يتم التحميل...

إنَّ المعلِّم هو الصانع الأساسي واليد الماهرة الأصلية التي يمكن أن تبني بناءً محكماً لا تؤثّر فيه العوامل المختلفة.

 
 

المعلم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الصيرورة والتحوّل العميق في النفوس

لم تكنْ قضيّة الثورة الإسلاميّة قضيّةَ بلدٍ يريد منافسة البلدان الأخرى، من ناحية التطوّر والتقدّم المادّيّ والعلميّ والعسكري والسياسيّ وحسب. إنّ قضيّة الإسلام وتشكّل الحكومة في الإسلام هما قضية صيرورة وتحوّل في عمق الإنسان. ففي أعماقنا توجد عناصر ملكوتيّة وتوجد عناصر سبُعيّة، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (التين: 4-5). ففي الإنسان الاستعداد والإمكان للعلوّ والرقيّ والتسامي، وفيه الاستعداد للتسافل والسقوط.

إنَّ فلسفة خلق الإنسان هي في تغلُّب الاستعدادات المميّزة والمفيدة والممتازة من ناحية القيم الإلهيّة، على تلك الخصال الحيوانيّة والسبُعيّة، وباختيار الإنسان نفسه، وبمجاهدته. فلو جُعلت روحيّة التجاوز والتطاول في خدمة التقوى، فإنّها ستمنع من التعدِّي على الحرمات الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية. فلو تمّ ترجيح هذه الخصال والأخلاق والاستعدادات الكريمة والأسمى، فإنّ العالم سيكون عالماً جيّداً وسعيداً. ففي ذلك العالم لن يكون هناك اعتداءٌ وتعدٍّ، ولن تتعطّل الاستعدادات البشريّة أو تنحرف، ولن يكون فيه فقرٌ وتمييز. فانظروا أيّ عالمٍ جميلٍ سيكون هذا. ففي ذلك العالم سيتمكّن الإنسان من استعمال جميع الطاقات المودعة فيه.

قدر المعلِّم ودَور التربيّة والتعليم

إنّ من المهمّ جدّاً، وما نحتاج إليه، أنْ يصبح احترام وتقدير وإجلال المعلّم والأستاذ في الجامعة أمراً متجذّراً في نفوس الطلاب الجامعيّين . إنّنا نريد أن يُعرف قدر المعلّم، ويشعر هو نفسه بهذا القدر، عندها سيستخدم كلّ طاقاته في التعليم وفي التربية، ويضاعفها باستمرار.

تشكُّل البعد الروحيّ للأطفال

لو استطعنا أن نشكّل الهويّة الإنسانيّة للطفل منذ نعومة أظافره، ونوجد فيه الأخلاق النبيلة والسامية، فإنّ ذلك سيكون على الدوام نافعاً جدّاً.

إنّنا نجد، في يومنا هذا، أنّ من الأعمال الأساسية والفروع المهمّة في الدول المتطوّرة مادّياً في العالم تدريس الفلسفة للأطفال. إنّ الكثيرين في مجتمعنا لا يخطر ببالهم من الأساس أنّ الفلسفة هي أمرٌ مهمٌّ للطفل.

إنّ الفلسفة عبارة عن تشكيل الفكر وتعليم الفهم، وتعويد الذهن على التفكّر والتفهّم، وهذا الأمر ينبغي أن يكون منذ البداية. فأنْ يعتاد الطفل منذ بداية طفولته على التفكّر وعلى التعقُّل لأمرٌ مهمٌّ جداً.

تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال

أنْ ننشّئ الطفل منذ البداية على أن يكون لديه ثقة بالنفس واعتقاد بهويّته لأمرٌ ضروري ومطلوب جدّاً. وهذا لا يختصّ بأطفال المرحلة الابتدائيّة، بل ينبغي أن يكون في الثانويّات وفي الجامعات أيضاً. لقد جرى في الماضي، وللأسف، تأسيس ثقافة النّظر إلى الغرب بعين الاحتياج، وتضخيم الغرب، وتصغير النفس في مقابله. كلّ ذلك لغياب الثّقة بالنفس. إنّ ما ترونه من زيادة الطلب على البضاعة الفلانيّة ذات الماركة الأجنبية التي تُعرض بسعرٍ أعلى في نفس الوقت، بين طبقةٍ اجتماعيّةٍ خاصّة، في حين يوجد بضاعة وطنيّة مشابهة لها وتكون أحياناً أفضل جودة، هو بسبب تلك النظرة، وهذا يُعدّ مرضاً وآفةً. ولو قيل إنّ فلاناً المتخصّص، قد تخصّص في الداخل ولم يسافر إلى الخارج، فإنّ هذا يؤدّي للوهلة الأولى إلى النظر إليه بصورة سلبيّة. وهذا عيبٌ.

