لقد جمع الإمام قدس سره في شخصيته قوّة الإيمان مع العمل الصالح، والإرادة الفولاذية مع الهمّة العالية، والشجاعة الأخلاقية مع الحزم والحكمة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية الإمام قدس سره الأبويّة
إن إمامنا الخميني الكبير قدس سره كان له حقّ الأبوّة على هذه الأمّة. فقد كان قدس
سره مظهر الشفقة والرحمة، ومظهر القدرة والصلابة. إضافة إلى ذلك، فإنّ الإمام هو
أبو النهضة الإسلامية المعاصرة في العالم الإسلامي.
العزّة الحقيقيّة
العزّة هي البنية الداخلية المتينة لأيّ فردٍ أو أي مجتمعٍ التي تهبه الاقتدار في
مواجهة العدوّ والعقبات، وتجعله يتغلّب على التحديات.
في المنطق القرآني، العزّة الواقعيّة والكاملة هي لله، ولكلّ من يختار أن يكون في
جبهة الحق. وفي المواجهة بين جبهة الله وجبهة الشيطان، تكون العزّة لأولئك الذين هم
في جبهة الله، هذا هو منطق القرآن
﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ (فاطر: 10)،
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون: 8)،
العزّة لله وللرسول وللمؤمنين؛ فما لم يدرِك المنافقون والكافرون هذا الأمر، فإنّهم
لن يفهموا أين تكمن العزّة، وأين هو قطب العزّة الواقعية.
في سورة النساء، يقول القرآن الكريم بشأن أولئك الذين يربطون أنفسهم بمراكز القوى
الشيطانية من أجل الحصول على الشأنيّة والقوة
﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ (النساء: 139)، فهل يبتغي العزة من يلجأ إلى
أنداد الله وأعدائه، وإلى القوى المادية؟ إنّ العزّة عند الله.
وفي سورة الشعراء المباركة هناك تقريرٌ عن مجموعة من التحدّيات التي واجهها
الأنبياء العظام عليهم السلام ـ فيما يخصّ النبي نوحاً والنبي إبراهيم، والنبي هوداً
والنبي صالحاً، والنبي شعيباً والنبي موسى، يتحدّث بالتفصيل حول التحديات التي
واجهها هؤلاء الأنبياء ويقدّم تقريراً إلهيّاً عن الوحيّ إلى أسماع الناس. وفي كل
مقطع من المقاطع التي واجهها هؤلاء الأنبياء كانت الغلبة لجبهة النبوة على جبهة
الكفر، يقول: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الشعراء: 8-9)، أي إنّه على الرغم
من أنّ الطرف المقابل كان هو الأكثرية، وكانت السلطة والأموال والأسلحة بأيديهم
إلّا أنّ جبهة التوحيد هي التي انتصرت عليهم. وهذه آية من آيات الله سبحانه وتعالى،
وربك هو العزيز الرحيم. بعد ذلك يكرر القرآن هذا التقرير على مدى هذه السورة
المباركة، فإنّه يتوجّه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آخر السورة
﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾
(الشعراء: 217) أي توكّل على الربّ
العزيز والرحيم، واعتمد عليه، فهو الضامن لغلبة الحقّ على الباطل
﴿الَّذِي يَرَاكَ
حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ (الشعراء: 218-219)، هو الذي
يراك في كل الأحوال، في حال القيام والسجود والعبادة والعمل والسعي، هو حاضر وناظر
(يراك)، ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
(الأنفال: 61). إذاً في منطق القرآن،
يجب طلب العزّة من الله وحده دون سواه.
العزّة حصانةُ المجتمع
عندما تشمل العزّة حال أيّ إنسان، فرداً أو مجتمعاً، فإنّها تصبح كالسور والحصن
المنيع أمام الأعداء، يصعب النفوذ إليه، ومحاصرته والقضاء عليه، فيُحفظ الإنسان من
نفوذ وغلبة العدوّ. وكلما رأينا هذه العزة متجذّرةً أكثر في وجود الفرد والمجتمع،
كانت تأثيرات هذا التماسك والحصانة أكثر، ويصل الأمر بالإنسان إلى أن يبقى مصوناً
من غلبة ونفوذ العدوّ السياسي والعدوّ الاقتصادي، ويكون أيضاً محفوظاً من غلبة
ونفوذ العدوّ الأكبر والأساسي أي الشيطان. أولئك الذين لديهم العزة الظاهرية، ولا
يكون لهذه العزّة وجود في قلوبهم ووجدانهم وفي عمق وجودهم؛ سيكونون عزّلاً مسلوبي
الإرادة أمام الشيطان، وسينفذ إليهم.
