يتم التحميل...

صدى الولاية-العدد118- صفر 1434 هـ

العدد118

 

إنّ سلاح الشعوب المهمّ في مواجهة قوى الطغيان والحكام العملاء هو الاتحاد والانسجام.

عدد الزوار: 27

إنّ سلاح الشعوب المهمّ في مواجهة قوى الطغيان والحكام العملاء هو الاتحاد والانسجام.

 
 
خدمة الناس توفيقٌ إلهي
 

بسم الله الرحمن الرحيم



إنّ خدمة النّاس بحدّ ذاتها نعمةٌ إلهيّة وموهبة ربّانيّة، سواءٌ أكانت هذه الموهبة ضمن الأطر الرسميّة كالمسؤوليّات الملقاة على عاتق المديرين والموظفين في الدولة أم كانت في خدمة دين النّاس وثقافتهم وتقدّمهم العلمي وتأمين حاجاتهم المختلفة. لهذا، إنّ توفيق الخدمة نفسه هو نعمة يجب شكرها.

أن يكون الإنسان خادماً للنّاس هو فخرٌ، وليس مجرّد شعار. وعظماء أهل العرفان كانوا دائماً يوصون تلامذتهم، ومن يتربّى على أيديهم، بأن يخدموا النّاس إلى جانب الذكر والعبادة والخشوع والتوسّل والتذكّر، وكانوا في بعض الأحيان يرجّحون هذه الخدمة
على العبادات الفرديّة. فالعمل الصالح الذي تقدّمه لشخصٍ ما يُعدّ حسنة، ويقرّبك إلى الله، كما أنّ له أجراً وثواباً إلهيّاً وأخرويّاً. أما كيفية تعاطينا واعتبارنا أن هذه الخدمة نعمة، فهي بأنْ لا نمنّ بها على أحد، وأنْ نشكر الله على توفيقه لنا لخدمة عباده.

وفي الخدمة لا مكان للتمييز. فالمسؤولية في أيّ قسمٍ من الأقسام عبارة عن خدمة أفراد النّاس. سواءٌ أكان الشخص صديقاً لنا أم غريباً أم حتى عدواً وبغضّ النظر عن ميوله السياسيّة وميوله الدينيّة أيضاً، فهذا أمر لا ينبغي أن يكون له أي تأثير في خدمة
الآخرين، بل يجب أن تكون الخدمة عامّة للجميع، ويجب أن نكون أمناء وأن نجعل كلّ ما في أيدينا في خدمة الجميع.

علوّ الهمة بابٌ للرقي

إنّ مسألة علوّ الهمّة في تقديم الخدمات مسألة مهمة جداً، وعلى المسؤولين أن يلتفتوا إلى ذلك من أجل التقدّم والارتقاء في الميادين كافّة، ومن أجل التطوّر ونيل الخصائص الحياتيّة المهمّة أيضاً. فعندما تكون هذه المسألة، علو الهمّة، أكبر همّنا فإنّ ذلك
سيتطلّب منّا عملاً مضاعفاً. وليس المقصود بالعمل المضاعف حجم العمل فحسب، بل المقصود كيفية العمل ونوعيته، بما في ذلك: الدقة والخبرة، أضف إلى الاستشارة، والعمل الدؤوب والمتلاحق، والعمل المدوّن والقائم على التخطيط، بحيث لو استُبدل
المسؤولون لا يتوقّف العمل.

نحن نملك إمكانات واستعدادات ممتازة، وأحد هذه الإمكانات المهمّة الطّاقات البشريّة اللائقة بحمد الله، إلى جانب الإمكانات الطبيعيّة، والقضايا المتعلّقة بالأرض والإقليم والموقعيّة الجغرافيّة وغيرها من القضايا التي تؤثّر في تقدّمنا وازدهارنا وعمارة حياة النّاس.

إنّنا أقوياء في المواجهة

كلّما شعرنا بالضّعف، فإنّ أعداءنا سيفرحون وكأنهم حصلوا على نَفَسٍ جديدٍ فيعملون على نفخ الرّوح في أعداء النّظام الإسلامي وأعداء الإسلام للبدء بالهجوم. كما أنّنا كلّما شاهدنا حركة مؤثّرة بين الناس تشجعهم وتبصّرهم أمورهم، نرى من جانب العدوّ
سعياً فوريّاً لإحباط هذه الحركة. إنّ هذا يعلّمنا، أوّلاً: أن لا ندع العمل والسّعي أبداً، وثانياً: أن نسعى لمضاعفة العمل ولتقوية السعي والأمل في الذين يستمعون إلينا ويعملون في دائرتنا، فهذا تكليفٌ، إذ إنّ كلّ حديثٍ يظهر اليأس والتّعب والإحباط
والاختلاف مضرٌّ بمصالح البلد وتطوّره، ومضرٌ بالعزّة الوطنيّة.

إنّنا أقوياء في مواجهة الأعداء. كما أنّ قدراتنا عالية، وهذا ليس ادّعاءً، بل واقع. والشّاهد الأهمّ على ذلك أنّه طيلة الـ 33 سنة كانوا يطعنون، ويوجّهون الضربات. فلو كنّا ضعفاء لكان من اللازم لهذه الشجرة أن تكون قد يبست وهَوَتْ أرضاً، ولكنها على
العكس، نمت أضعافاً مضاعفة وأضحت تؤتي أُكُلها كلّ حين بإذن ربّها.

