يتم التحميل...

صدى الولاية104- ذو الحجة1432 هـ

العدد104

تحميل pdf

عدد الزوار: 40

من وجهة نظر الإمام دام ظله، فإن ولاية الفقيه تعني الإدارة النشطة والمشفوعة بالحيوية والماضية إلى الأمام، حيث كان الإمام الراحل نفسه مثالا تاماً لهذا المفهوم

من خطاب له بتاريخ _16/10/2011

المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية

مميّزات القضية الفلسطينية
تتميّز القضية الفلسطينية بخصوصية فريدة من بين كلّ الموضوعات التي يجدر بالنخبة الدينية والسياسية في كلّ العالم الإسلامي أن تتطرّق لها. فلسطين هي القضية الأولى بين كلّ الموضوعات المشتركة للبلدان الإسلامية. و ثمّة خصوصيات منقطعة النظير في هذه القضية:

أولاً: أن يغتصب بلد مسلم من شعبه، ويعطى لأجانب جُمّعوا من بلدان شتّى، و كوّنوا مجتمعاً مزيّفاً وغير متجانس.

ثانياً: أنّ هذا الحدث غير المسبوق في التاريخ جرى بواسطة المذابح والجرائم والظلم والإهانات المستمرّة.

ثالثاً: أنّ قبلة المسلمين الأولى و الكثير من المراكز الدينية المقدّسة في هذا البلد مهدَّدة بالهدم والامتهان و الزوال.

رابعاً: أنّ هذه الحكومة والمجتمع المزيّفين مارسا في أكثر مناطق العالم الإسلامي حساسية، منذ بداية ظهورهما وإلى الآن، دور القاعدة العسكرية والأمنية والسياسية للحكومات الاستكبارية، ومحور الغرب الاستعماري الذي هو - و لأسباب متعدّدة - عدوّ لاتحاد البلدان الإسلامية ورفعتها و تقدّمها، قد استخدمه كالخنجر في خاصرةَ الأمة الإسلامية.

خامساً: أنّ الصهيونية التي تعدّ خطراً أخلاقياً و سياسياً و اقتصادياً كبيراً على المجتمع البشري استخدمت محطّ الأقدام هذا وسيلة و نقطة انطلاق لتوسيع نفوذها و هيمنتها في العالم.

الصحوة الإسلامية فصل جديد في تاريخ الأمة
وقد أضيفت اليوم نقطة أساسية أخرى إلى تلك النقاط، ألا وهي نهضة الصحوة الإسلامية التي عمّت كلّ المنطقة، وفتحت فصلاً جديداً حاسماً في تاريخ الأمة الإسلامية. هذه الحركة العظيمة استمدّت جانباً مهمّاً من طاقتها وحماسها من قضية فلسطين.

الظلم والعسف المتصاعد الذي يمارسه الكيان الصهيوني ومواكبة بعض الحكّام ـ المستبدّين الفاسدين المرتزقة لأمريكا ـ لهذا العسف من جهة، وانبعاث المقاومة الفلسطينية واللبنانية المستميتة والانتصارات المعجزة للشباب المؤمن في حربي الـ 33 يوماً في لبنان و الـ 22 يوماً في غزّة من جهة أخرى، هي من جملة العوامل المهمّة التي هيّجت المحيط الهادئ ظاهرياً لدى شعوب مصر و تونس و ليبيا و باقي بلدان المنطقة.

القضية الفلسطينية بين الماضي والحاضر والمستقبل
لنلقِ نظرة على الماضي والحاضر ونرسم خارطة طريق للمستقبل. وأنا أطرح هاهنا بعض رؤوس النقاط.

طرد الشعب الفلسطيني المشرّد وإخراجه من موطنه ودياره. والذي إلى اليوم لم يجر تصوير حتى واحد بالمائة من الفاجعة الإنسانية و المدنية التي وقعت على يد أدعياء التحضّر والأخلاق في ذلك الحين، و لم تحظ بنصيب من الفنون الإعلامية و المرئية، فهذا ما لم يشأه كبار أرباب الفنون التصويرية و السينمائية و التلفزيونية و المافيات الغربية لإنتاج الأفلام، و لم يسمحوا به.

