يتم التحميل...

سرُّ الانتصار واستمرار التحرُّك هو التوكُّل على الله، وحسن الظنّ به، والاعتماد عليه تعالى، وحفظ الوحدة والتلاحم..

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مصدر البركات
ولادة النب صلى الله عليه وآله هي مصدر البركات التي حلّت على جميع أبناء البشر، وأوصلت الأمم والشعوب إلى مصافّ العوالم الإنسانيّة والفكريّة والروحيّة، وإلى الحضارة السامية والآفاق المنيرة للحياة.
وما يهمّ الإسلام والمجتمع الإسلاميّ في هذه الذكرى، هو أن نضع ما يريده النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله منّا نصب أعيننا، ونسعى جاهدين لتحقيقه؛ إذ تكمُن سعادة العالم الإسلامي في هذا لا غير.
جاء الإسلام من أجل سعادة البشر، وتحريرهم من قيود وبراثن الأنظمة المستبدّة والظالمة، وإقامة الحكومة العادلة، وتحريرهم من الأفكار والأوهام المسيطرة على حياة الإنسان التي تقوده وتسيّره خلافاً لمصلحته.

حريّةُ القلب والروح
وصف أمير المؤمنين عليه السلام حياة الناس في البيئة التي ظهر فيها الإسلام، بأنّها بيئة فتنة: "فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا ووَطِئَتْهُمْ بِأَظْلَافِهَا". والفتنة تعني الأجواء الملوّثة بالغبار، حيث تعجز العين عن الرؤية في تلك الأجواء؛ فلا ترى طريقها ولا تشخّص مصلحتها. هكذا كان حال الناس الذين عاشوا في تلك المنطقة المليئة بالمحن والشقاء. وهذا ما كان سائداً في الدول الكبرى، وفي حضارات ذاك الزمن. ومن غير الصحيح أن نتصوّر أنّه في زمن ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، كان الناس هناك تُعساء، والشعوب الأخرى سعداء. كلا! فغلبة الحكومات الجائرة والظالمة، وعدم احترام شأن الإنسان والإنسانية، والحروب المدمّرة التي جرت بين القوى وبهدف فرض سيطرتها، قد شرذمت حياة البشر.

ويشير التاريخ إلى وجود حضارتين في ذلك الزمن، هما الحضارة الإيرانية (الفارسية) الساسانيّة، وحضارة الإمبراطورية الرومانيّة. كان الناس، ومن مختلف الأطياف والشرائح، يعيشون في تلك المجتمعات حالةً مزريةً تحرق قلب الإنسان، كانوا يعيشون حياة الرقّ والعبوديّة والأسر، فجاء الإسلام لتحرير قلب الإنسان وروحه.

والآن، فإنّ أعداء حريّة الإنسان يعمدون إلى قتل الفكر الإنسانيّ الحرّ، والقضاء عليه. وإذا ما فُقد الفكر الحرّ، فستبطئ الحركة نحو الحريّة أو تنتفي كليّاً.

تكليفنا: تحقيق الحريّة
إنّ تكليفنا اليوم- نحن المسلمين- هو العمل للوصول إلى الحريّة التي يبتغيها الإسلام. فاستقلال الشعوب الإسلاميّة، واستقرار الحكومات الشعبيّة في كافة أنحاء العالم الإسلاميّ، ومشاركة جميع أفراد الشعب في القرارات المصيريّة، والحركة على أسس الشريعة الإسلاميّة، هي التي ستُنقذ الأمّة. وبالطبع، فإنّ الشعوب الإسلاميّة في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ تشعر بالحاجة إلى هذه الحركة، وفي النهاية ستصل هذه الأحاسيس إلى النتيجة المرجوّة، وسيكون مستقبل العالم الإسلاميّ كما نرجو ونروم، ولدينا أمل بهذا المستقبل. يوجد اليوم شعورٌ بالصحوة في العالم الإسلاميّ. ومن هذه النقطة بالتحديد يدخل الأعداء إلى الساحة بمختلف أنواع الخدع لشلّ المجتمعات الإسلاميّة، وأهمها إيجاد الفرقة والاختلاف بينها.