إنّ البلد اليوم، مقارنةً بما قبل عشر أو عشرين سنة، قد تطوّر كثيراً بلحاظ الموقعيّة العلميّة والصّناعيّة والاجتماعيّة وروحيّة النّاس، فقد أصبح النّظام أكثر استحكاماً. وهذا يدلّ على وجود قوّة داخليّة بنّاءة حقيقيّة فيه تتغلّب على جميع المشاكل، والخُدع
والمؤامرات التي يحيكها العدوّ. لذا، لم يعد من الممكن القضاء على هذه القدرات الذاتيّة إلا إذا ساعدنا نحن على ذلك. فلو قمنا بإضعاف هذه الرّوحيّة وأضعفنا الأمل، ولو أظلمَ الأفق أمام أعين شبابنا، الّذين هم أملنا، نكون بذلك قد أضعنا أنفسنا بأنفسنا،
وهذا ما لا يجوز القيام به.

ولحسن الحظ، إنّ البلد قد حقّق تطوّراً كبيراً في طريقة التعامل مع العالم المهيمن المستكبر والغربيّ. إنّ ميادين التخاطب الدّوليّ تعتبر من ساحات المواجهة. فالرأسماليون الصهاينة يفكرون، ومنذ سنوات، بالإمساك بأغلب وسائل الإعلام الأوروبّيّة التي تتردد
أسماؤها في العالم وذلك من أجل اختلاق الأخبار وتوجيه الرأي العام. مع الإشارة إلى أنّ هذه الوسائل هي نفسها التي تلقّن السياسيين ماذا يقولون وما عليهم أن يفعلوا.

لن تخضع إيران

من الكلام الذي نسمعه باستمرار هو "أنّنا نضغط على إيران من أجل أن ترجع إلى طاولة المباحثات". عن أي طاولة يتكلمون؟ وهل تركت إيران المباحثات بشأن القضايا العالميّة المختلفة، ومنها الملف النووي، حتى تعود إليها؟! إنّها خدعةٌ إعلاميّة وغش. هاهم يكرّرون هذا الأمر في العالم إلى درجة أنّ السياسيين الغربيين أنفسهم باتوا يصدّقون ذلك، في حين أنّ الذي اخترع هذا الكلام وهذه المعادلة كان له مقصدٌ آخر. فهو لا يريد لإيران أن ترجع إلى المباحثات، بل يريد منها أن تخضع وتستسلم أثناء المباحثات لكلّ الهيمنات الغربيّة. أما الردُّ الإيراني فهو: كلا، أنتم أصغر من أن تتمكّنوا من إخضاع شعبٍ ثوريٍّ، بصيرٍ واعٍ أمام مراميكم ومطامعكم. لذا، فإن هذه المشكلة ستبقى.

إنّ القضيّة اليوم هي أنّ الخطاب الجديد الذي تعرضه الجمهوريّة الإسلاميّة في العالم، يجعل مستكبري العالم حيارى. لقد استطاعت الثّورة الإسلاميّة اليوم أن تنشر فكرها في العالم، بالرّغم من كل الرّقابة التي فرضت عليها، وبالرّغم من كل الضغوط التي تعرّضت لها، فاليوم أصبح هذا الفكر رائجاً، فكر السّيادة الشعبيّة وفكر حاكميّة عالم المعنى والدين، وفكر مشاركة النّاس في السّاحات، وفكر مواجهة تلك الهيمنة التي تمارسها القوى والمعسكرات العالميّة المقتدرة...

فيا أعزائي، نحن نحتاج إلى السّعي والفعاليّة والتفكير والعمل الصّحيح والاتّحاد فيما بيننا وأن نجعل الأجواء أجواء سعيٍ وعملٍ وإخلاصٍ وروحانيّةٍ وبعدٍ عن التظاهر. فكلّ واحدٍ منكم يمكنه أن يؤدّي دوراً، والكلّ يتحمّل مسؤولية، وإن لم يكن لمسؤوليّتهم عنوانٌ حكوميّ. فكلّنا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى الذي نسأله أن يعيننا كي نتمكّن من القيام بأعمالنا إن شاء الله. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 
نور من نور
 

نهضة الشعوب بين إرادتين

إنّ نهضة الشعوب هي في الواقع حرب بين إرادتين: إرادة الشعب وإرادة أعدائه. وكلّ جانب كان أكثر وأقوى عزّةً وتحمُّلاً للصعاب فهو منتصر حتماً، يقول سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(فُصِّلت:30).

ويخاطب ربُّ العالمين رسوله بالقول: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ(الشورى:15).

فالعدوّ يسعى بممارسة القوّة والخداع إلى التوهين من إرادتكم فاحذروا من ضعف إرادتكم، ويحاول بثَّ اليأس من تحقيق أهدافكم بينما الوعد الإلهي يقول: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(القصص:5).