الثقة بالنفس مقابل الثقة بالغرب

لقد قلت مراراً إنّه ليس من العار أن نتتلمذ على يد أحد ونتعلّم منه، لكنّ عارنا هو أن نتطلّع باستجداء وأملٍ وشعورٍ بالحقارة الذاتيّة إلى ما في أيدي الآخرين وفكرهم وأعمالهم. هذا هو الأمر السيئ الذي يجب اجتثاثه. يشاهد المرء أنّنا أحياناً عندما نريد أن نبذر خلقاً جيّداً في المجتمع، فإن المثال الذي نأتي به لتمجيد ذلك الخلق الجيّد يجب أن يكون حتماً من الدول الغربيّة، فما ضرورة ذلك؟ ولماذا نقوّي هذه الروحيّة في مخاطبينا، بحيث إنّهم يحتاجون للتطلّع إلى الغرب من أجل تشخيص وتمييز الحسن من القبيح، والمميَّز من غيره؟

الصبر والحلم في التعامل

إنّ ما نحتاج إليه في علاقاتنا الاجتماعية هو روحيّة الصبر والحلم. وكلّ هذا الذكر للحلم في الإسلام وفي الأخلاق الإسلاميّة هو من أجل هذا. فإنّ عدم وجود الصبر يوجد الكثير من المشاكل على كافّة المستويات الفردية والاجتماعيّة.

إنّ التعامل بالحلم لا يعني غضّ النظر عن المساوئ والقبائح، ولا يعني عدم الاكتراث بالأصول والقيم التي نؤمن بها، بل إنّه يرتبط بكيفيّة التعاطي، ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (النحل: 125)، فالجدال مع الآخر حول اعتقادٍ معيّنٍ أو قضيّةٍ مهمّةٍ يكون بالتي هي أحسن.

التعاضد والهمّة العالية

والنقطة الأخرى هي العمل الجماعيّ والتعامل والتعاضد والهمّة العالية. فلنجعل الأطفال وكذلك الشباب يعتادون، منذ البداية، على النّظر إلى الأمور بهمّة عالية. يوجد العديد من القضايا التي يجب الاطّلاع عليها على مستوى العالم كلّه، والنظر إليها بهذا المستوى لا بالمستوى الإقليميّ، فما بالك بالذي ينظر إليها فقط على مستوى البلد أو الولاية والمحافظة؟ هنالك قضايا يجب النّظر إليها بأفق المئة سنة، والمئة والخمسين سنة، لا من دائرة محدودة بخمس أو عشر سنوات أو أقل. وكل هذا يستلزم وجود همّة عالية، والنّظر بمثل هذه الهمّة الرّفيعة إلى القضايا المختلفة.

التفاني في العمل (عليكم بالتعّود على المطالعة)

إحدى مشكلاتنا هي الكسل؛ فقضيّة المطالعة هي قضيّةٌ مهمّةٌ. إنّ إهمال الكتاب موجودٌ في مجتمعنا. يشاهد المرء أحياناً في التلفاز سؤالاً يوجّه إلى هذا أو ذاك: كم ساعة تقرأ في اليوم؟ أو كم تعطي للمطالعة من وقت؟ فواحدٌ يقول خمس دقائق وآخر يقول نصف ساعة! يتعجّب الإنسان! يجب علينا أن نعوّد الشباب والأطفال على المطالعة.

إنّ ما يبقى للإنسان دوماً هو المطالعة في السنوات الأولى. فليطالع الشباب والأطفال ما أمكن، وليتعلّموا كلّ ما يمكنهم في مختلف الحقول، وبالطرق والأساليب المختلفة.

