ما جری في"معركة أُحد"
حيث طمع المحافظون علی مضيق الجبل بالغنيمة وهو ما أدّی بالتالي إلى هزيمة المسلمين وإلى لوم ربّ العالمين لهم إنما هو نموذج بارز ينبغي أن لا ننساه أبداً
من خطاب له بتاريخ _17/09/2011
القرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة |
الصحوة الإسلامية وأثرها على النهضات والثورات
الصحوة الإسلامية، أعني حالة النهوض و الوعي في الأمة الإسلامية، التي أدت إلى تحوّل كبير بين شعوب المنطقة، والى انتفاضات و ثورات لم تكن تستوعبها أبداً حسابات الشياطين الإقليميين و العالميين. ثورات عظيمة هدمت قلاع الاستبداد والاستكبار و ألحقت الهزيمة بحرّاسها.
مما لاشك فيه أن التطورات الاجتماعية الكبرى تستند دائماً إلي خلفية تاريخية و حضارية، وهي حصيلة تراكم معرفي وتجارب طويلة. في الأعوام المائة و الخمسين الماضية كان حضور الشخصيات الفكرية والجهادية الكبيرة والفاعلة الإسلامية في مصر و العراق وإيران و الهند والبلدان الأخرى الآسيوية والأفريقية مقدمة تمهيدية لهذا الوضع الحالي في دنيا الإسلام.
وإنّ ما جری في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي الميلادي في عدد من البلدان من تطورات أدت إلى تولّي أنظمة تميل غالباً إلى مدارس فكرية مادية، وما تبع ذلك من تورّطها بمقتضى طبيعتها بعد أمد في شراك القوی الاستكبارية والاستعمارية الغربية، إنما هو أيضاً من التجارب المليئة بالعبر و مما كان له سهم وافر في بلورة الأفكار العامة والعميقة الحالية في دنيا الإسلام.
وإن ما شهدته إيران من ثورة إسلامية كبری تحقق فيها علی حد تعبير الإمام الخميني العظيم انتصار الدم على السيف، وإقامة نظام متجذّر و مقتدر و شجاع ومتطوّر متمثل بالجمهورية الإسلامية،وأثر ذلك على الصحوة الإسلامية الراهنة، هو أيضاً يشكل فصلاً مُسهباً يحتاج إلى بحث و تحقيق، وسيستوعب حتماً مساحة هامة في تحليل وتدوين الوضع الحالي لدنيا الإسلام.
والحصيلة أن الحقائق المتزايدة الحالية في دنيا الإسلام، ليست بالحوادث المنفصلة عن جذورها التاريخية وأرضيتها الاجتماعية والفكرية، ولذلك من العبث أن يعمد الأعداء أو السطحيون إلى اعتبارها موجة عابرة وحادثة سطحية، وأن يحاولوا بتحليلاتهم المنحرفة والمغرضة إطفاء شعلة الأمل في قلوب الشعوب.
إنني فـــي حديثي الأخـوي هذا أريد أن أقف عند ثلاث نقاط أساسية:
1- نظرة مجملة في هوية هذه النهضات والثورات
أعتقد أن أهم عنصر في هذه الثورات الحضور الواقعي والشمولي للشعوب في ميدان العمل و ساحة النضال و الجهاد، لا فقط بقلوبهم وبعواطفهم و إيمانهم، بل أيضاً بأجسامهم وإقدامهم.
إن الفرق كبير و عميق بين مثل هذا الحضور، و بين انقلاب يقوم به جمع من العسكريين أو مجموعة مناضلة مسلحة أمام شعب لا يتفاعل معهم أو حتى أن لا يكون راضياً عنهم.
إن هذا يختلف كل الاختلاف مع تغيير تنهض به جماهير الشعب التي تندفع بأجسامها و أرواحها إلى الميدان و تطرد العدو من الساحة.
وهنا فقط تصنع الجماهير شعاراتها، و تعيّن أهدافها وتشخّص عدوّها و تفضحه و تتعقّبه، و ترسم – ولو بإجمال – مستقبلها، وبالنتيجة تقطع الطريق على الخواص المهزومين والملوثين بل من الأولى على عناصر العدوّ المندسة من أن يعمدوا إلى الانحراف ومداهنة العدوّ وتغيير المسير.
