الحجُّ مظهر الاتحاد والتفاهم ومظهر الحوار والمواساة والتعاون والتقارب بين المسلمين.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله المتعال بتضرّعٍ وخشوعٍ أن يقبل
في حضرته حجّ الحجيج وزوّار بيته، ليكون حجّهم سبباً لرضاه، ومنشأً لنزول البركات
الإلهيّة على المجتمعات الإسلاميّة.
الحجّ مشاعر معنويّة زاخرة
الحجّ، وإن كان واجباً سياسيّاً واجتماعيّاً، ومظهراً للوحدة ولتجمّع المسلمين
ولإعلان البراءة، لكنّه في الوقت نفسه عبارة عن مجموعة مليئة بالمشاعر المعنوية.
فمنذ بداية مراسم الحجّ، من ذاك الإحرام الذي تقومون به للعمرة في الميقات وإلى آخر
مناسكه وفرائضه، فإنّ ذكر الله يَموج موجاً. إنّ ذكر الله تعالى يطهّرنا ويمسح عن
قلوبنا الأدران وصدأ الغفلة ويضعّف فينا حبّ الدنيا والتمسّك بزخارفها المادية
والإقبال على مالها ومناصبها وشهواتها الجنسية وغير الجنسية.
فلكي يتمكّن الإنسان من طيّ الطريق وعدم الانحراف عن صراط الحقّ المستقيم فإنّه
بحاجة إلى أن ينمّي ذكر الله في قلبه دوماً. إنّني أرجو أن تلتفتوا جيّداً في كلّ
عملٍ وفريضةٍ ومنسكٍ تؤدّونه إلى ما تقومون به ومع من تتكلّمون. فلا ينبغي أن نفصل
هذا الذكر والخشوع والتضرّع عن أنفسنا لحظةً واحدة.
الحجّ أواصر المحبّة والتلاقي
أحيوا أواصر التواصل والمحبّة مع الإخوة المسلمين في العالم الإسلاميّ، وركّزوا على
نقاط الاشتراك، وقابلوهم بالابتسامة، واسعوا من الناحية العملية إلى أنْ تظهروا
كرمكم وقيمكم وتمسّككم بالآداب والأخلاق الإنسانية والإسلامية.
إنّ أهل أيّ عرقٍ أو لغةٍ أو مذهبٍ هم مسلمون وقد أتوا مثلكم إلى الكعبة عشقاً
وحبّاً للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يمشون ممشاكم ويخاطبون الربّ المتعال
مثلكم. فعندما يشعر المسلم في أقصى مناطق العالم أنّ له في الدول الأخرى وبين
الشعوب الأخرى إخوةً فإنّه يقوى معنويّاً وينال الثقة بالنفس ويخلّص نفسه من الضعف
الذي فرضته عليه أيادي المستكبرين الخبيثة.
طواف الأبدان والقلوب
تمتاز شعائر الحجّ بخصوصية امتزاج الدنيا والآخرة، وتلاحم الفرد والمجتمع، الكعبة
العظيمة البسيطة، وطواف الأجسام والقلوب حول محورٍ ثابتٍ أبدي، والسعي والجهد
المستمر المنظم بين مبدأ ومنتهى، والهجرة الجماعية إلى ساحات البعث في عرفات
والمشعر، والأشواق والانفعالات التي تزيد القلوب في هذا المحشر العظيم صفاءً ورقّة،
والهجوم العام لمواجهة رمز الشيطان، ثمّ السعي العام من الجميع من كل مكانٍ ولونٍ
ونوعٍ في كل هذه المراسم الزاخرة بالرموز والأسرار، والمفعمة بالمعاني وآيات
الهداية، هي الخصائص الفريدة لهذه الفريضة المليئة بالمعاني والمضامين.
إصلاح الذات وإصلاح الأمّة
مثل هذه المراسم هو الذي يربط القلوب بذكر الله، وينير خلوة أفئدة البشر بنور
التقوى والإيمان، ويُخرج الفرد من قلعة الذات ليُذيبَه في الجمع المتنوّع للأمة
الإسلامية، ويُلبسه ثياب الورع التي تحمي روحه من سهام المعاصي المسمومة، ويُثير
فيه روح مهاجمة الشياطين والطواغيت. هنا يشاهد الحاج بعينه نموذجاً من المدّ الواسع
للأمة الإسلامية، ويكتشف إمكانياتها وقدراتها، ويعقد الآمال على المستقبل، ويشعر
كذلك بالجاهزية لأداء دوره في ذلك المستقبل، ويعقد ميثاقاً قوياً مع الإسلام العزيز،
ويوجِد في داخله عزماً راسخاً لإصلاح ذاته وإصلاح الأمّة وإعلاء كلمة الإسلام.
