الشباب حَمَلَةُ البشائر الكبرى لمستقبل الأمّة الإسلاميّة. وحينما يستيقظ الشباب في بلد من البلدان يتضاعف الأمل بالصحوة العامّة في ذلك البلد.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباركٌ لكم أيُّها الشباب أنْ أصبحتم جزءاً
من جماعة النخبة في البلاد. ومبارك لكم هذه الموهبة والمقدرة والفعل الذي كان لكم
لحدّ اليوم، ولكن هذا بداية الطريق. وإذا استطاع شبابنا الموهوب والمميّز إثبات
نخبويّته في مجال معيّن، فهذا ليس آخر المطاف. يجب أن يكون توقّعي وتوقّعكم تبديل
هذه البذرة إلى ثمرة يانعة وإلى غرسةٍ باسقة، ومن ثمّ إلى شجرةٍ طيبةٍ
﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾
(إبراهيم:25)
لا تسمحوا بتوقُّف المسيرة
إنّ المناخ الخطابيّ السائد في البلاد يسير لصالح تقدّم العلم. لكن ما يقلقني هو أن
يعرض علينا الشعور بالرضا لهذه المكانة والوضع الذي حقّقناه ويجعلنا غير مبالين،
ويقلّل من عزائمنا وهممنا ويوقعنا في الغفلة. وهنا نكرّر: يا أعزائي، اعلموا أنكم
في بداية الطريق، والبلد أيضاً في بداية الطريق.
وعليه يجب أن لا نسمح لهذه الحركة والمسيرة بالتوقّف، إذ لو توقّفت هذه المسيرة فإن
استئنافها وإعادة تشكيلها سيكون صعباً. وهذه مهمتكم أيّها الشباب.
توفير الأجواء العلميّة المناسبة
إنّ دعم النّخب يعني بالدرجة الأولى توفير فرص البحث والدراسة والتحصيل العلميّ
والتطوّر لهم. وأن تشعر النّخب أنّهم يتنفّسون، في أجواء علميّة. الشيء الذي يُنقل
لنا دوماً هو أنّ النّخب والمتفوقين يرغبون في وجود ساحات واسعة يمكنهم التحرّك
فيها حسب مقتضيات نخبويتهم وموهبتهم. وهذا ما ينبغي توفيره.
تطوير النخب وحفظها
من المهمّ تحويلُ رعاية النّخب والنظر إليهم إلى منظومة متشابكة. نتعرّف إلى النّخب
ونشخّصهم وننتخبهم ونساعدهم، ونوفر لهم الثبات والاستقرار في مسيرتهم النّخبوية؛
ولكنّ هذا لا يكفي. ينبغي وجود مسيرة شبكية بنّاءة ودورة تبدأ من تربية النّخب
وإعدادهم، ثم تأتي مرحلة الحفظ والرعاية ورفع المستوى والارتقاء. فإذا كان هذا
الفرد "النخبة" اليوم في المرتبة العاشرة، فساعدوه على أن يرتقي في المستقبل غير
البعيد إلى المرتبة الأولى. ثمّ يدخل هذا الفرد نفسه في دورة صناعة النّخبة -أي
الحالة الشبكية- فيتحوّل إلى صانع مميّز ومخرّج للنُّخَب. وفي هذه الحالة تتحقّق
ظاهرة الإنتاج، ووضعية التوليد الذاتيّ، وتتضاعف الحركة. ولو انتهجنا مثل هذا
الأسلوب فيبدو أنّ العمل والأمور سوف تتقدّم إلى الأمام.
مسؤوليّات النخبة
أولاً: المحافظة على التطوّر المستمر
أمّا بخصوص مسؤولياتكم، فحاولوا أن تبقوا في مستوى النّخبة. إنّكم اليوم
نخبة لكنّكم في سباق، وقد يرتفع المستوي العلميّ للبلاد إلى حدّ لا يكون معه هذا
المستوى نصاباً كافياً للنّخبوية. أنتم - الآن - في المرتبة الأولى علمياً في
المنطقة، وينبغي لكم أن تحافظوا على هذه المرتبة وتكتشفوا أدوات ومقتضيات المحافظة
عليها. وهذا يحتاج إلى الكثير من العمل، لأنّ الآخرين لن يبقوا عاطلين، ومكتوفي
الأيدي. ثمة آخرون يريدون الوصول للمرتبة الأولى في المنطقة ويكونوا متفوقين، وهم
أيضاً يبذلون جهودهم.
