يتم التحميل...

الإمام الرضا عليه السلام والواقفة

شهادة الإمام الرضا(ع)

قصة الوقف لم تكن قصة اعتقادية لها أسس متينة متوغلة في القدم وإنما فكرة نشأت أخيراً لأسباب مادية تافهة. و الظرف القاسي والظالم الذي كان يعيشه أهل البيت عليهم السلام ساعد كثيراً على خلق هذه الفكرة وأمثالها لأنّه عندما لا يستطيع الإمام أن يعيّن وصيّه ونائبه من بعده،

عدد الزوار: 252

قصة الوقف لم تكن قصة اعتقادية لها أسس متينة متوغلة في القدم وإنما فكرة نشأت أخيراً لأسباب مادية تافهة. و الظرف القاسي والظالم الذي كان يعيشه أهل البيت عليهم السلام ساعد كثيراً على خلق هذه الفكرة وأمثالها لأنّه عندما لا يستطيع الإمام أن يعيّن وصيّه ونائبه من بعده، وعند ما يتشرّد أولاد الأئمة الصالحين من علمائهم شرّ تشريد في بقاع الأرض، وعندما يبقى الإمام موسى بن جعفر في سجن الرشيد سنوات سبع، وعندما يظلل الناس جو خانق من الظلم والرعب والقهر والقسر والغلبة، عند ذلك كلّه يستطيع الشيطان أن يلعب لعبته الخبيثة ليفرق الموالين واحداً عن الآخر وكل يتخذ موقفاً مبايناً في العمل والعقيدة للموقف الآخر ممّا يؤدي بالتالي إلى التشرذم والتفرق والانكسار أمام شوكة الظلم والباطل. وهذا ما كان يتوخاه الحاكم الظالم من إلقاء جو الرعب والقتل والتشريد.

وقد لعبت الدنيا في رأس جماعة كانوا من خلص أصحاب الإمام الكاظم فغيّرتهم عن منهج الحقّ وأكلوا أموالاً طائلة لا يحلّ لهم أكلها، وابتدعوا هذا المنهج الجديد ووقفوا عند الإمام موسى بن جعفر لا يتجاوزونه وأنكروا على الإمام الرضا إمامته ووصيته الشرعية رغم وضوحها لديهم ولكن حبّ الدنيا رأس كل خطيئة.

وقد ظهرت هذه الفكرة وروج لها بعض كبار أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كعلي بن حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي ويعتبر هؤلاء الثلاثة أقطاب الوقف وأول من خلق هذه البدعة.
وقد حاول هؤلاء منذ زمن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أن يشوّشوا مفهوم الإمامة ويخلقوا بذور مذهبهم الجديد ببعض أخبار سمعوها لم يفهموا معناها غير أن الإمام الكاظم أبان لهم فهمها والمقصود منها.

فقد روي في الغيبة عن الحسن بن الحسن في حديث له، قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام أسألك.
فقال: سل إمامك.
فقلت: من تعني فإنّي لا أعرف إماماً غيرك.
قال: هو علي ابني قد نحلته كنيتي.
قلت: سيدي أنقذني من النار، فإن أبا عبد الله عليه السلام قال: إنّك القائم بهذا الأمر.
قال: أولم أكن قائماً؟ ثم قال: يا حسن ما من إمام يكون قائماً في أمّة إلاّ وهو قائمهم فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم، فكلنا قائم فأصرف جميع ما كنت تعاملني به إلى ابني علي فالله الله ما أنا فعلت ذلك به بل الله فعل ذلك به حبّا .1

وهذا الحديث يكشف مدي التشوّش الفكري الذي كانوا يعانون وأنّ الفكرة بدأت بذورها من يوم سماع مثل هذه الروايات التي عصي عليهم فهمها ولكن الإمام أوضح لهم خطأهم في مثل هذا الفهم . 2


1- الغيبة / الشيخ الطوسي ص41.
2- الإمام الرضا عرض وتحليل / العلامة عفيف النابلسي_ قصة الواقفة.

2012-01-10