يتم التحميل...

يجب أن يكون الحجّ مظهر الاتحاد والتفاهم ومظهر الحوار والمواساة والتعاون والتقارب بين المسلمين.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحجّ: مصدرُ قوّة
يُشكّل الحجّ إحدى نقاط القوّة في دين الإسلام المقدّس. وعلى الرغم من أنّ نقاط القوّة في الشريعة الإسلاميّة ليست قليلة، إلّا أنّ الحجّ، بسبب الخصائص الموجودة فيه، له ميزةٌ خاصّة وبارزة.

عندما نُوفَّق، نحن المسلمين، في البلدان المختلفة، ومن المذاهب المختلفة للحجّ، ونُحقّق هذا البلوغ الفكري، والذي هو تشكيل "الأمّة الإسلاميّة"، سيكون الحجّ مصدر قوّة واستحكام ورفعة واحترام لهذه الأمّة.

إنّ القوّة التي تبرز في الحج قوّة تفوق القوّة المادّيّة والسياسيّة والعسكريّة، أو حتّى القوّة الثقافيّة وقوّة اللغة. إنّها القوّة المعنويّة التي تبني روح الإنسان وباطنه، وتجعله مستعدّاً لتجاوز الموانع والصعاب، وتفتح عينيه على حقائق لا يمكن رؤيتها وتحسّسها إلّا من خلال الحضور في ميادين الحجّ؛ هناك يُدرك الإنسان بعض الحقائق المعنويّة والتربويّة للإسلام.

الحجّ: ميدانُ التآلُف والتقارب
إحدى لوازم الحجّ بالمعنى الحقيقي، هي أنْ يتعاطى الحجّاج في ميدان هذه الفريضة الإسلاميّة الكبرى مع بعضهم بعضاً بأُخُوّة، بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ينظرون إلى بعضهم بعضاً نظرةً أَخويّة، لا نظرةَ غريبٍ لآخر، لا نظرةَ عداوة، بل ينظرون إلى بعضهم بعضاً نظرة أشخاص يسيرون ويدورون نحو هدفٍ واحد، ويبحثون عن أمر واحد، قال تعالى: ﴿... فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ... (البقرة: 197). المراد من "لا جدال" ليس الجدال مع الأعداء، فالحجّ أساساً هو مظهر الجدال مع الأعداء.

بعض أصحاب الآراء المنحرفة، وسيّئي النفوس أرادوا القول "لا جدال في الحجّ"؛ لماذا تقيمون أنتم مراسم البراءة في الحجّ؟ هذا الجدال الموجود في مراسم البراءة هو جدال مع الشرك، جدال مع الكفر؛ هذا أحد أهمّ خطوط الحياة الإسلاميّة؛ الجدال الذي لا ينبغي أن يكون في الحجّ هو جدال الإخوة والمؤمنين مع بعضهم بعضاً، جدال القلوب المعتقدة بالتوحيد مع بعضها بعضاً؛ هذا الجدال لا ينبغي أن يكون. ينبغي أن نعمل ليس فقط على التخلّص من الجدال اللساني، بل على التخلّص أيضاً من النفور القلبي، على العكس تماماً ممّا يحاول أعداء الإسلام اليوم إيجاده في المجتمع الإسلاميّ. عليكم أن تلتفتوا إلى هذا.

الأخوّة بين المسلمين
الاختلاف بين الشّيعة والسنّة والمذاهب الإسلاميّة في حدود الاختلاف العقائديّ بأن يعتقد أحد بعقيدة ما، ويعتقد الآخر بعقيدة أخرى، لا يوجد فيه مشكلةٌ، إنّما المشكلة تقع عندما يؤدّي هذا الاختلاف العقائديّ إلى الاختلاف الروحي، والاختلاف الفكري، وإلى المنازعة، وإلى الخصومة، وإلى العداوة...

لقد أدرك أعداء العالم الإسلاميّ، جيّداً، أنّه إذا ما أخذت المذاهب الإسلاميّة في العالم الإسلاميّ بأعناق بعضها بعضاً، وبدأت بمنازعة بعضها بعضاً، سوف يتنفّس النظام الصهيوني الغاصب الصعداء. لقد أدركوا هذا الأمر ووعوه جيّداً. لذا، فهم من ناحية، يطلقون المجموعات التكفيريّة التي لا تكفّر الشّيعة فقط، بل تكفّر الكثير من أهل السنّة أيضاً، ومن ناحية أخرى، زرعوا جماعة من العملاء المأجورين لتهيئة الهشيم لهذه النار، وصبّ الزيت عليها.

إنّهم يضعون وسائل التواصل الاجتماعي ووسائلهم الإعلامية في أميركا وفي لندن في متناول هؤلاء. ذلك التشيّع الذي سيُبثّ للعالم من أميركا ومن لندن، لا يفيد الشّيعة.

لقد أكّد مراجع الدين الشّيعة كثيراً على الوحدة الإسلاميّة، وعلى أخوّة المسلمين فيما بينهم، في ذلك الوقت سعى بعضهم - الملكيّون أكثر من الملك - إلى إيقاد نار الفتنة، وإيجاد النزاعات وبثّ الاختلافات. وهذا ما يسعى وراءه أعداء العالم الإسلاميّ الذين هم ليسوا شيعةً ولا سنّةً، ولا يحبّون هؤلاء ولا أولئك.

