يتم التحميل...

إنّ الجامعة هي محلّ المعنويّات، لأنّ العلم له قيمة معنويّة وروحيّة.

 
 

المجتمع العادل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ أهداف الإسلام لا تُنال من دون قوّة الشباب الفكريّة والبدنيّة ونشاطهم وجرأتهم. وبهذا يكسرون الحواجز ويصلون إلى تحقيق الأهداف.

يسعى الإسلام إلى تشكيل مجتمع يحكم بالعدل. وهذا يفرض على المجتمع نفسه أن يكون مجتمعاً عادلاً، فالعدالة ليست خاصّة بالمسؤولين، بل على عموم أفراد الشعب أن يكونوا عادلين فيما بينهم وعندها يكون المجتمع مجتمعاً عادلاً ومتطوّراً ومليئاً بالمعنويّات. المعنويّات التي توجب على الإنسان أن لا يعدّ الأهداف الدنيّة والماديّة وشهوات الحياة اليوميّة، أهدافاً عالية له، بل يضع لنفسه أهدافاً أعلى، وأرفع، تحافظ على ارتباط عموم أفراد الإنسان، وارتباط القلوب بالله تعالى، هذا هو المجتمع الذي ينظر إليه الإسلام.

وإذا استطعنا نحن من خلال السعي الجماعي أن نوجد مثل هكذا مجتمع - والذي هو حتماً، ممكن وقابل للتحقّق تماماً وعمليّ بنظري، وقد قطعنا نحن شوطاً مهمّاً في هذا المجال - سوف يصبح هذا المجتمع قدوةً ونموذجاً ومثالاً يُحتذى، ليس فقط للمجتمعات والبلدان الإسلامية، بل حتّى للبلدان غير الإسلامية.

علاقة الأهداف بالواقع
إنّ الأهداف مثل قمّة الجبل. فإذا أردتُم الصعود إليها، لا يكفي في ذلك تصّور القمّة جيّداً من دون ملاحظة الواقع، وإلّا سوف تهدرون طاقاتكم. ذلك الواقع هو أنّ طريق الوصول إلى القمّة لا يكون بمشاهدة الجبل أمامكم، فتقولون: ها هي القمّة، وهذا هو الجبل، فلنصعد. الأمر ليس كذلك. هناك طريق. فلو أنّكم لم تحتاطوا وصعدتم الجبل الذي يمتدّ أمامكم فإنّكم حتماً ستصلون إلى نقاط ومواضع لن تجدوا أمامكم طريقاً للتقدّم ولا للتّراجع، وعلينا هنا أن نبذل جهوداً كبيرة للتخلّص من هذه الورطة. إنّ الواقعية عبارة عن هذا الطّريق الذي يجب اكتشافه.

العين الباصرة
علينا النظر إلى الحقائق بالمعنى الواقعيّ للكلمة، وليس ما يقدم على أنه "الحقيقة"؛ ففي الدّعايات، مثلاً، قد تظهر بعض الوقائع مضخّمةً أضعافاً كثيرة عمّا هي عليه، في حين أنّها تُغفل بعض الحقائق من الأساس. افرضوا مثلاً أنّ إحدى الحقائق تقول إنّ بعض النُخب يهاجرون ويتركون بلدهم. ولكن هذه حقيقة تقابلها حقيقةٌ أخرى وهي ازدياد عدد النّخب وعدد الأساتذة والطلاب الجامعيّين من النّخبة أضعافاً مضاعفة. ولكن هذه الحقيقة لا يأتون على ذكرها.
أولئك الذين يثيرون الدّعايات ضدّ الإسلام، يضخّمون تلك ويلغون هذه. لهذا يجب النّظر إلى الحقيقة. إنّ الأهداف السّامية إنّما تصبح قابلةً للتحقّق عندما يُنظر إلى الوقائع والحقائق. ولكن ينبغي أن يكون النّظر إلى الحقيقة، لا ما يُلقى إلينا تحت عنوان الحقيقة من خلال الأفعال المعادية.