وهذان الاثنان، أي إصلاح الذات وإصلاح الأمّة، فريضتان لا تتعطلان، وسُبُلهما لن
تكون صعبةً على أهل التدبّر والتأمّل، بفضل التعمّق في الواجبات الدينية والاستلهام
من التعقّل والبصيرة.
إصلاح الذات يبدأ بمكافحة الأهواء الشيطانية والسعي لاجتناب الذنوب، وإصلاح الأمة
ينتظم بمعرفة العدو ومخططاته، والمجاهدة لإحباط ضرباته وخدعه وعداواته، ثمّ بتعاضد
القلوب والأيدي والألسنة بين كل المسلمين والشعوب الإسلامية.
الحريّة والإصلاح
إنّ النهضات الشعبية في البلدان التي رفعت خلال العامين الأخيرين رايةَ الحرية
والإصلاح، وحضرت بأجسامها وأرواحها في سوح الثورة، تُرسِّخ الدعائم الأساسية لإصلاح
الأمة الإسلامية الكبيرة. والثبات على هذه الأصول الأساسية شرط لازم لانتصار
الثورات الجماهيرية في هذه البلدان انتصاراً نهائياً.
يسعى العدو لزعزعة هذه الأركان الأساسيّة. وتستغل الأيدي الفاسدة لأمريكا والناتو
والصهيونية بعض حالات الغفلة والتسطيح لحرف المسيرة العارمة للشباب المسلم وإشعال
الفتن بينهم باسم الإسلام، وتبديل الجهاد المناهض للاستعمار والصهيونية إلى إرهابٍ
أعمى في أزقة العالم الإسلامي وشوارعه، حتى تراق دماء المسلمين على أيدي بعضهم بعضاً،
ويتخلّص أعداء الإسلام من الطريق المسدود، ويشتهر الإسلام والمجاهدون في سبيله بسوء
الصيت والوجه المشوّه.
إثارة الفتن وسيلة العدو اليائس
وبعد يأسهم من إلغاء الإسلام والشعارات الإسلامية، عمدوا الآن إلى إثارة الفتن بين
الفرق الإسلامية، وراحوا يضعون العقبات والعراقيل في طريق اتحاد الأمّة الإسلامية
بمؤامرات التخويف من الشيعة والتخويف من السنّة.
إنّهم يخلقون الأزمات في سورية بمساعدة عملائهم في المنطقة ليصرفوا أذهان الشعوب عن
قضايا بلدانها المهمّة والأخطار التي تحدّق بهم، إلى الأحداث الدامية التي ساهموا
إسهاماً أساسياً في خلقها. إنّ الحرب الداخلية في سورية ومقتل الشباب المسلمين على
أيدي بعضهم بعضاً جريمة بدأت وجرى تأجيجها من قبل أمريكا والصهيونية والحكومات
المطيعة لهما. من يمكنه أن يصدّق أن الحكومات التي دعمت الدكتاتوريات السوداء في
مصر وتونس وليبيا تحمي الآن مطالبة الشعب السوري بالديمقراطية؟ قضية سورية قضية
الانتقام من حكومة وقفت وحدها طوال ثلاثة عقود أمام الصهاينة الغاصبين، ودافعت عن
فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان.
الحجّ فرصة للتأمّل في قضايا العالم الإسلامي
موسم الحجّ فرصة للتأمّل والتعمّق في قضايا العالم الإسلامي المهمة. ومن هذه
القضايا مصير ثورات المنطقة والمساعي التي تبذلها القوى المتضرّرة من هذه الثورات
لتحريفها. المخططات الخيانية لبثّ الخلافات والفرقة بين المسلمين، وإشاعة سوء الظن
وعدم الثّقة بين البلدان الثائرة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقضية فلسطين
والمساعي الرامية لعزل المناضلين وإطفاء جذوة الجهاد الفلسطيني، والأداء الإعلامي
للحكومات الغربية المعادي للإسلام، وإخافة "الحكومات والشعوب الثائرة" من معارضة "طلاب
الهيمنة الغربيين"، والترويج لوهم أنّ مستقبلهم رهن بالاستسلام أمام المعتدين...