فلسطين لن تُنسى!
منذ 65 عاماً والاستكبار العالمي يسعى بكلّ قوّته لفرض واقع النظام الصهيونيّ على الشعوب الإسلاميّة، ولحملهم على القبول هذا الواقع؛ وقد فشل حتى الآن.

إنّهم يحاولون منذ 65 عاماً محو اسم فلسطين من الذاكرة ولم يفلحوا. وقد أثبتت الشعوب الإسلاميّة- في حرب الـ 33 يوماً على لبنان وحرب الـ 22 يوماً على غزة، وبعدها حرب الـ 8 أيام على غزّة أيضاً- أنّها ما تزال حيّة، وأنّها لم تنسَ فلسطين.

في هذه الظروف نفسها، تنصبّ جميع جهود الأعداء، لجعل الأمّة الإسلاميّة غافلة عن فلسطين عبر زرع الخلافات، وعبر تمويل الحروب الداخليّة والترويج للتشدّد والتطرّف المنحرف باسم الإسلام وباسم الدين والشريعة!

التيّارات التكفيريّة بشرى للاستكبار
إنّ وجود التيارات التكفيريّة في العالم الإسلاميّ، هو بمثابة بشرى لأعداء الإسلام. فهم بدل أن يوجّهوا اهتماماتهم إلى واقع النظام الصهيوني الخبيث، يصبّون اهتماماتهم في اتجاه آخر. فالإسلام يريد للمسلمين أن يكونوا ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ(الفتح:29) وأن يتوحّدوا، وأن يتضافروا، وأن يعتصموا بحبل الله؛ هذا ما يأمر به الإسلام. عندما يظهر تيّارٌ يقسّمُ المسلمين إلى مسلم وكافر، ويستهدف جماعة منهم على أنّهم كفّار! فمن منّا لا يشكّ في أنّ وجود هذه التيّارات ودعمها وتمويلها، هو من عمل الاستكبار وأجهزة الاستخبارات الخبيثة للدول المستكبرة!؟ وللأسف، فإنّ بعض الدول الإسلاميّة يغذّي هذه الخلافات، دون أن يفطن إلى أنّ نيرانها ستحرق الجميع.

هؤلاء التكفيريّون يشوّهون صورة الإسلام في نظر الرأي العام العالمي. فكيف ستكون صورة الإسلام عندما يُرى شخص باسم الإسلام، يمضغ كبد إنسان آخر؟ لقد خطّط الأعداء لذلك منذ زمن.

على المسلمين مواجهة أيّ عامل من عوامل الفرقة، وهذا تكليف كبير للجميع؛ على الشيعة والسنّة، بجميع فِرَقهم ونخبهم، أن يتحمّلوا المسؤوليّة وينهضوا بهذا التكليف.

التأكيد على المشتركات
الوحدة تعني التأكيد على المشتركات؛ فالمشتركات بين المسلمين أكثر من الاختلاف، ويجب التأكيد على ذلك. كما يقع القسم الأكبر من هذا التكليف على عاتق النخب السياسيّة والعلميّة والدينيّة. فعلى علماء الدين المسلمين تحذير الشعوب الإسلاميّة من تسعير حدّة الخلافات بين الفرق والمذاهب الإسلاميّة. وعلى علماء الجامعات توجيه الطلاب إلى مسألة الوحدة، والاتحاد لتحقيق الأهداف وهي: الاستقلال السياسي، استقرار سيادة الشعب الدينيّة والعمل بالأحكام الإلهية في المجتمعات الإسلاميّة. ولتعلم النخب السياسيّة بأنّ عزّتهم وشرفهم يكمُن في الاعتماد على الشعب، وليس في الاعتماد على الأجانب أو المعادين لرفعة المجتمعات الإسلاميّة.

