميع أن يهبّوا لمساعدته.

* غزّة: القضيّة الأولى
قضيّة غزّة اليوم هي القضيّة الأولى في العالم الإسلاميّ. وهذا ما قال عنه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : "مَن أَصبَحَ وَلَم يهتَمَّ بأُمور المُسلِمين فَلَيسَ بِمُسلِم".

يجب أن يصبح الاهتمام بهذا الأمر على رأس الاهتمامات كلِّها في العالم الإسلاميّ، ويجب على الشعوب الإسلاميّة كلِّها، ومسؤولي البلدان والحكومات خصوصاً، أن يفكّروا ويهتمّوا بهذه القضيّة.

*كونوا للمظلوم عوناً
يجب أن يصار إلى عملين: الأوّل مساعدة المظلوم بمعنى توفير اللوازم والاحتياجات الحياتيّة له. فهم اليوم بحاجة إلى الغذاء والدواء والمستشفيات والماء والكهرباء وإعادة بناء منازلهم ومدنهم ومساكنهم. من واجب العالم الإسلامي أن يوفر هذه الاحتياجات. ويحتاجون أيضاً إلى السلاح. يريد العدوان أنْ يخلي أيديهم من السلاح لكي يهاجمهم متى ما أراد أو ورغب، بذريعة أو بدون ذريعة، من دون أن يظهروا أية ردّة فعل أو يحركّوا ساكناً. هذا ما يريده العدو، وعلى العالم الإسلامي أن يظهر إرادته وعزمه في مقابل إرادة العدو الباطلة. هذه هي العملية الأولى التي يجب أن تنفذ ويصار إليها.

"وَلِلمَظلومِ عَوناً". كونوا عوناً للمظلوم.. كونوا في مساعدة المظلوم. يقع واجب هذه المساعدة على عاتق العالم الإسلامي. إننا نقول للحكومات المسلمة من هنا: تعالَوا نتعاون ونتعاضد بهدف إيصال المساعدات إلى أهالي غزّة والتغلُّب على العقبات التي يضعها "الكيان الصهيونيّ الغاصب" في هذا الطريق. لنعمل سويّاً في هذا السبيل ونوصل لهم أنواع المساعدات.

*"وللظالم خصماً"
الواجب الثاني هو مواجهة الذين صدر عنهم هذا الظلم وهذا الجور التاريخي الكبير وارتكبوا هذه المذابح وانعدام الحياء والخجل في ارتكاب الجرائم وتقتيل البشر ومعارضتهم. وإن الإنسان ليحار حقاً من انعدام حيائهم، وهم يختلقون المبرِّرات والأدلّة والمنطق لتقتيل الناس المدنيّين. إنّهم عديمو الحياء إلى هذا الحدّ! ينحتون الأدلّة والمبرّرات لذبح الأطفال الصغار الأبرياء المظلومين. إنهم وقحون إلى هذه الدرجة! هؤلاء الذين يرتكبون هذه الجريمة هم جناة ومجرمون، لكنهم ليسوا وحدهم، فكل من يدعم الصهيونيّة اليوم، سواء أكان من مسؤولي البلدان المستكبرة مثل أمريكا وبريطانيا وسواهما أم من الأوساط العامة [المجتمع الدولي] مثل منظمة الأمم المتحدة وأمثالها ممن يدعمونهم بشكل من الأشكال، سواء بسكوتهم، أو بمواقفهم وكلماتهم غير المنصفة، هم أيضاً شركاء في الجريمة.

فمن واجب العالم الإسلاميّ وحكوماته وشعوبه أن تعارضهم وتواجههم وتتبرّأ منهم وتظهر انزعاجها وكرهها لهم وتلومهم على مواقفهم. هذا واجب عام. يجب إن أمكن فرض العزلة عليهم، وإذا استطاعوا فليتصدّوا لهم اقتصادياً وسياسياً. هذا هو واجب الأمّة الإسلاميّة.

والحمد لله ربّ العالمين

 
 

من توضيحات القائد دام ظله

 

هذا هو توجُّهُنا

إيران لا تستهدف نشر التوجّه الإيرانيّ أو الشيعيّ بين المسلمين. إيران تنهج طريق الدفاع عن القرآن والسنّة وإحياء الأمّة الإسلاميّة. الثورة الإسلاميّة تعتقد أنّ مساعدة المجاهدين من أهل السنّة في منظّمتَي حماس والجهاد، والمجاهدين الشيعة في حزب الله وأمل واجباً شرعيّاً وتكليفاً إلهيّاً دونما تمييز بين هذا وذاك. وحكومة إيران تعلن بصوتٍ مرتفعٍ قاطعٍ أنّها تؤمن بنهضة الشعوب (لا بالإرهاب)، وبوحدة المسلمين (لا بالغلبة والتناحر المذهبيّ)، وبالأُخُوّة الإسلاميّة (لا بالتعالي القوميّ والعنصري)، وبالجهاد الإسلاميّ (لا بالعنف تجاه الآخر)، وهي ملتزمة بذلك إن شاء الله.