وغير ذلك من مثل هذه القضايا المهمّة والحيوية، هي في عداد القضايا المهمّة التي
يجب أن يجري التأمّل والتعمّق فيها خلال فرصة الحج، وفي ظل التعاطف والتقارب بينكم
أيها الحجّاج.
لا شكّ أنّ الهداية والإرشاد الإلهيين سوف يدلّان المؤمنين على سبل الأمن والسلامة.. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ (العنكبوت: 69).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
واعتصموا بحبل
الله جميعاً
الحجّ من مظاهر حبل الله الذي ينبغي أن تعتصموا به جميعاً
﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا﴾
(آل عمران: 103). فكونوا جميعاً يداً واحدة.
سواء كنتم من أفريقيا أم آسيا أم أوروبا، أو كنتم سوداً أم بيضاً، أم من أي مكان في
العالم، فالمسلمون جسد واحد. هذه هي النظرة العظيمة والعمومية والعالمية.
فترابطوا وتحادثوا وتبادلوا المعنويّات، واشرحوا لإخوانكم تلك الحقائق التي
تعرفونها عن الاستكبار والمستكبرين والمعاندين والمخالفين، وادعوا النّاس
بتصرّفاتكم وسلوككم "كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم". فتأدّبكم واحترامكم وإظهاركم
لتعظيم حقائق الحج، كل هذه سلوكيات عامّة وجمعية من أجل إقامة هذه الواقعة
الإسلامية الدولية. .
|
منزل والد السيد القائد دام ظله
يقول السيد القائد علي الخامنئي دام ظله: "في أيام رئاستي للجمهورية، كان والدي
ووالدتي يعيشان في منزلهما، ولم يخطر حينها ببال أحد - لا ببالهما ولا ببالي- كوني
الآن رئيساً للجمهورية أن نعمد إلى هذا البيت ونقوم بإصلاحه وترميمه.
حتى عندما قام أحد الجيران بإنشاء مبنى عالٍ مشرفٍ على باحة منزلنا، بحيث لم تعد
والدتي قادرة على الخروج إلى هذه الباحة من دون ارتداء التشادور، جاء أحد الأصدقاء
وقال لي: جيّد، فلتطلبوا أنتم منهم أن يمتنعوا عن هذا الأمر، أرسلت إليهم رسالة،
فلم يستجيبوا لطلبنا! ولم نكن نستطيع، قانونياً، إلزامهم بشيء، بمعنى أننا لم نكن
نجد، بالقدر الكافي، ما يدعونا إلى الضغط عليهم بأن يقلّلوا، على سبيل المثال، من
ارتفاع بنائهم.
هذا الأمر هو واحد من الأمور الباعثة على السرور والبهجة في نظام معين وفي وطن من
الأوطان، فلا تؤدي المناصب الدنيوية والإمكانات المادية إلى خلط الأفراد بين
المسائل الشخصية والمسائل العامة، أو أن يظنوا أن بإمكانهم العيش برفاهيّة أكثر".
|
استقباله دام ظله الشعراء في لقائه السنوي بهم في شهر رمضان المبارك (2013/07/23)
في ليلة ميلاد كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام استضافت
حسينية الإمام الخميني قدس سره جمعاً من المثقفين والأدباء وأستاذة اللغة و الشعراء
الروّاد... وأشار سماحته دام ظله إلى المسيرة المستمرة إلى الأمام وحالات التطور
الملحوظة في الشعر الإيراني ذاكراً أنّ الشعر من أبرز الفنون، ويتحمّل الفنانون
الشعراء مسؤولية جسيمة حيال القضايا الرئيسية للبلاد والحركة التاريخية العظيمة
والمُلهمة للثورة الإسلامية.