عزّة النفس وقهر الأهواء
من المعروف أن الإسكندر المقدوني كان يمرّ في إحدى الطرق، وكان الناس يعظِّمونه؛
وكان هناك رجلٌ ورع مؤمن يجلس في إحدى الزوايا، فلم يبدِ احتراماً أو يقف له إجلالاً،
فتعجّب الإسكندر وأمر بإحضاره فأحضروه. فقال له: لماذا لم تنحنِ أمامي؟ قال: لأنك
عبدٌ لعبيدي، فلماذا أنكّس رأسي لك؟ فقال الإسكندر: كيف ذلك؟ قال: لأنك أنت عبد
شهوتك وغضبك، والشهوة والغضب عبداي، وهما تحت إرادتي، ولي الغلبة عليهما.
فإذا كانت عزّة النفس نافذةً في عمق وجود الإنسان، عندها لن يكون للشيطان ولأهواء
النفس تأثير في الإنسان، ولن يتلاعب الغضب والشهوة بهذا الإنسان.
الإمام الخميني قدس سره أعزَّ الشعب
ونحن عرفنا الإمام قدس سره على هذه الحال. كان الإمام قدس سره طوال حياته المباركة،
سواء في ميدان العلم والتدريس، أم في مرحلة النضال العصيبة، أم في ميدان الإدارة
والحكم، وعندما كان على رأس السلطة وممسكاً بزمام المجتمع، في كل هذا كان مصداقاً
لهذه الآية ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيم﴾
(الشعراء: 217). ولهذا غدت
الأمور والأعمال الكبيرة،التي كان الجميع يقولون عنها إنها مستحيلة، ممكنة مع بزوغ
شمس الإمام، وتحطّمت بحضور الإمام قدس سره جميع السدود التي قيل إنّها لا تتحطّم.
ففضلاً عن أنّه كان نفسه مظهرَ عزّة النفس والقوّة المعنويّة، فقد نفخ روح العزة في
الشعب أيضاً. كان هذا الإنجاز الكبير للإمام الجليل.
الإمام قدس سره أيقظ الاستعدادات
غيّرت الثورة الإسلامية الكبيرة الاتّجاه كلياً، وقلبت الصفحة بفضل همةّ الإمام قدس
سره، فالإمام لقّن الناس ثقافة «نحن نستطيع»، وثبّتها في قلوبهم، وهذه هي أيضاً
الثقافة القرآنيّة التي تقول: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139). تقدَّم الإمامُ نفسُه
إلى الأمام وقاد، وعندها استثار الدوافع في الناس، وتفتحت الهِمَم والاستعدادات،
وصار حضور الناس في الساحات سبباً لاستجلاب الرحمة الإلهيّة، فشرع بحركةٍ نحو العزة
والتقدّم لا تعرف التوقّف.
عوامل الانتصار
عندما نتأمّل في ثورة الإمام قدس سره، نجد أن الاعتماد الأساسي هو على البنية
الداخلية للشعب واستحكامها، وإحياء روح العزة، لا التفاخر، ولا الغرور، ولا التقوقع
حول النفس.
إنّ هذه العزّة الوطنية وهذا الاستحكام الداخلي، وهذه البنية المحكمة، يجب أن تكون
دائماً في حال تقدّم وأن توصلنا إلى التقدّم. والعدالة هي في قلب التقدّم. فالتقدّم
لا يكون في المظاهر الماديّة فقط، بل يشمل جميع الأبعاد الوجودية للإنسان. ففي
داخله توجد الحرية والعدالة والسموّ الأخلاقي والمعنوي، كلّ هذه ملحوظة في مفهوم
التقدّم.
والحمد لله ربّ العالمين
|
إهكذا كان الإمام قدس سره!
في الدعاء الرابع والأربعين من الصحيفة السجادية- وهو دعاء الدخول في شهر رمضان
وكان الإمام السجاد يقرأه- يطلب الإمام عليه السلام من الله تعالى بعض الأشياء لشهر
رمضان، ومنها قوله عليه السلام: " وأن نسالم من عادانا".
يعني: اللهم نطلب منك أن نسالم كل أعدائنا ونداريهم، ثم يقول بعد ذلك فوراً:
"حاشى
مَنْ عُوديَ فيك ولك فإنه العدو الذي لا نصافيه".باستثناء العدو الذي عاديتُه من
أجلك وفي سبيلك. هذا هو العدو الذي لن نتصالح معه أبداً، ولن تصفو قلوبنا معه
على الإطلاق.
هكذا كان الإمام الخميني قدس سره. لم تكن له عداوة شخصية مع أحد. وإذا كانت هناك
أكدار شخصية كان الإمام يضعها تحت قدميه.
لكنّ العداء في سبيل العقيدة والدين كان عند الإمام قدس سره مهماً وجدياً للغاية.
|
لا تكُن ذا وجهَين!
أحد معاني الحريّة
المعنويّة هو التحرّر من مخالب العمل الدّاخليّة المانعة من عملنا الحرّ أو من
فكرنا الحرّ في المجتمع، كالخوف من الناس أو من الجوع أو من الفقر. وقد أشير في
القرآن إلى هذه المخاوف:
﴿فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾
(المائدة:44)، ﴿فَلاَ
تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
(آل عمران:175)، وفي خطابه للنبي صلى الله عليه وآله:
﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن
تَخْشَاه﴾ (الأحزاب:37).أو
الخوف من سلب الامتيازات، فإنّنا لو أعملنا حريّتنا وأمرنا بالمعروف أمام أصحاب
القدرة والسّلطة فإنّنا سنسقط وسنفقد امتيازاتنا!