إذا فَرغْتَ فانصَبْ
يوجد من إذا حصلت الأمور وفق مرادهم وسارت باتّجاه ما يريدون، فإنّهم يسحبون أيديهم من متابعة السّير نحو المبادئ وهذا خطأ ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (الشرح: 7)، فالقرآن يقول لنا إذا أنهيت عملك وأتممته، فجهّز نفسك مجدّداً لاستمرار العمل. ومنهم منْ إذا لم تجرِ الأمور وفق ما يريدون ويرغبون فإنّهم يُبتلون باليأس والانفعال والهزيمة وهذا خطأٌ أيضاً. فكلاهما خطأ. ففي الأساس لا يوجد طريقٌ مسدود على طريق السعي نحو المبادئ الصحيحة والرؤية الواقعيّة. عندما يلتفت الإنسان إلى الوقائع لا يبقى أيّ شيء لا يمكنه استشرافه بنظره. وتوقّعي من أعزّائي الجامعيّين هو أن يبقوا دائماً على طريق المبادئ والأهداف بالتلازم مع النّظر إلى الوقائع.

محوريّة التكليف والنظر إلى النتيجة
محوريّة التكليف تعني أن يعمل الإنسان طبق التكليف على طريق الوصول إلى النتيجة المطلوبة، فلا يخالف التكليف فيرتكب أفعالاً غير مشروعة. فالأنبياء عليهم السلام في سعيهم كانوا جميعاً يسعون للوصول إلى نتائج محدّدة. فهل يصحّ أن نقول إنّنا لا نسعى لتحقيق النّتائج؟ بمعنى أنّه مهما كانت النتيجة فلتكن. كلا. بالطبع، إنّ الذي يعمل وفق التّكليف إنّما يعمل من أجل الوصول إلى النّتيجة، ولو أنّه في وقتٍ ما لم يصل إلى النّتيجة المطلوبة فإنّه لا يشعر بالنّدامة، فهو مرتاح البال لأنّه أدّى تكليفه. وأمّا الذي لا يعمل طبق التكليف، فإنّه إذا لم يصل فإنّه سوف يشعر بالخسارة، ولكنّ الأوّل قد أدّى تكليفه وتحمّل مسؤوليته وأنجز العمل اللائق والمطلوب والتفتَ إلى الوقائع وقام بالتخطيط على أساسها، لكنّه في النّهاية لم يصل إلى النتيجة فإنّه لا يشعر بالخسارة.

في الدّفاع المقدّس وفي جميع الحروب التي وقعت في صدر الإسلام زمان النبيّ عليه السلام أو بعض الأئمّة عليهم السلام، فإنّ الذين كانوا ينزلون إلى ميدان الجهاد إنّما كانوا يفعلون ذلك من أجل أداء التكليف. فهل يعني هذا الشّعور والإحساس بالتكليف أن لا يفكّروا بالنتيجة؟! وهل يعني أنّه لم يكن لديهم تخطيط وتكتيك وغرفة قيادة وفيلق وتشكيلات عسكريّة؟! ليس الأمر كذلك. لهذا، فإنّ محوريّة التكليف لا تتنافى أبداً مع السعي نحو النتيجة، وأن ينظر الإنسان ليرى كيف يحصّل النّتيجة، وكيف تصبح قابلةً للتحقّق، وأن يخطّط من أجل الوصول إلى النّتيجة على أساس الطرق المشروعة والميسّرة.

الحماس والحيويّة
لا بدّ من الحماس والحيويّة والنشاط في الجامعات. فالجامعة الراكدة ليست جيّدة. إنّ البيئة الجامعيّة هي بيئة البحث عن محلّ الآراء الصحيحة في المجالات كافّة. فساحة العلم والنّشاط العلميّ هي من الحاجات الأساسيّة وتقع في المرتبة الأولى. فلو استطعنا أن نتابع السّير في ساحة العلم والتطوّر، فإنّه سيتحقّق الكثير من الفتوحات الكبرى حتماً في مجال المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأيضاً في مجال القضايا الدوليّة. إنّ العلم قضيّة مهمّة جدّاً. لقد أُنجز الكثير، ولكن ينبغي الاستمرار بعد ذلك على نفس هذا المنوال ومضاعفة الجهود. وإنّني أعتقد بأنّ العمل العلميّ في الجامعة ينبغي أن يصبح جهاديّاً، ويجب القيام بالعمل العلميّ الجهاديّ.

