يتم التحميل...

صدى الولاية116- ذو الحجة1433 هـ

العدد116

عدد الزوار: 38

لا شكَّ أنَّ الذي أكسب عيد الغدير هذا الحجم من الأهمِّية هو دلالته على مبدأ الولاية

 
 

الإمام علي(ع)

 

نصـّبه الله إماماً

الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية علي أمير المؤمنين والأئمة المعصومين الطاهرين عليهم السلام.
مبارك عيد الغدير السعيد لجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض، ولكل الذين يحترمون الاسم المبارك للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

مع أن عيد الغدير من خصائص الشيعة الإمامية، لكنَّ لهذا الحدث مفهوماً ومحتوىً ومضموناً واسعاً يجعله شاملاً لكل المسلمين، ولكل المخلصين والمتشوقين لسعادة الإنسان وتحسين حاله.

نحن نعتبر الحديث المتواتر، أي حديث يوم الغدير، الذي رواه كل محدثي الإسلام الكبار من شيعة وسنة سنداً وركيزةً لاعتقادنا الراسخ بشأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

لقد عيّن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في يومٍ حارٍ وفي منطقة حساسةٍ ومقابل أعين الناس عليَّ بن أبي طالب عليه السلام إماماً للمسلمين من بعده وولياً لأمور الإسلام وقدَّمه وعرَّفه للناس: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه". وهذا يفيد أنّ أيّ معنى للولاية يختص بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينسحب على أمير المؤمنين عليه السلام بهذا التنصيب والتعريف.

كان جميع الناس قد خبروا علي بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم عن كثب، ولم يشكّك أحدٌ في تنصيبه عليه السلام. وكان واضحاً أنَّ هذا الرجل المضحي المخلص ذا المرتبة العليا في الإيمان والتقوى جدير بمثل هذه الخطوة من قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومن قبل الله تعالى في الواقع. لم يكن تنصيب الإمام علي عليه السلام تنصيباً نبوياً، بل تنصيباً إلهياً. كانت هذه مشيئة الله التي أبلغها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للناس.

أئمة هـُدى.. وأئمة ضلال

لم تكن حادثة الغدير مجرد تنصيب خليفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فللغدير جانبان: أحدهما يتعلق بتنصيب الخليفة، والجانب الآخر هو الإلفات إلى قضية الإمامة بالمعنى الذي يفهمه كل المسلمين من هذه الكلمة ومن هذا العنوان، من قيادة الناس والمجتمع في أمور الدين والدنيا. وهذه ليست قضية خاصة بالمسلمين أو الشيعة.

فالإمامة معناها أن يحكم فرد أو جماعة المجتمع، وأن يرسموا اتجاه مسيرته في أمور الدنيا والشؤون الروحية والمعنوية والأخروية. وهي قضية عامة تشمل كافة المجتمعات البشرية.

وهذا الإمام يمكن أن يكون على حالتين: إمام يقول عنه الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (الأنبياء: 73). وهي إمامة تهدي الناس بأمر الله وتأخذ بأيديهم لتجتاز بهم الأخطار والمهالك والمزالق والهاويات، وتوصلهم إلى كمالهم الذي هو الهدف المنشود من الحياة الدنيوية للإنسان. وهذه الإمامة مصداقها الأنبياء الإلهيون والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جمع الإمام الباقر عليه السلام الناس في منى وقال: "إن رسول الله كان هو الإمام".

إذاً الإمام الأول هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه.

فالأنبياء والأوصياء وهم المصطفون من الناس هم الفئة الأولى من الأئمة، ومهمتهم الهداية، حيث يهديهم الله تعالى وينقلون هذه الهداية إلى الناس: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، فأفعالهم أفعال حسنة.. ﴿وَإِقَامَ الصَّلاةَ، فالصلاة رمز ارتباط الإنسان واتصاله بالله.. ﴿وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ، وهم عبيد لله ككل البشر، وعزتهم الدنيوية لا تنال إطلاقاً من عبوديتهم لله. هذه فئة.