ثانياً: الاهتمام باحتياجات الوطن
من مسؤولياتكم أن تصبّوا جهودكم واهتماماتكم على احتياجات البلد، وأنْ
تكون أبحاثكم ودراساتكم العلمية تُعنى باحتياجات البلاد. نحن لدينا معيار أساسيّ.
ومعيارنا هو أنّ بلادنا فيها مئات الثغرات والنواقص والمشاكل، ونريد ردم هذه
الثغرات. وهذا ما يحتاج إلى المنهج المنظّم وإلى المساعي التي ينبغي لمؤسسة النخبة
أن تبذلها.
المراقبة
أولاً: تهذيب النفس
وصيّتي لكم أن تراقبوا أنفسكم وتهتمّوا بها من الناحية المعنوية، وينبغي
أن نوفّر لأنفسنا وجهاً مقبولاً عند الله. أنتم شباب، وقلوبكم طاهرة وأرواحكم شفافة.
والارتقاء إلى المراتب والمقامات المعنوية والروحية في أعماركم أسهل بعشر مرات منه
بالنسبة للذين هم في أعمارنا. يمكنكم أن تتوجّهوا إلى الله وتتوسّلوا به وتستأنسوا
به، وتبعدوا أنفسكم عن الذنوب. هذه من خصوصيات الشابّ.
ثانياً: الاهتمام بالصلاة والأنس بالقرآن
الاهتمام بالصلاة والاعتناء بها له أثر كبير. فأداء الصلاة بتوجّه وفي
أوّل الوقت ومع حضور القلب والتركيز أمرٌ مؤثّر جداً جداً. والأنس بالقرآن جيّد جداً.
اقرأوا شيئاً من القرآن الكريم كلّ يوم، وإن كان نصف صفحة أو آيتين بتوجّه وتركيز.
وواظبوا على ذلك. اجعلوا النّخب العلمية تغرق في المعنوية بحيث تستطيع أن تعمل
بإخلاص ولصالح الإنسانية مئة بالمئة. حينما تكون قلوبكم مع الله، فلن تستخدم علومكم
لصالح القنابل الذرية أو الأسلحة السامّة أو الأساليب الاقتصادية المدمّرة لثروات
الشعوب.
ثالثاً: المراقبة في التفكير
اجعلوا المراقبة في التفكير(الفكر) من
أولوياتكم. فالتفكّر هو أكبر عبادة. التفكّر في الخلقة والتفكّر في وظائف الإنسان
وواجباته، والتفكّر في الحياة الدّنيا، والتفكّر في الآخرة، والتفكّر في الأوضاع
السياسية في العالم، والتفكّر في القضايا الأساسية والأصولية في حياة الإنسان.
لدينا تطوّر في العلوم، ويجب أن يوازيه تطوّر في التفكير أيضاً. الفكر هو الذي يرسم
خطوط واتجاهات المساعي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات.
رابعاً: الوعي السياسيّ
ثمّ هناك المراقبة الخاصة بوضع بلادكم، والنظرة الصائبة الدقيقة لقضايا
بلادكم وتحليلها. وبوسعكم القيام بأعمال كثيرة في هذه المجالات. نقف اليوم في ساحة
واسعة مقابل جبهة الأعداء. وتلك الجبهة ليست بالجبهة الضعيفة أو الفقيرة، وهم
يمارسون الضغوط بكلّ أشكالها والشعب واقف أمامها بكل شجاعة، وقد أحبط الضغوط،
وازداد قوّة وصلابة، بل ويتقدّم إلى الأمام.
إنّنا وبسبب موقعيّتنا المستقلّة، وعدم استسلامنا لنظام الهيمنة الدّولي أصبحنا في
معرض كلّ هذه الهجمات. وهذا ما جعلنا أكثر تصميماً، وازدادت قدرتنا وإمكاناتنا.
ومثل هذا يستفز الأعداء ويغضبهم؛ فيتصرّفون باضطراب، ويجعلهم يرتكبون كلّ هذه
الأخطاء. لهذا، فلتتعرّف نخبنا العزيزة إلى موقعيّة نظام الجمهورية الإسلامية.
