يتم التحميل...

نحن بحاجة إلى الاستفادة القصوى من أيام شهر رمضان ولـيــالــيه المـليـئة بالبركة، وإلى تقوية علاقتنا القلبية بعالم المعنويات وعالم الغــيـب والابتهال والتضرّع والخشوع بين يدي ربّ الأرباب.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ذُكرت في الأدعية المأثورة صفات لشهر رمضان المبارك، تدعو كلُّ واحدةٍ منها للتأمل والتدبر: "شهر التوبة والإنابة"شهر الإسلام" "شهر الطَّهور" "شهر التمحيص" وغيرها من الصفات...

فرصةُ انعتاق الروح

كما أنّ الشريعة الإلهيّة المقدّسة قد جعلت لنا أوقات الصلاة فرصةً للاختلاء بالنفس وإيجاد النورانية في القلب، ولكي لا نستغرق في الغفلة، بل لنتحرر من أسر المادة ونتنفس الصعداء قليلاً، ونقبل على المعنويات، فكذلك لشهر رمضان هذه الوضعية بالنسبة لأيّام السنة؛ حيث تتنفس فيه الروح الإنسانية والروح الملكوتيّة للإنسان، وهو فرصة تنعتق فيها النفس بهذه الرياضة الطويلة الممتدّة لشهرٍ كاملٍ من العوامل المادية التي تحيط بنا وتدرك منجاتها وتتنفّس وتكتشف النورانيّة.

شهر التوبة والإنابة

ومن بين الخصوصيات المذكورة هو أن شهر رمضان شهرُ التوبة والإنابة. فالتوبة هي الرجوع عن طريق الخطأ، وعن ارتكاب الخطأ، وعن التفكير الخاطئ، والإنابة تعني الرجوع إلى الله.

عندما نقول إننا تراجعنا عن طريق الخطأ، فهذا يعني أنّنا حدّدنا نقطة الخطأ والطريق الخاطئ، وهذا مهمٌّ جداً. فنحن غالباً ما نغفل عن أخطائنا وتقصيرنا. فالتوبة والإنابة يحتاجان إلى خطوة أولى وهي أن نلتفت إلى عيوبنا، وأين تكمن أخطاؤنا وذنوبنا. وهذا ما نحتاجه جميعاً نحن المبتلين كثيراً بالتقصير والخطأ والمعصية، بل حتى أولياء الله، فهم، أيضاً، يحتاجون إلى الاستغفار وإلى التوبة، وتوجد رواية نقلها الشيعة والسنة عن نبي الإسلام المكرّم صلى الله عليه وآله حيث يذكر: "إنه ليغانّ على قلبي"؛ فقلبي يعتليه الغبار ويظلِّله الضباب. والـ (غَين) بمعنى الغيم؛ كما يحصل عندما يظلّل السحابُ الشمسَ أو القمرَ، حيث يحول دون سطوعهما. "وإنّي لأستغفر الله كلّ يوم سبعين مرّة". فهذه الجملة يذكرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو صاحب الروح الملكوتية والذات الطاهرة.

ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يتوب إلى الله كلّ يوم سبعين مرّة من غير ذنبٍ".

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم كما تعلمون، فمن أيِّ شيء يتوب؟! يقول المرحوم الفيض الكاشاني: "إنّ ذنب الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ليس كذنوبنا، بل إنّما هو ترك دوام الذكر والاشتغال بالمباحات".

فمن الممكن أن تعرض الغفلة على النبي والولي للحظة في الزقاق والسوق والحياة اليومية؛ ذلك الشيء الذي يشكّل غالب أوقاتنا، يمكن أن يعرض له للحظة فينشغل بأمرٍ مباح؛ وهو ما يستوجب على النبي الاستغفار. لهذا فما ذكرناه لا يختص بنا، بل يشمل الجميع.

والنتيجة، فإن علينا أن نراقب أنفسنا في شهر رمضان مهما أمكن، ونصلح سلوكياتنا وأفكارنا وأقوالنا وأعمالنا، ونفتّش عن الإشكالات الموجودة فيها لنتخلص منها.

لعلّكم تتّقون

ومثل هذا الإصلاح يكون على طريق التقوى. فالله تعالى يقول في آية الصيام الشريفة: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة: 183) فالصيام لأجل التقوى.

