يتم التحميل...

إنّ الشعوب المسلمة بإمكانها إحياء المجد والعظمة الإسلاميّة التي كانت ذات يومٍ في ذروة الفخر وعلى قمّة التألُّق العلمي والسياسي والاجتماعي.

 
 

الإمام روح الله قدس سره

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمد الله تعالى لأنه منحنا فرصةَ تكريم إمامنا العزيز قدس سره، وإظهار الولاء والإخلاص له.إنّ ذكرى الإمام قدس سره لا تزال حاضرة بين أفراد الشعب الإيراني. إلّا أنّ يوم 4 حزيران هو مظهر عشق الشعب الإيراني للإمام العظيم قدس سره. ذلك الإمام، وبدعم من هذا الشعب، بقي وحيداً في الساح. لكنه ظهر للناس كافةً وللتاريخ، وبكلّ ما للكلمة من معنى، كقائدٍ سماوي ومعنوي، قاطعٍ ومصمم.

عقائد الإمام قدس سره

تجلت ثلاث عقائد في إمامنا العظيم، مدّته بالشجاعة والصمود: إيمانه بالله، إيمانه بالناس وإيمانه بذاته. وقد ظهرت العقائد الثلاث تلك بمعناها الحقيقي في وجوده، وفي قراراته، وفي جميع حركاته قدس سره. هذه العقائد إنْ وَجَدت لها مكاناً في قلوبنا، فستنير درب مسيرتنا.

أ- الإيمان بالله
بالنسبة إلى إيمانه بالله، كان الإمام مصداق الآية الشريفة:﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(آل عمران:173). ﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فقد كان الإمام يثق بالله المتعال، ويُوقن بوعد الله، فكان يتحرك، ويعمل ويتكلم ويُقَدِّم في سبيل الله ونصرته ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ(محمّد:7).

ب- الإيمان بالناس
أمّا إيمانه بالناس، فقد كان الإمام قدس سره يتحدث إلى الناس من القلب إلى القلب، وكان الناس بدورهم، وبكلّ وجودهم، يقولون له:"لبيك"لقد آمن الإمام بإيمان هذا الشعب، وذكائه وشجاعته.

لقد جعل الإمام الخميني قدس سره إيمان هذا العشب العميق والراسخ يبرز ويظهر، فأثارَ حفيظة الناس الدينية حتّى أصبح الشعب الإيراني مِثالاً للاستقامة والبصيرة.

ج- الإيمان بالذات
وأمّا إيمانه بذاته وثقته بنفسه، فلقد علّم الإمام الشعب الإيراني معنى"نحن قادرون". وقبل أن يُلقن الإمام الشعب الإيراني ويعلمهم"نحن قادرون"، كان قد أحياها في داخله، وقد أظهر وأبرز اعتقاده بقدراته الشخصية بالمعنى الحقيقي للكلمة في عاشوراء 1963 حين هدّد الإمامُ قدس سره" محمد رضا شاه"، الذي كان، وبالاتكال على أمريكا والقوى الخارجية، يحكم البلاد بلا قيد أو شرط أو وازع، قائلاً له":إذا فعلت كذا، وإن استمررتَ على هذا المنوال، فسأطلب من الشعب الإيراني أن يطردك من إيران". من الذي قال هذا؟ قاله رجل دين، يعيش في"قم"، لا يملك السلاح، ولا العتاد، ولا المال، ولا الدعم الدولي. مستنداً فقط إلى إيمانه بالله وثقته بنفسه، على أنّه قادر على الصمود في هذا الساح.

"أنتم قادرون"

كان الإمام يؤمن بقوّته، وبقدراته. وهذا الإيمان بالذات الذي تمثّل في عمل الإمام، في كلام الإمام، قد انتقل إلى الشعب. أعزائي، لقد قاموا بتلقيننا نحن الشعب الإيراني، ولمئة سنة، أننا"غير قادرين" ونحن صدّقناهم. فمن أساليب الأعداء المؤثرة، في السيطرة على الشعوب، هي تلقينهم أنّهم" غير قادرين"،كي تيأس الشعوب وتقتنع بأنّها "غير قادرة. " بهذه الخُدعة، تخلّف الشعب الإيراني لمئة عام في ميادين السياسة، العلم، الاقتصاد، وجميع ميادين الحياة. ولكنّ الإمام قدس سره قَلَبَ هذه الموازين، فنزع منهم أداة التسلُّط هذه، وقال للشعب الإيراني: "أنتم قادرون"، فأعاد إلينا الشجاعة، والقرار، والمنعة والثقة بالنفس، وشعرنا نحن الشعب الإيراني بأننا "قادرون"، فتحرّكنا وعملنا وانتصرنا.

قلبٌ شابّ وروحٌ توّاقة

لقد أعطى هذا الإيمان القُدرة للإمام قدس سره على مواجهة كلّ الظروف التي واجهها إلى درجة أنّه لم يلحظ أحدٌ في الإمام، وحتى آخر أيام حياته، أيّ أثرٍ للكآبة والتردُّد والتعب والإهمال والاستسلام. إنّ كلام الإمام، في سنوات عمره الأخيرة، كان أحياناً أكثر ثوريّة من عام 1963، وأشدّ وأقوى. كان يشيخ لكن قلبه ظلّ شاباً، وروحه توّاقة. إنّها الاستقامة التي جاءت في القرآن الكريم: ﴿وَإن لو اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا(الجنّ:16)، و﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ(فصّلت:30).