إن التحرّك الجماهيري قد يؤدّي إلى تأخّر الانتصار النهائي للثورة، ولكنه يبتعد عن السطحية وعن عدم الثبات. إنه من مصاديق الكلمة الطيبة التي قال عنها سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾ يمكن بوضوح تشخيص أن أصول الثورات الحالية في مصر وبقية البلدان تتجلّی بالدرجة الأولی في:
- إحياء وتجديد العزة و الكرامة الوطنية التي انتُهكت علی يد الهيمنة الدكتاتورية للحكام الفاسدين والسلطة السياسية لأمريكا والغرب.
- رفع راية الإسلام الذي يمثل العمق العقائدي و العاطفي للشعب و توفير الأمن النفسي والعدالة والتقدم و التفتح مما لا يتحقق إلاّ في ظلّ الشريعة الإسلامية.
- الصمود أمام النفوذ و السيطرة الأمريكية و الأُوروبية التي أنزلت خلال أعوام أكبر الضربات و الخسائر والإهانات بشعوب هذه البلدان.
- النضال ضد الكيان الصهيوني الغاصب ودولته اللقيطة التي غرسها الاستعمار مثل خنجر في خاصرة بلدان المنطقة وجعلها وسيلة لاستمرار سلطته المتجبّرة، و شرّد شعباً من أرضه التاريخية.
2- الآفات والأخطار والعقبات الكبرى التي تقففي طريق النهضات
لابد من التأكيد أولاً أن الآفات و الأخطار موجودة، ولكنّ هناك أيضاً سبلٌ للوقاية منها. لا ينبغي أن تكون الأخطار مبعث خوف الشعوب، دعوا الأعداء يخافوكم و اعلموا ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ ربّ العزة و الجلال يقول بشأن فئة من المجاهدين في عصر الرسالة: ﴿ الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم﴾.
ولابدّ من معرفة الأخطار والآفات للوقاية من الحيرة والترديد عند مواجهتها، و لنكون على معرفة مسبقة بتشخيص علاجها.
إنني أقسّم هذه الأخطار و الآفات على قسمين:
1 - ما كان له جذور في داخلنا و ينبثق من ضعفنا.
2 - وما كان نتيجةً مباشرةً لتخطيط أعدائنا.
- القسم الأول هو من قبيل: الشعور والظن بأن سقوط الحاكم العميل و الفاسد و الديكتاتور هو نهاية الطريق. إن هذا سوف يبعث على الارتخاء وراحة البال والغرق في نشوة النصر، وما يتبع ذلك من ضعف الدوافع وهبوط العزائم. هذا هو الخطر الأول.
هذا فضلاً عن إثارة الاختلافات و خلق الصراعات بين الثوريين والاختراق من خلف جبهة النضال التي هي أيضاً من الآفات الكبرى التي يجب الفرار منها بكل ما أوتينا من قوة.
- أما آفات القسم الثاني: فإن شعوب المنطقة قد خبرتها غالباً في الحوادث المختلفة. و أولها تولّي الأمور عناصر تعتقد أن لها التزامات أمام أميركا والغرب.
ولو أن هذه الخطط لم تفلح بأجمعها فإن تجربتنا تقول إنهم سيعمدون إلى أساليب منها إثارة الفوضى و الاغتيالات والحرب الداخلية بين أتباع الأديان أو القوميات والقبائل والأحزاب، بل بين الشعوب و البلدان الجارة، إلى جانب فرض الحصار الاقتصادي والمقاطعة وتجميد الأرصدة الوطنية وأيضاً الهجوم الشامل الإعلامي و الدعائي. إن الهدف من وراء كل ذلك جعل الشعوب تشعر بالتعب واليأس، والثوار بالترديد والندم، والأعداء يعلمون أن مثل هذه الحالة تجعل هزيمة الثورة ممكنة و ميسورة. اغتيال النخب الصالحة و الفاعلة أو الإساءة إلى سمعة بعضهم، و من جهة أخری شراء ذمم العناصر الهزيلة هي أيضاً من الأساليب المتداولة للقوی الغربية وأدعياء التمدن والأخلاق!!
3- اقتراحات بشأن مواجهة هذه الآفات والأخطار ومعالجتها
وفي آخر قسم من حديثي أضع أمام تشخيصكم وانتخابكم توصيات استقيها من تجاربنا العديدة في إيران و من مطالعة دقيقة لبقية البلدان.
