الموضوع: تعطش الشعب للشهادة ودورها في إحباط مؤامرات الأعداء
بلاغ
المخاطب: الشعب الإيراني
عدد الزوار: 246
التاريخ: 16 شهريور 1359 هـ. ش/ 27 شوال 1400 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: الذكرى السنوية الأليمة لفاجعة 17 شهريور
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
إن السابع عشر من شهريور 1357 هو يوم من أيام الله الذي يحييه الشعب الإيراني الشريف كبقية أيام الله وقد واجه الشعب الإيراني خلال ثورته المباركة أياماً مشابهة ليوم 17 شهريور.
وخرج شعبنا من هذه المشاكل منتصراً شامخ الرأس وأصبح محط اهتمام العالم كله من خلال تقديمه الشهداء في سبيل الإسلام والوطن وتقديم التضحيات الجسيمة في ساحة الجهاد والنضال.
لقد ظن الأعداء أنه بإمكانهم التأثير على عزيمة الشعب وإرادته وثنيه عن المشاركة في الثورة الإسلامية العظيمة عن طريق المؤامرات والفتن، غافلين عن أن الثورة التي تقوم في سبيل الله والمبنية على العقيدة والإيمان لا يمكن أن تتوقف وتتراجع. إن شعبنا اليوم يعتبر الشهادة جزءاً من حياته وهو لا يخشى أية قوة، فكل من يملك سلاحاً كالشهادة في قاموسه الديني والعقائدي، لا يخشى العدو ولا يهاب المخاطر.
مِمَّ يخاف شعب يسرع فيه العريس وعروسه للشهادة؟
فالشعب الذي يرى في الشهادة سعادة، منتصر لا محالة.
والشعب الذي سخر نفسه لخدمة الإسلام سينتصر بالتأكيد.
إن أعداء الشعوب المستضعفة قد عزموا على إثارة التفرقة بين المسلمين من خلال تحريض شياطينهم المنتشرين في كل مكان، ولكن الجموع المليونية المسلحة التي نهلت من تعاليم الإسلام الحنيف ستفضح أمرهم وتسحقهم وتمنعهم من تنفيذ مؤامراتهم الدنيئة هذه.
إنهم يواجهون الإسلام باسم الإسلام والقرآن باسم القرآن وهو ليس أمراً جديداً إذ ارتكبوا الكثير من الخيانات العظمى سابقاً.
لقد عرف الإسلام عبر تاريخه المديد، العديد من هؤلاء الخونة وأرسلهم جميعاً إلى مأوى الشياطين. فشعبنا الأعزل قد انتصر في الأمس على القوى الشيطانية بشعار الله أكبر واليوم والحمد للّه لدينا قوة مدربة ومؤهلة عسكرياً يمكنها أن تواجه الأعداء بالإعتماد على القدرة الإلهية وسلاح الشهادة في سبيل الله. إن الشعب الذي يمتلك في تاريخه يوم 15 خرداد الدامي، و 17 شهريور يوم انتصار الدم والحق، ويوم الجمعة الأسود الذي تم فيه القضاء على النظام الخائن، لا يخشى الحصار الإقتصادي والعسكري أبداً. فلم تكن المادة والدنيا هدفاً لنا في يوم من الأيام حتى نخشى الحصار.
أيها الشعب الأبي. استعد لمواجهة القوى الإستكبارية.
أيتها القوات المسلحة، يا جنود الإسلام وحماته جهزوا أنفسكم بالسلاح والصلاح ولا تسمحوا للخوف أن ينفذ إلى قلوبكم فالله معكم.
دافعوا عن دين الله ودولة التوحيد ينصركم الله.
أسأل الله، العظمة للإسلام والشعب المجاهد والرحمة لشهداء الثورة وخاصة شهداء 17 شهريور والصبر والسلوان لعائلات الشهداء. وأسأله أن يحفظنا من شر أعداء الإسلام وخاصة مثيري الفتن والتفرقة بين المسلمين. والسلام على عباد الله الصالحين ورحمة الله
16 شهريور 1359
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج13، ص: 143-144
2011-05-23