الوحدة ضمانة المستقبل المشرق
لقد تمكّنت الشعوب، تدريجيّاً، من النجاة من هيمنة المستكبرين المباشرة، وهم يحاولون حاليّاً فرض هيمنتهم المباشرة وغير المباشرة من خلال الهيمنة السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة. والحلّ يكمن في الصحوة الإسلاميّة ومعرفة قدر الشعوب وشأنها. فالشعوب الإسلاميّة تملك الكثير من الإمكانات، فهي تتمتّع بموقع جغرافي استراتيجي، ولديها إرث تاريخيّ عريق، وموارد اقتصاديّة منقطعة النظير. فإذا ما تنبّهت الشعوب، واعتمدت على ذاتها، ومدّت يد الصداقة بعضها إلى بعض، فستصبح هذه المنطقة بارزة ومشرقة، وسيعيش العالم الإسلاميّ بعزّة وكرامة وسيادة. ويمكن التقاط مؤشرات ذلك في انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران، وفي استقرار نظام الجمهوريّة الإسلاميّة في هذه المنطقة الحسّاسة، وفي استحكام هذا النظام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

خواطر

 

أهلٌ للقيادة

ينقل حجة الإسلام والمسلمين رفسنجاني: "كنت دائماً أتداول مع الإمام الخميني قدس سره في المسائل، وأفاتحه بالمخاوف التي تعتريني بين الحين والآخر. وفي إحدى الجلسات سألته عن مشكلة القيادة بعده واحتمال الوصول إلى طريق مسدود.

فأجابني الإمام يومها: "لن تصلوا إلى طريق مسدود، السيد الخامنئي بينكم لماذا لا تلتفتون إلى هذا الأمر؟".

كانت هذه الجلسة في الأيام الأخيرة من حياة الإمام قدس سره، الذي كان يذكر القائد دائماً بـ "الأخ"، وهذه الكلمة لم تكن أبداً بدون معنى، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الإمام كان يرى السيد الخامنئي لائقاً بالقيادة، كما كان يردد أمام السيد أحمد: الحقّ إنّه أهلٌ للقيادة".

 
 

قالوا في القائد دام ظله

 

1- آية الله فاضل اللنكراني قدس سره:
لقد قيلت في القائد المعظم آية الله الخامنئي أقوال، وإنّه لا مجال لأيّ شكّ في منزلته العلمية الرفيعة واجتهاده وفقاهته. وإنني بحكم معرفتي القديمة به، والاطلاع على مرتبته العلمية، أُذعن باجتهاده المطلق، وعلاوةً على ذلك، تشكّل إشارة الإمام العظيم الشأن قدس سره، بل تصريحه في موارد متعددة بصلاحيته للقيادة، دليلاً على اجتهاد القائد المعظّم.

2- آية الله العظمى الكلبايكاني قدس سره:
بعد ارتحال الإمام الخميني قدس سره وانتخاب آية الله الخامنئي للقيادة، أوفد آية الله الكلبايكاني ابنه أو مدير مكتبه إلى القائد وحمّله الرسالة التالية: إنني أؤمن بالنسبة لكم بنفس الطاعة والاحترام والدفاع التي كنت أؤمن بها بالنسبة للإمام قدس سره وكلّ مسألة
أراها في هذا البلد أعرضها عليكم، فإن حلّت فقد حلّت، وإلا لن أعرضها أمام غيركم، ففي ذلك تضعيف لكم، وإنني أعتبر تضعيفكم حراماً.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله عمدة طهران وأعضاء المجلس الإسلامي البلدي فيها (2014/01/13)
استقبل سماحة السيد الخامنئي دام ظله عمدة طهران وأعضاء المجلس الإسلامي البلدي فيها، وأشار إلى ضرورة الاهتمام الخاص بعمارة الأبنية بهدف خلق أجواء لأسلوب حياة إسلامية، مؤكداً: في إدارة البلاد، يجب أن تسود روح خدمة الناس بنوايا إلهية
وبالاعتماد على العلم والفهم أو روح الإدارة الجهادية.