الوصول إلى القمّة، تحمّل الصعاب، تجاوز المحن
وأقولها لكم: بفضل ثروات الطاقات البشرية
المتوفّرة في بلادنا سنستطيع اجتياز كلّ هذه المنعطفات الصعبة. لكنّ الوصول إلى
القمة دون اجتياز المنعطفات خيال باطل. فإذا أردتم الوصول إلى القمة فعليكم أنْ
تتحرّكوا وتتحمّلوا الصعاب والمشكلات إلى أن تصلوا أخيراً إلى القمّة. والوصول إلى
القمّة في مثال مسيرة الشعب يعني الوصول إلى سعادة الدنيا والآخرة، وإلى الهدوء
والسكينة، وكلّ مصاديق السعادة التي يمكن لشعب أن يرسمها لنفسه.
أتمنى أن يحفظكم الله تعالى جميعاً، ويوفّق مسؤولينا للقيام بواجباتهم الملقاة على
عواتقهم. وسنراكم إن شاء الله تقطعون مراحل التقدّم والرقيّ باستمرار، وسيُخرج الله
تعالى بلادنا وشعبنا من كلّ هذه الميادين شامخاً مرفوع الرأس إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
يا أعزائي ويا أبنائي، احذروا من أن يوقف العدو حركتكم. يخاطب الله تعالى رسوله في
موضعين من القرآن الكريم فيقول:
﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾
(هود:112)، ﴿وَاسْتَقِمْ
كَمَا أُمِرْتَ﴾
(الشورى:15)، والاستقامة هي الصمود والمواصلة، ومتابعة الطريق وعدم
التوقف. هذا هو سرّ العمل.
يجب أن نسير إلى الأمام. هذه الحركة حركة ناجحة؛ لأنّ لها آفاقاً مشرقة، الآفاق
مشرقة وجليّة، المستقبل مستقبل مشرق جداً. سيأتي اليوم الذي تصل فيه الأمّة
الإسلامية بحول الله وقوته إلى ذروة الاقتدار والاستقلال، وتنضوي الشعوب المسلمة -
مع حفظ خصوصياتها وتمايزاتها - تحت مظلة واحدة هي مظلة الدعوة إلى الله وإلى
الإسلام، ويكون الجميع متآزرين. وعندئذٍ سوف تكتسب الأمّة الإسلاميّة عزّتها.
استئناس شبابنا بالقرآن
إنّ التطور المتزايد والسيل الهائل لعكوف الشباب على القرآن حالةٌ تخصّ عهد ما بعد
الثورة. كان بعض المقرئين يزورون إيران قبل الثورة لكن أحداً لا يفطن متى جاؤوا
ومتى غادروا! قبل الثورة زار الشيخ "أبو العينين" مدينة مشهد بدعوة من الأوقاف. كنت
استمعت لأشرطته من قبل كثيراً وكانت تلاوته تستهويني جداً. كانت علاقاتنا بالذين
دعوه مقطوعةً تماماً، ومع إنّني كنت أرغب كثيراً في الاستماع لصوته لكني لم أتوجه
لمجالسهم تلك على الإطلاق. عقدوا مجلساً في إيوان المقصورة بمسجد كوهرشاد في مشهد
وراحوا يتلون القرآن. لا أظنُّ أنّ الحضور كانوا يبلغون المائة شخص. جلسوا في
المجلس يصغون لتلاوة القرآن. كان الجو بارداً وابني مجتبى معي وهو صغير آنذاك.
ولأني لم أشأ أن أدخل المجلس اضطررت للجلوس في الغرفة الخارجية رغم برودة الجو حتى
أستمع للصوت الذي يبث. كان الحضور بحدود المائة شخص، في حين لو حضرتم اليوم في مكانٍ
لاهتزّت المدينة برمّتها.
استقباله دام ظله مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الإسلامية بمناسبة يوم المبعث
النبوي (07/06/2013)
بمناسبة يوم المبعث النبوي الشريف التقى سماحة القائد الخامنئي دام ظله
مسؤولي النظام الإسلامي وممثلي وسفراء البلدان الإسلامية. فقدّم سماحته للحضور
التهنئة بهذه المناسبة، واعتبر الواجب الأهم للأمة الإسلامية هو اليقظة ومعرفة
خارطة طريقها، وإفشال المخطط الرئيس للأعداء الرامي إلى بثّ الخلافات والنزاعات بين
المسلمين، من خلال الاتحاد والوفاق والتعاون والوئام.