وقد ظهرت حالات المقاومة في بداية الأمر، و قد قمعت بقسوة و شدّة.... وبعد ذلك جاء الدور للحروب الرسمية والكلاسيكية بين عدّة بلدان عربية والجيش الصهيوني....

ومع اتّضاح عجز الحكومات العربية الجارة لفلسطين تكوّنت تدريجياً خلايا المقاومة المنظّمة في معظم الجماعات الفلسطينية المسلّحة، وبعد فترة من اجتماعها تأسّست منظمّة التحرير الفلسطينية. و كان هذا بصيص أمل تألّق تألّقاً حسناً لكنّه لم يستمر طويلاً حتى خبا. ويمكن ردّ هذا الإخفاق إلى العديد من الأسباب، بيد أنّ السبب الرئيسي هو ابتعادهم عن الجماهير وعن عقيدتهم وإيمانهم الإسلامي... انحرافهم وجّه ولا يزال الضربات للقضية الفلسطينية. هم أيضاً تنكّروا كبعض الحكومات العربية الخائنة لأهداف المقاومة التي كانت ولا تزال السبيل الوحيد لإنقاذ فلسطين.

انتصار الثورة الإسلامية يقلب الأوضاع
وهكذا مضت اثنتان وثلاثون سنة من عمر النكبة.. لكن يد القدرة الإلهية قلبت الصفحة فجأة. وقلب انتصار الثورة الإسلامية في إيران في سنة 1979 الأوضاع في هذه المنطقة رأساً على عقب، وفتح صفحة جديدة. أعلن إمامنا الجليل أنّ أحد أهداف هذه الثورة تحرير الأرض الفلسطينية واستئصال غدّة إسرائيل السرطانية. الأمواج القوية لهذه الثورة التي عمّت العالم كلّه في ذلك الحين حملت معها إين ما ذهبت هذه الرسالة: "يجب تحرير فلسطين".

و هكذا تمّ ضخّ دماء جديدة في عروق فلسطين، وانبثقت الجماعات الفلسطينية المجاهدة الإسلامية، و فتحت المقاومة في لبنان جبهة قويّة جديدة أمام العدوّ و حماته. واعتمدت فلسطين بدل الاستناد إلى الحكومات العربية ومن دون مدّ اليد للأوساط العالمية من قبيل منظمّة الأمم المتّحدة - وهي شريكة إجرام الحكومات الاستكبارية - اعتمدت على نفسها وعلى شبابها وعلى إيمانها الإسلامي العميق وعلى رجالها و نسائها المضحّين. هذا هو مفتاح كلّ الفتوحات و النجاحات.

لقد تقدّم هذا السياق وتصاعد خلال العقود الثلاثة الأخيرة يوماً بعد يوم. وكانت الهزيمة الذليلة للكيان الصهيوني في لبنان عام 2006، والإخفاق الفاضح الذي مني به ذلك الجيش المتشدّق في غزّة سنة 2008، والفرار من جنوب لبنان والانسحاب من غزّة، و تأسيس حكومة المقاومة في غزّة، وبكلمة واحدة تحوّل الشعب الفلسطيني من مجموعة من الناس اليائسين العاجزين إلى شعب متفائل مقاوم له ثقته بنفسه.

هذه الصورة الكلّية الإجمالية سوف تكتمل حينما يُنظر بصورة صحيحة للتحرّكات الاستسلامية والخيانية التي تهدف إلى إطفاء المقاومة وانتزاع الاعتراف الرسمي بشرعية إسرائيل من الجماعات الفلسطينية والحكومات العربية.

وقد كان المضاد لهذا السمّ في كلّ هذه الألاعيب الخيانية لحدّ الآن هو روح المقاومة لدى الجماعات الإسلامية و الشعب الفلسطيني. لقد كان صمود غزّة على الرغم من المحاصرة المطلقة نصراً إلهياً. وسقوط النظام الخائن الفاسد لحسني مبارك نصراً إلهياً، و ظهور موجة الصحوة الإسلامية القوية في المنطقة نصراً إلهياً، وسقوط أستار النفاق والزيف عن وجوه أميركا وبريطانيا وفرنسا، والكراهية المتصاعدة لشعوب المنطقة لهم كانت نصرة إلهية. والمشكلات المتتابعة والعصية على الحصر للكيان الصهيوني ابتداء من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية إلى عزلته العالمية والكراهية العامة له حتى في الجامعات الأوربية، كلّها من مظاهر النصرة الإلهية.