مؤسّسات البحث الأسريّ

إنّ الخصائص التي نريد أن نوجدها في أطفالنا لا تتحقّق بصورة طبيعيّة، بل يجب على المعلّمين أن يهيّئوا مقدّمات هذا العمل وأن يكونوا أصحاب خبرة في هذا المجال، ومثل هذا يحتاج إلى جهازٍ أعلى يحقّق هذه التربية.

حقّاً يقولون، نحن لو أردنا أن نوجد هذه الخصائص الجيّدة في مخاطبينا، في الصفوف الدّراسيّة، فإنّنا نحتاج لأن يكون معلّمنا عارفاً بما يقوم به. فليس الجميع على اطّلاع، بل يجب أن يتعلّموا. ينبغي إيجاد المراكز المناسبة لإجراء تحقيقات ثقافية متعلّقة بالأُسَر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

نور من نور

 

سلطان العلم

يجب على البلدان الإسلاميّة أن تتقدّم من النواحي العلميّة والتقنيّة. إنّ الغرب وأمريكا استطاعوا بفضل العلم السيطرة على بلدان العالم، وكان العلم من أدواتهم في ذلك، وقد اكتسبوا الثروة عن طريق العلم. وطبعاً فقد اكتسبوا بعض الثروات عن طريق الخداع والخبث والسياسة، لكن العلم كان مؤثراً أيضاً. يجب اكتساب العلم، هناك رواية تقول: "العلم سلطان من وجده صال، ومن لم يجده صِيلَ عليه". يجب اكتساب العلم. حين تكسبون العلم ستتمتّعون بقبضاتٍ قوّية، وحين تفقدون العلم فإنّ أصحاب القبضات القويّة سيلوون أيديكم. شجّعوا شبابكم على العلم، هذه عمليّة ممكنة، وقد قمنا بها نحن في إيران.

 
 

قالوا في القائد دام ظله

 

القائد الفذّ

إذا طُلب منك أن تصف الإمام الخامنئي دام ظله بكلمات فماذا تقول فيه؟ وبماذا ستصفه؟ أتصفُه بالقائد، الفذّ، الشجاع، المتوقد الذهن، المتبصّر، السياسي الخبير، المحنّك، العارف بزمانه، الملتزم، الزاهد، المتواضع، العالم، المفكّر، المجتهد... أم أنّك ستقف حائراً أمام الهالة العظيمة لتلك الشخصية والصفات المنطوية فيها، فلا تعرف أيّها تختار؟!

أخالك بعد هذا كله ستنتفض فجأة وتقول: إنّ هذه كلها موجودة في شخص قائدي، ولا يمكن الفصل بينها. إنّه جامع الكمالات جميعاً.. إنّه حقاً جدير بالقيادة.

يقول آية الله الشيخ مصباح اليزدي دامت بركاته: أنا إذا أردت أن أتكلّم بالنسبة لشخصه الكريم عن الخصائص التي أعطاه الله إياها، والامتيازات التي تكرّم بها عليه، فلن أستطيع أداء حقه، ولكن أقول في عدّة جمل قصيرة: إنّه جمع الفقاهة توأماً للتقوى، الذكاء الحادّ والفراسة توأماً للصبر وسعة الصدر، الإرادة إلى جانب التعبّد والالتزام بالأصول والمبادئ الإسلامية، الفكر المشرق والثاقب والعميق توأماً لبعد النظر وتشخيص المصالح البعيدة الأمد، الحزم والاحتياط مع الذوق والميول الفنية الأصيلة، الثقة بالنفس مع التوكل على الله المتعال، السعي والجدّية والنظم والبرمجة توأماً للتوسل بولي العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف والأئمة الأطهار، وبكلمة واحدة: جمع كل شرائط ومزايا الإدارة مع روح العبادة والعبودية والإخلاص.

 
 

نشاطات القائد

 

 

كلمته في ذكرى ولادة الإمام الرضا عليه السلام أمام قادة حرس الثورة الإسلامية (2013/09/17)

استقبل سماحة القائد السيد علي الخامنئي دام ظله قادة حرس الثورة الإسلامية وروّاده ومنتسبيه، وألقى بمحضرهم كلمة بمناسبة ولادة الإمام الرضا عليه السلام ، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

مبارك لكم هذا العيد السّعيد.

