إنَّ الأُنس بالقرآن سوف يجعل قلوبنا أكثر إلفةً بمعارفه. فالقرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الاستفادة من القرآن الكريم هي في التعرف إلى معارفه ومفاهيمه. وما الحثُّ على التلاوة والحفظ والأنس بالقرآن إلا لمساعدتنا في هذا المجال. ولفهم معارف القرآن درجات معانٍ أوّلها يحصل بالتأمل في ألفاظ القرآن ومعانيه. وعندما نقول "المعارف القرآنية" فلا يعني أن هناك مشفّرة لا يمكن لأحد أن يصل إليها، بل على العكس إن الكثير من المعارف يمكن أن نفهمها ونستفيد منها.
وإذا حصل هذا الفهم فحينئذٍ وأثناء التلاوة تحصل إمكانية التدبّر، بل أكثر من ذلك، إننا عندما نعرف معنى الآية، فإن نفس هذا الفهم سيوجّه لحن من يمتلك صوتاً قابلاً للحن والتلاوة كما عندما تتحدثون فإن صوتكم أحياناً ينخفض، ويرتفع، ويهدأ، ويشتد، ويتقطع يتمركز، ولا يكون هناك أي نوتة معدة مسبقاً وإنما يكون ذلك طبق أحاسيسكم وغريزتكم، فلو فهمتم معنى الآية القرآنية هكذا، فإن نفس هذه الغريزة وبنفس الطريقة، سوف تعينكم على الأداء.
أدعوه بقلوبٍ طاهرة
إن الطريق إلى حرم قدس الذكر الإلهي مغلق أمام القلوب الملوثة، فهي لا بدّ لها أن تتطهّر من الدّنس، ولو كتب للقلب أن يتعطّر ويتزيّن بذكر الله، فسوف تتيسّر له الاستجابة الإلهية بلا أدنى شكّ: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". فلا دعاء إلَّا وهو مستجاب، ولا تعني الاستجابة أن يتحّقق للإنسان ما يريد على نحو الإطلاق. فمن الممكن أن يتحّقق له ذلك، ومن الممكن أيضًا ألَّا يتحقق نظرًا لبعض العلل والمصالح والموجبات ولكن لابدَّ من الاستجابة الإلهية، وإن هذه الاستجابة هي نظر الله تعالى إلينا وعطفه علينا وشفقته بنا، حتى ولو لم يتحّقق لنا ما نريد ﴿وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ﴾، ولكن نداء "يا الله" لابد وأن يستتبع: "لبيك"، فلنحاول تعطير وتطهير قلوبنا، فما أحوجنا اليوم إلى تطهير القلوب.
أرواح تأنسُ بالقرآن
للأسف، نحن بعيدون عن القرآن الكريم. ولذا، علينا الاقتراب منه أكثر لتكون قلوبنا قرآنية. ينبغي أن تأنس أرواحنا بالقرآن، فلو استطعنا أن نأنس بالقرآن، ولو استطعنا أن نجعل لمعارف القرآن طريقاً إلى قلوبنا وأرواحنا، فإن حياتنا ومجتمعنا سيصبحان قرآنيين، وعندها لن نحتاج إلى بذل الجهد ووضع السياسات. فالأساس هو أن تكون قلوبنا وأرواحنا ومعرفتنا قرآنية حقاً.
لقد وعدنا القرآن بالحياة الطيبة: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾. والحياة الطيبة هي تلك التي تحيا فيها روح الإنسان وجسمه ودنياه وآخرته، ففيها يتم تأمين الحياة الفردية، والطمأنينة الروحيّة، والسكينة والاطمئنان، والراحة الجسديّة، وأيضاً الفوائد الاجتماعية والسّعادة والعزّة الاجتماعيّة، والاستقلال والحريّة العامة. هذا ما وعدنا به القرآن.
وصيَّتي لكم أيها الأعزاء أن تأنسوا بالقرآن وتجالسوه: "وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلا قام عنه بزيادةٍ أو نقصان، زيادةٍ في هدى أو نقصانٍ من عمى". فكلما جالستم القرآن ونهضتم فإن حجاباً من حجب الجهالة يرتفع عنكم وينفتح في قلوبكم منبع من منابع النورانية ثم يجري. فالأنس بالقرآن ومجالسته وفهمه والتدبّر فيه كلها أمورٌ ضرورية.
ببركة الدعاء ينشط المجتمع
اغتنموا شهر رمضان. أحيوا أيامه بالصيام ولياليه بالذكر والدعاء. إنّ رابطة الدعاء هي رابطتكم القلبية مع الله. الدعاء معناه الطلب والمناجاة، والطلب معناه الأمل. فما لم تمتلكوا الأمل لن تطلبوا من الله شيئاً. إنّ الإنسان اليائس هو الذي لا يطلب شيئاً. إذاً، الدعاء يعني الأمل، الأمل بالإجابة، وهذا الأمل بالإجابة هو الذي يشغل القلوب وينوّرها. وببركة الدعاء ينشط المجتمع.
|
اغتنموا الفـــــرص
أوصي الشبان ذوي القلوب الليّنة والنورانية باغتنام فرص شهر رمضان والمحافظة على الصلاة أول وقتها والحضور في المساجد، وتلاوة القرآن والأنس به، والأنس بالأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام التي تشكل كنزاً من المعارف الإسلامية فاغتنموها. ولنهتم بأخلاقنا أيضاً، فأهميّة الأخلاق تفوق أهميّة العمل.
|
قرّاء القرآن الناشــئة
يقول السيد مجتبى السادات فاطمي: "في إحدى الجلسات التي ضمّت أشهر قارئي القرآن، أمر السيد القائد أن يقرأ الناشئة منهم القرآن ويتم تسجيل القراءة على أشرطة الكاسيت، فتقدّموا واحداً تلو الآخر لقراءة القرآن، وكان السيد القائد يشجعهم كثيراً.