الكيان الصهيوني اليوم مكروه وضعيف ومعزول أكثر من أيّ وقت آخر، و حاميته الرئيسية أميركا مبتلاة متحيّرة أكثر من أيّ وقت آخر.

تنظيم المستقبل واستلهام الدروس
ينبغي تنظيم المستقبل بالنظر لهذا الماضي واستلهام الدروس منه من خلال نقطتين:

الأولى: إنّ دعوانا هي تحرير فلسطين و ليس تحرير جزء من فلسطين. أيّ مشروع يريد تقسيم فلسطين مرفوض بالمرّة. أيّ مشروع عملياتي يجب أن يكون على أساس مبدأ: "كلّ فلسطين لكلّ الشعب الفلسطيني". فلسطين هي فلسطين "من النهر إلى البحر"، و ليس أقلّ من ذلك حتى بمقدار شبر.

الثانية: هي أنّه من أجل الوصول إلى هذا الهدف السامي لا بدّ من العمل وليس الكلام،ولا بدّ من الجدّ وليس الممارسات الاستعراضية، ولا بدّ من الصبر والتدبير لا السلوكيات المتلوّنة غير الصبورة. ينبغي النظر للآفاق البعيدة والتقدّم للأمام خطوة خطوة بعزم وتوكّل وأمل. يمكن لكلّ واحدة من الحكومات والشعوب المسلمة والجماعات المقاومة في فلسطين ولبنان وباقي البلدان أن تعرف نصيبها و دورها من هذا الجهاد العام، و أن تملأ بإذن الله جدول المقاومة.

مشروع الجمهورية الإسلامية لحلّ قضية فلسطين ولمداواة هذا الجرح القديم مشروع واضح....إنّنا نقترح إجراء استفتاء للشعب الفلسطيني....يشارك كلّ الفلسطينيين الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود - و ليس المهاجرين الأجانب - أين ما كانوا، في داخل فلسطين أو في المخيّمات أو في أيّ مكان آخر، في استفتاء عام ومنضبط و يحدّدوا النظام المستقبلي لفلسطين.

وبعد أن يستقرّ ذلك النظام و الحكومة المنبثقة عنه سوف يقرّر أمر المهاجرين غير الفلسطينيين الذين انتقلوا إلى هذا البلد خلال الأعوام الماضية.

الركن الأهمّ لدعم الشعب الفلسطيني هو قطع الدعم للعدوّ الغاصب. الحكومات التي تستضيف سفارات الصهاينة أومكاتبهم الاقتصادية لا تستطيع أن تدّعي الدفاع عن فلسطين، وأيّ شعار معاد للصهيونية لن يأخذ منهم على مأخذ الجدّ والحقيقة.

منظمّات المقاومة الإسلامية التي تحمّلت في الأعوام الماضية أعباء الجهاد الثقيلة لا تزال اليوم أيضاً أمام هذا الواجب الكبير. مقاومتهم المنظّمة هي الذراع الفاعل الذي بمقدوره أخذ الشعب الفلسطيني نحو هذا الهدف النهائي. المقاومة الشجاعة للجماهير... معترف بها رسمياً و ممدوحة ومشاد بها في كلّ المواثيق الدولية. تهمة الإرهاب التي تطلقها الشبكات السياسية والإعلامية التابعة للصهيونية كلام أجوف لا قيمة له. الإرهابي العلني هو الكيان الصهيوني وحماته الغربيون، والمقاومة الفلسطينية حركة إنسانية مقدّسة مناهضة للإرهابيين.

