الحث على التعجيل في الاعطاء
مواعظ حسنة
ينبغي للمعطى المنفق، عند ظهور داعية الخير من باطنه، ان يغتنم الفرصة، و يسارع الى الامتثال، تعجيلا لادخال السرور في قلوب الفقراء و حذرا عن عوائق الزمان المانعة عن الخيرات، و علما بان في التاخير آفات فما اسرع تقلبه اذا لم يسارع في البذل ،
عدد الزوار: 110
ينبغي للمعطى المنفق، عند ظهور داعية الخير من باطنه، ان يغتنم الفرصة، و يسارع الى الامتثال، تعجيلا لادخال السرور في قلوب الفقراء و حذرا عن عوائق الزمان المانعة عن الخيرات، و علما بان في التاخير آفات فما اسرع تقلبه اذا لم يسارع في البذل ، و الشيطان يعد الفقر و يامر بالفحشاء و المنكر، ، وفي الإسراع بالبذل يصون الفقراء عن الاضطرار الى السؤال، و روى: "ان امير المؤمنين عليه السلام بعث الى رجل بخمسة اوساق من تمر ، و كان الرجل ممن ترجى نوافله، و يؤمل نائله و رفده، و كان لا يسال عليا و لا غيره شيئا، فقال رجل لامير المؤمنين عليه السلام و الله ما سالك فلان شيئا! و لقد كان يجزيه من الخمسة او ساق و سق واحد. فقال له امير المؤمنين عليه السلام: لا كثر الله في المؤمنين ضربك! اعطى انا، و تبخل انت! لله انت! اذا انا لم اعط الذي يرجوني الا من بعد المسالة، ثم اعطيه بعد المسالة، فلم اعطه الا ثمن ما اخذت منه، و ذلك لانى عرضته ان يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربى و ربه عز و جل عند تعبده له و طلب حوائجه اليه. فمن فعل هذا باخيه المسلم، و قد عرف انه موضع لصلته و معروفه، فلم يصدق الله في دعائه، حيث يتمنى له الجنة بلسانه، و يبخل عليه بالحطام من ماله".
ثم ينبغي ان يعين لاداء صدقته وقتا فاضلا، كيوم الغدير و شهر ذى الحجة، لاسيما العشرة الاولى، او شهر رمضان، لا سيما العشرة الاخيرة، و قد ورد ان رسول الله-صلى الله عليه و آله- كان اجود الخلق، و كان في رمضان كالريح المرسلة، لا يمسك فيه شيئا.
فضيلة اعلان الصدقة الواجبة
الصدقة الواجبة، اعني الزكاة، اعلانها افضل من اسرارها-ان كان في اظهارها ترغيب للناس في الاقتداء، و امن من تطرق الرياء، و لم يكن الفقير بحيث يستحيي من اخذها علانية. قال الصادق عليه السلام: "كلما فرض الله عليك فاعلانه افضل من اسراره، و كلما كان تطوعا فاسراره افضل من اعلانه، و لو ان رجلا حمل زكاة ماله على عاتقه علانية كان ذلك حسنا جميلا". و قال في قوله تعالى: ﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ البقرة:271 .
"هي ما سوى الزكاة علانية غير سر". فلو دخل في نفسه الرياء مع الاظهار، او كان الفقير يستحيى من اخذها علانية، كان الاسرار بها افضل: اما الاول: فظاهر، و اما الثاني: فلما روى: "انه قيل لابي جعفر الباقر عليه السلام: الرجل من اصحابنا يستحي من ان ياخذ من الزكاة، فاعطيه من الزكاة و لا اسمى له انها من الزكاة. فقال: اعطه و لا تسم له، و لا تذل المؤمن".
و بالجملة: الاعلان كما يتصور فيه فائدة الترغيب، يتطرق اليه محذور الرياء و المن و الاذى، و ذلك يختلف بالاحوال و الاشخاص. فبالنظر الى بعض الاحوال و الاشخاص، يكون الاعلان افضل، و بالنظر الى بعض آخر، يكون الاسرار افضل. فلا بد لكل منفق ان يلاحظ حاله و وقته و يقابل الفائدة بالمحذور، و يختار ما هو الافضل. و من عرف الفوائد و الغوائل و لم ينظر بعين الشهوة، اتضح له ما هو الاولى و الاليق.
* جامع السعادات / العارف النراقي ج 1 - الحث على التعجيل في الاعطاء.
2012-01-09