يتم التحميل...

صدى الولاية115- ذو القعدة1433 هـ

العدد115

عدد الزوار: 54

الهدف في الحرب الناعمة هو الشيء الموجود في قلوبكم وفي أذهانكم وفي عقولكم، أي إرادتكم التي يريد تبديلها

 
 

الجامعة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الجامعة هي بيئة تتراكم فيها الطاقات وتتضافر. وهذه الطاقات ناشئةٌ من عنصرين أساسين، أحدهما الفتوّة والشباب، إذ إنّ الشباب منبعٌ فيّاضٌ لا ينتهي من الطاقات. والعنصر الثاني هو نفس قضية العلم والمعرفة والجامعة، فإنّ كون الإنسان جامعيّاً يمنحه القدرة والقوّة، بل ويضاعفهما. إنّ حالة النشاط والحيويّة والبعد عن الفتور والثقة بالنفس كثيرة في البيئة الجامعية. إنّ لدينا تيّاراً متدفقّاً وطاقاتٍ لم تنقضِ، لو أنّها تحرّرت ووُجّهت صحيحاً لأمكنها أن تُعمر البلد بصورة كاملة.

محورية القيم والمبادئ
إنّ من الأمور التي نتوقّعها من الجامعيين، قضية التوجّه إلى القيم، فالتوجّه إلى القيم سواءٌ في السياسة أم في جميع الميادين الأخرى ـ كالتوجّه إلى القيم في العلم ـ يجب أن يكون مورد اهتمام. إنّ التوجّه إلى القيم في العلم يجب أن يكون في مجال القضايا العلميّة ساعياً إلى القمّة. إنّني أقول لكم إنّ الدراسة اليوم والتعلّم والتحقيق والجدّية في الوظيفة الأساس لدى الجامعيّ هي جهاد. إنّ البيئة الجامعية وبسبب أنّها بيئة شبابية يجب أن تكون بيئةً طاهرةً صافية. قد يتصوَّر بعضهم أنّ بيئة الجامعة لا حاجة فيها إلى التقيّد بالدين والتمسّك به وبالأخلاق، وهذا ناشئٌ من تصوّرٍ خاطئٍ تأسّس في زمن الطاغوت وفي بداية نشوء الجامعة. في تلك الأزمنة، أسّسوا الجامعة بعيداً عن الاعتقاد بأصل الدين والمعنويّات والأخلاق، وكانوا منبهرين بالغرب وأخلاقه. وكان من المقرّر أن يضعوا البرامج والمشاريع داخل البلد لكي تزداد هيمنتهم، من خلال إعداد جيلٍ من المتنوّرين والمتعلّمين الذين يفكّرون بطريقةٍ غربية، وأمانيهم لا تعدو أماني أي فردٍ أمريكيّ وتحرّكاتهم وأعمالهم هي تحرّك أيّ فردٍ أمريكيّ أو إنكليزيّ، وإن كانت جنسيّتهم إيرانية.

هناك مَنْ يتصوّر أنّ الذهاب إلى الجامعة يتلازم مع التحرّر واللامبالاة فيما يتعلّق بقضايا الدين والأخلاق وهذا رأيٌ خاطئٌ تماماً. إنّ الجامعة هي محلّ المعنويّات، لأنّ العلم أمرٌ معنويّ، والبيئة الجامعية هي بيئة شبابية إيمانية، وأكثر الناس تديّناً وتضحيةً هم من بين شبابنا، وإنّني أتوقّع ممّن ينضمّ إلى الجامعة، فيما لو كان التزامه الدينيّ قبلها ضعيفاً، أن يقوى مع الدخول إليها.

حزمٌ في لين
فيما يتعلّق بشأن التوجّه إلى القيم لا ينبغي أن يشتبه علينا الأمر بين التوجّه إلى القيم والشدّة والعنف، فلا ينبغي أن نتصوّر أنّ كل من كان ذا نزعةٍ قيمية ينبغي أن يكون أكثر حدّةً وشجاراً. كلا، من الممكن أن يكون الإنسان شديد التمسّك والتقيّد بالقيم والأصول في حين أنّه ليس شديداً وعنيفاً. في الآية الشريفة يقول تعالى: ﴿أشدّاء على الكفّار أشدّاء جمع شديد، وكلّ جسمٍ شديد إذا احتكّ بجسمٍ آخر فإنّه ينفذ فيه ويؤثّر فيه دون أن يتأثّر، فلنكن جميعاً كذلك أشدّاء دون أن يعني ذلك المشاجرة والحدّة.