يقول رئيس جمهورية أميركا إنّ أمن إسرائيل هو خطّنا الأحمر. من الذي رسم هذا الخطّ الأحمر؟

أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، اعلموا أنّ هذا الخطّ الأحمر لأوباما وأمثاله سوف يتحطّم على يد الشعوب المسلمة الثائرة. ما يهدّد الكيان الصهيوني ليس صواريخ إيران أو جماعات المقاومة حتى تنصبوا أمامه درعاً صاروخياً هنا وهناك. التهديد الحقيقي والذي لا علاج له هو العزيمة الراسخة للرجال والنساء والشباب في البلدان الإسلامية الذين لم يعودوا يريدون أن تتحكّم فيهم أميركا وأوروبا وعملاؤهم، و يفرضون عليهم الهوان. وبالطبع، فإن تلك الصواريخ سوف تؤدي واجباتها متى ما ظهر تهديد من قبل العدو. ﴿فاصبر إنّ وعد الله حقّ ولا يستخفّنك الذين لا يوقنون.

كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية_ 01/10/2011

نشاطات القائد

رعاية حفل تخرّج دفعة من طلبة أكاديمية الشرطة (2011/09/20 )
رعى سماحة الإمام الخامنئي دام ظله حفل تخرّج دفعة من طلبة أكاديمية الشرطة التابعة لقوى الأمن الداخلي. واعتبر "إنّ أحد الأساليب التي يعتمدها الاستكبار لمواجهة الشعوب المستقلّة، يتمثّل في زعزعة الأمن الاجتماعي وكذلك المسّ بالأمن الأخلاقي والنفسي والروحي للمجتمع".

استقبال جمع من معوّقي الحرب (2011/09/28)
استقبل سماحة الإمام الخامنئي دام ظله جمعاً من معوّقي الحرب في اليوم الأخير من أسبوع الدفاع المقدّس. وأعرب عن شكره واحترامه لزوجات وأمّهات وآباء وأبناء وممرّضي المعوّقين.

القاء كلمة في المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية (2011/10/01)
القى سماحة الإمام الخامنئي دام ظله كلمة في المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي أقيم في طهران بحضور رؤساء ووفود من مائة بلد استعرض فيها مشاكل العالم الإسلامي وأسبابها والآليات الكفيلة بتسويتها.

استقبال القائمين على حجّ العام الجاري (2011/10/03)
لدى استقباله القائمين على حجّ العام الجاري اعتبر سماحته دام ظله إحدى الخصائص البارزة لحجّ العام الجاري هي الصحوة الإسلامية في المنطقة وممّا قال: نظراً إلى هذا الحدث المهم فانّ مؤامرة نشر التفرقة وسوء الظن وتهييج المشاعر بين الأمة الإسلامية ستكون أكثر قوّة والسبيل الوحيد لإحباط هذه المؤامرة هو التقارب بين القلوب وتعزيز التضامن.

لقاء الآلاف من النخب الإيرانيين (2011/10/05)
التقى سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الآلاف من نخب البلاد على مدى ساعتين ونصف الساعة وتبادل وجهات النظر معهم. وألقى خطاباً اعتبر فيه أنّه: "ينبغي أن تشعر النخبة بعلقة معنوية حيال البلاد والشعب وعلى صعيد العمل يجب أن يبذلوا ما بوسعهم ويقدّموا التضحية، وذلك لأنّ النخبة لن يكون لهم أيّ تاثير حقيقي أو لن يحلّوا أيّة مشكلة ما لم يشعروا بالعشق حيال مصير البلاد والشعب".

زيارة محافظة كرمانشاه (12/10/2011 م)
قام الإمام الخامنئي دام ظله بزيارة إلى محافظة كرمنشاه استمرت لعدّة أيام تفقّد فيها مختلف أحوال المحافظة والتقى بمختلف فئاتها الشعبية و كان من أبرز محطّات تلك الجولة:

1- إلقاء كلمة فی ملعب (آزادي) في مدینة كرمانشاه أمام الآلاف من أهالیها الذين اجتمعوا لاستقباله.

2 - لقاء رجال الدین من الشیعة والسنة في محافظة كرمانشاه: في الیوم الأول من زیارته، وأشار إلی موجة النزوع للإسلام بعد التحرّكات الأخیرة فی المنطقة و حركة مناهضة الرأسمالیة فی الغرب.