ارتبِطوا بهم
ووصيّة أخرى للجامعيين الأعزّاء أن تحكموا من علاقاتكم مع الأساتذة المتديّنين وأصحاب القِيَم. فاليوم، لحسن الحظّ إنّ أمثال هؤلاء الأساتذة ليسوا قلّة في البيئة الجامعيّة. فضاعِفوا من عمق الارتباط بهم، وضاعفوا من العلاقات مع المراجع الفكرية سواء في الفكر الدينيّ أو السياسيّ ممّن يُطمأنّ إليهم وإلى نزاهتهم ويوثق بهم. وزيدوا من مطالعاتكم الفكريّة كما كنت أوصي الجامعيّين الأعزّاء دائماً وما زلت.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

قالوا في القائد دام ظله

 

الشهيد مرتضى مطهري قدس سره
إن السيد الخامنئي من النماذج التي تبعث الأمل بالمستقبل. وقد استطاع أن يجمع حوله الشباب الحوزوي والجامعي.

آية الله العظمى بهاء الديني قدس سره
إن السيد الخامنئي هو ذخيرة إلهية ادّخره الله لما بعد الإمام، ويجب علينا أن نؤازره لتحقيق أهدافه.

حجة الإسلام والمسلمين محمد جواد حجّتي الكرماني (حفظه الله)
إنّه رجل التقوى، العرفان، الأدب، الفنّ، الفكر، القلم والسيف.
إن العارفين بالمحافل العلمية والدينية والسياسية يعلمون أنه بين العلماء السياسيين والسياسيّين العلماء، لا يوجد شخص مقبول ومحبوب كآية الله الخامنئي... هو معروف في المجامع العلمية والأدبية والفنية، وبنظر أصحاب الرأي والسياسة بالذكاء الحادّ والذوق الجيد والاعتدال الفكري وحُسن النية والنظرة المستقبلية.

 
 

القائد دام ظله يكشف الأعداء

 

أهداف العدو في الجامعة

علينا أنْ نعلم أنّ كل ما يشكّل مصدراً لعزّة الإسلام والمسلمين وثباتهم واستقامتهم، سيتعرّض إلى هجوم الأعداء. إنّ عدوّنا قد برمج لعملين في جامعاتنا:

الأوّل: حذف العلم
أحد الأعمال الصغيرة في هذا المجال هو اغتيال العلماء، وإلّا فإنّ هدفهم إلهاء جامعتنا وأساتذتنا وطلّابنا بالأعمال غير العلميّة، فلا يسمحون لهم بالازدهار العلمي والمعرفي.

الثاني: حذف الدين
إذا أصبحت جامعتنا جامعةً علميّةً بحتةً وخاليةً من الدين والأخلاق، فسينزل على مجتمعنا ذلك البلاء الذي نزل على مجتمع الغرب العلميّ. الغرب مجتمع علميّ ولكنه ليس مجتمعاً سعيداً. فلا أمن أخلاقيّ هناك ولا أمن نفسي، لا انسجام أسري وعائلي. لا أخلاق ولا معنويات.

نحن نطلب السعادة الحقيقيّة والأمن الحقيقي والمعنويّ، وهذا لا يمكن الوصول إليه بدون علم، أو بالعلم ولكن بدون دين، الدين ضروريّ. على المجتمع أن يكون مجتمعاً دينياً، وعلى رأسه الجامعة. على الجامعة أن تكون جامعة متديّنة. والتديّن بمعنى المعرفة الدينية العميقة، والإيمان العميق والاعتقاد الراسخ بالدين والمعارف الدينية، والذي يتبعه العمل بالطبع، ينبغي أن نسعى لهذا، هذا واجب الجميع.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله الآلاف من طلبة الجامعات والمدارس (03/11/2013)
استقبل سماحة القائد الخامنئي دام ظله بمناسبة اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار الواقع في الرابع من نوفمبر من كلّ عام، الآلاف من الطلبة الجامعيين وتلامذة المدارس، وقدّم تحليلاً مهماً لجذور عداء الاستكبار لشعب إيران، وأعلن دعمه الجاد والأكيد للمسؤولين الدؤوبين في المفاوضات مؤكداً: تدلّ سوابق أمريكا على أن الملف النووي مجرد ذريعة لمواصلة العداء ضد إيران، فلا توقع الابتسامات المخادعة للأعداء أحداً في الخطأ. إذا حصلت نتيجة عن المفاوضات فنعمّا ذلك، وإذا لم تحصل فسيكون ذلك إثباتاً إضافياً لضرورة النظر للداخل من أجل حلّ المشكلات.