واعتبر سماحته "المشاعر الإنسانية" و"الاختلاجات النفسية" و"الفكر والحكمة" ثلاثة
فصول تشكل الشعر لدى الشاعر. وأكّد سماحته قائلاً: إدراج المعارف الإسلامية، وأسلوب
الحياة الإسلامية، والفكر الحكمي والقضايا الضرورية للبشر مما لا يجب أن يُغفل في
الفنّ الشعري. كما اعتبر سماحته جهادَ الأعوام الثمانية خلال فترة الدفاع المقدس،
والجهاد من أجل بناء المجتمع الإسلامي، والجهاد من أجل إصلاح أسلوب الحياة، وجهاد
تمتين بنية الاقتدار الوطني، وقضايا من قبيل الصحوة الإسلامية وفلسطين، اعتبرها من
الموضوعات المهمة التي يجب أن تتجلّى في شعر الشعراء. وكانت التوصية الأخيرة في
كلمته دام ظله للشعراء في البلاد إبداء الاهتمام الخاص بشعر الأطفال والأحداث.
استقباله دام ظله مجموعة من الطلبة الجامعيين في لقائه
الرمضاني السنوي بهم (2013/07/28)
التقى القائد السيد علي الخامنئي دام ظله نحو ألف طالب جامعي من مختلف
الجامعات ومراكز التعليم العالي. وفي هذا اللقاء، أوضح دام ظله طبيعة العلاقة بين
المُثُل والواقع، وتطرّق إلى واجبات شريحة الطلبة الجامعيين، وسبل إيجاد ومضاعفة
النشاط والحراك الحقيقي في الجامعات.
كما أكّد دام ظله على
تجنّب تبديل الاختلاف في وجهات النظر إلى خصومات، قائلاً: إنني أطلب بكل جدّ من
الطلبة الجامعيين الأعزاء وأنصار الأذواق المختلفة بأن لا يسمحوا بتحوّل اختلاف
وجهات النظر في التحليلات والتصورات والتفاسير إلى أحقاد وعداء.
لقاؤه دام ظله أساتذة الجامعات من مختلف أرجاء البلاد
(2013/08/06)
التقى المئات من أساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات العلمية والباحثين
الجامعيين بسماحة السيد علي الخامنئي دام ظله في حسينية الإمام الخميني قدس سره،
وألقى عدد منهم كلمات أفصحوا فيها عن وجهات نظرهم بخصوص مختلف المواضيع العلمية
والجامعية.
وأكّد سماحته دام ظله على أنّ حركة الجهاد العلمي على جانب كبير من الأهمية، مردفاً:
حتى المراكز العلمية والإعلام العلمي في العالم وعلى الرغم من وجود بعض التصورات
السلبية تجاه النظام الإسلامي في إيران، تعترف بهذا التقدم العلمي.
كما أضاف دام ظله: تؤكد مراكز الإعلام العلمي في العالم أنه إذا استمر النمو العلمي
في إيران على هذه الوتيرة ستحتل إيران بعد خمسة أعوام المرتبة العلمية الرابعة في
العالم.
استقباله دام ظله مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الإسلامية
بمناسبة عيد الفطر السعيد (2013/08/09)
استقبل سماحة القائد السيد الخامنئي دام ظله بمناسبة عيد الفطر السعيد
عدداً كبيراً من مسؤولي البلاد وسفراء البلدان الإسلامية، وأشار إلى الأحداث
والخلافات المفروضة من قبل الأجانب في بعض البلدان الإسلامية، معتبراً الإيمان
واتحاد الكلمة عاملَِين لمقاومة الشعوب مقابل مؤامرات الأعداء.
كما هنّأ دام ظله بمناسبة قدوم عيد الفطر السعيد كل أبناء الشعب واعتبر شهراً من
الصيام و أداء الأعمال العبادية وشياع روح التوسل بالله وذكره والتضرع إليه في
البلاد ممهِّداً لنزول واستجلاب الرحمات الإلهية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من لوازم تلقي الهداية واللطف الإلهيين والتفاؤل
بمعونة الله إنزال كل الإمكانيات والطاقات إلى الساحة، مردفاً: لا يمكن التفاؤل
برحمة الله بالكسل وعدم العمل، بل يجب الاستفادة من كل الطاقات الفكرية والتدبير
والطاقة الجسمانية والإمكانيات الإنسانية العظيمة في البلاد.
|
س: ما هي وظيفتي الشرعيّة عندما أرى شخصاً
يأتي ببعض أفعال الصلاة خطأً؟
ج: لا شيء عليك في ذلك إلّا إذا كان الخطأ
ناشئاً من جهله بالحكم، فالأحوط (وجوباً) إرشاده.