3 - المشاركة في مراسم عسكرية في محافظة كرمانشاه حيث ألقى كلمة ممّا قال فيها: "انّ تكرار الأساليب الحمقاء والخاوية من قبل المنظّرين العاجزين للسياسات الغربية لإثارة الخوف من إيران ستفشل مجدّداً وسيذوقون طعم الهزيمة المرّة مرّة أخرى".

4 - لقاء عوائل الشهداء والمضحّین والجرحى في محافظة كرمانشاه واعتبر أنّ اللقاء بعوائل الشهداء والمضحّین والجرحى من أعظم اللقاءات مؤكّداً بأنّ: روح التضحیة هی التي تنقذ البلد والشعب، وما من مجتمع یمكنه بلوغ العزّة والعظمة من دون روح التضحیة.

5 - لقاء الآلاف من تعبويّي محافظة كرمانشاه في اليوم الثالث من زيارته. وفي الكلمة التي ألقاها في هذا اللقاء بيّن سماحته منشأ التعبئة وخصائصها الفريدة باعتبارها أحد الابتكارات الخالدة والإعجازية للإمام الراحل وكذلك حاجة جميع المجالات الوطنية إلى الروح التعبوية لمواصلة مسيرة تقدّم النظام الإسلامي والتصدّي للتحدّيات.

6 - لقاء الآلاف من الأساتذة والطلبة الجامعيين بمحافظة كرمانشاه حيث أكّد في كلمة ألقاها: أنّ عداء أخبث شياطين العالم للشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية مؤشّر لوعود الباري تعالى.

7 - لقاء أهالي منطقة باوه واورامانات وعبّر سماحته في كلمة القاها عن ارتياحه حيال لقائه أهالي هذه المنطقة مشيداً بصمود ويقظة السنة والشيعة فيها أمام المعادين للثورة من الإنفصاليين خلال الأشهر الأولى من انتصار الثورة.

8 - استقبال المئات من النخب العلمية والثقافية والأدبية والفنية والرياضية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المحافظة في اليوم السابع من زيارته التي طرحت وجهات نظرها بشان مختلف القضايا.

نور من نور1

التودد و المحبة

قال أمير المؤمنين عليه السلام في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ: "ألزِم نَفسَكَ التَّوَدُّدُ، وصَبِّر عَلى مَؤوناتِ النّاسِ نَفسَكَ، وَابذِل لِصَديقِكَ نَفسَكَ ومالَكَ، ولِمَعرِفَتِكَ رِفدَكَ ومَحضَرَكَ، ولِلعامَّةِ بِشرَكَ ومَحَبَّتَكَ، ولِعَدُوِّكَ عَدلَكَ وإنصافَكَ، وَاضنن بِدينِكَ وعِرضِكَ عَن كُلِّ أحَدٍ ، فَإِنَّهُ أسلَمُ لِدينِكَ ودُنياكَ"2.

هذه التوصية جزء من وصايا أميرالمؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية وفيها يقول له: "الزم نفسك التعامل بالمودّة والمحبّة واللطف مع الناس واصبر على تحمّل النفقات والتكاليف والمصاريف التي تأتيك من قبل مشاكل الناس ومتاعبهم فإنّه على الإنسان أن يصبر ويتحمّل أمام المرارات وعدم المبالاة والجفاء الذي يأتيه من قبل الناس".

ثم يبيّن له أنّ هنالك ثلاثة أصناف من الناس الذين يعاشرهم ولكلّ قسم منهم تكليف محدّد وعليه الإتيان بوظيفته المشخصّة معهم وهم:

1 - الأصدقاء الأوفياء والأحبّاء الصادقون، فهؤلاء يستحقّون على الانسان أن يبذل نفسه وماله من أجلهم المعارف من الناس الذين يجلس معهم ويحادثهم ويخالطهم ولكن لا بذلك المستوى الموجود في الصنف الأول وحقّ هؤلاء أنّه إذا جلس معهم وحادثهم وكانوا في مجلسه فعليه أن يقوم بضيافتهم ولا يقصر معهم في شيء من العطاء لهم.

2 - عامّة الناس وهؤلاء يجب أن يتعامل معهم بخلق حسن ومودّة فلا يقطّب وجهه أمامهم و لا يكون حادّ المزاج معهم.