واعتبر دام ظله الإدارةَ الجهادية سرَّ هذه النجاحات، مؤكداً: إذا سادت الإدارة الجهادية بنيّة إلهية قائمة على العلم والمعرفة، فإنّ مشكلات البلاد سوف تتّجه نحو الحلّ وسيواصل البلد مسيرته نحو الأمام.

كما أوصاهم دام ظله: حاولوا أن تتركوا بهممكم المنصبّة على العمل والخدمة تجارب حسنة للآتين.

استقباله دام ظله رئيس وزراء تركيا (2014/01/29)
استقبل سماحة القائد السيد علي الخامنئي دام ظله رئيس وزراء تركيا، واعتبر في حواره معه الأخوّة والمحبّة والصداقة الحالية بين البلدين منقطعة النظير في القرون الأخيرة مؤكداً: الإمكانيات الواسعة للجانبين تمثّل أرضيّة مساعدة لتنمية العلاقات الثنائية أكثر فأكثر وتعميقها.

كما رأى سماحته دام ظله جدّية طهران وأنقرة في تنفيذ الاتفاقات المنعقدة أمراً ضرورياً، لأنّها ستؤدي إلى تمتين العلاقات أكثر وتطوّرها بسرعة أكبر.

وأبلغ السيد رجب طيب أردوغان في هذا اللقاء السلام الحارّ لرئيس جمهورية تركيا وشعبها قائلاً: إنني أعتبر إيران بيتي الثاني.

وشدّد السيد أردوغان على أهمية توقيع وثيقة المجلس الأعلى للتعاون بين إيران وتركيا، مضيفاً: بعد الاجتماعات المستمرة بين الطرفين سوف ننمّي العلاقات إلى درجة وكأنّ وزراء البلدين يتباحثون ويتعاونون في حكومةٍ واحدةٍ مشتركة.

لقاؤه دام ظله قادة القوّة الجويّة في الجيش وأفرادها (2014/02/08)
في الذكرى السنويّة لمبايعة ضبّاط القوّة الجوّية التاريخيّة للإمام الخمينيّ قدس سره، التقى سماحة السيد القائد دام ظله قادة القوّة الجويّة في الجيش وأفرادها، معتبراً أنّ القوّة الجويّة هي أوّل مكان وُجد فيه "جهاد الاكتفاء الذاتيّ" قائلاً لهم: "إنّكم ولكَي تستطيعوا إثبات فعاليّتكم في مواجهة التهديدات والمحافظة على الأمن الجويّ للبلاد، يجب أن تمتلكوا شعور الاستغناء عن الآخرين وشعور الاستقلال والاعتماد على النفس وعلى الطاقات الذاتيّة؛ حينها ستتفجَّر القابليّات والمواهب".

كما أكّد دام ظله أنّ ضمان الاستقلال يكون بالاعتماد على أُسس الثورة ومبانيها وقيَمها، موضحاً أن الإمام قدس سره في ثورته كان واضحاً وشفّافاً بمقاومة الهيمنة والاستكبار من جهة، وبسعيه لتشكيل نظام إسلامي من جهة أخرى.

ولفت سماحته إلى ضرورة الانتباه إلى خُبث ونفاق العدوّ ذي الوجهَين واللسانَيْن.

 
 

فقه الولي

 

س: ما هو حكم لبس الشباب للثياب على الشكل الآتي:
1- لبس البنطال الضيق المفصّل للجسم.
2- لبس الكنزة أو القميص المفصّل للجسم (Body).
3- لبس البنطال الذي له ألوان ملفتة (كالجينز المبرقع بألوان مختلفة).
ج: المعيار في اللباس الجائز شرعاً هو ما كان ساتراً لما يجب ستره، ولم يكن مستلزماً لهتك الحرمة ولا يوجب إثارةً أو افتتاناً لدى المرأة، وليس من لباس الشهرة، ولا يكون فيه ترويج للثقافة الغربيّة المعادية، ولا يترتب عليه أيّة مفاسد أخرى. والتشخيص في كل ذلك على المكلّف نفسه.

2014-03-03