في أغلب الأوقات عندما تُذكر التقوى ينصرف ذهن الإنسان إلى رعاية ظواهر الشرع والمحرّمات والواجبات المطروحة أمامنا، أن نصلّي وندفع الحقوق الشرعية، أن نصوم ولا نكذب... لكنْ للتقوى أبعادٌ أخرى غالباً ما نغفل عنها، ففي دعاء مكارم الأخلاق يوجد فقرة تبيّن هذه الأبعاد: "اللهم صلِّ على محمّدٍ وآله وحلّني بحلية الصالحين وألبسني زينة المتّقين"، فما هو لباس المتّقين؟ فيأتي الشرح: "في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة" في إخماد الغضب وإطفاء النيران، تلك النيران التي تندلع بين أفراد المجتمع، "وضمّ أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين"، فبدلاً من إشعال النيران والإذاعة وإلقاء الخلاف والتفرقة نقوم بإصلاح ذات البين بين الإخوة المؤمنين والمسلمين ونوجد الائتلاف... هذه هي التقوى.

أرفع أنواع التقوى

لاحظوا، إنّ هذه الأمور تُعدّ من قضايانا المعاصرة:

ا- إشاعة العدل وبسطه
إشاعة العدل وبسطه في القضاء والاقتصاد والاختيار وتوزيع الثروات والفرص الموجودة في البلاد بين الجماعات. فبسط العدل يُعدّ أرفع أنواع التقوى، فهو أعلى من صلاةٍ جيدة وصومِ يومٍ في صيفٍ حارّ. فقد ورد في مضمون حديثٍ أنّ كل أميرٍ يحكم يوماً واحداً بالعدل فكأنّه قد عبد الله سبعين سنة.

2- كظم الغيظ
وكظم الغيظ تجاه الأصدقاء، أما مقابل الأعداء فيجب أن نتحلّى بالغيظ‏، ففي مقابل ذاك العدو الذي يخالف هويتكم ووجودكم يكون الغضب مقدساً ولا إشكال فيه. أما في جمع المؤمنين فلا ينبغي أن يكون هناك غيظٌ وغضب. فالغضب يضر بصاحبه. واتخاذ القرار مع الغضب مضرّ، وكذلك الكلام والعمل مع الغضب فإنه غالباً ما يؤدي إلى الوقوع في الأخطاء والشبهات؛ وهو أمرٌ ذائعٌ بيننا كثيراً وللأسف. فاجتناب هذا الغضب يُعدّ من موارد التقوى.

3-إطفاء النائرة
العمل الآخر هو إطفاء النائرة، فبعضهم يشعل النيران السياسية والفئوية، وهذا خلاف التقوى لأن التقوى تعني إطفاء النائرة. فمثلما أنكم تطفئون النيران المندلعة في محلٍّ ما، فعليكم أن تسيطروا على النيران التي تندلع في الأجواء الإنسانية والمعنوية والأخلاقية وتطفئوها، وهكذا: "ضمّ أهل الفرقة".

بالطبع المعيار والميزان هو الأصول والقيم. فالناس ليسوا سواء بحسب الإيمان. ففينا من هو ضعيف الإيمان ومن هو أقوى إيماناً. فضعفاء الإيمان ينبغي أن يحوزوا على عناية أقوياء الإيمان ورعايتهم. فالذين انصرفوا عنّا بسبب الاشتباه والغفلة نعيدهم إلينا، وننصحهم، ونبين لهم الطريق ونستعيدهم.

اجعلوا التقوى عامّة

فهكذا تكون التقوى والتوبة والإنابة. ومن اللافت أنّ هذا الصيام هو عملٌ جماعي؛ فكلنا صائمون، وقد جلسنا حول مائدة الضيافة الإلهية؛ جميع أفراد المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية. فإنّنا لو اعتبرنا أنفسنا معنيين بهذه النصائح والوصايا المهمّة للكتاب والسنّة، فانظروا ماذا سيحدث عندئذٍ في العالم الإسلامي، أو على مستوى البلد! علينا أن نعرف قدر هذا الشهر، وأن نكون في الواقع في شهر التوبة والإنابة والتطهير والتمحيص؛ فنتحرك باتجاه هذه الأمور.

والحمد لله ربّ العالمين

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

هذا هو اعتقادنا

لو أنّ شعباً قرن الاعتقاد بالحقّ، والقرآن والمعارف الإسلامية بالمحبّة، فإنّ صبغة وأريج وردة المحبّة اللطيفة هي التي يمكنها أن تربّي وتنمّي العقائد العميقة في ميدان حياة الإنسان. لو أنّ هذه العقائد وهذه الالتزامات العقلانية تلازمت مع الحبّ والعواطف وعُجنت بها، هناك سيكون الميدان ميدان العمل القرآني، وستزداد التوفيقات والنجاحات وتتتالى، وهذا ما نسعى نحوه. إذا استطاعت المحافل القرآنية أن تأخذ بقلوبنا إلى ما هو أبعد من الجوانب العقلانية، أي الجوانب العاطفية وعُلقة العشق والمحبة بالقرآن، فإنّ المشاكل التي تقف بوجه المجتمع الإسلامي ستزول. هذا هو اعتقادنا.