كما أكّد سماحته دام ظله أنّه غير متفائل بالمفاوضات الجارية، لأنه من غير المعلوم أنها ستثمر النتائج التي يتوقّعها الشعب، ولكن نعتقد أن هذه التجربة لا ضرر فيها شريطة أن يكون الشعب يقظاً وواعياً ويعلم ما الذي يجري.

وذكّر سماحته أنّ الشباب المؤمنين الشجعان من الطلبة الجامعيين الذين احتلوا السفارة الأمريكية في سنة 1358 كشفوا عن الهوية الحقيقية لهذه السفارة التي كانت في الواقع وكراً للتجسس، وعرضوا هذه الحقيقة أمام أنظار العالم.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية دام ظله قائلاً: في ذلك اليوم أطلق شبابنا على سفارة أمريكا اسم وكر التجسس، واليوم بعد مضي أكثر من ثلاثة عقود يطلق على سفارات أمريكا في البلدان الأوربية، وهم شركاء لأمريكا، اسم وكر التجسس، وهذا يدل على أن شبابنا متقدمون على مفكرة التاريخ في العالم بثلاثين عاماً.

وفي معرض حديثه عدَّ دام ظله مقارعة الاستكبار واليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي قضية أساسية ونابعة من تحليل صحيح.

وأوصى قائد الثورة الإسلامية كل الشباب بالتحليل الصحيح والدقة في موضوع مقارعة الاستكبار مردفاً: الشباب في بداية الثورة لم يكونوا بحاجة لتحليل بخصوص مقارعة أمريكا، لأنهم كانوا قد شهدوا ظلم أمريكا وجورها ودعمها لذلك النظام الطاغوتي القاسي، أما شباب اليوم فعليهم بالبحث والتحقيق والتحليل الصحيح أن يدركوا لماذا يعارض شعب إيران الاستكبار والتوجّهات الأمريكية، وما هو سبب امتعاض الشعب الإيراني من أمريكا.

وأضاف سماحته دام ظله قائلاً: لو لم نخضِ المفاوضات لادّعى بعضهم أننا لو كنا قد تراجعنا مرة واحدة لتمّ علاج المشكلات ولأصبح الملف النووي عادياً طبيعياً، ولكن بتجربة التعليق المؤقت أدرك الجميع أن الأطراف المقابلة لنا ترمي إلى أهداف أخرى، لذلك استأنفنا العمل والتقدم ثانية.

إهداؤه دام ظله الميدالية الذهبية في الووشو (11/11/2013)
أهدت بطلة العالم في الووشو الإيرانية مريم هاشمي ميداليتها الذهبية العالمية لسماحة السيد القائد علي الخامنئي دام ظله.

وقال لها سماحته دام ظله: "لقد عرضتِ شخصية المرأة المسلمة وهويّتها وأثبتِّ أنه يمكن للمرأة المسلمة أن تسجّل تواجدها المميّز في الميادين الرياضية أيضاً وبالحفاظ على الحجاب والضوابط الدينية".

واعتبر قائد الثورة الإسلامية الدفاع العلني لهذه السيدة الرياضية عن الجمهورية الإسلامية ميزة أخرى لها؛ مردفاً: من المخطّطات الثابتة في الحرب النفسيّة التي يشنّها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية الترويج لادّعاء خاطئ فحواه أن النخبة في المجالات المختلفة لا تربطهم علاقات حسنة بالنظام الإسلامي، لكنك بمبادرتك أعلنت ارتباطك بالنظام الإسلامي من على منصّة عالمية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

فقه الولي

 

ملكيّة الدولة لأموالها

س: ما هو حكم أموال الدولة الإسلاميّة أو غير الإسلاميّة ممّا تكون تحت يد الدولة والحكومة أو تحت أيدي المعامل والمصانع والشركات والمؤسّسات التابعة لها؟ وهل هي من الأموال المجهولة المالك أم أنّها تُعتبر ملكاً للدولة؟
ج: أموال الدولة ولو كانت غير إسلاميّة تُعتبر ملكاً للدولة، ويُتعامل معها مُعاملة الملك المعلوم مالكُه. ويتوقّف جواز التصرُّف فيها على إذن المسؤول الذي بيده أمر التصرُّف في هذه الأموال.

2013-12-09