أول الحديث هو أنه من الممكن التغلّب علی كل هذه الموانع الآفات و اجتيازها اجتيازاً منتصراً بالاتكال علی الله و الاعتماد عليه وحسن الظن بما ورد في كتابه العزيز من وعد بالنصر، والتحلّي بالتعقل و العزم و الشجاعة.
أ ـ توصيتي الهامة: أن تروا أنفسكم دائماً في الساحة: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾، واجعلوا الله سبحانه نصب أعينكم و ثقوا بأنه في عونكم: ﴿ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾، و أن لا تكون الانتصارات مبعث غرور وغفلة: ﴿ اِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَ الْفَتْحُ ورأيت النّاسَ يَدْخُلُونَ في دينِ اللهِ أفواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كانَ تَوّاباً ﴾ هذه دعامات حقيقية لكل شعب مؤمن.
ب ـ توصيتي الأخرى: إعادة قراءة أصول الثورة بشكل مستمر، الشعارات و الأصول يجب أن تخضع للتنقيح و التطبيق مع أصول الإسلام و محكماته. الاستقلال و الحرية والعدالة، و عدم الاستسلام أمام الاستبداد والاستعمار، ورفض التمييز القومي والعنصري والمذهبي، ورفض الصهيونية رفضاً صريحاً وهي التي تشكل أركان النهضات المعاصرة في البلدان الإسلامية، هي بأجمعها مستقاة من الإسلام والقرآن. دوّنوا مبادئكم، و حافظوا بحساسية كبيرة علی أصالتكم، ولا تدعوا أعداءكم يدوّنون نظام مستقبلكم، لا تدعوا أصولكم الإسلامية تُقدم قرباناً علی مذبح المصالح العابرة.
ج ـ توصيتي المهمة الأخرى: الحذر من الاختلافات المذهبية والقومية والعنصرية والقبلية والحدودية. اعترفوا بالتفاوت ووجّهوه بإدارة حاذقة، فالتفاهم بين المذاهب مفتاح النجاة.
د ـ ثقوا بجيل شبابكم وأحيوا روح الثقة بالنفس في وجودهم وغذّوهم بتجارب الآباء و الأجداد.
خلاصة الحديث: إن الكلام عن الصحوة الإسلامية ليس بحديث عن مفهوم مبهم غير مشخص ويقبل التأويل والتفسير، إنه حديث عن واقع خارجي مشهود و محسوس ملأ الأجواء وفجّر الثورات الكبرى وأسقط عناصر خطرة في جبهة الأعداء وأخرجهم من الساحة، ومع ذلك فالساحة لا تزال هشّة و تحتاج إلى بلورة و إلى تحقيق الأهداف النهائية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في مؤتمر الصحوة الإسلامية العالمي_17/09/2011
نشاطات القائد |
مؤتمر الصحوة الإسلامية_2011-09-17
أكد الإمام الخامنئي دم ظله خلال افتتاحه مؤتمر الصحوة الإسلامية، الذي انعقد في طهران أن "الشعوب هي التي دخلت بنفسها في الساحة لتحقيق مطالبها بالحرية والكرامة والعزة، ولن يستطيع المستكبرون وعلى رأسهم أمريكا وحلفاؤها بعد ذلك فرض هيمنتهم على الشعوب".
زيارة عتبة الإمام الرضا عليه السلام_2011-09-15
زار الإمام الخامنئي دلم ظله الروضة المباركة للإمام علي بن موسى الرضا علي السلام في مدينة مشهد المقدسة وقام بإزالة الغبار عن الضريح الشريف وتعطيره.
استقبال العلماء والمفكّرين المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام_ 2011-09-14
تحدّث الإمام الخامنئي دام ظله، عن الطاقات الموجودة لدى أتباع أهل البيت عليهم السلام وكذلك التهديدات التي يواجهها عالم التشيع والأمة الإسلامية، مؤكّداً القول: "إن الانتفاضات الإسلامية الكبيرة التي يشهدها العالم الإسلامي حالياً، هي انطلاقة لتطوّر أكبر وسيادة الإسلام، وأن موقف أتباع أهل البيت عليهم السلام، يتمثّل في دعم هذه الحركات الإسلامية".
موضحاً: "إن أول دولة وشعب قد استطاع تأسيس نظام مبني على الإسلام والقرآن الكريم كان بلداً وشعباً محبا ومتبعا لأهل البيت عليهم السلام."