كما أشار سماحته إلى وجود معارضات وعداء مقابل نداء الإسلام. وبعد أن عجزت الدعوات
غير الإلهية في تأمين سعادة البشرية، راحت القلوب والأنظار اليوم تتجه صوب الإسلام،
لذا فإن العداء تجاه الإسلام باعتباره قطب الأفكار الداعية إلى العدالة وكرامة
الإنسان، كبير جداً.
واعتبر سماحته أن بعض سلوكيات المسلمين وممارساتهم من قبيل الجمود والتحجّر تعطي
الذريعة للقوى المهيمنة لمحاربة الإسلام، قائلاً: على المسلمين الدعوة للإسلام
بصراحة وشجاعة وصدق وعدالة ليجتذبوا بذلك القلوب إليهم.
استقباله دام ظله رئيس الجمهورية الإسلامية الجديد الشيخ
حسن روحاني (16/06/2013)
استقبل سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله حجة الإسلام والمسلمين
الدکتور الشيخ حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتخب حديثاً.
في هذا اللقاء الذي جرى بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات في إيران، تمنّى
سماحته قائد الثورة الإسلامية دام ظله التوفيق لحجّة الإسلام والمسلمين روحاني،
وقدّم له التوجيهات اللّازمة.
حضوره دام ظله جلسةً قرآنيّةً في اليوم الأول من شهر
رمضان الكريم (10/07/2013)
في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، حضر سماحة القائد الإمام الخامنئي
دام ظله جلسةً قرآنيّةً في حسينيّة الإمام الخمينيقدس سره.
في هذا المحفل النوراني المفعم بأريج المعنويات القرآنيّة، وألقى سماحته كلمةً
اعتبر فيها تلاوة القرآن الكريم وتجويده وحفظه مقدمات للوصول إلى المجتمع القرآني،
مؤكداً: يجب أن تسود في المجتمع الإسلامي الهداية القرآنية وأسلوب الحياة الإسلامي.
كما أضاف دام ظله: الدين والعقل السليم وأقوال المعصومين سلام الله عليهم هي
المعايير القرآنية التي يجب أن تتخذ في المجتمع الإسلامي.
وأبدى سماحته ارتياحه للاهتمام المتزايد الذي يبديه الشباب تجاه القرآن الكريم
وتلاوته وحفظه منوّهاً بأنّه يجب أن يكون لكل واحد من أبناء المجتمع ارتباطه
بالقرآن الكريم لأن قراءة القرآن وفهمه مقدِّمة للتدبّر فيه.
لقاؤه دام ظله الرمضاني برئيس الجمهورية وأعضاء مجلس
الوزراء (14/07/2013)
التقى سماحة القائد الخامنئي دام ظله رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس
الوزراء، واعتبر العمل والسعي الدؤوب والضخم جداً، والتشديد على شعارات الثورة في
الميادين الداخلية والخارجية من المميّزات المثيرة للإعجاب لدى هذه الحكومة.
كما أوضح دام ظله أنّ رفع وتقوية شعارات الثورة عملية ضرورية، مضيفاً: كثيراً ما
حاولت الجبهة المناهضة للثورة تبهيت هذه الشعارات ومحوها، وتحويلها تدريجياً إلى
قيم سلبية، لكنها لم تنجح، ويعود السبب الرئيسي في إخفاقهم إلى يقظة الإمام الخميني
الجليل في رفع هذه الشعارات وتكريسها.
واعتبر سماحته وصية الإمام الخميني قدس سره لُبابَ القِيَم التي الخميني قدس سره
وكتاباته هي بيّنات الثورة ومحكماتها، وليست أموراً متشابهة يمكن تحريفها أو
تغييرها.
تعليم الأحكام للأولاد
س: في أيّ سنّ يجب على الأب والأم تعليم أولادهما الأحكام الشرعية والعبادات؟
ج: يستحب للولي تعليمهم الأحكام الشرعية والعبادات من حين بلوغهم سنّ
التمييز.
2013-08-07