"إنَّني لا أدعو أحداً للزهد العلوي، لأنَّه أعظم بكثير من عقولنا وأفهامنا، لكنَّني أدعو إلى القناعة".
عن الإمام الصادق عليه السلام: "والله ما أكل علي بن أبي طالب عليه السلام من الدنيا حراماً قط حتى مضى لسبيله"، ومفاد الحديث أنه عليه السلام كان يتجنّب أكل الحرام، وكان يبتعد حتى عمّا كان فيه أدنى شبهة.
ويضيف الإمام عليه السلام في تتمة الحديث المذكور: "وما عرض له أمران قط هما لله رضىً إلّا أخذ بأشدّهما عليه في دينه"، فإذا عرض له نوعان من الطعام كان يختار أدناهما، وإذا عرض له نوعان من الثياب كان يختار أردأهما، وإذا عرض له عملان كلاهما حلال كان يختار أصعبهما عليه.
إن أهمية هذا الكلام في حق الإمام علي عليه السلام أن قائله هو الإمام الصادق عليه السلام، وأنّ كلامه هو توصيف لواقع زهد الإمام وعبادته وتقواه وفيه إشارة إلى أهمية التشدّد على الذات في الحياة الدنيا ومتاعها ونعيمها.
ثقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
"وما نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نازلةٌ قط إلّا دعاه فقدّمه ثقةً به"، فالرسول إذا ألمّت به مُلمّة كان يستدعيه وينتدبه لها ويقدّمه فيها، وذلك:
أولاً: لعلمه بأنه قادر على أدائها على أحسن وجه.
وثانياً: إنه كان صبوراً على الأعمال العسيرة والمهام الشاقة.
وثالثاً: كان على استعداد للجهاد والبذل في سبيل الله.
ففي ليلة المبيت مثلاً حين هاجر رسول الله سرّاً من مكة إلى المدينة، كان يجب أن يبيت أحد في سريره، وهناك قدّم الرسول علياً. وفي جميع القضايا المهمّة التي كانت تعرض للرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقدّم لها علياً ثقةً منه به. الإنسان المسلم السائر على نهج علي عليه السلام يجب أن يسير على هذا الخط، وأن يتقدم إلى الأمام بأسرع ما يمكن.
بين الخوف والرجاء
ثم قال: "وما أطاق أحد عمل رسول الله من هذه الأمّة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل كأنّ وجهه بين الجنّة والنار". فعلى الرغم من كل أعماله وعباداته إلا أنه كان يسلك سبيل الخشية من الله وكان حاله دائماً بين الخوف والرجاء، بين الجنّة والنار "يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه".
في حين إذا صلّى أحدنا النوافل وقرأ بعض الأدعية، وأراق دمعتين، يغتر بعمله ويتفاخر ويتصوّر نفسه وكأنه أصبح (طاووس العلّيين)، أما أمير المؤمنين فلم يغترّ بكثرة عمله الصالح.
المنفق في سبيل الله
"ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كدّ بيديه ورشح منه جبينه"، فالأموال التي أنفقها عليه السلام على عتق أولئك المماليك لم يحصل عليها بالمجّان، وإنما حصل عليها بتعب يديه وعرق جبينه وبالعمل الشاق حتى في زمن خلافته، فكان يحفر القنوات ويحيي الأراضي ويزرعها ويحصل على المال من هذا الطريق ثم ينفقه في سبيل الله، فكان يشتري العبيد ويعتقهم، وأعتق على هذا المنوال ألف عبد.
في مأكله وملبسه
"وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة"، فكان طعامه الذي كان في داره هو الزيت والخل والتمر من الدرجة المتوسطة أو الرديئة، وكان طعامه يشبه الخبز واللبن أو الخبز والجبن في عرف مجتمعنا في الوقت الحاضر. "وما كان لباسه إلّا الكرابيس(القطن)، إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعا بالجلم (كالمقص) فقصَّه"، فلم يكن يرتضي لنفسه حتى الزيادة في الأكمام، وإذا زاد القماش عن ذلك دعا بمقصٍ فقصّه، لكي يستخدم ذلك القماش في خياطة شيء آخر.
العابد لله
ثم تحدّث بعد ذلك عن عبادته، فقد كان عليه السلام قمّة الإسلام وأسوة للمسلمين، وجاء في هذا الرواية: "وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبهاً به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين". وذكر الإمام الصادق عليه السلام فصلاً في باب عبادة الإمام السجّاد عليه السلام، وقال من جملة ما قال: "ولقد دخل أبو جعفر ـ ابنه ـ عليهما السلام عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه قد اصفرّ لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة" فتألم الإمام الباقر لِمَا شاهده من حال أبيه، فقال: "فلم أملك حتى رأيته بتلك الحال (البكاء) فبكيت رحمة له".
وكان الإمام السجّاد متفكّراً ـ والتفكّر عبادة ـ فأدرك بالفراسة سبب بكاء ولده الباقر، فأراد أن يقدّم له درساً، فرفع رأسه وقال: "يا بنيّ أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام ".
يقول الإمام الباقر عليه السلام: "فأعطيته، فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثم تركها من يده تضجّراً". فالإمام السجّاد يقدّم هنا درساً للإمام الباقر وللإمام الصادق L، ويقدّم درساً لي ولكم، قال: "من يقوى على عبادة علي عليه السلام ؟!"1.
الإمام السجّاد كان يكثر من عبادة الله إلى الحد الذي جعل الإمام الباقر يرقّ لحاله، ومع كل ذلك قال: "من يقوى على عبادة علي عليه السلام ؟!".
1- الإرشاد، الشيخ المفيد، ج 2، ص 141.