 
 

نور من نور

 

يوم الحسرة

إذا لم نستفد من ساعات شهر رمضان المبارك، وما لم نغتنم هذه الفرصة، سيأتي يومٌ يكون سبب حسرتنا، ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (مريم: 39). ففي ظلّ الغفلة وعدم الإيمان تضيع هذه الفرص، وفي ذلك اليوم الذي نُحاسَب فيه على كل ساعةٍ، بل على كل دقيقة وعلى كل حركةٍ وكلمة، سوف تكون هذه الغفلة سبب الحسرة. وهناك لا تعويض ﴿إِذْ قُضِيَ الْأَمْر، فقد تمّ كلّ شيء، هناك حينما نستيقظ ونلتفت.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله حشداً من المعلمين بمناسبة أسبوع المعلّم (07/05/2014).
استقبل القائد الخامنئي دام ظله الآلاف من المعلمين بمناسبة أسبوع المعلّم، معتبراً التعليم، ونقل الفكر، وتعليم الأخلاق والسلوك الحسن، العناصر الثلاثة الأصلية في مهنة التعليم الشريفة الجديرة بالفخر، وأكّد على أهميّة البرمجة العملية لتطوير التربية والتعليم من أجل مستقبل مشرق لأبنائنا، وللتقدم المادي والمعنوي المتسارع لبلدنا العزيز.

وأوضح سماحته أن الهدف الأصلي من اللقاء بالمعلمين هو إبداء الحب لهم واحترام منزلة التربية والتعليم، قائلاً: كلنا ممتنون للمعلمين، لذلك يجب أن يكون تكريم مهنة التعليم حالة شاملة وراسخة في المجتمع، بحيث يكون السلام على المعلم واحترامه فخراً.

ووصف دام ظله أولاد الناس بأنهم أمانة في أيدي المعلمين، واعتبر تعليمهم المعرفة واجباً مهمّاً، لكن الأهم من ذلك تعليم التفكير للأطفال والأحداث.

استقباله دام ظله أعضاء اللجنة المركزية للاعتكاف (08/05/2014).
استقبل سماحة القائد الخامنئي دام ظله أعضاء اللجنة المركزية للاعتكاف وأعضاء لجنة إقامة المهرجان العلمي الثقافي العام الثالث للاعتكاف.

واعتبر دام ظله التشوّق العام والإقبال المحيّر على سُنّة الاعتكاف الحسنة من جملة البركات الإلهيّة. ووصف دام ظله عبادة الاعتكاف بأنها طلب رياضة بتشوق ورغبة من أجل رفع المستوى المعنوي مردفاً: العشق المتعالي على الوصف الذي يبديه الشباب نحو الاعتكاف بعد انتصار الثورة الإسلامية، والذي يمكن مشاهدته اليوم في المساجد والجامعات في مختلف أرجاء البلاد يجب أن يُعرف قدره كفرصة ثمينة.

كما أوضح سماحته أن فرصة الاعتكاف يجب أن تختصّ بالعبادة والتوجّه إلى الله تعالى أكثر، مضيفاً: التواصل بصداقة وأُخوّة مع المعتكفين وكذلك تعليم وتعلم المعارف الدينية من جملة فرص هذه المراسم المنوّرة.

زيارته دام ظله معرض المنجزات الجوية والفضائية لحرس الثورة الإسلامية (11/05/2014).
زار سماحة القائد الخامنئي دام ظله مقر قيادة القوية الجوية - الفضائية لحرس الثورة الإسلامية، وتجوّل لمدة ساعتين في معرض منجزات هذه القوة.

وقد عُرضت في هذا المعرض منجزات القوة الجوية - الفضائية لحرس الثورة الإسلامية في مجالات تصميم وصناعة الطائرات المسيّرة، وأنظمة الصواريخ المضادة للبوارج والصواريخ البالستية والمضادة للدروع الصاروخية، وأنظمة الدفاعات وأنواع الرادارات ومراكز سيطرة القيادة.

وبعد تجوله في المعرض ألقى سماحته دام ظله كلمةً أكّد فيها أنّ الدرس الأهم في هذا المعرض هو إثبات مواهب وقدرات الشعب الإيراني على الخوض في ميادين صعبة يريد لنا الأعداء عدم الدخول فيها.

وأضاف دام ظله: هذا المعرض يحمل لنا جميعاً نحن المسؤولين رسالة الاقتدار والإمكانيات الداخلية ويعلن "أننا قادرون".

 
 

فقه الولي

 

الإدغام في التشهد

س:هل يجزي في التشهّد الواجب في الصلاة أنْ يقول المصلّي: "أشهد ألّا" بدلاً من: "أشهد أنْ لا"؟
ج: يجزي ذلك. والله العالم.

2014-06-28