تبادل الثقافات والتجارب
المسألة الأساسيّة الأخرى التي تشكّل نقطة من نقاط القوّة في الحجّ ومصدر قوّة فيه، هي تبادل الثقافة الإسلاميّة الأصيلة بين المسلمين، وتبادل التجارب الإسلاميّة فيما بينهم. قد نكون سمعنا أموراً عن البلد الإسلاميّّ الفلاني، لكن هناك فرقاً بين السمع وبين أن يجلس الإنسان مع أناس من أهل ذلك البلد، ويسمع منهم مباشرةً، فيستطيع معرفة الحقيقة.

إنّ حجم الدعايات الإعلاميّة ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة هو حجم مرعب، وعدد الوسائل الإعلامية - بأشكالها المختلفة - التي تعمل ضدّ نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في العالم هو عدد ضخم وعجيب.

الشاب الفلاني الذي هو من البلد الأفريقيّ الفلاني، أو البلد الأسيويّ الفلاني، أو البلد العربيّ الفلاني أو غير العربي، عندما يجلس على الإنترنت ويتابع إحدى الوسائل الإعلامية العالميّة، أو يحمل بين يديه الصحيفة الفلانيّة العالميّة، أنّى له أن يعلم أنّ ما نُشر هنا عن إيران الإسلاميّة مخالف للحقيقة؟ إنّ حضوركم في الحجّ، في هذا الميدان العالمي يُتيح لكم الفرصة لنقل الحقائق، ليس فقط باللسان، بل باللسان والعمل. فلننقل حقائق الإسلام، ونتكلّم عن حقائق الشّيعة، وعن الثورة الإسلاميّة، وعن الأحداث التي تدور اليوم في العالم.

القوى العظمى لا تكترث لشعوب المنطقة
إنّ الأعداء، مضافاً إلى الأعمال التي يقومون بها على صعيد إيجاد الاختلاف الفكري والروحي والعقائدي، مستعدّون لإشعال المنطقة من أجل أهدافهم السياسيّة، فهم لا يكترثون لما يجري في العراق أو في سوريا أو في مصر أو في أماكن أخرى. إنّهم يقومون بهذه الأعمال من أجل مصالحهم غير المشروعة، حتّى لو أدّى ذلك إلى سحق مصالح عشرات الدول والشعوب الأخرى؛ هكذا هم. الإنصاف والنظر إلى مصالح البشريّة والإنسانية والمصالح المصيريّة لعموم أفراد البشر ليست موجودة في قاموسهم، ولا يرتبطون بأيّ أصل من أصول الإنسانية!

مسؤوليّتنا الثبات
مسؤوليّتنا أنْ نضع أهدافنا الإنسانية السامية التي أخذناها من الإسلام أمام أعين البشريّة جمعاء، وندعو البشريّة إلى ما وهبه لها الإسلام. فبناء القوّة الذاتيّة للشعب من خلال الإيمان الصحيح والراسخ والتوكّل على الله تعالى، واستخدام العقل والمعنويّة والنشاط والعمل، ومن خلال اتّحاد عموم أفراد الشعب، والأداء الصحيح للمسؤولين... كلُّ ذلك سيؤثّر في أوضاع المنطقة بلا شكّ، كما فعل وأثَّر إلى الآن.

آمل لهذه المشاركة المعنويّة في هذه الميادين المختلفة، ومن جملتها المشاركة في الحجّ بهذا المنطق القويّ، وبهذه النظرة الواضحة، أن تؤمّن إن شاء الله، ذلك الشيء الذي أراده الإسلام لشعوب العالم وللإنسانية أجمع، وأن توفّر أسباب السعادة لعموم البشر.

والحمد لله ربّ العالمين

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

هكذا تَصِلون

اغسلوا القلب في زمزم الصفاء والذكر والخشوع، وافتحوا عيون باطنكم على آيات ربّ العالمين الباهرة، واتجهوا إلى الإخلاص والتسليم فهما معلما العبوديّة الحقيقيّة، وأحيوا القلوبَ مرّات ومرّات بذكرى ذلك الأب الذي أخذ إسماعيله إلى المذبح عن طواعية وتسليم، وبذلك تعرفون الطريق الواضح الذي فتحه أمامنا للوصول إلى مقام الخليل للربّ الجليل، واحفظوا في همّتكم المؤمنة ونيتكم الصادقة عزم ولوج هذا الطريق.

 
 

نور من نور

 

طواف القلوب والأبدان

تمتاز شعائر الحجّ بخصوصية امتزاج الدنيا والآخرة، وتلاحم الفرد والمجتمع. الكعبة العظيمة البسيطة، وطواف الأجسام والقلوب حول محور ثابت أبدي، والسعي والجهد المستمر المنظم بين مبدأ ومنتهى، والهجرة الجماعية إلى ساحات البعث في عرفات والمشعر، والأشواق والانفعالات التي تزيد القلوب في هذا المحشر العظيم صفاء ورقّة، والهجوم العام لمواجهة رمز الشيطان، ثمّ السعي العام من الجميع من كل مكان ولون ونوع في كل هذه المراسم الزاخرة بالرموز والأسرار، والمفعمة بالمعاني وآيات الهداية، هي الخصائص الفريدة لهذه الفريضة الطافحة بالمعاني والمضامين.