قولٌ عن علم
في قضية الأخلاق، عليكم اجتناب القول من غير علم، واجتناب الغيبة والتّهمة. فلو أنّنا قلنا شيئاً عن غير علم، كأن ينقل أحدٌ عن شخصٍ ما كلاماً ونحن نقوم بنقله مرّةً أخرى، فإنّ هذا يُعدّ إعانةً على الشائعة وقولاً بغير علم. والكلام بغير علم بحدّ ذاته مشكلة، وكذلك العمل به فيه إشكال، ﴿ولا تقفُ ما ليس لك به علم و"لا تقفُ" أي لا تتّبع ما ليس لك به علم. فالاتّباع يكون في مجال العمل وفي مجال القول. عندما تقولون شيئاً ليس لكم به علم فإنّ هذا يُعدّ اقتفاءَ أمرٍ ليس للإنسان به علم، لهذا يقول الله مباشرةً: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً.

بالطبع إنّ عقيدتي هي أنّكم أيّها الشباب مثلما تتفوّقون في الطاقات الجسمانية علينا نحن الشيوخ، فأنتم أفضل منّا أيضاً في قوّة الإرادة والقدرة على ضبط النفس. لو أنّ الشابّ بذل الهمّة وكان لديه الدافع وأراد أن يعمل فإنّه يكون في المجالات المعنوية والروحية ومجاهدة النفس أفضل منّا، وأكثر اقتداراً.

ضبـَّاط الحرب الناعمة
فيما يتعلّق بقضية الحرب الناعمة، إنني أؤمن أنّكم في هذا الميدان ضبّاط ولستم جنوداً من الصفر. وما ينبغي الالتفات إليه أنّ هدف العدوّ هو الشيء الموجود في قلوبكم وفي أذهانكم وفي عقولكم أي إرادتكم، التي يريد تبديلها. العدوّ يريد لي ولكم أن نصل إلى نتيجة، أنّه ليس من المصلحة أن نصمد بقوّة ونقاوم مقابل أمريكا والاستكبار والأجهزة المعادية وأن نتخلّى عن بعض مواقفنا.

وفي مقابل هذا أقول لكم إنّ ضبّاط الحرب الناعمة عليهم أن يقاوموا هذه الحرب وينتصروا على هذه المؤامرة:

1- ارفعوا من مستوى معارفكم، ولا تجعلوا سقف معارفكم المواقع السياسية عبر الإنترنت، وأوراق الجرائد، والاستطلاعات في المواقع المختلفة. ارفعوا مستوى معارفكم، بالقرآن وبواسطة آثار المرحوم الشهيد مطهّري، وآثار الفضلاء الكبار.

2- ليكن لديكم إشراف وتوجّه إلى أوضاع البلد ونظرة فاحصة ومتابعة للواقعيات بشكل متلازم مع النقد. إنّ النقد المستمر والإشراف الدائم والمتوازن على أوضاع البلاد وعلى الإدارات مطلوب جدّاً. بالطبع يجب أن يكون ذلك متلازماً مع العقلانية والمداراة دون إفراطٍ ودون حدّة.

3- تواصلوا مع التشكيلات الجامعية في العالم الإسلاميّ، حيث يوجد اليوم ـ وعلى هامش الصحوة الإسلامية ـ مجموعات جامعية فعّالة ونشطة، وقد أدّى بعضٌ منهم في هذه الحركات أدواراً مهمّة. وأخيراً، يا أعزّائي، إنّ القضية العمدة هي الأمل. وأشدّ الأعمال التي تُطبّق علينا أنا وأنتم هي أن يميتوا فينا الأمل. لذا مهما أمكنكم احفظوا شعلة الأمل في قلوبكم وقلوب مخاطبيكم، فبالأمل يمكن التقدّم.

 
 

نور من نور

 

لا تظلموا مَنْ خالفكم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (الأحزاب:70).

القول السديد هو القول المتين الصحيح الصائب.

أريد أن أقول لشبابنا الأعزاء، الشباب الثوري المؤمن أن يراعوا التقوى مراعاةً تامةً حينما يتحدثون ويكتبون ويبادرون ويعملون. مخالفتنا لشخص يجب أن لا تدفعنا للخروج عن جادة الحق وممارسة الظلم فيما يخص ذلك الشخص. يجب عدم ارتكاب الظلم وعدم ممارسته ضدَّ أيٍّ كان.