3 - وأما الأعداء فيجب أن يتعامل معهم بالعدل والإنصاف حتى وإن كانوا أعداء يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ.

وأما دينه وعرضه وشرفه ومكانته فهذا يجب التمسّك به ولا يُعرّضه لأحد من الناس أبداً ولكن هذا لا يعني أنّه ومن أجل الحفاظ على شرفه وكرامته وعرضه يباح له أن لا يراعي ولا يحفظ كرامة وشرف الناس بل المقصود هو أن لا يقوم بعمل يوجب إراقة ماء وجهه وكرامته.

1- من أعماق الصلاة، الإمام الخامنئي دام ظله، تفسير سورة الفاتحة
2- تحف العقول: 364، بحارالأنوار: 78/ 246/ 70.

خواطر

قل لهم أن يخرجوا للحرب

خلال اليوم الثّالث أو الرّابع للحرب التقينا جميعاً داخل غرفة العمليّات في مقرّ القيادة العامّة، كنّا نبحث ونتشاور في مجريات الحرب في حضور القادة العسكريّين.

في المحصّلة لن يكون لدى الجمهوريّة الإسلاميّة بعد ثلاثين يوماً ونيفاً أيّة طائرة عسكريّة يمكنها أن تجوب سماءنا لتذود عنها، فاذهب إلى الإمام ووضّح له طبيعة الأمور، قال العسكريون. لا أخفيكم، لقد كان وقع هذا الكلام عليّ شديداً. أخذت تلك الورقة قاصداً الإمام في جمران، وعندما تشرّفت بلقائه نقلت له ما قاله القادة العسكريون.

بعد أن انتهيت من كلامي، نظر الإمام إليّ وقال (ما مضمونه): ما هذا الكلام الذي تقوله ؟ قل لهم أن يخرجوا للحرب، إنّ الله يمدّنا بما يلزم وييسّر أمورنا، ولن تكون هناك من مشكلة! طبعاً لم يكن كلام الإمام مقنعاً إذا ما أردنا أن نزين الأمور بميزان المنطق العسكري والوقائع على الأرض، وليس الإمام بالرجل المتخصّص بالطائرات! لكنّني كنت معتقداً بحقّّانيّة الإمام وبصيرته، وبأنّه مؤيّداً ومسدّداً من الله تعالى، كنت أعلم بأنّ الله عزّوجلّ اختاره لأمر خطير ولا يمكن أن يتخلّى عنه أبداً، هذه كانت عقيدتي في الإمام، ولذلك اطمأنّ قلبي وعدت إلى القادة العسكريّين ونقلت لهم توجيهات الإمام رضوان الله عليه.

...إنّ الأوضاع التي كانت قائمة يومذاك، دفعت بالمهندسين في الأجهزة المعنيّة إلى شحذ الهمم وتفجير ما هو مختزن بداخلهم من طاقات وعلوم ومعرفة، حتّى تمكّنوا من ملء الفراغ و تصنيع القطعات التي كنّا نحتاجها لطائراتنا.

هذه هي صنيعة التوكّل على الله، هذا هو وعد الله الصّادق. عندما يؤكّد الله تعالى في كتابه العزيز ومن عدّة وجوه على أنّ: " لينصرنّ الله من ينصره".

فقه الولي

اشتراط إذن الولي في انعقاد اليمين والنذر والعهد

س: هل يشترط إذن الأب أو الزوج في انعقاد اليمين والنذر والعهد؟ وهل يجب الوفاء لو حلف أو نذر أو عاهد من دون استئذان الوليّ؟ وعلى فرض الاشتراط أو عدمه هل يحلّها الزوج أو الأب أم لا؟
ج:
لم تنعقد يمين الولد والزوجة مع عدم إذن الوالد والزوج، وأمّا في النذر فلا يصح نذر الزوجة مع منع الزوج بل الأحوط اشتراط انعقاده بإذن الزوج، إن كان حاضراً، ولا يشترط نذر الولد بإذن والده على الأظهر وليس له حلّه ولا منعه عن الوفاء به.
 

استفتاءات الامام الخامنئي دام ظله

2011-10-28