إنّ المقامات المعنويّة والرّوحانيّة لأئمّة الهدى عليهم السلام هي في الحقيقة أكبر من إدراكها بالعقل، فكيف يمكن وصفها باللسان؟ فحياة هؤلاء العظماء هي دروسٌ عمليّة وخالدة.

لقد قارب العمر المبارك للإمام الرضا عليه السلام الـ 55 سنة، فيما بلغت مدّة إمامته عليه السلام 19 أو 20 سنةً تقريباً؛ ولكن لو لاحظنا أثر هذه المدّة في واقع العالم الإسلاميّ، لخرجنا بقصّة عجيبة، وبحرٍ عميق. كان الأصدقاء والمقرّبون والمحبّون، في الوقت الذي وصل فيه الإمام إلى الإمامة، يتساءلون: ماذا يمكن لعليّ الرّضا عليه السلام أن يفعل في مثل هذا الجو للاستمرار في خطّ جهاد أئمّة الشيعة؟ - هذا الجوّ الشديد من القمع الهارونيّ الذي قيل فيه: "وسيف هارون يقطر دماً".

ولكن، بعد هذه السّنوات الـ 19 أو الـ 20 تستطيعون أن تلتمسوا كيف انتشر الفكر المتعلّق بولاية أهل البيت عليهم السلام في العالم الإسلاميّ؛ بحيث أصبح الجهاز الظّالم للعباسيّين عاجزاً عن مواجهته. لقد سمعتم أنّ دعبل الخزاعي قد أنشد شعراً في مدح الإمام الرّضا عليه السلام ، وقد أكرمه الإمام عليه السلام بهدية أهداها له. وفي طريق عودته من مرو باتّجاه الكوفة، هجم قطّاع الطّرق على القافلة التي كان فيها ونهبوها.

فيما كان أهل هذه القافلة أسرى ينظرون إلى أموالهم كيف تُنهب، كان رئيس عصابة اللصوص جالساً على صخرة وهو يُنشد:
أرى فيأهم في غيرهم متقسِّما***وأيديهم من فيئهم صفرات

فسمعه دعبل ولاحظ أنّه كان ينشد بيتاً من القصيدة التي أنشدها قبل شهر أو شهر ونصف في مرو، ففرح دعبل وسأله: هل تعلم لمن هذا الشّعر؟ فقال: إنّه لدعبل الخزاعي. فقال: حسنٌ، أنا دعبل الخزاعي! وعندما تأكّد زعيم العصابة من أهل القافلة أنّ هذا الشّخص هو دعبل، احتضنه وقبّله وقال: ببركة حضور هذا الشّخص في القافلة أرجعوا كلّ الأموال. فأرجعوا كلّ الأموال وأعطوا الأمان لأفراد القافلة.

حسنٌ، هذه كانت حادثة صغيرة في التاريخ ولكنّها ذات معنى كبير. فشعرٌ يُنشد حول عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام في مرو، وبعد نحو شهر أو شهر ونصف يصبح محفوظاً في الريّ والعراق حتى على ألسن قطّاع الطّرق ويُكرّر! فماذا يعني هذا؟ إنّه مؤشّرٌ على الحركة العظيمة التي تحقّقت في عصر الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام للترويج لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ؛ بحيث أصبحت محبّتهم شائعة ونافذة إلى أعماق قلوب النّاس.

 
 

فقه الولي

 

س: إذا كان الولد الأكبر للميت بنتاً، وولده الثاني ذكراً، فهل قضاء صلوات وصيام الأم والأب واجبة على هذا الابن أيضاً؟
ج: المناط في وجوب قضاء الصلاة وصيام الأب والأم على الولد الأكبر هو كون الولد الذكر أكبر من بين الذكور لو كان لوالده أولاد ذكور، وفي مفروض السؤال فإن قضاء صلاة وصيام الأب يجب على الابن وهو الولد الثاني للأب وكذا الأم على الأحوط (وجوباً).

2013-10-07