والفئة الأخرى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ(القصص: 41)، وهو ما ورد في القرآن الكريم بخصوص فرعون. ففرعون أيضاً إمام، وبنفس المعنى الذي استُخدمت فيه كلمة إمام في الآية الأولى استُخدمت هنا أيضاً كلمة إمام، أي إن دنيا الناس ودينهم وآخرتهم وأجسامهم وأرواحهم في قبضة هؤلاء الأئمة، لكنهم ﴿يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ.

حتى أكثر حكومات العالم علمانية تمسك في قبضتها بدنيا الناس وآخرتهم. فهذه الأجهزة الثقافية الهائلة التي تأخذ أجيال الشباب اليوم في مختلف أصقاع العالم نحو سوء الأخلاق والفساد والضياع هم الأئمة الذين ﴿يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ.

يأخذون الناس إلى النار من أجل مصالحهم، ومن أجل سيادتهم الظالمة، ولكي يصلوا إلى أهدافهم السياسية المختلفة، ودنيا الناس وآخرتهم في أيديهم.

وستكون أجسام البشر وأرواحهم تحت تأثير سلطتهم. هذا هو حال الإنسانية دائماً.

فإمّا أن يكون المجتمع تحت إشراف وإدارة إمام عادل، منصَّب من قبل الله وهادٍ إلى الخيرات والحق، وإمّا أن يكون في قبضة أناس غرباء عن الحق وغير عارفين به وفي حالات عديدة معاندين للحق، لأن الحق لا يتصالح مع مصالحهم الشخصية والمادية.

إذاً، هي إحدى حالتين ولا تخرج الحال عنهما.

الغدير: استكمال لمجتمع الإسلام

لقد أثبت الإسلام بتأسيسه نظام حكمٍ في المدينة وتأسيس المجتمع المدني النبوي أنه ليس مجرد نصيحة وموعظة ودعوة لسانية. إنما يروم الإسلام تحقيق الأحكام الإلهية في المجتمع، وهذا غير متاح من دون تأسيس سلطة إلهية. لذلك، عيّن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في نهاية عمره المبارك بأمر من الله الشخصَ الذي يليه.

إذاً، قضية الغدير ليست قضية الشيعة فقط إنما هي قضية المسلمين، بل قضية كل البشر. الذين يفكرون سيتضح لهم أن هذا الخط النيّر خط لكل البشر، ولا سبيل سواه. وإذا كانت السلطة في المجتمعات البشرية بيد ذوي الصفات الشيطانية فسوف يسير العالم نحو المحطات التي تشاهدون اليوم مظاهرها في العالم الحديث.

وكلما ازداد العالم حداثةً، ازداد خطر مثل هذه الحكومات. أما إذا تطور العالم من الناحية العلمية والمعرفية، يزداد احتمال وإمكانية بروز خط الهداية. فنحن لا نشعر بعرقلة خط الهداية بسبب تقدم العلم، إنما سيتقدم هذا الخط من خلال العلم.

 
 

نور من نور

 

علامات الأمَّة الإسلامية

هكذا يربّي الإسلام أتباعه ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(الفتح:29). هذه هي علامات الأمّة الإسلامية. وهذه هي المعنويات التي في أنفسهم، التوكل والتوجه إلى الله والتذكُّر والخضوع مقابل الخالق. هذه هي ميزة تربية الإنسان المسلم المؤمن. خاضع مقابل الله تعالى، رحيم عطوف مع إخوانه في الإيمان، والأُخُوّة الإسلامية قائمة، لكنّه مقابل المستكبرين والظالمين صامد شامخ كالجبل.

 
 

خواطر

 

في صحبة المجاهدين

يقول محمد كوثري - الذي كان عميداً وقتها-: "بعد انتخاب آية الله الخامنئي لرئاسة الجمهوريّة، أمره الإمام الخميني بعدم الذهاب إلى الجبهة. وفي أيام الحرب الأخيرة حصل على إذن من الإمام بعد إصرار شديد للحضور إلى الجبهة ثانيةً. لقد كان سماحته وبما أنّه إمام جمعة طهران يرسل الدعوات إلى جميع أئمّة الجمعة والجماعة يطلب منهم المشاركة في الجبهات. لقد كان تحرّكه الثوري هذا سبباً في حدوث تحوّل عظيم في الجبهة، فقد قام سماحته بزيارة جميع الوحدات ودراسة أوضاعها والاستماع إلى المشاكل من المجاهدين مباشرة. وكان يتعامل معهم كالأب الرحيم، ويستمع إليهم وكان لذلك أثره في رفع معنوياتهم. وبقي الأمر كذلك إلى أن تحقّق الانتصار".