 
 

نشاطات القائد

 

حضوره دام ظله جلسةً قرآنيّةً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك (29/06/2014).
في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، شهر القرآن الكريم، تضوّعت حسينية الإمام الخميني قدس سره بأريج الآيات القرآنية الشريفة بحضور سماحة الإمام القائد دام ظله وحشد من قرّاء القرآن الكريم وأساتذته وحفّاظه.

واعتبر سماحته دام ظله جهودَ الناشطين القرآنيين لتقريب المجتمع الإسلامي من فهم القرآن الكريم والأنس به أكثر فأكثر جهوداً قيمة جداً ومهمة واستراتيجيّة، مردفاً: يجب البرمجة والعمل بحيث يستأنس كل أبناء الشعب بمفاهيم القرآن الكريم ومعانيه.

وعدّ سماحته "تعزيز الإيمان بالله والتوكّل عليه والثقة بالوعود الإلهية ودفع الخوف من المشكلات المادية فوائد وبركات تكتسب من الأنس بالقرآن الكريم والانشداد إليه"، و أضاف قائلاً: "التدبر في القرآن الكريم يخرج المجتمع الإسلامي من ظلمات الخرافات والضلال والخوف والأوهام ويهديه نحو معرفة الخالق، وهذا ما يمثِّل في الوقت الراهن حاجة أساسية للعالم الإسلامي لمواجهة التحدِّيات".

لقاؤه دام ظله أساتذة الجامعات بمناسبة شهر رمضان المبارك (02/07/2014).
التقى المئات من أساتذة الجامعات بسماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله، وتبادلوا وجهات النظر في المجالات العلمية والجامعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وقد تحدّث سماحته دام ظله مؤكِّداً على أهمّيّة الاستمرار الجادّ والسريع والشامل للنهضة العلمية باعتبارها العامل الأصلي المكوّن لمصير إيران والعالم الإسلامي ومستقبلهما، مردفاً: تحقيق هذا الهدف المهمّ يستدعي نشاطاً وإدارةً جهاديّةً من عشّاق تقدُّم الوطن والشعب.

وأشار قائد الثورة الإسلامية في جانب من حديثه إلى أجواء النقاء والمعنويّة والصدق والإخلاص في شهر رمضان المبارك، داعياً الجميع إلى أقصى حالات الانتفاع من هذا الشهر المبارك وتعزيز الصلة بالله ونشر أجواء التفاؤل والثقة والمحبّة والخير في العلاقات الاجتماعية. المعارف الدينية من جملة فرص هذه المراسم المنوّرة.

استقباله دام ظله مسؤولي الدولة بمناسبة شهر رمضان المبارك (07/07/2014).
استقبل سماحة الإمام الخامنئي دام ظله مسؤولي الدولة وكبار مديري الأجهزة والمؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد، وذكر جملة من النقاط المهمّة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيراً إلى الأوضاع الحسّاسة في المنطقة والعالم والمرور في الوقت الراهن بمنعطف تاريخي حقيقي مؤكِّداً على مواصلة الجمهورية الإسلامية، دربها الزاخر بالمفاخر بالاعتماد على الشعب والانتفاع من التجارب والسعي والجهاد المتواصل لتحقيق مطامح الشعب وأهدافه.

وعدّ سماحته دام ظله شهرَ رمضان المبارك ساحةً للمواجهة بين "الشيطان والسلوكيات الشيطانية" و"التقوى وعبودية الرحمن والسلوكيات الرحمانية" مضيفاً: في ساحة المواجهة هذه، للشيطان هدفه المهم وللتقوى بدورها فاعليتها البالغة الأهمّيّة. الشيطان يحاول خلق الأخطاء لدى الناس واتخاذ الخطوات على أساس هذه الأخطاء، بينما التقوى تمهّد الأرضية لوعي الإنسان ومعرفته وتمييزه بين الحق والباطل.

واعتبر سماحته أنّ الشيطان بتهديداته يخيف الناس من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى يلوّح لهم بالوعود الخادعة ليرسم أمام أنظارهم مستقبلاً كاذباً وخيالياً كالسراب.

 
 

فقه الولي

 

تكرار السفر

س: متى ينطبق على الشخص أنّه كثير السفر؟ وإذا انطبق عليه هذا العنوان فهل يصلّي تماماً ويصوم أينما ذهب؟ أم يختصّ ذلك بالعمل فقط؟
ج: لا عِبرةَ بكثرة السفر، وإنّما المناط في إتمام الصلاة والصوم هو تكرار السفر لأجل العمل، ولو مرّة في الشهر، بشرط أنْ لا يفصل بين أسفاره بالمكث عشرة أيّام في مكانٍ واحد. وعليه، فإنّه يُتمُّ صلاته ويصوم في أسفاره

2014-08-11