هذه العقائد الثلاث، أبقت الإمام حيّاً وشابّاً، وخلّدت فكره وطريقه عند هذا الشعب، وبعثت الأمل والثقة بالنفس والتوكل على الله. لقد حلّت مكان اليأس والظُلمة والتشاؤم. لقد غيّر الشعب الإيراني روحيته، فغيّر الله ما بهم: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ(الرعد:11). لقد صحح الشعب الإيراني مساره وحركته وحوافزه، فساعدهم الله في ذلك ونصرهم ودعمهم. فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أنّ إيران التابعة، أصبحت إيران المستقلة.

خارطة طريق الإمام قدس سره

خارطة الطريق أمامنا. خارطة طريقنا هي أصول إمامنا العظيم. ولا يكفي التمسك باسم الإمام وذِكْرِه فقط. فالإمام خالد بأصوله، بأفكاره وبخارطة طريقه للأمّة.

أ- أصول الإمام قدس سره في السياسة الداخلية:
1- الاعتماد على آراء الناس.
2- تأمين الوحدة واتحاد الشعب.
3- أن يكون الحكّام والممسكون بزمام الأمور شعبيين لا ارستقراطيين.
4- اهتمام المسؤولين بمصالح الأمة.
5- العمل والجهد الجَماعي من أجل تطوير البلاد.

ب- وفي السياسة الخارجية:
1- الصمود في وجه التدخلات الأجنبية والسلطوية.
2- التآخي مع الشعوب الإسلامية، والتواصل مع جميع الدول غير المعادية.
3- مناهضة الصهيونية، والنضال من أجل تحرير فلسطين.
4- تقديم العون لمظلومي العالم، والصمود في وجه الظالمين.

ج- وفي مجال الثقافة:
1- الابتعاد عن ثقافة الإباحية الغربية.
2- الابتعاد عن التحجر والجمود.
3- الابتعاد عن الرياء في التمسك بالدين.
4- الدفاع القاطع عن الأخلاق وأحكام الإسلام.
5- مكافحة الترويج للفحشاء والفساد في المجتمع.

د- وفي المجال الاقتصادي:
1- الاعتماد على الاقتصاد الوطني، وعلى الاكتفاء الذاتي.
2- العدالة الاقتصادية في الإنتاج والتوزيع.
3- الدفاع عن الطبقات المحرومة.
4- مواجهة ثقافة الرأسمالية وسياستها الظالمة.
5- احترام الملكية والثروة.
6- احترام العمل.

هذه هي خارطة طريق الإمام العظيم. وسيتمكن الشعب الإيراني بهمته، بشبابه، بخارطة الطريق هذه، بإيمانه الراسخ، بتذكُّره لإمامه، من ملء الهوّة للوصول إلى الوضع المطلوب. يمكن للشعب الإيراني أن يتقدم، ويمكنه بقدراته، واستعداداته، وبالأشخاص البارزين، المنتشرين بحمد الله في أنحاء البلاد، من متابعة هذا الطريق بقدرة أكبر وهمّة أقطع، الطريق الذي هو حصيلة ثلاثين عاماً ونيف من التجربة. وإن شاء الله سيصبح مِثالاً حقيقياً وواقعياً للأمم الإسلامية الأخرى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

نور من نور

 

كفاح الشعوب المسلمة

الكفاح، كفاح الهمم والعزائم والإرادات، أيُّ جانبٍ تكون إرادته أقوى يكون هو الغالب. الشخص الذي يعتمد ق لبه على الله تعالى هو الغالب (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: 160). إذا ظفرتم بالنصرة الإلهية فلن يتغلب عليكم أحد، وسوف تتقدّمون وتظفرون. إنّنا نريد أن تكون الشعوب المسلمة التي تشكّل الأمة الإسلامية الكبرى حرّةً، مستقلةً، عزيزةً، أبيةَ الذلّ، تنظم حياتها وفقاً لأحكام الإسلام الراقية والمتقدمة، والإسلام قادرٌ على ذلك. لقد أبقونا لسنين متمادية متخلّفين من الناحية العلمية، وقد سحقوا ثقافتنا، وقضوا على استقلالنا، لقد استيقظنا اليوم، وسوف نقتحم ميادين العلم الواحد تلو الآخر.

 
 

خواطر

 

إنه السيد "روح الله"!

ذكر السيد القائد الخامنئي دام ظله أنّه أثناء زيارة المرحوم الميرزا جواد طهراني أيّام الثورة، قال للحضور: "إنّكم عرفتم هذا الشخص - أي الإمام الخميني قدس سره - توّاً، لكننا نعرفه منذ أربعين سنة، ثمّ أردفَ: حينما توجهت من طهران إلى قمّ للدراسة وقعت عيني في حرم السيدة المعصومة عليها السلام على سيّد شاب جميل وسيم له لحية سوداء، لاحظت أنه يقف كل يوم وليلة في مكان معين، ويسدل جزءاً من عمامته تحت حنكه وينشغل بالعبادة، فوقع حبُّ هذا الرجل في قلبي، فسألت من هو، فقالوا إنه "السيد روح الله". كانوا حينذاك يسمونه السيد روح الله. منذ ذلك الحين صرتُ من مريدي هذا الرجل.