الكفاح ينجح حينما يشتمل على الإيمان بالله والتوكّل عليه. ينبغي تعزيز الروح الدينية والإيمان الحقيقيّ بالوعد الإلهيّ والتوكّل على الله تعالى لدى الجماهير. ينبغي تقوية حسن الظنّ بالله تعالى وبوعده لدى الشعب. ونحن أيضاً يجب أن نحسن الظنّ بالله تعالى وهو أصدق القائلين. وهو القائل: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ﴾(الحج:40)، وقد ورد أنّ: "من كان لله كان الله له"، وقال تعالى لا تخشوا الأعداء ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً﴾(النساء:76). هذا ما يبثّه الله تعالى فينا ويبيّنه لنا. ونحن إذا عملنا بواجبنا في هذا السبيل، وتحرّكنا في سبيل الله، وناضلنا من أجله، وجعلنا الهدف رضاه فسوف يكون النصر حليفنا حتماً.
مساعدة المنكوبين
يقول حجة الإسلام والمسلمين عباس بورمحمَّدي: "حين اجتاح السيل مدينة "إيرانشهر" تهدم الكثير من منازل الناس، فانطلقنا عبر كرمان لمساعدة المنكوبين هناك. حين وصلنا، سألنا عن المسؤول عن أعمال الإغاثة وتقديم المساعدات الذي يمكننا مراجعته، فقيل: ذلك السيد الذي هو داخل السيل. اقتربنا، فإذا بنا بسيد جليل (آية الله الخامنئي) مشمراً عن ساقيه، يحمل كيس طحين على ظهره محاولاً نقله إلى المنكوبين.
بعد التحية والسلام، سألناه عن حاجات الناس فقال: الحاجات كثيرة، ولكن ما هو مهم الآن هو المساعدات المالية.
انطلقنا مسرعين إلى رفسنجان وجمعنا الأموال عن طريق المساجد وعدنا مسرعين إلى السيد القائد، حيث اجتمعنا للتداول في كيفية الاستفادة من هذه الأموال، وبعد أن قدّم كلّ منا اقتراحه، كانت الكلمة النهائية والأخيرة للقائد حيث ارتأى: أن نشتري لكل عائلة شاة حلوباً وولوداً يمكننا الاستفادة من صوفها، ولبنها وولدها أو حتى لحمها.
لقد كانت هذه المساعدة من أهم المساعدات التي قدّمت لأهل تلك المنطقة المنكوبة في ذلك الوقت..
القائد دام ظله يطّلع على نشاطات وإنجازات القوة البرية 22/04/2012
اطلَّع قائد الثورة الإسلامية دام ظله على نشاطات وإنجازات القوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن كثب بعد لقائه قادة هذه القوة. وزار} النصب التذكاري لشهداء فترة الدفاع المقدس وقرأ سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، داعياً الباري تعالى أن يمنّ على الشهداء بعلو الدرجات.
القائد دام ظله يستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والوفد المرافق له 23/04/2012
اعتبر السيد الخامنئي دام ظله لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والوفد المرافق له، الاقتدارَ العراقي المتزايد في العالم العربي والمنطقة بأنه مبعث ارتياح كبير لإيران، وأكد أن بذل الجهود من أجل تزايد اقتدار العراق خاصة من خلال تمهيد الأرضية للجهاد العلمي المتواصل وتفعيل نهضة الإعمار والبناء في كافة مناحي العراق سيضاعف الإنجازات والنجاحات، ويعزز مكانة الحكومة والشعب العراقيين.
القائد دام ظله يستقبل الآلاف من المعلمين 02/05/2012
بيّن قائد الثورة الإسلامية دام ظله لدى استقباله الآلاف من المعلمين في البلاد المكانة الرفيعة والدور الفريد للمعلمين في وضع حجر الأساس لمجتمع متفوق ومبني على الفضائل الإنسانية والعلوم والتقنية، مشيراً إلى ضرورة التخطيط الصحيح من أجل تطبيق وثيقة التطور المبدئي في نظام التعليم والتربية في البلاد.
القائد دام ظله مشاركاً في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية 03/05/2012
اعتبر سماحة آية الله السيد الخامنئي دام ظله عقب الإدلاء بصوته في الجولة الثانية من الانتخابات النيابية التاسعة أنّ المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات من شأنها أن تزيد من مصداقية وقوة وفاعلية نواب المجلس التاسع.
القائد دام ظله يزور معرض طهران الدولي للكتاب 04/05/2012
قام السيد علي الخامنئي دام ظله بزيارة تفقدية لمعرض طهران الدولي الخامس والعشرين للكتاب. وأشار في كلمته أمام جمع من الناشرين وأصحاب دور النشر المشاركين في المعرض إلى الإقبال الجيد الذي لقيه المعرض، معتبراً أنّه يجب التخطيط لترسيخ وتوسيع قراءة الكتاب في البلاد.
لبس السواد والصلاة فيه
س: ما حكم لبس اللباس الأسود والصلاة فيه، وخاصة في محرم؟
ج: يكره لبس السواد حال الصلاة وأما أيام عاشوراء فمن غير المعلوم كراهته فيها لأنه مصداق لتعظيم الشعائر.
مسابقة
كم كان عمر السيد القائد دام ظله حينما بدأ بالتدريس؟
آخر مهلة لتقديم الأجوبة الأول من شعبان 1433هـ
جواب العدد السابق: الإمام الخميني قدس سره
للمشاركة في المسابقة ولاقتراحاتكم راسلونا عبر:
-البريد الالكتروني:www.almaaref.org- sada@almaaref. org
-رسالة نصيّة على الرقم: 76953355
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية- الضاحية الجنوبية -المعمورة -الشارع العام
2012-05-24