الحريّة المعنويّة بمعنى التحرّر من القيود والأغلال الدّاخليّة التي تمنعني من
الذهاب إلى الجهاد، ومن الذهاب إلى المواجهة، ومن أن أتكلّم بصراحة، ومن أن أعلن
مواقفي علانيّةً، وتجعلني أبتلى بالنّفاق وأكون ذا وجهين.
|
استقباله
دام ظله المئات من السيدات النموذجيّات على أعتاب ولادة السيدة الزهراء عليها
السلام(19/04/2014)
استقبل سماحة السيد القائد دام ظله المئات من النساء النموذجيّات والنخبة، واعتبر
تأسيس مركز عال خارج نطاق السلطات الثلاث لتدوين استراتيجيّة صحيحة لقضايا المرأة
والعائلة أمراً ضرورياً، مضيفاً: التوصل إلى هذه الاستراتيجيّة الشاملة والممكنة
التطبيق بحاجة إلى أمور ثلاثة أمور: التحاشي التام لاعتبار الأفكار الغربية الخاطئة
المتحجّرة النمطية مرجعيةً في شؤون المرأة، والاعتماد على النصوص والمعارف
الإسلامية الأصيلة، والخوف في أمور تعد، بحقّ، القضايا الأصلية للمرأة.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى عصمة السيدة الزهراء عليها السلام ومنزلتها
المعنوية الأسمى والأرقى وهي في عمر الشباب، مردفاً: ينبغي بنظرة جديدة ودقيقة
لحياة سيدة نساء العالمين، العمل على جعل سجاياها البارزة من قبيل التقوى والعفاف
والطهر والجهاد وحسن التبعُّل وحسن تربية الأبناء والفهم السياسي والمشاركة في أهم
ميادين الحياة، نموذجاً يُقتدى به بالمعنى الحقيقي للكلمة.
كما اعتبر سماحته المرأة والعائلة قضيتين لا يمكن الفصل بينهما ولفت قائلاً: كل من
يدرس قضية المرأة منفصلة من قضية العائلة فهو يعاني من إرباك في فهم القضية وتشخيص
علاجها.
استقباله دام ظله جمعاً من مداحي أهل البيت عليهم السلام
بمناسبة ذكرى ولادة الصدّيقة الزهراء عليها السلام(20/04/2014)
في الذكرى العطرة لميلاد سيدة نساء العالمين عليها السلام وحفيدها
الإمام الخميني قدس سره، استقبل سماحة القائد دام ظله جمعاً من شعراء ومداحي أهل
البيت عليهم السلام، معتبراً أنّ الدرس الكبير في حياة السيّدة الزهراء عليها
السلام للمجتمع البشري هو
الجدّ والسعي والحياة الطاهرة، مضيفاً: المجالس الدينية فرصة فريدة للتعبير عن
الدروس المهمة في حياة نجوم الدين الزاهرة، ويجب عن طريق نقل المضامين والمحتوى
بشكل فني وتوعوي وباعث على الصحوة والأمل والوحدة وبمراعاة تامّة للحدود الشرعية في
المراسم الدينية، توظيف هذه الفرصة لخدمة مجابهة المؤامرات المعقدة التي يحوكها
أعداء الإسلام، وكذلك لتحقيق أهداف النظام الإسلامي.
زيارته دام ظله مجموعة " مپنا" الصناعية بمناسبة يوم
العمّال(30/04/2014)
على أعتاب اليوم العالمي للعمّال، زار سماحة السيد القائد الخامنئي دام
ظله مجموعة " مپنا" الصناعية، وتجوّل في معرض إنجازات المتخصصين والخبراء والعمال
في هذه المجموعة الصناعية فيما يتعلق بتصاميم وصناعة معدات محطات الطاقة والنفط
والغاز والبتروكيمياويات وصناعة السكك الحديدية.
وأكَّد دام ظله على عقيدته العميقة بشأن ضرورة تكريم العمل والعامل في الثقافة
العام للمجتمع، مضيفاً: مبدأ العمل والسعي محترم في الإسلام، واهتمام الإسلام بحقوق
العامل ومنزلته وكل الناشطين في قطاع الإنتاج قائم على هذه النظرة التقدمية الرائدة.
|
صوم الحامل
س:امرأة حامل لا تعلم أن الصيام يضرّ بالجنين أم لا، فهل يجب عليها الصيام؟
ج:إذا كانت تخاف الضرر من صومها على جنينها، وكان لخوفها منشأ عقلائي،
فيجب عليها الإفطار،وإلاّ فيجب عليها الصيام.