وأكد سماحة الإمام الخامنئي دام ظله في الختام أن "التطوّرات الراهنة في العالم الإسلامي تبشر بمستقبل زاهر وأن بوادر هذا المستقبل الزاهر والتطوّر العظيم قد ظهرت".
استقبال رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة_2011-09-08
دعا الإمام الخامنئي دام ظله لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، للتأمل في الماضي العريق جداً لوجود الفقه السياسي في فقه الشيعة، موضحاً أنه رغم هذه السوابق العريقة والمتجذّرة، إلا أن تأسيس النظام المبني على أساس الفقه الإسلامي خطوة لم يكن لها مثيل قبل نهضة الإمام الخميني الراحل { وكان الإمام، أوّل من بنى صرح نظام سياسي مبني على سيادة الشعب الدينية وولاية الفقيه من الناحيتين النظرية والعملية.
إستقبال المسؤولين بمناسبة عيد الفطر السعيد_2011-09-03
بمناسبة عيد الفطر السعيد استقبل الإمام علي الخامنئي دام ظله جمعاً من المسؤولين ومختلف شرائح الشعب في حسينية الإمام الخميني قدس سره واعتبر في كلمته، الصحوة الإسلامية في المنطقة عودة للمسلمين إلى هويّتهم الإسلامية الأصيلة.
وشدّد سماحته على أن الصحوة الإسلامية في المنطقة وتواجد الجماهير في الساحة للإمساك بزمام مصيرها تجربة على جانب كبير من الأهمية والقيمة في تاريخ الإسلام مضيفاً: "الأحداث التي تجري في المرحلة "الراهنة في مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين وبعض البلدان الأخرى هي أحداث مصيرية حاسمة للشعوب المسلمة".
إصدار عفو عن عدد من السجناء بمناسبة عيد الفطر المبارك_2011-09-03
أصدر الإمام الخامنئي دام ظله عفواً عن عدد من السجناء وأمر تخفيض حكم عدد آخر من المحكومين في المحاكم العامة والثورية ودائرة التعزيرات الحكومية والقضاء العسكري، عشية عيد الفطر وذلك تلبية لطلب رئيس السلطة القضائية آية الله آملي لاريجاني.
إمامة صلاة العيد في عيد الفطر، في طهران_2011-8-31
هنّأ الإمام الخامنئي دام ظله في الخطبة الأولى من الصلاة الشعب الإيراني والأمة الإسلامية العظيمة بمناسبة عيد الفطر المبارك معتبراً السعي الذي يبذله الناس للمحافظة على مكتسبات شهر رمضان المبارك بأنها مدعاة لاستمرار البركة والتوفيقات الإلهية على مرّ السنين وقال: إن المحافظة على المكاسب الرمضانية العظيمة مثل "التقوى، الأنس بالقران، المناجاة مع الله والنقاء الروحي" تحوّل الحياة الفردية والاجتماعية إلى محيط آمن ومأمون وتنشر المحبة والعاطفة في أجواء المجتمع.
وفي الخطبة الثانية من الصلاة ثمّن سماحته دام ظله التواجد القيّم والملحمي للشعب في مسيرات يوم القدس وأضاف: “البصيرة والإرادة العامة” للناس هي نعمة إلهية عظيمة يجب الشكر عليها.
وأعرب الإمام الخامنئي دام ظله عن قلقه الشديد حيال أوضاع الشعب البحريني وأضاف:"إن هذه الشعب المظلوم يتعرض إلى الجفاء والجور ولا يتم الوفاء بالوعود التي تقطع له".
نور من نور1 |
تفسير مالك يوم الدين
يقول الإمام الخامنئي دام ظله في تفسير قوله تعالى: "مالك يوم الدين": يوم الجزاء، يوم النهاية والمصير والعاقبة، الجميع يسعى من أجل العاقبة، المادي والعابد مشتركان في هذا الأمر، كلاهما يبحث عن طريق المصير والعاقبة، وإنما يختلفان في أن كل واحد منهما يفهم المصير بشكل مختلف، فعاقبة المادي هي ساعة أخرى ويوم آخر وسنة أو عدة سنين أخرى، شيخوخة وكهولة وفناء، وأما العابد فنظرته واسعة ورؤيته أبعد من ذلك، وليست الدنيا في نظره مغلقة ومحدودة ومسوّرة، بل الدنيا واسعة والمستقبل غير محدود، وهذا مستلزم لأمل غير محدود، وجهد لا يعرف الملل، إن الذي لا يرى الموت موجباً لانقطاع الرجاء، بل يــرى نتيجــة عملــه وثوابه متوقفة على الموت، بوسعه أن يستمر حتى آخر لحظة من حياته بنفس الحماس والتحرك الذي ابتدأ به العمل والسعي لنيل رضى الله.
