دوحة الولاية - العدد 301 - ذو القعدة 1444 هـ

عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) بقمّ، فقال: «مَن زارها، فله الجنّة».

إنّ الإنسان العاقل، الرؤوف بنفسه، لا بدّ له من السعي واللجوء إلى كلّ سبيل لإنقاذ نفسه من الأسر، والنهوض أمام النفس الأمّارة والشيطان الباطنيّ، ما دامت الفرصة سانحة، وقواه الجسديّة سالمة، وما دام على قيد الحياة، وفي صحّة موفورة، وفتوّة موجودة، وقواه لم تتسخّر كلّيّاً، ثمّ يراقب حياته مدّة من الزمن، ويتأمّل في أحوال نفسه وأحوال الماضين، ويتمعّن في سوء عاقبة بعضهم، ويُفهِم نفسَه أنّ هذه الأيّام القليلة تَبلى، ويُوقِظ قلبَه، ويُفهِمه الحقيقةَ المنقولةَ عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛ إذ خاطبنا قائلاً: «الدنيا مزرعة الآخرة».

الإمام الخمينيّ (قده)، الأربعون حديثاً، ص304.

إنّ الخريطة التي رسمها الإمام لم تكن نتاجَ فكر إنسانٍ فقط، لقد كان مؤيَّدًا من عند الله، قطعًا ويقينًا، إنّ الإمام العظيم نفسه كان يعرف ذلك، ويقرّ ويعلن ويقول: «إنّ كلّ ما جرى، قد تمّ بيد القدرة الإلهيّة». علينا أن ننتبه، وأن نتعرّف هذه الخريطةَ كي نتمكّن من متابعة الطريق. إن لم نعرف الخريطة، وانحرفنا عن تصميمها، فإنّنا سنبتعد تدريجيًّا، ويومًا بعد يوم، عن المسير الأصليّ والصراط المستقيم، وحينها سنكون قد ابتعدنا عن الأهداف المطلوبة... إنّ خريطة الإمام وعمله الأصليّ كانا بناء نظام مدنيّ سياسيّ على أساس العقلانيّة الإسلاميّة، وكانت المقدّمة اللازمة لهذا العمل إزالة النظام الملكيّ الذي كان في الوقت عينه فاسدًا وتابعًا ودكتاتوريًّا!

من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 04/06/2014م.

عندما نتحدّث عن هذا النصر، عن تحرير الأرض، عن حرّيّة الإنسان، عن كرامة الوطن، عن عزّة الأمّة، يجب أن نتذكّر كلّ أولئك الذين ساهموا في صنع هذا النصر. قبل كلّ شيء، وبعد كلّ شيء، نحن عباد الله، نعلن أمام العالم كلّه، أنّ هذا النصر من الله سبحانه وتعالى... وعندما نأتي إلى الخلائق، لا بدّ أن نذكر أوّلاً الشهداء، كلَّ الشهداء، شهداء المقاومة من حزب الله وحركة أمل والقوى الوطنيّة اللبنانيّة، شهداء الجيش اللبنانيّ والجيش العربيّ السوريّ، شهداء المقاومة الفلسطينيّة. لا بدّ أن نتذكّر النساء والأطفال في قانا والمنصوري وسحمر والنبطيّة الفوقا وغيرها. لا بدّ أن نعترف لهؤلاء الشهداء بالفضل الأوّل والأكبر بعد الله سبحانه وتعالى.

سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)، 26/05/2000م.

 من المزايا الجديدة والمبتكَرة لتكنولوجيا الاتّصالات والمعلومات، خلق العالم الافتراضيّ وتوسعته. هذه الميزة مبنيّة على أساس أمن العالَمَين: الحقيقيّ والافتراضيّ؛ فكما أنّ العالم الحقيقيّ يُعَدّ مكاناً تقليديّاً لوجود الأمن فيه، كذلك العالم الافتراضيّ، الّذي يزداد أهمّيّةً كلّ يوم مع التوسّع والتطور الدائمَين لتكنولوجيا الاتّصالات والمعلومات، إلى درجةٍ أصبح معها حاليّاً يغطّي بأحداثه على العالم الحقيقيّ.