فثقوا ثقةً تامّةً لا يعتريها تردُّد بوعد الله المؤكَّد حيث يقول عزّ من قائل: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(الحج:40).

 
 
خواطر
 

رفض تمييزه عن الآخرين

يقول حجّة الإسلام محمد علي حقّاني: "حين كانوا يبدّلون الضريح الخارجي لمرقد الإمام الرضا عليه السلام كان السيد القائد في زيارة للحرم المطهّر، فاستطاع أن يجلس قرب القبر مباشرةً. وبعد الدعاء والصلاة، تقدّم السيد واعظ الطبسي من القائد، طالباً منه
أن يحضر أولاده وعائلته ليزوروا عن قرب. فأجابه القائد: وبقية الناس، هل يستطيعون أن يزوروا عن قرب؟! إذا أتيح للجميع الزيارة عن قرب، فليأتِ أولادي معهم. في ذلك اليوم، سُمح لجميع الزائرين بالدخول إلى قرب القبر والزيارة، وكانت مفاجأة الزوار وفرحتهم لا توصف بهذا التوفيق غير المنتظر".

 
 
نشاطات القائد
 

لقاؤه دام ظله النخبة والمسؤوليين في محافظة خراسان الشمالية (16/10/2012)
التقی سماحة قائد الثورة دام ظله النخبة والمتفوقين والمسؤولين الإداريين في محافظة خراسان الشمالية، واعتبر في كلمةٍ له أنّ الخدمة من دون منٍّ نعمةٌ إلهيّةٌ لمسؤولي البلاد. كما أشار إلی الخدعة الإعلامية - السياسية لوسائل الإعلام الغربية بشأن الضغوط علی إيران مؤكداً: خلافاً للأكاذيب المكررة للغربيين، فإننا لم نترك طاولة التفاوض حول مختلف القضايا، بما في ذلك الملف النووي، حتی نعود إليها، والواقع أنّهم يريدون استسلام الشعب الإيراني، لكنهم أصغر من أن ينالوا ذلك.

مشاركته دام ظله فی اجتماع هيئة الوزراء في محافظة خراسان الشمالية (17/10/2012)
شارك الإمام الخامنئي دام ظله فی اجتماع هيئة الوزراء في محافظة خراسان الشمالية. واعتبر دام ظله تقديم الخدمة للشعب الإيراني الوفيّ توفيقاً إلهياً، مؤكداً أنّ تقديم الخدمة لهؤلاء الأهالي الجديرين الأجلاء يجب أن يزداد جودةً وكمّاً في حدود الإمكان. كما أكّد دام ظله علی ضرورة استمرار السياسات وثبات الإدارة من أجل تحقيق قرارات الحكومة بهدف تحسين أوضاع خراسان الشمالية مردفاً: صنفوا هذه القرارات الجيدة علی شكل أولويات فی ضوء عوامل متعددة نظير الإمكانيات المتاحة، والمصادر، والطاقات البشرية، وسرعة المردودات، وسعة تأثيرها فی حياة الناس.

نداؤه دام ظله لحجاج بيت الله الحرام (25/10/2012)
أصدر سماحة القائد دام ظله نداءً لحجّاج بيت الله الحرام مؤكّداً فيه على أهميّة اغتنام فرصة الحج للارتقاء المعنوي ولتلاحم الفرد والمجتمع، ومشيراً إلى أنّ على الحجاج أنْ يلبّوا بقلوبهم وألسنتهم دعوة الله العظيم للصلاح والفلاح. واعتبر دام ظله أنّ الأحداث الثوريّة التي أفضت إلى إسقاط عدة أنظمة فاسدة مطيعة لأمريكا ومتعاونة مع الصهيونية فرصة مهمّة في سبيل إصلاح الأمة الإسلامية، وإذا فوّتت الأمّة هذه الفرصة فقد تخسر خسراناً كبيراً.

استقباله دام ظله الآلاف من طلاب المدارس والجامعات (31/10/2012)
استقبل سماحة القائد الخامنئي دام ظله الآلاف من طلاب المدارس والجامعات، وشرح في كلمةٍ مهمة أمامهم المراحل المختلفة للكفاح العام الذي خاضه الشعب الإيراني ضد الحكومة الأمريكية المستكبرة، والهزائم المتلاحقة المتسلسلة، وهبوط المكانة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأصول الفكرية لأمريكا، مقابل حالات التقدم المادية والمعنوية المذهلة للنظام الإسلامي. واعتبر أن الدروس الكبری لهذا الكفاح المستمر الحفاظ علی الصمود والبصيرة والتوكل علی الله، والعمل والسعي الدؤوب، ووعي الظروف الحسَّاسة الراهنة لاجتناب كل أنواع جرّ الاختلافات إلی الشعب.

 
 
فقه الولي
 

وجوب ردّ التحيّة العرفيّة

س: ما رأي سماحتكم في ردّ التحيّة التي لا تكون بصيغة السلام؟
ج: لا يجوز ردُّها إذا كان في الصلاة، وأما لو لم يكن في الصلاة فالأحوط (وجوباً) الردّ إذا كانت قولاً وعُدَّت عرفاً تحيّة.

2012-12-17