 
 

صدر حديثاً

 

صدر عن جمعية المعارف الإسلامية الثقافية كتاب "خطاب الولي 2012". يتضمن الكتاب خطب وكلمات الإمام الخامنئي دام ظله التي ألقاها خلال عام 2012 في مناسبات ولقاءات مختلفة. وجرى ترتيب هذه الخطب ضمن عناوين تساعد القارئ في الوصول إلى الموضوع المطلوب، وضمن ثمانية فهارس مختلفة.

يقع الكتاب في 672 صفحة من الحجم الكبير

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله حشود المعلمين من كل أنحاء البلاد بمناسبة أسبوع المعلم (08/05/2013)

 استقبل سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله الآلاف من المعلمين من كافة أنحاء البلاد. واعتبر في كلمته لهم التربية والتعليم مؤسسةً مهمة جدّاً وأساسية ومن البنى التحتية لتشكيل مجتمع متقدّم يتمتع بالخصال الإنسانية الراقية وبأسلوب حياة إسلامية، مؤكداً على أنّ مواصلة المسيرة المتسارعة لتقدم البلاد في أبعادها المختلفة بحاجة إلى قفزات واسعة وتحقيق ملحمة سياسية وملحمة اقتصادية، وأنّ التربية والتعليم من القطاعات التي لها بلا مراء دور مهم في هذا الحيّز. في هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة أسبوع تكريم المعلم في إيران، حيّا سماحته ذكرى الشهيد آية الله الشيخ مرتضى مطهري قدس سره، وكذلك المعلمين والتلاميذ من الشهداء، واصفاً مكانة ومنزلة مهنة التعليم في المجتمع الإسلامي بأنّها عالية جداً ومختلفة عن سائر المهن.

استقباله دام ظله جماعة من النساء المثقفات (11/05/2013)
التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله المئات من النساء المميزات والناشطات في القطاعات الجامعية والحوزوية وما يختصّ بشؤون المرأة المختلفة. وأكد دام ظله في هذا اللقاء على ضرورة طرح الخطاب الإسلامي بخصوص المرأة، واعتبر "تعزيز المؤسسة العائلية" و "احترام تكريم المرأة في البيئة البيتيّة" حاجتين مهمتين وفوريتين للمجتمع. واعتبر قائد الثورة الإسلامية خطاب الغرب بخصوص المرأة خطاباً سياسياً محسوباً بدقة، مردفاً: مع أن هذا الخطاب يبدو في الوقت الحاضر في ذروته، لكن مسيرة خطاب الغرب فيما يتعلّق بالمرأة سائر نحو منحدر السقوط والانحطاط والخزي.

حضوره دام ظله مراسم تخرّج الضباط والحرس في جامعة الإمام الحسين عليه السلام (27/05/2013)
حضر سماحة السيد القائد الخامنئي دام ظله مراسم تخرّج الطلبة الضباط والحرس في جامعة الإمام الحسين عليه السلام. فقرأ الفاتحة عند مزار الشهداء المجهولين محيّياً ذكرى شهداء الدفاع المقدس. ثم استعرض القائد العام للقوات المسلحة الوحدات العسكرية الموجودة في ساحة الجامعة. واعتبر سماحته دام ظله في كلمته الخطوةَ الواسعةَ والملحميّةَ والحماسيّةَ للشعب الإيراني في الانتخابات القادمة مبشّرةً بنجاحاتٍ ومكتسباتٍ كبرى للثورة والنظام الإسلاميَّين، مؤكداً: بتوفيقٍ من الله سيكون غدُ هذا البلد والشعب غداً مشرقاً مطبوعاً بالعزّة، ويمثّل نموذجاً وقدوةً للجميع. كما أشار سماحته إلى أنّ جبهة المعاندين تثير الضجيج منذ 34 عاماً عند إقامة أي انتخابات في إيران، وقد كانت دوماً فاشلة ومخفقة في جهودها، وبلطفٍ من الله سوف يوجّه الشعب الإيراني الكبير هذه المرة أيضاً صفعة لأفواههم.

 
 

فقه الولي

 

س: ما هو حكم الفتيات اللواتي بلغن حديثاً ويصعب عليهن الصوم إلى حدٍّ ما؟ وهل سن البلوغ عند الفتيات هي السنة التاسعة؟
ج: سن البلوغ الشرعي للفتيات على المشهور هو إكمال تسع سنوات قمرية، فيجب عليهن الصوم عند ذلك، ولا يجوز تركه لمجرد بعض الأعذار ولكن إذا كان الصوم مضرّاً بهنّ أو كان في تحمّله مشقة كبيرة جاز لهنّ الإفطار حينئذٍ.

2013-07-01