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بولادة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام 4/5/2010م.

 
 

خواطر

 


تأثيره على الشباب الحوزوي والجامعي

من الاتهامات الموثَّقة التي وجَّهها السافاك للسيد القائد دام ظله في عام 1974 م، تأثيره الواضح في الجيل الشاب. وقد استشهدوا على هذا الاتهام بكلام العلامة مرتضى مطهري الذي استنكر إيقاف صلاة الجماعة بإمامة السيد علي الخامنئي دام ظله في مشهد حيث قال في مجلس خاص: "إن السيد علي الخامنئي من النماذج القيمة التي تبعث على الأمل بالمستقبل، وقد استطاع خلال المدة القصيرة التي قضاها في مشهد، أن يجمع حوله الشباب المثقَّف الحوزوي والجامعي".
 

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله العلماء والباحثين والمسؤولين عن الشركات العلمية 29/07/2012
استقبل سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله عدداً كبيراً من الباحثين والمتخصصين والمبدعين في المجالات العلمية والتقنية ومسؤولي الشركات العلمية، حيث اعتبر العلم رصيداً دفاقاً لامنتهياً للبلاد، وأشار إلى دور الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة في رفع الهوية الوطنية والقدرة السياسية واستقلال البلاد. وقال: إنّ إيران اليوم تمرُّ بمرحلة تاريخية حساسة وخالدة، والمعرفة الصحيحة للمسؤوليات والنهوض بها سوف تأخذ الشعب الإيراني بالتأكيد إلى الآفاق المشرقة المنشودة.

لقاؤه دام ظله السنوي بالشعراء 04/08/2012

تزامناً مع الذكرى العطرة لولادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، التقى سماحة القائد دام ظله عدداً من أساتذة اللغة والآداب الفارسية والشعراء الشباب، وأشار إلى أن الشعر فضلاً عن كونه وعاءً للتعبير عن الأحاسيس الشاعرية، فإنه يجب أن يوظف لخدمة القيم، والشاعر بنهوضه بواجبه ومسؤوليته إنما يضع هذه النعمة الإلهية الكبري في خدمة الدين والأخلاق والثورة والمعرفة.

استقباله دام ظله حشداً من الطلبة الجامعيين وممثلي التنظيمات الطلابية الجامعية 06/08/2012
أكد القائد السيد علي الخامنئي دام ظله لدى استقباله حشداً من الطلبة الجامعيين وممثلي التنظيمات الطلابية الجامعية على ضرورة المعرفة الدقيقة لهدف الأعداء من وراء الحرب الناعمة، واصفاً الطلبة الجامعيين بأنهم ضباط مواجهة الحرب الناعمة المعادية، إذ قال: إنني أقول واثقاً إنكم ضباط الحرب الناعمة ولهذا السبب أؤكِّد على مسألة الانتباه بدقة إلى الهدف الأساس للعدو من الحرب الناعمة ألا وهو إيجاد التغيير في حسابات الشعب والمسؤولين.

استقباله دام ظله المئات من الأساتذة و الباحثين في الجامعات الإيرانية 12/08/2012
استقبل سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله المئات من الأساتذة والباحثين في الجامعات الإيرانية، وأكد على أن العالم في حالة انتقال نحو بنية وهندسة سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة. واستعرض سماحته مكانة الشعب الإيراني ودوره الخاص في هذا التحوّل التاريخي العظيم، مشدداً على أنّ النخب في البلاد وخصوصاً الجامعيين بوسعهم عن طريق العمل بواجباتهم البالغة الأهمية في هذه البرهة التاريخية الحساسة، المساعدة بشكل حاسم على رفع مكانة إيران في البنية العالمية الجديدة.

 
 

فقه الولي

 

إعطاء المرأة ما يعطيها الزوج من دون إذنه

س: هل يجوز للمرأة أن ترسل المال لأهلها من دون علم زوجها، وذلك لكي لا يكون هناك إحراج لأهلها، مع العلم أن هذا المال يعطيها إياه كمصروف شخصي لها منفصل عن مصروف البيت؟ وإذا كان لا يجوز، فكيف تكفّر عن هذا الذنب؟
ج: إذا لم يملّكها المال، بل أباحه لها فهو باقٍ على ملكه ولا يجوز لها التصرف فيه من دون إذنه أو علمها برضاه وإذا ‏تصرفت فهي ضامنة ويجب عليها الخروج عن عهدة الضمان.‏‏‏

2012-09-24