بعدها طلب من القرّاء الكبار أن يقرؤوا، فقام أحد الأصدقاء بقلب الشريط نفسه الذي تمّ تسجيل أصوات القرّاء الناشئة عليه، بغية تسجيل أصوات القرّاء الكبار فوقه، فأوقفه القائد قائلاً: أعطني الشريط.
فأجاب: ولكن سيدي، هؤلاء الصغار ليسوا قرّاءً، وإذا أردنا تسجيل صوت القرّاء فيجب أن نسجّل أصوات الأساتذة.
فقال القائد: مضى عمر ونحن نستمع إلى أصوات هؤلاء الأساتذة الكبار، أما هؤلاء الناشئة فلا نسمع أصواتهم إلا نادراً. وأن نحتفظ بتسجيل أصواتهم أفضل بكثير.
عندما سمع الصغار كلام القائد تأثّروا كثيراً، فقد لقوا تشجيعاً لم يلقوا مثله من قبل".
|
صدر عن مركز نون للترجمة والتأليف كتاب "خطاب الولي 2011". يعرض الكتاب خطابات القائد الخامنئي دام ظله كلَّها لعام 2011. ويتميَّز بوضعها حسب مناسباتها الزمنية بشكل مرتّب ومبوَّب وبوجود فهارس موضوعية تسهِّل على القارئ الوصول للمعلومات التي يريدها.
|
استقباله دام ظله النواب المنتخبين في مجلس الشورى الإسلامي في دورته التاسعة 13/06/2012
أكَّد قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي دام ظله لدى استقباله النواب المنتخبين في مجلس الشورى الإسلامي في دورته التاسعة، على أن الاتِّكال على القوة الإلهيَّة اللامتناهية يشكل سر اقتدار إيران وتقدُّمها في مختلف المجالات. واعتبر دام ظله أن الشعور بالمسؤولية والتحلي بنوايا خالصة والاتكال على الله سبحانه وتعالى والسعي لكسب الرضا الإلهي هي الشروط الأساس لنجاح مساعي المجلس وسائر الأجهزة.
استقباله دام ظله مسؤولي النظام وسفراء وممثلي البلدان الإسلامية وجمعاً من عوائل الشهداء الكريمة 18/06/2012
أكَّد القائد الخامنئي دام ظله في الذكرى المباركة للمبعث النبوي الشريف لدى استقباله مسؤولي النظام وسفراء وممثلي البلدان الإسلامية وجمعاً من عوائل الشهداء الكريمة، أنه من بين الخيوط الكثيرة لنور المبعث أن المجتمع الإنساني اليوم بحاجة ماسة الى أمرين: الأول مبعث الفكر، والثاني تهذيب الاخلاق. واعتبر أنَّ جذور مشاكل المجتمع الإنساني في الابتعاد عن هذين الأمرين. وأضاف: إن إنقاذ الإنسان من المشاكل والضعف الأخلاقي هو هدف المبعث الكبير الذي يمهِّد تحقُّقه الأرضية لحل المشاكل الأساس للشعوب.
مشاركته دام ظله في مراسم "الأنس بالقرآن" 24/06/2012
في الذكرى العطرة لميلاد قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليه السلام، شارك القائد دام ظله في مراسم "الأنس بالقرآن" التي أقيمت في الحرم الرضوي الشريف. واعتبر دام ظله في كلمته أنَّ التدبُّر والتمحيص في الآيات الإلهية وفهم المعارف القرآنية وأخذ الدروس من القرآن الكريم تشكل الحاجة الأساس والملحَّة للشعوب الإسلامية، مضيفاً أنَّ الكرامة والعزَّة الإسلاميَّة نابعة م ن العمل بتعاليم ودروس القرآن الكريم، وأن الشعوب المسلمة يمكنها الانتصار على أعدائها، إذا ما تحلَّت بالإيمان وصدَّقت بالوعود الإلهية وأبدت الاستقامة والصمود على سبيل القرآن والإسلام ولم تثق ببسمة العدو ودسائسه.
استقباله دام ظله رئيس السلطة القضائية وكبار مسؤوليها 27/06/2012
وصف القائد الخامنئي دام ظله لدى استقباله رئيس السلطة القضائية وكبار مسؤوليها الرقيّ بمكانة الجهاز القضائي من أجل تحقيق العدالة القضائية في المجتمع بالهدف المهمّ. وأكَّد أنَّ ذلك يمهِّد الأرضيَّة لحل الكثير من المشاكل والقضاء على المفاسد من خلال صياغة الخطط الشاملة وتطبيقها بسرعة ودقَّة وبدون أيِّ تسويف. كما أكَّد سماحته ضرورة التمسك بسياسة الحدّ من إصدار عقوبة السجن في المحاكم، إذ إنَّ السجن ظاهرة غير مرغوبة تجلب تداعيات سلبية واسعة للسجناء وعوائلهم وحتى لبيئة عمل الأشخاص.
|
وقت إخراج زكاة الفطرة
س: هل يجب عزل وإخراج الزكاة قبل صلاة العيد لمن صلاها؟ وما هو وقت إخراجها لمن لم يُصلّ العيد؟
ج: وقت إخراج زكاة الفطرة من ليلة العيد إلى الزوال من يومه، والأحوط (وجوباً) إخراجها قبل الصلاة لمن يريد أن يؤدّيها.