إستذكار أن الله هو المالك، وصاحب القرار والجزاء يوم القيامة، وهو الذي يوجّه المصلّي الوجهة الصحيحة، ويجعل لأعماله سمة إلهية، فتصبح حياته بجميع مظاهرها لأجل الله وفي سبيله، ويبذل جميع جهوده وكل شيء عنده في طريق تكامل البشرية وتساميها، ذلك أنه الطريق الوحيد لمرضاة الله تعالى.
ومن جهة أخرى، يحرّره من الإعتماد على الأفكار الواهية والآمال الكاذبة، ويقوّي فيه الرجاء الواقعي في العمل، إن النظم الخاطئة والمنحرفة في هذه الدنيا قد تمكن العناصر الضعيفة المنتهزة للفرص أن تحسّن أوضاعها عن طريق الخداع والرياء والكذب، وأن تجني ثمار كدّ الآخرين وكدحهم، ولكن في عالم الآخرة حيث يكون الله العالم العادل مالكاً زمام الأمور جميعها، وحيث لا يمكن الخداع والكذب والرياء فسوف لا يحصل أحد على شيء دون عمل.
1 ـ من أعماق الصلاة، الإمام الخامنئي دام ظله، تفسير سورة الفاتحة
خواطر |
قيمة إمامة صلاة الجماعة
يشرح الإمام الخامنئي دام ظله علاقته وتفاعله مع إمامة الجماعة قائلاً: أنا اعتقد كثيراً بسنّة إمامة الصلاة، قد لا يقبل ذلك البعض ولكنّي أعلم أن إمامة الصلاة عمل جيد ومؤثر ومليء بالحيوية والنشاط لأنني كنت أؤم الصلاة لمدة طويلة.
إن في إمامة الصلاة خواص لا يستطيع أن يفهمها في أغلب الأوقات من لم يقم بهذا العمل. كذلك لا يستطيع أن يتفهم طعمها من يصلي في المسجد ويخرج منه فوراً لمتابعة أعماله، فإمامة الصلاة تعني أن يعتقد الإنسان بأن المسجد هو محل عمله، فعلى الإمام أن يذهب إلى المسجد قبل حلول وقت الصلاة وحتى قبل حضور الآخرين ليشاهد وضع المسجد عن كثب ويرفع نواقصه وإشكالاته الظاهرية ثم يفرش سجّادته وينتظر مجيء الناس، ويحتك بهم على قدر استطاعته ويحييهم ويسعى إلى حل مشاكلهم على حدّ ما يتيسّر له، لا أن يكون خادماً لأعمالهم الخاصة.
ثم أن عليه أن يجلس في المسجد ليراجعه الناس وليشكوا له همومهم. وبعد انقضاء الصلاة، ليطرح على الناس بعض المسائل وليفسّر لهم بعض الآيات أو الأحاديث وليتكلم معهم وليخرج من المسجد بعد أن يكون قد قضى ساعة من وقته في هذا المكان.
أنا أعتقد إن إماماً كهذا هو فرد مؤثّر ومفيد ومبارك... لأن الناس الذين يذهبون إلى مسجده، يعلمون بأنّه رجل يريد لهم الخير والصلاح، والآخرين الذين لا يذهبون إلى ذلك المسجد سيسمعون بسمعته وحسن شهرته.
فقه الولي |
س: لمواجهة الغزو الثقافي على مجتمعنا الإسلامي، ما هو واجب المرأة في الوقت الحاضر؟.
ج: أحد أهم واجباتها هو الإحتفاظ بالحجاب الإسلامي وترويجه، والتحرّز عن الملابس التي تعدّ تقليداً للثقافة المعادية.
س: نلاحظ تكرار لفظ الضرورة كشرط في جواز لمس الطبيب للمرأة أو النظر، فما معنى الضرورة؟ وما هي حدودها؟
ج: المراد بضرورة اللمس والنظر في مقام العلاج، توقّف تشخيص المرض وعلاجه عليهما عرفاً، ويرجع في حدودها الى مقدار التوقّف والحاجة.
استفتاءات الامام الخامنئي دام ظله
2011-09-30