ولزيادة أهمّيّة العالم الافتراضيّ وقدرته على التأثير، ظهرت في الآونة الأخيرة موجة التهديدات الافتراضيّة وبشدّة. وقد مَنع هذا الظهورُ الشديد للتهديدات الافتراضيّة مستخدمي التطبيقات؛ أي الفاعلين في العالم الافتراضيّ، من مواجهتها بشكل كامل، الأمر الّذي استغلّه بعضهم، كالمجموعات الإرهابيّة، لهزّ الأمن القوميّ والدوليّ وتهديده.

 إخوتي في المقاومة الإسلاميّة، أدامكم الله ذخراً لهذه الأمّة، أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم، والسير على ولاية الفقيه ونهج الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرّه)، وأن تُكمِلوا الطريق المعبَّد بدماء الشهداء المتّخذة من ثورة كربلاء، كما أوصيكم أن تتّخذوا الإسلام منهجاً، وسيرة الأئمّة (عليهم السلام) سبيلاً، ولا تأخذكم في الله لومة لائم... إنّ الأئمّة (عليهم السلام) أناروا لنا الطريق، وبيّنوا معالمه، وما علينا إلّا التوكّل على الله سبحانه والإخلاص له.

 أحمد موسى الأشهب، 2000م.

الأسرة هي المكان الذي يجب أن تنمو فيها العواطف والأحاسيس، وتجد فيها رونقها، أن يجد الأطفال فيها المحبّة والحنان، وحتّى الزوج الرجل. إنّ طبيعة الرجل أبسط من المرأة، وأكثر حدَّةً وحزماً في مجالاتٍ خاصّة، وليس يداوي جرحه إلّا حنان زوجته، لا بدّ أن تحنّ‏ عليه، حيث لا ينفعه حنان أمِّه؛ فإنّ‏ الزوجة تستطيع أن تفعل بالرجل الكبير ما تفعله الأمّ بابنها الصغير، وإنّ النساء على معرفة دقيقة وظريفة بهذا الأمر. وإذا افتقرت هذه العواطف والأحاسيس إلى محورها الأساسيّ في البيت -أي إلى المرأة وسيِّدة البيت- فستصبح الأسرة شكلاً لا معنى له.

الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، دور المرأة في الأسرة، ص10.

 لقد استطاع الإمام الرضا (عليه السلام) من خلال تلك المدّة القصيرة التي بقيها في ولاية العهد، أن يؤكِّد شخصيّته العلميّة، وساعده في ذلك حبُّ المأمون للعلم والمباحثات العلميّة؛ فكان هذا الخليفة يقوم بعقد تلك الجلسات العجيبة، والمُثبَتة في كتب الاحتجاجات، والتي كان يجمع فيها كلّ أصناف العلماء والمفكّرين، من مادّيّين ومسيحيّين ويهود ومجوس وصابئة وبوذيّين وغيرهم، ثمّ يدعو الإمام الرضا (عليه السلام) ليتباحث معهم في حضوره. فكانت هذه الجلسات فرصة ذهبيّة، استغلّها الإمام ليعرض من خلالها الفكر الإسلاميّ، وينشر العلم الصحيح، وكذلك ليدحض جميع الأفكار الباطلة، ويُثبِت خواء جميع التيّارات المخالفة للإسلام.

الشهيد الشيخ مرتضى المطهّريّ، من حياة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، ص201.

 * معنى دحو الأرض
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾؛ أي بسطها ومهّدها، بحيث تصبح صالحةً للسكن والسير. وفي كتاب «القرآن، محاولة لفهمٍ عصريّ» ما نصّه: «دحاها؛ أي جعلها كالدحية (البيضة)، وهو ما يوافق أحدث الآراء الفلكيّة عن شكل الأرض». ولفظة «دحا» تعني أيضاً البسط، وهي اللفظة العربيّة الوحيدة التي تشتمل على البسط والتكوير في الوقت ذاته، فتكون أَولى الألفاظ [الدالّة] على الأرض المبسوطة في الظاهر المكوّرة في الحقيقة. وهذا منتهى الإحكام والخفاء في اختيار اللفظ الدقيق المبين.

الشيخ محمّد جواد مغنيّة، التفسير الكاشف، ج7، ص510.

* صومُه كفّارة سبعين سنة
الإمام الكاظم (عليه السلام): «في خمسةٍ وعشرين من ذي القعدة، أنزل الله عزّ وجلّ الكعبة البيت الحرام، فمَن صام ذلك اليوم كان كفّارة سبعين سنة، وهو أوّل يوم أنزل فيه الرحمة من السماء على آدم».

الفيض الكاشانيّ، الوافي، ج11، ص57.