 
 

نشاطات القائد

 

إدانته دام ظله الإساءة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

قال الله العزيز الحكيم: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(التوبة: 32).

أيتها الأمة الإسلامية الكبرى.

كشفت اليد القذرة لأعداء الإسلام مرة أخرى وبإهانتها للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حقدها العميق، وأثبتت عبر خطوة جنونية كريهة غيظ الجماعات الصهيونية الخبيثة من تألق الإسلام والقرآن المتزايد في العالم حالياً.

يكفي لقبح وجوه منفذي هذه الجريمة والذنب الكبير أنهم استهدفوا بترَّهاتهم المقززة أقدس وأنور الوجوه بين مقدسات العالم.

إنّ اليد الخفية وراء كواليس هذه الخطوة الشريرة هي السياسات العدوانية للصهيونية وأميركا وسائر زعماء الاستكبار العالمي الذين يريدون - حسب أوهامهم الباطلة - الهبوط بالمقدسات الإسلامية عن منزلتها الرفيعة في أعين الأجيال الشابة في العالم الإسلامي، وإطفاء مشاعرهم الدينية.

لو لم يكونوا قد دعموا الحلقات السابقة لهذا المسلسل القذر، أي سلمان رشدي، ورسام الكاريكاتير الدنماركي، والقساوسة الأميركيين الذين أحرقوا القرآن، ولم يطلبوا إنتاج عشرات الأفلام المعادية للإسلام في المؤسسات التابعة للرأسماليين الصهاينة، لَمَا أفضى الأمر اليوم إلى هذا الذنب العظيم الذي لا يقبل المغفرة.

المتهم الأول في هذه الجريمة هو الصهيونية والحكومة الأميركية. وإذا كان الساسة الأميركيون صادقين في ادعائهم عدمَ التدخل، فيجب عليهم معاقبة منفذي هذه الجريمة الشنيعة وداعميهم الماليين الذين أفجعوا قلوب الشعوب المسلمة معاقبة تتناسب وهذه الجريمة الكبرى.

وليعلم الإخوة والأخوات المسلمون في كل العالم أن ممارسات الأعداء اليائسة هذه في قبال الصحوة الإسلامية دليل عظمة هذه النهضة وأهميتها، وبشارة بنموّها المتصاعد، والله غالب على أمره.

مشاركته دام ظله فی مراسم تخرّج للقوة البحرية 17/09/2012

شارك سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله في مراسم تخرّج الطلبة من جامعات الضباط في الجيش فی جامعة الإمام الخميني قدس سره للعلوم البحرية في مدينة نوشهر (شمال البلاد). وأشار سماحته إلی جريمة الإهانة للشخصية المنوّرة لخاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مؤكداً أن الشعوب وجّهت بمعرفتها لسياسات الاستكبار والصهيونية المعادية للإسلام أصابع الاتهام نحو أميركا وبعض البلدان الأوروبية. وعلی ساسة تلك البلدان بحؤولهم دون مثل هذه الممارسات الجنونية أن يثبتوا عملياً أنهم غير شركاء في هذه الجرائم الكبری.

 
 

فقه الولي

 

الشرط ضمن عقد النكاح

س: هل يجوز إضافة شرط "إخبار الزوجة في حالة الزواج الثاني" بموافقة الطرفين إلى عقد الزواج بعد عقده؟ وإن لم يجز، فما هو المخرج الشرعي لإلزام الزوج بذلك؟ وما الأمور الشرعية التي تترتب على مخالفته الاتفاق بعد ذلك؟
ج:لا مانع من اشتراط إخبارها بذلك، ولكنه إذا لم يكن هذا الشرط ضمن العقد فلا يجب الوفاء به. وأما إذا اشتُرط ضمن العقد فيجب الوفاء به ولو لم يفِ به لا يبطل العقد، ولكن يأثم فاعله.

2012-10-25