 
 

خواطر

 

يجب تحرير فلسطين

في الأسابيع الأولى لانتصار الثورة أُغلقت السفارة الإسرائيليّة في طهران، وأُخرج العاملون فيها، وجرى تسليم مكانها رسميّاً لممثلي منظّمة التحرير الفلسطينيّة، وهم موجودون هناك حتّى الآن. أعلن إمامنا الجليل أنّ أحد أهداف الثورة تحرير الأرض الفلسطينيّة واستئصال غدّة "إسرائيل" السرطانيّة. الأمواج القويّة لهذه الثورة التي عمّت العالم كلّه في ذلك الحين حملت معها أينما ذهبت هذه الرسالة: "يجب تحرير فلسطين". المشاكل المتتابعة والكبيرة التي فرضها أعداء الثورة على نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تستطع سلب الجمهورية الإسلاميّة محفِّزات الدفاع عن فلسطين.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله رئيس الجمهوريّة وأعضاء هيئة الوزراء (14/07/2014).
طرح سماحة الإمام القائد دام ظله في لقائه برئيس الجمهوريّة وأعضاء هيئة الوزراء جوانب من المعارف الرفيعة في نهج البلاغة، ونقاطاً أخلاقيّة عدّة.

واستشهد سماحته بعبارات من عهد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لمالك الأشتر، فقدم توصيات عامة بخصوص صيانة بيت المال والتدقيق في الإنفاق منه وتجنب القرارات المتسرِّعة عند الغضب، وحدّة الأخلاق، وسلاطة اللسان، والنخوة والغرور، مردفاً: يرى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن السبيل الوحيد للتحرّر من هذه الصفات والسلوكيّات الذميمة هو تسلُّط الإنسان على نفسه عن طريق التواصل القلبيّ والمعنويّ والعمليّ مع الله سبحانه وتعالى.

وبعد طرحه لنقاط أخلاقية عدة، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الموضوع الثقافي والهموم الثقافية وشدّد على أن الأخطاء الثقافيّة ممّا لا يمكن تلافيه وتعويضه بسهولة، وأضاف قائلاً: من الضروري على الصعيد الثقافي إدراك سياسات النظام والعمل بها بصورة صحيحة.

وأكد سماحته على أنّ أي تغيير في المسيرة الثقافيّة عن إطار النظام الإسلاميّ يؤدّي إلى اختلال النظام الفكريّ والهُويّة الواقعيّة للمجتمع.

لقاؤه دام ظله بالطلبة الجامعیّین: یجب تسلیح الضفّة الغربیّة کغزّة (23/07/2014).
أثنى سماحة الإمام الخامنئيّ دام ظله في كلمته خلال لقائه بالطلبة الجامعيّين على روح النشاط والحيويّة والتفكير والنقد، والشعور بالمسؤوليّة لدى المجتمع الطلابي، وتطرّق لجذور وعوامل أحداث غزّة مؤكداً: هذه الجرائم الخارجة عن حدود التصوُّر، تمثِّل الحقيقة الذاتيّة لكيان قاتل للأطفال يتّصف بصفات الذئاب، وعلاجه الوحيد هو القضاء عليه ومحوه.

كما قال سماحته: لا يتصوّر أحد أنّه لو لم تكن صواريخ غزّة لتنازل الكيان الصهيونيّ، ففي الضفّة الغربيّة لا توجد صواريخ وبنادق والسلاح الوحيد بأيدي الشعب هو الحجارة، لكن هذا الكيان لا يكفّ مع ذلك عن قتل الناس وإذلالهم هناك.

وأضاف دام ظله: في ضوء هذه الحقائق نعتقد أن الضفّة الغربيّة يجب أن تتسلّح، أيضاً، مثل غزّة، والذين يحبّون فلسطين يجب أن ينشطوا في هذا المجال.

إقامته دام ظله صلاة عيد الفطر السعيد في طهران (29/07/2014).
أقام سماحة الإمام الخامنئي دام ظله صلاة عيد الفطر السعيد في حشود الشعب. وهنّأ سماحته المسلمين بحلول هذا العيد، واعتبر جلسات تلاوة القرآن الكريم ومجالس الذكر والعبادة والدعاء والإطعام، وساعات التوسُّل والتضرُّع في ليالي القدر، وغضب الشعب وهتافاته المدوّية في يوم القدس العالمي، من أسباب نزول الرحمة والبركة الإلهيّة.

 
 

فقه الولي

 

مناط الإقامة في السفر الشغليّ

س: هل مناط السفر الشغليّ أن يكون مرّة كلّ عشرة أيّام أو أنّ المناط عدم البقاء في مكانٍ واحدٍ عشرة أيّام حتّى وإن كان السفر إلى مكان العمل مرّة كلّ 15 يوماً أو أكثر؟
ج: المناط عدم الإقامة في مكانٍ واحدٍ عشرة أيّام بين کلّ سفرتين شغليّتين وإن فصل بين السفرتين الشغليّتين أزيد من عشرة أيّام.

2014-09-03